خطى ثقيلة..

مسدت أقدامنا الأرض الترابية متوغلين عميقا داخل الغابة، شكلت الأشجار الكثيفة حاجزا طبيعيا يحد الرؤية. مع ذلك، كان مسارنا واضحا تعبد بواسطة اجتياحه من طرف الحرس على مدار الشهور.. يمكن القول أنه أشبه بطريق قروية ترابية، مع العديد من الأغصان المتكسرة هنا و هناك و الصخور الضالة..

كانت مجموعة الحرس متفرقة على شكل مجموعات، بينما أخذت الطليعة مع تيري كارتر، فإن المسافة بيننا و بين الحارسين خلفنا تجاوزت الثلاثة أمتار.. طريقة معتمدة على ما يبدو.

منهج العمل اليومي لحراس الغابات هو البحث عن أي وحوش سحرية خطيرة و قتلها.. لم تعمر غابات بييك بالوحوش حتى قبل الحرب لذلك يمكنك ملاحظة عدد الحراس شبه المنعدم.. المركز بالكامل قد ضم ما لا يتجاوز الخمسين فردا بأوقات عمل متفاوتة، كما أن العديد منهم لا يملك قدرات سحرية حتى

الوحوش السحرية و كما يشير الإسم تماما، هي وحوش تمتلك قوة سحرية ببساطة و يتواجد منها ثلاثة أنواع. النقية، الملطخة و الهجينة..

الوحوش السحرية النقية هي وحوش ولدت بقوتها السحرية من البداية و هذا النوع يعتبر الأقوى بين الثلاث، تتميز هذه الوحوش عن غيرها بكونها تأتي في أعراق، تتوارث قدراتها السحرية عبر الأجيال و تعيش في نظام و أراض خاصة بها، بعضها يملك مستوى ذكاء يخولها لتشكيل خطر على البشر..

النوع الثاني هو الوحوش الملطخة، حيوانات برية عادية تعرضت في وقت ما إلى طاقة سحرية خارجية من طرف وحوش أخرى أو حتى بشر، يعتبر هذا النوع هو الأضعف كونه لا يجيد استخدام قوته لكنه أيضا خطير لنفس السبب، هذه الوحوش تنقل القوى السحرية دون وعي ملوثة محيطها.. لذلك دائما ما ينتهي الأمر بقتلها أو سجنها حتى يتم تطهيرها..

النوع الثالث و هو الأندر، الوحوش السحرية الهجينة.. يجمع هذا الإسم تحته أي وحش غير موجود في الطبيعة. بمعنى آخر، تتشكل هذه الوحوش تحت إرادة سحرية معينة و طرق تشكلها عديدة، لعل أبرزها هو الإستخدام الجاهل لسحر التحول حيث يفقد المتحول القدرة على العودة إلى هيئته البشرية.. لحسن الحظ فسحر التحول ليس سحرا من الرتبة المنخفضة ولا يخول لأي شخص تعلمه.. لذلك لن تجد أي وحوش هجينة في بييك أو المدن الصغيرة..

هناك نوع رابع من الوحوش السحرية ألا وهو الأليف، لا تشكل هذه الوحوش خطرا بل يعتمدها البشر في المرافق العمومية ككلاب الصيد، الأحصنة السريعة و حتى القطط و الأرانب اللعوبة، هذا ما سميت به لسبب ما.. هذا النوع يمكن ضمه تحت أحد الأنواع الثلاث الأولى

أما فرقة الحرس فهدفها الوحوش الملطخة ببساطة، هذا ما كنا نبحث عنه في الوقت الحالي..

كان الجو هادئا بشكل مخيف، ساكنا و كأن الغابة منعدمة الحياة.. ذكرني ذلك بفيلم رعب شاهدته في صغري، عندما تحرك البطل في صمت مدقع ليقفز عليه كيان غريب من العدم.. لقد تخيلت حدوث ذلك أمامي

" قائد.. "

إستدرت ناحية تيري الذي تقدم للمشي بجانبي، ذاكرة فالفارو قد رسمت العديد من الصور رفقة هذا الرجل.. لكن وجهه بدى مختلفا عن ما عهدته..

لقد كان رجلا مرحا طليق الملامح، يضفي جوا من الإستئناس على المجموعة، لكنه الآن بارد عابس، لا تشوب وجهه تجاعيد..

