مُسير العوالم
الفصل 271 - تطور شرُوبي الصغير
مدَّ لين مو إحساسه الروحي وراقب خيوط طاقة الروح في الهواء وهي تُمتص إلى جسد شروبي الصغير. لم تستمر العملية طويلاً واختُتمت بعد دقيقتين.
صدرت زمجرة خافتة من فم شروبي الصغير بينما شعر بتأثير فاكهة الصعود المزدوج. في تلك اللحظة، شعر لين مو بتعزيز الرابط بينه وبين شروبي الصغير.
"هل هذا هو تأثير زيادة ذكائه؟" تسائل لين مو.
"ليس تمامًا. ذكاؤه لن يزيد بهذه السرعة، بل ستكون زيادة تدريجية. ما تراه الآن هو مجرد تقوية للرابط بسبب إمكانيته لزيادة الذكاء. عندما يصل إلى تلك الإمكانية، سيزداد أكثر" شرح شو كونغ.
أومأ لين مو مستوعبًا وفكّر في الأمر. ورغم أنه لم يكن يعرف ما هي التأثيرات المستقبلية، كان على الأقل على علم بوجود بعض التأثيرات.
"تفضل" قال لين مو وهو يقدم بقية الثمار له.
أكلها الوحش واحدة تلو الأخرى، وسرعان ما ازدادت التأثيرات. شعر لين مو بتحرك طاقة الروح في الهواء مرة أخرى وهي تتجه نحو شروبي الصغير. هذه المرة استمرت العملية لفترة أطول، حوالي عشر دقائق.
كان شروبي الصغير يشعر بالإرهاق قليلاً واستلقى على الأرض وأغلق عينيه. كان يمتص طاقة الروح التي تدور حوله، وبدأت قوته في الزيادة بسرعة. قدر لين مو أن الزيادة كانت أكبر بكثير من زيادته الشخصية.
احتاج لين مو إلى حوالي ست ثمار ليحصل على زيادة حوالي خمسة بالمائة، بينما استطاع شروبي الصغير الحصول على زيادة حوالي خمسة عشر بالمائة باستخدام أربع ثمار فقط. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان الرابط بين لين مو وشروبي الصغير يزداد قوة بوضوح.
"هذا تطور كبير، الفوائد التي حصل عليها تفوق ما حصلت عليه بكثير..." تمتم لين مو.
"كان لا بد أن يحدث هذا. فأنت لست فقط في مستوى أعلى من حيث القوة، بل أيضًا تمارس تقنية البلا اسم للخالد المفقود. بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن الحلقة الغامضة قد ساهمت في تحسين قابليتك ربما، ولهذا كانت الزيادة أقل. فأنت بالفعل في مستوى أعلى" شرح شو كونغ.
"فهمت، أيها الكبير" رد لين مو قبل أن يعود إلى التأمل.
مر الوقت وجاء الليل. نام لين مو وظهر في عالم النوم. هناك قطف خمس تفاحات روحية كانت معلقة على الشجرة قبل أن يبدأ ممارسته اليومية. وبعد وقت كافٍ، توقف واستخدم تقنية الخالد المفقود لدمج نصف قطرات طاقة الروح السائلة التي حصل عليها اليوم.
أطلق لين مو زفير وهو يفتح عينيه. لا يزال لا يشعر بفرق كبير، وبدأ يتسائل إن كان يمكنه العثور على شيء في مذكرات الخالد المفقود قد يقدم له فكرة حول التقنية.
الشيء الذي اكتشفه حول الشريحة الخشبية هو أنه لا يمكنه تصفحها كما يفعل مع شريحة التواصل اليشمية التي تحتوي على السجلات التي أعطاها له جينغ وي. إذا أراد لين مو رؤية المحتويات اللاحقة، لم يكن لديه خيار سوى قرائتها واحدة تلو الأخرى.
ستظهر الجزء التالي من المذكرات فقط إذا أكمل الجزء السابق، لكنه لا يزال بإمكانه العودة والتحقق من الجزء السابق.
في الأسابيع القليلة الماضية، ألقى لين مو نظرة سريعة على المذكرات، لكنه لم يركز عليها كثيرًا حيث كان مشغولًا بالتدرب في معظم الأوقات. والآن، بما أنه شعر وكأنه يقترب من طريق مسدود، قرر قراءتها مرة أخرى.
أخرج لين مو الشريحة الخشبية وفتحها، فظهرت النصوص عليها.
---
مرت سنة منذ أن أصبح الخالد المفقود تلميذ الرجل العجوز. خلال هذا الوقت، كانوا لا يزالون يعيشون في المناجم ويعملون كعبيد. لم يهربوا بعد بسبب بعض التغييرات التي حدثت بعد انهيار المنجم.
♡تذكير سريع: العجوز هو الذي انقذه الخالد المفقود عند انهاير المنجم والذي اتضح انه مزارع وتمت خيانته من قبل تلاميذه وكان يساعد في شفاء ساق الخالد المفقود والذي في النهاية اصبح الخالد المفقود تلميذاً له بعد ان عرف انه مزارع ♡
كان هناك نزاع في العائلة الملكية للمملكة، مما أدى إلى تعيين أحد الأمراء للإشراف على عمل المناجم. ورغم أنهم لم يعرفوا التفاصيل وراء ذلك، إلا أن الشائعات بين الحراس كانت تقول إن الأمير المعني أساء إلى أحد المزارعين المؤثرين الذين دعاهم الملك كضيف.
ولمعاقبته، قرر الملك تكليف الأمير بالإشراف على المناجم، وهو ما لم يرغب معظم الأمراء والنبلاء في القيام به. فبالإضافة إلى كونه يستغرق وقتًا طويلاً، كان عليهم الابتعاد عن الرفاهيات التي اعتادوا عليها.
لم تكن المناجم تجلب أرباحًا كبيرة على أي حال، مما جعل الجميع يتجنبونها وكأنها طاعون. ومع ذلك، عند تعيينه للمناجم، قام الأمير بتحسين سير العمل. طبق بعض السياسات التي كانت أفضل للعبيد وزادت من الإنتاجية.
أولى السياسات كانت إنشاء سجل لكل عبد يعمل في المنجم. أراد معرفة عدد العمال المتواجدين بعد انهيار المنجم. لم يتم عمل إحصاء دقيق حتى الآن لأنه كان من الشائع أن يموت بعض العبيد في المناجم ويختفون.
لم يكن الحراس راضين تمامًا عند إبلاغهم بذلك، لكنهم أدوا واجبهم تحت ضغط السلطة وأكملوا السجل بعد شهر.
وهذا أصبح السبب الرئيسي الذي جعل من الصعب على الخالد المفقود والرجل العجوز الهرب. قبل ذلك، كانوا مجهولين نسبيًا، وإذا اختفوا، كان من الممكن أن يفترض الناس أنهم ماتوا عند الأنهيار. ولكن الآن وبعد إعداد السجل والتأكد من أنهم على قيد الحياة، أصبح الأمر أكثر صعوبة.