My gift to you, Valvaro.
........
' القمر الذهبي.. كم هو جميل '
الليل هادئ، النجوم المضيئة مثل حبات اللؤلؤ أرسلت بريقها عبر السواد، صنعت بتقاربها أشكالا مختلفة سميت بالكوكبات النجمية، إحداها كانت تعرف باسم 'كوكبة أغسطس'، يقال أن هذه الكوكبة تملك رمزا خاصا لا يكتمل سوى بتجاور القمر الذهبي مع نجومها بنمط معين.. كوكبة نادرة الظهور.
" أظن أن الليلة هي ليلة أغسطس " حدقت في السماء الداكنة بشوق، تمتمت شفتاي بهذه الكلمات.. ثم أضاء سؤال في رأسي ' لماذا سميت بكوكبة أغسطس يا ترى؟ '
تثاؤب
" آااه يا له من يوم! "
كان الوقت متأخرا قليلا. متكئا على النافذة متحدثا مع نفسي و القمر، تمكنت من الشعور بالإمتنان التام. جسدي قد أبى الخضوع للنوم، لم يستطع عقلي تجاوز التفكير في كل لحظة عشتها اليوم، هذا الأخير كان مثل معزوفة سحرية تمت تأديتها بمثالية فقط لسبب واحد.. سعادتي.
هااه.. زفرت بهدوء
لكن لكل بداية نهاية، و هذا اليوم قد بلغ نهايته بالفعل.. تركت النافذة متقدما نحو السرير، أخذت نظرة لطيفة على وجه ملاكي النائمة ثم استلقيت بجانبها. أغمضت عيني بابتسامة متمنيا أن يكون كل يوم مثل هذا اليوم..
.....
" إستيقظ.. إستيقظ! " تردد صوت صلب عبر أذني.
فتحت عيني بخمول، كانت أشعة الشمس الصباحية قد ملأت الغرفة بالفعل ما أشار إلى تأخري. وجدت نييلا فوقي كالعادة و هي تتغذى على هالتي، حدقت فيها لثوان كالميت قبل أن تبادر الحديث
" هذا ليس وقت الشرود أيها الرجل الشاب.. إنهض! لدينا الكثير لنقوم به اليوم! " أوحت نبرتها على جدية غريبة.
" ما الذي تتحدثين عنه؟ " سألت بينما تثاءبت
اقتربت الكرة لوجهي بضع سنتمترات قبل أن تضيف بنفس النبرة " إحدى شظايا روحي.. لقد بدأت أشعر بها منذ الصباح، إنها قريبة! لا شك أن شخصا من خارج هذه المدينة قد حط رحاله هنا، و هو يملكها! "
" حقا؟! " لم أكترث حقا.
" نعم! إنهض.. سنخرج للبحث عنه! "
رأيت في نييلا حماسا و لهفة. مع ذلك، استقمت بهدوء و غيرت ملابسي، متخاملا، تجاوزت باب الغرفة و في تلك اللحظة..
" ذلك الشخص؟ " تمتمت تحت أنفي
' نعم، إنه الرجل الذي كانت مارثا قلقة بشأنه.. و هو قادم اليوم ' ربطت أفكاري ' هل يفترض أن يكون هو الذي تتحدث نييلا عنه؟ ' .. لم أمنع نفسي من السؤال بفضول
" نييلا.. ما الذي سنفعله بصاحب الشظية إذا وجدناه؟ "
انتظرت جوابا مباشرا، لكن نييلا غرقت في التفكير.. هذه الأخيرة لم تكن تعرف الإجابة عندما همهمت بضعف ثم تحدثت بجهل.
" لا أعلم.. نقتله؟ " صمتت لثانية أخرى ثم استرسلت " لا أعرف حقا، يجب أن يكون قتله كفيلا باستعادة الشظية.. لطالما كان القتل هو الحل دائما! " بدت فخورة بجملتها الأخيرة.