" ماذا هناك تيري.. "

شرد قليلا في الأفق ثم نطق

" هل.. هل زوجتك و ابنتك بخير؟ "

' هوه؟ ' ارتفع حاجباي بطلف..

" إنهما بخير.. على أحسن حال، شكرا على السؤال "

أجبت بصدق. طالما أني رأيتهما سعيدتين هذا الصباح، كل شيء بخير

" حمدا لله.. " رسم تيري ابتسامة تكاد تظهر مخفضا رأسه للأسفل..

جعل ذلك عقلي يصنع بضع أفكار، هل حدث شيء ما له هذه الأيام؟

فجأة.. تذكرت كلمات سايلر، جملة لم أعطها قيمة في وقتها عندما حدثني عن الطاقة الغريبة، لقد نطق إسما تذكرته للتو..

' ميليسا كارتر.. '

لقد ماتت ليلة وصولي إلى هذا العالم.. فكرت بالأمر لثانية، لا شك أن لها علاقة بحالة تيري لذلك سألته بعفوية

" تيري.. هل لديك صلة قرابة مع امرأة تدعى ميليسا كارتر؟ " حاولت نطقها عرضا

إتسعت عيناه قليلا، حمل صوته نبرة متألمة عندما أجاب

" إنها أختي.. "

' هكذا إذن! '

لا عجب في عبوسه المتواصل، حقيقة سؤاله عن حالة مارثا و جيلا دليل على اهتمامه كصديق أكثر من كونه زميل..

" أنا آسف على موتها.. تعازيَ "

" أنت.. تعرف؟ "

" لقد تحدثت أنا و سايلر عن بعض الأمور البارحة، فجاء بذكر موتها " أجبته بصدق.. بدى تيري شاردا للحظة قبل أن يرفع ابتسامة صغيرة

" لقد كانت أختا رائعة.. " لاحظت هروب دمعة صغيرة على طرف عينه عندما أضاف

" لقد كانت كل ما أملك! "

" لا عليك يا رجل.. لن نجعل موتها يذهب هباءا، أعدك "

ربتت على كتفه بلطف، ذلك عندما دوى صوت أحد الحراس من بعيد

" هوووي يا رفاق! تعالوا و ألقوا نظرة! "

' اكتشاف؟ '

كان الحارس واقفا على مشارف جسد طريح، فهرعنا إليه..

" عِجل؟ "

" لا، بل غزال! "

" أيها الأغبياء.. إنه جاموس! "

تحادث الحراس فيما بينهم مجتمعين حول الجسد الطريح قبل أن يفتحوا الطريق لي عندما وصلت..

" إنه أيل يا رجال.. إنه أيل! " ضربت جبهتي من جهلهم..

اقتربت بحذر و طأطأت..

كان الأيل كامل النمو حديث الوفاة، بضع ساعات أو يوم على الأكثر منذ تم اصطياده.. مفتوح البطن حتى الرقبة بآثار من النهش الوحشي، بدى الأمر طبيعيا مذ كان هذا قانون الغابة.. فكان علي التحري أكثر..

' تفعيل! '

قمت بتفعيل الإستبصار الضئيل.. و فجأة

[ مبارك لك على كسر حد القدرة!

يمكنك الآن تطوير قدرة الإستبصار الضئيل إلى المستوى: 2! ]

' هاه؟ '

بهذه السرعة؟ أكانت ثلاث مرات أم أربع؟

أغلقت النافذة و لم أتحمس كثيرا، بمعرفتي للنظام جيدا فهو لا يعطي شيئا بالمجان، سيطلب مبلغا لا بأس به من نقاط التناسخ بلا شك..

" أهاه! " حدقت في آثار النهش و قد ارتفعت زوايا فمي

توزعت هالة سوداء أثيرية على جسد الأيل، تركزت عند البطن و الرقبة مثل بقع من زيت الآلات..

" لقد تم التهامه من قبل وحش سحري.. " أفصحت للجميع

" نيل! " نادى تيري على أحد الحراس، كان إسمه نيل على ما يبدو قبل أن يقترب إلى جسد الأيل.. ذلك عندما واصل تيري

" قم بعملك "

" حاضر " أومأ الشاب نيل..

كان نيل أحد الحراس القلائل الذين يملكون قدرة سحرية، لم يكن خبيرا بالقتال لكنه درس سحر التطهير بالمدينة ما جعله أحد أهم الأعضاء في الفريق، لقد كان مطهرنا الخاص..

