مُسير العوالم

الفصل 327 - الأنفاق

حاول شو كونغ قراءة الرموز بعناية، لكنه وجد أن معظمها أصبح غير واضح ولم يعد له معنى، حيث أن أغلبها كان قد تآكل مع الزمن، مما جعل من الصعب قرائتها. حاول لين مو قرائتها أيضًا، لكنه لم يستطع سوى تمييز بعض الكلمات البسيطة.

ومع ذلك، الشعور غير المريح الذي كان يحس به لم يتبدد، بل ظل كما هو. فكر لين مو بحلّ، وبدأ في ترديد ترانيم القلب المهدئة، وبعد بضع ثوانٍ شعر بتحسن كبير، وأصبح الشعور المزعج غير قادر على التأثير عليه.

قال لين مو بينما يتقدم للأمام: "لنرَ ما يوجد هنا، لا بد من وجود شيء ما إذا كان يجعلني أشعر هكذا"

بعد بضع دقائق، عاد لين مو ليشم الرائحة الكريهة في الهواء مرة أخرى. ووجد أنه قد وصل إلى نقطة تفرع فيها النفق إلى عدة اتجاهات. كان أحد الأنفاق هو الأكبر حجمًا، وكان هذا هو الذي ينبعث منه الشعور غير المريح، بينما كان أحد الأنفاق الأخرى هو مصدر الرائحة الكريهة.

أما الأنفاق المتبقية فلم يكن لها تأثير عليه، ولم يجد فيها شيئًا مميزًا.

تساءل لين مو: "إلى أي منها سنتجه أولاً؟"

بعد لحظات من التفكير، قرر قائلاً: "لنذهب إلى الأكبر حجمًا"

تابع لين مو السير للأمام، ولاحظ أن الرموز المنحوتة على الجدران كانت قد تدهورت بشكل أكبر من الأجزاء السابقة. لمس الجدران وشعر بأنها مشبعة بتلك الهالة غير المريحة، لكن مع ذلك كان المصدر الرئيسي لتلك الهالة ما زال بعيدًا.

استغرق منه الأمر حوالي خمس دقائق للوصول إلى نهاية النفق. كانت الهالة غير المريحة هنا أقوى عشر مرات تقريبًا مما شعر به في البداية، لكن الآن لم يكن لين مو قادرًا على التقدم بعد أكثر، حيث وجد جدارًا ضخمًا أمامه. كان هذا الجدار منقوشًا عليه رموزٌ قد تآكلت بفعل الزمن.

سأل لين مو: "والآن ماذا؟"

لمس الجدار وشعر بالهالة غير المريحة وراءه. حاول فحص الجدار بحسه الروحي وأدرك أنه لا يمكنه اختراقه إلا لبوصة واحدة فقط.

أجاب شو كونغ: "يبدو أن هذا نوع من البوابات. لكن من الواضح أن آلية فتحها قد تضررت بمرور الزمن بسبب الرموز المنحوتة عليها"

تنهد لين مو قليلاً في استسلام، لكنه قرر ألا يعود أدراجه بعد. فجائته فكرة لاستخدام مهارته الثالثة - التلاشي والتقدم للأمام.

طَخْ~

"آه!" تأوه لين مو.

تراجع لين مو بعد الاصطدام ومسح رأسه. نظر إلى يديه ورآها ما زالت ضبابية. لمس الجدار بيديه ووجد أنه غير قادر على اختراقه.

شعر بالحيرة قائلاً: "لكن كيف؟"

رد شو كونغ: "يبدو أن هناك حاجزًا أو نوعًا من الدفاع خلف الجدار يحميه. ربما يكون جزءًا من آلية الحماية الرئيسية، لكن آلية التحكم في البوابة تضررت بمرور الوقت. ومع ذلك، بسبب الطريقة التي صُنعت بها البوابة، لا تزال مغلقة"

تنهد لين مو بخيبة أمل، وفكر في استخدام المهارة الرابعة "الأندثار" لكنه شعر بأن الأمر قد يكون مخاطرة. فقد لا يعرف ما ينتظره خلف الجدار، وقد يكون هناك فخ أو حتى لا شيء يستحق العناء.

اقترح شو كونغ: "من الأفضل أن تعود لاحقًا بما أننا لا نعرف الكثير عن هذا المكان. هناك أنفاق أخرى لم تتفحصها بعد، ربما يوجد مسار بديل هناك"

فكر لين مو في الأمر ووجد أنه من الأفضل ألا يخاطر. عاد إلى النقطة التي تتفرع منها الأنفاق، ثم اختار نفقًا آخر. تقدم للأمام حتى وصل إلى طريق مسدود آخر. هذه المرة كان النفق أمامه قد انهار بالكامل، ولم يكن هناك طريق للمرور.

استخدم لين مو حسه الروحي واكتشف أنه يستطيع اختراق الحطام بسهولة، لكن حتى بعد استخدام كل حسه الروحي، لم يجد أي فتحة وراءه، إذ كانت الأنقاض تغطي النفق بالكامل خلفه. شعر بأنه قد لا يكون هناك شيء ذو قيمة هنا، لذا عاد إلى النقطة المتفرعة وتفحص الأنفاق الأخرى.

وجد أن جميعها تقريبًا كانت مسدودة بطرق مختلفة، فبعضها كان منهارًا مثل السابق، وبعضها ينتهي بجدار، بينما كانت بعض الأنفاق مغمورة بالماء.

تنهد لين مو بعمق، ونظر إلى النفق الأخير الذي لم يستكشفه بعد. كان هذا هو النفق الذي ينبعث منه الرائحة الكريهة، وهو الذي لم يكن لين مو يرغب في الدخول إليه.

لكن رافضًا الاستسلام في منتصف الطريق، تشجع وتقدم إلى الداخل. كان هذا النفق أعمق من جميع الأنفاق الأخرى، وكان أيضًا الأكثر انحدارًا، حيث كان يتجه إلى الأسفل وكلما تقدم لين مو شعر بصعوبة في التنفس.

كانت الرائحة تحرق عينيه مجددًا، فقرر أن يحبس أنفاسه. تابع السير لمسافة تعادل ضعف المسافة التي قطعها في أي نفق آخر، وأخيرًا ظهر تغيير أمامه. ظهرت فتحة واسعة في نهاية النفق وانتهى في كهف كبير مفتوح.

كان هذا المكان هو مصدر الرائحة الأكثر فظاعة، وكأن جثثًا كانت تتحلل هنا لعدة أشهر، مما خلق بيئة في ظروف مروعة حقًا.

2024/11/02 · 14 مشاهدة · 720 كلمة
السيادة
نادي الروايات - 2024