صفعت جبيني في تكذيب! كلمات هذه المعتوهة خاطئة من عدة جوانب و مراحل.. أولا، نحن لا نعرف حقا إن كان قتله سينجز المهمة. ثانيا، أنا لن أقتل شخصا بمجرد افتراض فحسب. ثالثا! حتى و إن كان قتله هو الحل فلن أقتل شخصا في المدينة!
لم يسعني الدخول مع نييلا في جدال لذلك أجبت بضعف " سنرى بهذا الشأن.. "
لم أكترث حقا لنداء نييلا المتواصل، لقد أصبحَت مصدر إزعاج فحسب. ثم تذكرت شيئا.. لماذا هي معي الآن من الأساس؟ ألم يكن الهدف منها هو علاج الطاقة الملوثة؟
ضربَت رأسي موجة خفيفة من الصداع، تذكرت بها أنني كنت أملك سببا في إبقائها.. شعرت و كأنني نسيت فصا مهما من ذاكرتي، فصا كان موجودا البارحة و اختفى..
' أظن أنني سأذهب إلى السيدة تارا اليوم.. ' فكرت في نفسي.. لقد أخبرتني أن أعود إليها فور إنهاء اللعنة عملها.
في لحظة واحدة، إنبثقت نافذة أمامي..
[ اليوم الخامس بدأ!
النظام متحمس لهذا اليوم.. ]
' نظام؟ '
أوه تبا، ما كان هذا مجددا؟ نظام.. نعم، تذكرته.. ثم؟
' اللعنة! ' لعنت ذاتي في تذكر
" إيثان.. أنا إيثان! " همست بألم، ركعت على ركبتي و شددت رأسي عندما أجهز علي صداع عنيف.. رفعت نفسي بمساعدة الجدار و تقدمت ببطء، سرعانما اختفى الألم لأعود لطبيعتي..
' إيثان.. إيثان.. ' ذكرت نفسي باستمرار بينما نزلت الدرج.
إجتمعت مع مارثا و جيلا حول مائدة الفطور، كان انسجامي معهم مثاليا عكس الأيام السابقة، بدأت أشعر و كأن شخصيتي تختفي حقا خضم حديثنا العائلي..
' فالفارو.. إيثان.. فالفارو.. إيث.. تبا! ' بدوت شاردا لوهلة.
" هل هنالك خطب ما عزيزي؟ " كانت تلك مارثا، بقلقها المعتاد
" لا، لا شيء حقا.. سأعود حالا " أمسكت رأسي بيد واحدة و نهضت من الكرسي متوجها نحو الحمام..
" أبي.. " همست جيلا بضعف.
دخلت الحمام و أغلقت الباب، أخذت نفسا عميقا و طردته بقوة ثم حدقت في المرآة بينما أمسكَت ذراعي الجدار.
" إيثان.. لا تنسى ذلك، أنت إيثان! " رددت بهدوء خوفا من سماعي..
" ما الذي يحدث لك يا رجل؟ " ألقت نييلا من الجانب.
" لا شيء "
حملت نفسا آخر و خرجت، عدت إلى مائدة الطعام منهيا الجلسة، تلى ذلك خروجي من المنزل بحجة أخذ جولة منعشة.
......
كان اليوم سبتا، يوم عطلة لبييك بالإضافة إلى عدد كبير من المدن الأخرى. قامت الإمبراطورية بتحديد أيام عطل مختلفة لمقاطعات مختلفة و ذلك ضمانا لاستمرارية العمل و تجنب الركود الإقتصادي، كما تتغير هذه الأيام مرتين في السنة أيضا. مَسّت أيام العطل هذه عمال الراتب الأسبوعي دون العمال الأحرار، مع تخفيض في الضرائب للعمال الأحرار المتعاقدين مع منظمات إدارية أخرى مثل تجار الأسلحة و المدارس الخاصة.