ارتدى نيل قفازات بيضاء منقوش عليها بضع أشكال هندسية بسيطة، استطعت ملاحظة أنواع من النجوم و المثلثات على سطح و ظهر القفازات.. ذلك قبل أن يضع يديه على آثار النهش..

كنت أراقب بتمعن و اهتمام باستبصاري، أخرج نيل هالة بيضاء خافتة أخذت شكلا مائعا عندما بدأ بدلك مناطق التلوث ببطء.. استمر الأمر بضع ثوان قبل أن ألحظ شيئا ليفعل هو الآخر

" إنه.. كثيف! " أفصح نيل بخفوت

نعم، لم تشكل عملية التطهير أي فارق حتى الآن، لقد ضلت البقع كما هي ما جعلني أستنتج أمرا..

" إنها طاقة سحرية مرتفعة الرتبة! " وقفت من جديد بينما أعلنت

' و يبدو أن هذا ما أبحث عنه تماما! '

لم أدر أعلي أن أتحمس أم أخاف، طاقة سحرية مرتفعة الرتبة تعني وحوشا سحرية مرتفعة الرتبة! هذا ما لم تعهده غابات بييك من قبل.. إن قابلنا واحدا منها في طريقنا فلا أعلم حتى أيستطيع هؤلاء الحرس الصمود..

" توقف.. الأمر لن يجدي نفعا "

" حاضر "

" إذن.. علينا إحراق الجثة هيهي! " بصق رجل بصوت غليظ من الخلف

لقد كان هارت، تقدم مبعدا جميع الحراس ليقف أمامي بابتسامة

" ما رأيك؟ "

" لن يجدي نفعا.. من أجل دحض قوة سحرية نحن نحتاج قوة أكبر منها " أجبته بأمر مسلم به..

" هه! و هل تشك بقوتي يا فالفارو؟ " أطلق ضحكة خافتة قبل أن يوجه ذراعه نحو الأيل..

في لحظة واحدة، إنطلقت هالة حمراء مرعبة من يده طوقت الجثة، ذلك عندما ابتلعت الأيل نار مستعرة!

تراجع الحرس بضع خطوات للخلف، ثم أنا لم أمنعه من فعلته.. لقد بقيت أراقب في صمت مستمتعا بالعرض..

إستمر الإحتراق بضع ثوان قبل أن يخمد هارت النار، و كما توقعت..

" أنت لم تفعل شيئا هارت.. لقد أحرقت الجثة فحسب " أجاب نيل من الجانب

" ماذا؟! "

" إنه محق.. لا تزال الطاقة الملوثة كما هي " صادقت على كلمات نيل

غرقت في التفكير للحظات محدقا في الجثة. لم يكن هارت بالضعيف لكن قوته بالكاد خدشت الطاقة..

' أنتراجع؟ '

أعني، التحامنا بوحش سحري بهذه القوة لهو انتحار فحسب.. لكنني شككت في وجود شيء كهذا.

إفتراض آخر هو أن مصدر هذه القوة السحرية ليس وحشا بالضرورة، و إنما ثقب أسود.. رغم أن هذا الإحتمال شبه منعدم.

الثقوب هي عبارة عن بوابات يشكلها خبراء سحر البوابات من أجل ربط مناطق مختلفة من العالم، يصبح الثقب أسودا في حال بقاء البوابة مفتوحة بعد موت المستخدم أو عندما تربط هذه البوابة أرضنا بأحد الأراضي المظلمة..

كما قلت فهذا احتمال شبه منعدم، ببساطة لأن سحر البوابات يعتبر من سحر النخبة، أرقى مراتب سحر الرتبة المرتفعة..

" لنواصل! " أمرت و انطلقت

" ماذا عن الجثة؟ " سأل تيري

" سنحملها معنا عندما نعود أدراجنا.. سندع طائفة شوكة الروح لتتكفل بها "

.....

إستمر توغلنا داخل أراضي الغابة ببطء، تحولت الطريق إلى وعرة نسبيا بعد نقطة معينة، فقط بضع منحدرات صغيرة و هضاب منخفضة..

