أثناء مشاهدة ذلك الفتي المجنون يبتعد بدأ الناس في الهمهمة بين بعضهم
حيث كانو يناقشون ما حدث الأن امامهم، لقد كان المهرج المجنون رعب مما تصورو مما جعلهم يفقدون أملهم في الانتقام منه، وما زاد الطين بلة هو ان معظمهم لم يكمل المحاكمة لذلك حصلو علي تأثير اضعاف
أثناء تفكير الجميع في حسرتهم بدأ رئيس نقابة الشمس ليونارد بالحديث بصوت عال
"تعلن نقابة الشمس عن رغبتها في ضم أي شخص يريد الإنضمام، سنساعدك في المحاكمات المستقبلية حتي تنجو من هذا العالم المتهالك"
توقف ليونارد قليلا كي يري تعابير وجوه الجميع ثم تابع بصوت اعلي من ذي قبل بعد ان تأكد انه صل علي اهتمامهم
" كما سمع الجميع ذلك المهرج، المحاكمة هذه المرة عبارة عن محاكمة جماعية، لا نعلم اذا كان هذا سيتكرر في المستقبل لكننا متأكدن اننا سنحتاج الي نظام النقابات كي نستطيع الصمود ودعم بعضنا بضعا، لذلك اعلن عن رغبتي في ضمكم جميعا كي ننجوا معا في هذا العالم المتهالك ونصل للعالم الاخر "
بدأ الجميع في وزن خياراتهم، لم يكن خطاب ليونارد مؤثر او مبهرج بالكلمات لكنه كان موضوعي بحيث صلت الأضواء علي فائدة النقابات دون تعقيد
بدأ الكثير من الناس في الإندفاع ناحية الشمس كي ينضمو الي هذا النظام المسمي بالنقابات
بدأ اعضاء النقابة في مساعدتهم في الإنضمام و شرح كافة القواعد بينما كان البعض الاخر مازالون يفكرون فيما اذا كان ينبغي عليهم الإنضمام ام لا
أثناء هذا المشهد الذي بدا وكأنه تجمع لموظفين حكوميين بدأ الأخوان ألبرت و ميليسيا في الإبتعاد عن الحشد الكبير
لم تجعلهم كل هذه الأحداث ينسون مهمتهم المتمثلة في الإطمئنان علي والديهم
عندها لاحظو شخص ما يقترب منهم ركضا لدرجة انه كاد ان يتدحرج علي الارض
توقف الأخوان كي يرو اذا ما كان هذا شخص يعرفونه، لكنه للأسف لم يكن شخصا يعرفونه
بل كان شخص ذو مظهر عادي بعيون سوداء وشعر بلون مماثل، الشيء الوحيد المميز هو انه كان يمتلك شامة بجانب انفه
عندنا اقترب منهما الفي ذو الشعر الأسود بدأ بمد يده بينما كان يقول "أ...أهلا أنا هو كلارك من نقاة الشمس، يريد الرئيس ان يضمكما معه أيها السيد ألبرت و السيدة ميليسيا"
عندما سمعه كل من ألبرت و ميليسيا تفاجئ الإثنان من معرفته لهما لذلك بادراه بالسؤال " كيف علمت أننا مليسيا و ألبرت؟"
بدا الفتي وكأنه ارتبك قليلا ثم أجاب علي السؤال من الأخوين" لدينا شخص ماهر في التحليل لديه مهارة خاصة بالكشف عن الأخريين"
تجهم كل من مليسيا و ألبرت من كلام الفتي امامهم، اذا كان كلامه صحيح فهذه المهارة قوية جدا كي يكتشفهما من بين جميع الحضور، علي أقل تقدير سيكون في الفئة الاستثنائية ان لم يكن في الأسطورية
لم يفهم الفتي سبب تجهمهما لكنه ظن ان ذلك لأن رئيس النقابة لم يأتي اليهما بنفسه بل ارسل تابع له
"ف....في الواقع رئيس نقابتنا مشغول جدا لذلك يعتذر لأنه لم يحضر شخصيا"
رد عليه ألبرت "حسنا لا تقلق، هذا لا يهم الأن خذنا الي رئيسك"
عندما سمعت ميلسيا ذلك بدأت في النظر نحو ألبرت بنظرة كادت تخترق جسده، لقد كانو ذاهبين للإطمئنان علي والديهم، لماذا بحق الجحيم سيضيعون وقتهم مع هذه النقابة
فهم ألبرت تعابير أخته لذلك أسرع بالإشارة الي الفتي بالذهاب وانه سيلحق ورائه ثم التفت الي ميلسيا
" ميليسا يا أختي اعزيزة، برأيك هل تظنين ان والدينا سيبقون في المنزل وسط كل هذه الأحداث، هذا اذا لم يكونو يريدون الموت"
"لم أرد قول هذا لكننا نحتاج الي استخدام هؤلاء الأشخاص في البحث عنهم، بالإضافة لذلك ليس هناك شيء لنخسره"
بدا ان ميليسا قد فهمت مقصد ألبرت ثم تابع الإثنان خلف الفتي المتردد متجهين الي رئيس نقابة الشمس ليونارد
........................
أثناء انشغال الجميع بالبحث عن فرق او الإنضمامالي نقابة ما، كان ثيو يستحم بسبب الدم الكثيف الذي كان يغطيه
" اليوم..... لقد أزهقت روحا"
بدا تعبير ثيو فارغ عندما قال هذه الجملة بدا وكأن عينيه الجميلتين تحولا الي أعين سمكة ميتة
بدأ ثيو في الحديث مع نفسه أثناء انهمار الماء علي رأسه مسببا تشويه رؤيته
" لا أعلم..... انه غريب"
"أنه أمر غريب حقا أنني أزهقت تلك الأرواح لكنني لم أشعر ولو بقطرة واحدة من الذنب"
"لم يرف جفني حتي..."
"هل كان كل ذلك الحديث عن الندم و الحسرة التي تلي القتل مجرد هراء افلام؟؟!"
"هل كان كل هذا الكلام في الكتب عن معاناة القاتل مجرد هراء يخيفون به الأخرين كي لا يحاولون القتل؟؟ "
"هل القتل شيء طبيعي هكذا؟؟ "
" أم.... أنا من تحولت لوحش"
عندما قال ثيو هذه الكلمة مان يظر الي نافذة الحالة تحديدا في وصف فئته المحبوبة، ذلك السطر المكتوب بالدم " يقتلون بدم أكثر من بارد و قلبهم أشد من الحجر"
" ...... "
" هل أنا حقا أتحول لوحش؟ "
" لا.... أظنني تحولت بالفعل "
" هل هذا هو شعور ان تكون وحشا؟، شعور قعط اللحم بالحديد...."
"هل ذهبت انسانيتي؟، هل أصبحت ذئب في ثوب خروف؟"
"أنا.... أنا خائف، خائف من أن أصبح وحشا "
" لا أريد ذلك.... لحظة، هل قلت خائف الأن؟ حقا؟ أنا؟! "
" أظن بعد كل هذا مازالت الوحوش تخاف.... هاهاها"
" حسنا...... لقد قررت، اذا تحولت لوحش، فعلي أن أؤدي الدور علي اكمل وجه...... "
ركض ثيو مسرعا دون ان يهتم بتنشيف نفسه حتي، ارتدي ملابسه بسرعة أخذ سيفه وانطلق ركضا خارج الملجئ
" حان وقت الصيد~"
..................................