بسبب ذلك، يمكنك رؤية ارتفاع في الحركة خارجا. كانت الطريق الرئيسية لبييك مزدحمة قليلا، مع تنوع واضح للأعمار عكس الأيام الأخرى..
" نحن في الإتجاه الخاطئ.. عد أدراجك "
فاجأتني نييلا بعد مدة طويلة من الهدوء، لقد نسيت أمرها تماما.. في الواقع، لم يكن خروجي من المنزل بسببها لكنني تماشيت معها.
" إلى أين؟ "
" قم بتفعيل ذلك الشيء.. تعلم، تعزيز البصر أو أيا كان إسمه "
" الإستبصار الضئيل؟ "
كانت نييلا تدور على نفسها مثل رقاص ساعة ميكانيكي، حازمة على إيجاد شيء في الأفق. ذلك عندما فعلتُ الإستبصار الضئيل، يبدو أن هذه القدرة تعمل عليها أيضا بطريقة ما.. على الأرجح بسبب ترابط أرواحنا، كان هذا اكتشافا جديدا. لم تستغرق نييلا الكثير من الوقت قبل أن تعلن.
" مِن هنا! "
اتبعت توجيهاتها، لقد أصبحت مثل المرشد تماما عندما بدأت بقيادتي كما تشاء، في ذلك الوقت لم أمنع نفسي من سؤالها.
" ما الذي ترينه بالإستبصار الضئيل؟ أيمكنك رؤية شظايا روحك؟ "
" لا.. " أجابت فورا ثم أضافت " إنه يعمل مثل الرادار، رادار روحي إن صح التعبير، كلما اقتربنا من المجال الروحي ستزداد حدة الإستشعار.. "
' رادار!؟ ' إتسعت عيناي
" رادار؟ " لم أخفِ دهشتي، كيف لهذه اللعنة أن تعرف مصطلح الرادار؟ أليس هذا العالم بعيدا عن تكنولوجيا الرادارات؟
أجابت نييلا بقلة حيلة " آه نعم، يبدو أن البشرية قد تراجعت كثيرا.. ليس لي نية في شرح مصطلح الرادار فأنت لن تفهمه "
' نفس إجابتي! ' كنت سأصيح بانفعال طفيف متسائلا قبل أن..
دام! دام! دام!
فاجأنا صوت قرع طبول متناسق، تبعته عدة أبواق بانسجام. مثل فرقة موسيقية انطلقت في العزف على بعد منعطف واحد..
" لقد وصلنا! " حملت نييلا نظرة متلهفة..
دام! دام!
ارتفع صوت الطبول و الأبواق منذرين باقتراب شخصية مهمة، في ذلك الحين بدأ الناس بالتجمع و المشي في اتجاه واحد حيث أصبح الوضع مزدحما بسرعة غريبة..
" تقدم إيثان! " أصرت علي نييلا.
' إيثان.. ' دلكت صدغي بلطف.
اقترب الناس من بعضهم البعض مشكلين حشدا قبل أن تتوقف الحركة في النهاية، ألقيت نظرة على المقدمة لأرى الطريق مغلقة بواسطة عدة فرسان، كانوا ستة امتطى كل واحد منهم فرسا بنيا كامل النمو.. كانوا مدرعين بدروع حديدية خفيفة نقشت عليها أنماط ملتوية بينما حملوا جميعا رايات حمراء صُور فيها رمز كأس ذهبي معقوف مثل الخطاف ذو قاعدة طويلة و رأس مثلث.
" فيلتش.. " تعرفت على الرايات فورا، بطريقة ما فذاكرة فالفارو لم تخني هذه المرة..
تصاعدت أصوات الهمس و الحديث بين الناس للحظات قبل أن تظهر مقدمة عربة كبيرة خلف الفرسان، تقدمت العربة ببطء، و التي كانت أشبه بعربات المهرجانات، بارتفاع يتجاوز الثلاثة أمتار، مزينة بأنماط ذهبية و فضية مختلفة.