كانت وجهتنا أحد مراكز اللقاء للحرس، عمود خشبي طويل يظهر على بعد مئات الأمتار، هناك نفترق إلى ثلاث مجموعات للبحث المكثف.. و سرعانما وصلنا

حمل العمود لافتة صغيرة كتب عليها " النقطة A " - بالطبع لم تكن A و إنما أول حرف في هذه اللغة-

تقدم أحد الحرس بجانب العمود لأتعرف عليه على الفور، أغمض عينيه و شكل رمز دائرة بيديه ليبقى على تلك الحال للحظات..

مانلي، عضو آخر من الحرس ذو قدرة سحرية مفيدة.. الرؤية الفوقية، على حسب معرفة فالفارو فإن حد الرؤية الفوقية لمانلي يصل إلى نصف قطر خمسمئة متر، داخل هذه الدائرة يستطيع رؤية أي شيء تقريبا، بالإضافة إلى استشعار و تمييز الوحوش عن غيرها ما دامت لا تمتلك سحرا مضادا للكشف..

مع ذلك، فالرؤية الفوقية الخاصة به محدودة من ناحية التفاصيل، كما أنها لا تستشعر الهالات.. ما يجعل الإعتماد عليها بشكل كلي فعلا خاطئا

" أستطيع رؤية أربعة ذئاب رهيبة.. إثنان بالقرب من النقطة B و إثنان إلى الغرب " أعلن مانلي

" أحسنت عملا.. "

أومأ مانلي برضا، تلى ذلك تقسيمنا إلى مجموعتين بأمر مني، قاد هارت المجموعة الأولى المكونة من عشرة حراس نحو النقطة B، أما مجموعة فالفارو فحملت 8 أشخاص فحسب، أنا و تيري بالإضافة إلى 6 حراس آخرين، وجهتنا هي الغرب..

أرغمت تيري على القدوم معي لسبب واحد، بالنظر إليه سيستنتج أي شخص أنه ليس في حالة ممتازة.. لقد بدى محطما من الداخل.

.....

أخذنا بخطواتنا إلى منطقة أعمق من الغابة، لقد مرت بضع دقائق ولا أثر لأي مخلوق حتى الآن..

لقد بدأت أفكر بالفعل بكيفية القضاء على الذئاب الرهيبة، ليس و كأنها مثلت تهديدا. حاولت استجماع أكبر قدر من ذكريات فالفارو في القتال و ما أكثرها.. لكنني كنت قلقا من شيء واحد

' هذه القوة.. '

لماذا لا أشعر بها؟

يفترض أن تكون قوة فالفارو مرعبة، مجرد حضوره كاف لجعل الأعداء يفرون، لكن لسبب ما.. أنا لا أشعر بأي شيء، لقد بدوت عاديا..

' هل للنظام يد في الأمر؟ ' كان هذا سؤالا اختلج رأسي منذ البارحة..

لقد كنت خائفا أكثر من أنني لن أستطيع القيام بشيء في مواجهة الذئاب.. مع ذلك، كان علي تجربة القتل..

' من أجل نقاط التناسخ! '

و مع هذه الفكرة التي رنت داخل عقلي..

عواء..

" ذئب رهيب! " أفرج حارس في الخلف..

أخذ الحراس وضعية قتالية على الفور، مع ذلك.. أصررت أن يكون الطبق ملكي..

استلت سيفي الحديدي و أخذت المقدمة، نظرت أمامي و فعلت الإستبصار..

" جيد.. " إرتفعت زوايا فمي و توهجت عيناي..

كان ذئبا واحدا، على بعد ثلاثين مترا، بطول يتجاوز المتر و نصف و مخالب ضخمة تشكو قلة الفرائس.. لقد بدى مضطربا و مسعورا عندما اندفع باتجاهي.

" هلم إلي! " صرخت ناحيته، غرقت أقدامي داخل الأرض و اندفعت!

محيت المسافة بيننا في غمضة عين عندما التقى السيف بالشفرات..

كلانك!

بتعزيز الإستبصار منحت الذئب تلويحة سريعة مباغتة، نحو الرقبة..

لكنه كان سريعا بما يكفي حيث أمسك هجومي بفكيه!

" خطأ فادح منك يا ذئب! "

ارتفع الأدرينالين في دمي معززا قدرتي الجسدية.. ذلك عندما دفعت سيفي داخل فمه..

غرق السيف بالداخل مقطعا أوتاره.. لم أتوقف هناك حيث أرجحته مستمرا بالتقطيع..