اكتنفت العربة فرقة ذات لباس أحمر موحد، حاملين طبولا و أبواقا جميلة، و خلفها تموقع المزيد من الفرسان المشاة.. أما فوق العربة فقد وقف رجل و امرأة.
" بوووو! "
" من أحضر هذا الخنزير هنا! "
" إبتعدوا عن هذه الأرض! عودوا من حيث أتيتم! "
" داعر لعين! "
تعالت صيحات الحشد في إنكار و غضب. في تلك اللحظة، اقتربت المرأة نحو حافة العربة، و التي ارتدت بذلة حمراء مطرزة، مثل عباءة دينية فخمة أبانت على شأن لابستها، قبل أن ترفع يديها نحو الشعب لتفتح فمها.
" صمتا يا أهل بييك! "
تردد صوتها مثل طرقة عنيفة ما جعل البعض يسد آذانه خوفا! كان ذلك سحرا بالتأكيد!
تراجعت المرأة بضع خطوات منجزة مهمتها ليتقدم الرجل هذه المرة..
" رادولف فيلتش! " كشرت على أسناني. حتى هذه اللحظة، لا أعلم سبب كرهي له فور رؤيته.. لكن الجميع يفعل، كما أنه هو 'ذلك الشخص' الذي حدثتني عنه مارثا.. لم تساعدني ذاكرة فالفارو هذه المرة للتعرف على أفعاله.
كان وجهه مشدودا بعض الشيء، ثلاثيني، حمل عينين عسليتين غارقتين و شعرا رماديا طويلا تدلى على صدره و ظهره. تزينت عباءته الحمراء المطرزة بتفاصيل و طيات ذهبية رافعة من هيبته بينما شدت كتفاه ستارا أبيض غطى على جزئه الخلفي.. لقد بدى مثل قديس.
فتح رادولف فمه و رفع يديه..
" يا شعب بييك الأعزاء.. إني أتيتكم اليوم منذرا و مخلصا.. أن توبوا من خطايا الأجداد و عودوا إلى صلاحكم! إني اليوم هنا.. و ببركة من كهنة فيلتش جميعا.. مطهركم من هذه الطاقة الملعونة.. هذه الطاقة التي مست بكم و بأهلكم شرا! فالخطأ كل الخطأ عودتكم إلى خطاياكم.. يا شعب بييك.. و لتأتوني سالمين "
" ... "
' ماذا الآن؟ '
حل صمت مخيف الأجواء، لم تتلقى كلماته أي تصفيق أو إذلال. بذلك أغلق عينيه لثانية و ارتفعت زوايا فمه بانزعاج واضح، تقدم نحو المرأة بجانبه و همس شيئا في أذنها.. أومأت هذه الأخيرة في اتفاق قبل أن تقفز من العربة مختفية عن الأنظار..
" إيثان! فلتفعل شيئا! " ألقت نييلا بصوت حاد..
' ما الذي علي فعله؟ ' ضحكت على نفسي في تجاهل.. على ما يبدو، تريدني هذه المعتوهة اقتحام الحشد و الفرسان، الصعود للعربة و قتل شخص لا أعرف حتى إن كان هو حامل الشظية حقا، ثم أهرب و كأن شيئا لم يحدث؟ تسك تسك..
" أصمتي فحسب.. " همست بصوت غير مسموع..
ألقيت نظرة على المحيط من حولي، كان الوضع لا يزال صامتا، هادئا و كأننا تماثيل لا بشر.. ذلك عندما رأيتها
' مارثا.. ما الذي تفعله هنا؟ '
لقد كانت هناك، على بعد عشرة أمتار على يميني، واقفة ترمق رادولف بأعين غريبة، أعين شرسة لم أرها من قبل..
بقيت أنظر فيها لمدة، أخفضَت يدها التي كانت على صدرها و أدخلتها في جيبها.. سرعانما أخرجت شيئا مألوفا..