حاول الذئب التحرر لكن هيهات، أخرجت سيفي بعنف قبل أن أرسل تلويحة نهائية نحو عنقه!

" هوف هوف! "

تدحرج الرأس بعيدا بينما تمايل الجسد لثوان، لحظات و سقط ساقيا الأرض بدمه الطازج!

' أول قتل لي! '

لكن..

" أين النقاط؟ " همست تحت أنفي..

" أنت رائع يا قائد! "

" كما عهدناك دوما! "

" فليحيى القائد! "

احتفل الحراس خلفي بسعادة عكسي، أنا الذي كنت أنتظر إشعارا من النظام..

" أين النقاط اللعينة؟! " أعدت السؤال، و قد كان مسموعا..

لقد كنت مؤمنا، بل متيقنا أن طريقة اكتساب النقاط تكمن بقتل الوحوش السحرية.. أما الآن، ماذا يريد مني هذا النظام بالله؟ ليست هناك أي مهام، ولا أي دليل صغير.. ماذا يخالني؟

أمسكت رأسي بيدي الفارغة بينما نظرت إلى الذئب..

" صحيح! "

' لم يمت بعد على الأرجح! '

حملت سيفي من جديد و بدأت بتقطيع الذئب بوحشية، إستمر الأمر بضع ثوان قبل أن يوقفني الحراس..

لا شيء!

تراجعت بضع خطوات للخلف و جلست محاولا أخذ أنفاسي، لا أعلم ما حدث لكنني لم أكن في وعيي منذ لحظات.. و كأن جسد فالفارو قد أخذ زمام الأمور للحظة!

" هذا ليس أنا.. هذا ليس إيثان! " تمتمت لنفسي..

لكن في لحظة واحدة..

عواء!

" ذئب آخر! "

" لا.. بل ثلاثة! "

صرخ الحراس في المقدمة..

نظرت إلى حيث الصياح، وقف على بعد بضع أمتار ثلاثة ذئاب رهيبة، مسعورة لا تنوي على خير.. كل واحد منها كان أكبر من الآخر.. و الأسوء من ذلك فقد حملت بضع لطخات من هالة سوداء!

" ما الذي يحدث.. منذ متى تمشي الذئاب الرهيبة في قطيع!؟ " صاح تيري من الجانب..

تذكرت! هذا ما قاله سايلر تماما البارحة.. لطالما كانت الذئاب الرهيبة لعبة بيد الحراس كونها حيوانات وحيدة، لكن هذه الطاقة جعلتها تغير من تصرفاتها..

حملت سيفي من جديد و تقدمت للأمام، عيناي تثبتا على الذئب الأكبر.. بذلك اندفعت!

كلانك!

من جديد، اصطدم السيف بالمخالب.. حاولت القيام بنفس الخدعة لكن الذئب سبقني بتلويحة ثقيلة رمتني إلى الخلف!

' قوي! '

لم يلبث الذئب في مكانه حيث انقض فوقي بشراهة، أنا الذي تحاشيت هجومه مسددا تلويحة على جانبه!

عواء!

انفتح جرح عملاق خلف كتفه جعله يترنح، نظر إلي و أعينه الحمراء تكاد تبتلعني.. قابلته بنفس النظرة عندما انقضضنا من جديد!

شعرت بموجة الأدرينالين مرة أخرى، تسارع الدم بداخلي و تركزت الهالة في عيني.. تبادلنا الهجوم و الصد لبضع ثوان قبل أن أبدأ بقرائة حركاته

' رقصة فوق الحلبة! '

غمى جسدي شعور ساخن كشف عن هالة فضية شائكة ابتلعت محيطي، شعرت من خلالها بزيادة واضحة في القوة.. لم يعد سيفي يزن شيئا و حركاتي أصبحت في مستوى آخر..

لقد كنت أنضخ بها!

اندفع الذئب العملاق نحوي لكن حركته كانت مقروءة مثل كتاب، تفاديت هجومه بسهولة قبل أن أمحق رقبته في ضربة واحدة!

" قوة مجنونة! " تعرقت بشدة بينما حدقت في نفسي، كان عقلي غارقا في نشوة غريبة لم أفهمها و جسدي يرتجف بضعف.. لكن فجأة..

عضة!