" مسدس..؟! " إرتفع حاجباي لحدهما
' ما الذي تفعله! '
تباطئ الزمن في عيني المتسعتين. رفعت مارثا المسدس موجها نحو شخص واحد.. رادولف..
هي لم تطلق. عوضا عن ذلك، رفعت ابتسامة حزينة و أدارت رأسها إلي، و كأنما كانت تعرف أنني موجود هنا من البداية.. ثم
غمزة
' غمزة؟ لقد أعطتني غمزة؟ '
جفلت لا إراديا.. مع ذلك، تمتمت مارثا ببضع كلمات.. لم أسمعها لكنني قرأت شفاهها، إتسعت عيناي لأشدهما في عدم تصديق!
منعت عقلي من الدخول في دوامة الأفكار ثم صرخت بجنون..
" مارثااااا! "
استطعت رؤية سبابتها تضغط على الزناد ثم..
بانغ!
ما بدى كدهر لي قد حدث في ثانية واحدة.. حلقت الرصاصة في الهواء مسافرة نحو رادولف قبل أن تخترق كتفه..
" غاااااه! " صرخ رادولف و صرخت معه عندما بدأت بقذف الناس بعيدا متوجها نحو مارثا.. كنت لا أزال أرى العرض ببطء غريب، ذلك عندما لمحت تشكل نجمة خماسية فوق رأسها بنصف متر.
" سكوتس! أنتِ.." شد رادولف على جرحه مكشرا أسنانه بألم و غضب.
أضاءت النجمة بهالة زرقاء سماوية لجزء من الثانية تبعها ظهور سيف من العدم، سيف أزرق جليدي بحجم بشر.. رفعت مارثا رأسها ناظرة إليه.
" مارثا تفاديه! " صرخت بجنون محاولا الوصول إليها قبل فوات الأوان، لقد كانت مجرد ثلاثة أمتار متبقية.. ثلاثة أمتار فحسب! .. لكن!
بووم!
عاد الزمن للسير بشكل طبيعي، تعالت الصرخات و تطابع الحشد في هلع.. لكنني وقفت هناك، بجانبها.. فاتحا فمي و قد اختفت الحياة من عيني.. حدقت في جسد مقسوم لنصفين بتعابير ميتة.
" مارثا.. " تمتمت..
" مارثا.. "
أبت قدماي حملي و ركعت بجانبها..
" مارثا.. هل حدث هذا حقا.. "
ألقيت بيدَي على جسدها ثم رفعتهما إلي.. نظرت فيهما، لقد كانتا مليئتين بالدماء..
كان عقلي حائرا، لم أستطع تشكيل فكرة مناسبة.. فأخذت عيناي زمام الأمور، تسربت قطرة واحدة ثم قطرتين.. ثم شلال كامل.
لقد كنت أبكي..
[ لقد ارتفعت نسبة التلاؤم من 75% إلى 95%
أنت ميؤوس منك الآن ]
" رااادووولف! " شددت على قبضتي الدمويتين و صرخت!
رفعت نفسي و استدرت، كشرت على أسناني ثم اندفعت كالمجنون..
" أقتلك.. سأقتلك! " صرخت صرخة وحش
أصبحت أعيني ضبابية، لم أعد أرى شيئا سوى شخص واحد، رادولف..
دفعت الحشد دون رحمة قبل أن يقطع فرسان الأحصنة طريقي.. وجه فارس بسيفه لضربي لكنني تفاديته، قفزت على صهوة الحصان حيث جلس و دققت عنقه، سرقت سيفه و نزلت من جديد.
[ لقد قمت بقتل: فلاد آمبرز
المكافأة: 5 نقاط تناسخ! ]
إعترض طريقي أربع فرسان آخرين، موجهين سيوفهم جميعا نحوي و مهاجمين في وقت واحد..
تفاديت هجوم الفارس الأول و غرزت سيفي في رقبته، لم أكلف نفسي عناء إخراجه و قطعت رقبته بتلويحة استمرت لاختراق صدر الفارس الثاني..
في تلك اللحظة شعرت بالخطر خلفي فقفزت إلى الجانب، كان ذلك أحد فرسان الأحصنة الذي ذاق طعم سيفي في النهاية..
صهل الحصان الذي تلقى جزءا من سيفي هو الآخر قبل أن ينطلق هاربا..
[ لقد قمت بقتل: كايل فيري، لوكاس تورتا، هانتر سميث.
المكافآت على التوالي: 3،7، 5 نقاط تناسخ! ]
" فالفارو.. هذا أنت" نطق شخص كان واقفا أمام العربة..
إبتعد بقية الفرسان و تقدم بابتسامة واثقة، تشكلت نجمة خماسية فوق يده أضاءت بهالة زرقاء قبل أن يتشكل سيف جليدي أنيق. لم أفقد زخمي و اندفعت نحوه!
كلانغ!
" أنت! أنت من قتل مارثا! " زأرت بغضب
اصطدم السيفان في الهواء، انزلق سيفي متوجها نحو صدره لكنه أبعده على الفور بتلويحة قوية!
كلانغ! كلانغ! كلانغ!
" آه نعم.. فيلتش قد تخلصت من قمامة أخرى! " ارتفعت زوايا فمه بِشر.
بذلك دفعني متراجعا بضع خطوات، كان سيفه ثقيلا حقا..
" هاااا! " ضربت الأرض بقوة من جديد و قفزت عليه بضربة عنيفة.. صدها بسهولة. مع ذلك، ركزت قوة معتبرة بفخضي الأيسر دافعا سيفه الجليدي للجانب.
كان ذلك كافيا ليخلق لي ثغرة، رميت بيدي اليسرى نحو عنقه و أطبقت عليه، لم يهمني إن كان سيستهدف ظهري أو جانبي، لأنني حطمت رقبته على الفور!
" كحححح " حاول التنفس برقبة مكسورة، تغير وجهه بالكامل عندما ترنح خطوة للخلف قبل أن يعانق الأرض بقسوة!
[ لقد قمت بقتل: إسحاق فيلتش
المكافأة: 25 نقطة تناسخ! ]
لم آبه لعدد النوافذ المفتوحة في وجهي، تسلقت العربة مباشرة لأجد رادولف واقفا هناك.
بوجه خائف، مثير للشفقة، تراجع بضع خطوات للخلف قبل أن تخذله قدماه و يسقط..
" إيلين! أين أنت! إيلين! " صرخ و هو يحبو للخلف..
" رادولف.. عليك اللعنة! "
رفعت سيفي و تقدمت، أصبحت أمامه مباشرة بحيث كنت سأنهي عليه.. لكن
تاب! تاب! تاب!
لم أشعر بتلك الخطوات خلفي، كانت مجرد لحظة واحدة قبل أن أتلقى ضربة من الخلف، لم يكن سيفا و لا قبضة.. و لكن راحة يد..
' هاه؟ '
شعرت بإعياء ثم خمول غريبين، أغلقت عيني دون إرادة مني و سقطت نائما..
.......
سقط إيثان على العربة بين قدمي رادولف المصاب بالهلع. خلفه، وقفت امرأة مألوفة، أربعينية بشعرها المموج و يدها الممزوجة بهالة حمراء دموية.. نطقت تلك المرأة بانزعاج واضح.
" اللعنة عليك فالفارو.. هذه لعنة 'لعاب سلوث' الأخيرة في ترسانتي! "
تلك كانت السيدة تارا، تجاوزت فالفارو و مدت يد العون لرادولف قبل أن تضيف.
" فلتقم بعملك و لتغادر.. بييك ليست من معجبي فيلتش"
" تسك تسك! "
قرفصت تارا بجانب جثة فالفارو و همست بنوع من الشفقة..
" لحسن حظك أنني وصلت بالوقت المناسب. مع ذلك، لقد أوقعت نفسك في مشكلة كبيرة يا فالفارو "
......