" ااااخ! "

لم أشعر بقدومه خلفي على الإطلاق، أحد الذئبين قد انقض على قدمي لكن ردة فعلي كانت سريعة حيث أنهيت عليه على الفور!

" يا إلاهي.. "

' من أين جاء هذا الذئب؟ '

آه نعم، لقد انتهى الإستبصار الضئيل في أسوء وقت! لكن، ماذا عن المجموعة؟

نظرت حولي و كانت الفاجعة، كان تيري منبطحا على الأرض و جرح دموي على بطنه.. أما عن الآخرين فلا أثر لهم..

" تيري! " ركضت إلى تيري على الفور و ركعت عنده..

" متى حدث هذا يا تيري! " صرخت في هلع

كان الجرح أسوء مما تخيلته، بطنه مفتوح بالكامل بأثر نهشتين بينما غرق جسده في دمه في مظهر مرعب!

" فالفارو.. أهرب! " أخرج تيري كلماته بصعوبة نافثا سيلا من الدماء..

" لا تتحدث يا تيري.. أنت تزيد الوضع سوءا! "

لم أعرف ما الذي أفعله، كان جسدي يرتجف بشدة.. الشخص أمامي يحتضر و أنا مكتوف اليدين، حتى الإسعافات الأولية غير ممكنة على جرح مثل هذا!

" أصمد أصمد! "

حاولت حمله لكن.. لم أستطع! شعرت بثقل كبير في جسدي و كأن قوتي اختفت بالكامل..

' هل هذا عرض جانبي؟ '

ليس في مثل هذا الوقت!

عواء!

' مجددا؟ '

دخل مجال بصري ذئبان رهيبان، على بعد بضع عشرات من الأمتار، لم يوقفهما شيء من الفتك بي سوى المسافة بيننا!

" فالفارو.. أنهي علي " تنفس تيري كلماته

أرجحت عيني نحو تيري بعيون متسعة من هول ما سمعته، لكنني رأيته.. يبكي؟!

" أنهي علي فالفارو! " أصر تيري..

" يا رجل.. أنا لا أستطيع! "

" لا تتركني طعاما لهم.. أنا أتألم.. رأفة بي! " رسم تيري ابتسامة صغيرة و قد غرق وجهه بدموعه..

دورت الأفكار في رأسي..

نظرت إلى الذئبين المقتربين مع كل ثانية ثم إلى تيري.. الخيارات قليلة و النتائج مأساوية في كل الأحوال!

مسحت العرق على جبيني و رفعت سيفي.. سينتهي الأمر بموت تيري أو موتنا معا، لكن.. على الأقل سأجعله موتا رحيما له!

" هوووف! "

أخذت زفيرا قويا، كانت عضلاتي منكمشة و يداي ترتجفان بشدة.. أخذت ثانية أخرى ثم..

قطع!

و في لحظة واحدة..

[ مبروك!

لقد قمت بقتل: تيري كارتر

المكافئة: 25 نقطة تناسخ!

العالم يعج بالأسماك العملاقة و أنت لم تجد سوى هذه العلقة؟ أليس صديقك؟ ]

[ مبروك!

لقد أصاب سهمك دائرة حمراء!

يهديك النظام بهذه المناسبة خاصية جديدة: نافذة الشخصية!

يمكنك تفقدها في واجهة النظام. ]

[ مبروك!

لقد ارتفعت نسبة التلاؤم من 33% إلى 50%

يمكنك تفقد نسبة التلاؤم في نافذة الشخصية! ]

"... "

إنفجر مجال نظري بثلاث نوافذ من النظام في آن واحد..

' هل هذا هو الأمر؟ '

لم أعرف أي تعبير كنت أصطنع في هذه اللحظة.. أغضب أم جنون أم حزن أم خوف..

كشرت على أسناني دون أن أشعر..

" أهكذا هو الحال إذن! " صرخت في غضب..

في لحظة واحدة، قفز علي الذئبان في آن واحد.. رفعت سيفي بجنون و رقصت على أنغام انهياري..

............

يمكنكم تفقد سيرفر روايات عربية على الديسكورد، تجدون رابطه في خانة الدعم..

هناك يتم تنزيل مواعيد فصول الرواية، كما تجدون العديد من المؤلفين هناك و أشخاص رائعون آخرون!

2024/09/20 · 148 مشاهدة · 2882 كلمة
Lst Mbryo
نادي الروايات - 2024