مُسير العوالم
الفصل 416 - الأميرة
في عالم بعيد جداً عن عالم البشر، كان هناك كوكب.
كان الكوكب مغطى بالعديد من الألوان المختلفة وكان يمكن رؤية الناس وهم يطيرون منه باستخدام أدوات وسائط سحرية ووسائل نقل متنوعة.
كان لهذا الكوكب أيضاً قمر يدور حوله. كان القمر ينبعث منه ضوء أخضر باهت وكان يضيء الكوكب بذلك. الغريب في الأمر أن الشمس في النظام الشمسي كانت ذات لون أزرق داكن.
كان ضوء الشمس بالكاد يصل إلى الكوكب، وكان معظم الضوء يتم توفيره من القمر الأخضر الباهت. كانت هناك غابات وصحارى وبحار وجبال ثلجية على الكوكب. لكن الجزء الأكثر إثارة للإعجاب لم يكن هذا، بل كانت كمية المباني الضخمة التي غطت ما يقارب نصف سطح الكوكب.
كان هناك رمز مشترك على كل المباني وحتى على الأرض نفسها. كان الرمز عبارة عن ثعبان يعض ذيله. لكن الثعبان لم يكن يبدو كثعبان عادي، بل كان يحمل ملامح تنين برأس تنيني.
إذا نظر أحدهم إلى القمر من سطح الكوكب، لرأى مشهداً صادماً آخر. كان القمر يحمل نفس رمز الثعبان. كان الثعبان بلون أخضر زمردي ويتوهج بجاذبية ساحرة.
بين هذه المباني العديدة، كان يمكن رؤية المزارعين وهم يمارسون مهامهم. البعض يطير إلى وجهته، البعض يختفي في النقل الفوري، وآخرون يمشون فقط.
كان هناك معبد رائع على قمة أعلى جبل في الكوكب، بعيداً عن المباني الكثيفة. تم بناء المعبد مباشرة في الجبل وكان باقي الجبل مغطى بالغابات.
كان الجبل غريباً حيث أنه، رغم ارتفاعه الكبير، لم يسقط عليه الثلج على الرغم من أن الجبال الأخرى المحيطة كانت مغطاة بالثلوج. عند سفح هذا الجبل، كانت تقف امرأة مسنّة.
كانت شعرها أسود لكن وجهها مغطى بالتجاعيد. نظرت إلى القمة وتنهدت.
ترددت قليلاً قبل أن تبدأ في تسلق الجبل. على الرغم من تقدمها في السن، كانت سرعتها مذهلة وكأن الفضاء نفسه ينكمش تحت قدميها. مع خطوة واحدة، كانت تغطي عشرات الكيلومترات، لكن الجبل كان لا يزال كما هو.
كان من الممكن للمرء أن يلاحظ من هذا كم كان الجبل شاهقاً. وإذا نظر أحدهم إلى السحب، سيكتشف أنها كانت بعيدة جداً عن القمة. استمرت المرأة في تسلقها حتى وصلت إلى مستوى السحب الآن. كانت السحب الكثيفة تخفي الرؤية وتجعل من الصعب الرؤية.
كانت المرأة قد دخلت للتو في الغابة الملبدة بالغيوم عندما انفجرت فجأة. لم تبدُ متأثرة بذلك، وتحركت بسرعة لتتجنبها.
"همف! توقفوا عن هذا!" قالت.
من وراء الغابة الضبابية، ظهرت رأس عملاقة. كانت ملامحها مخفية، لكن العيون الحمراء المتوهجة كانت لا يمكن تفويتها.
"الجبل محظور للدخول! لا يُسمح لأحد بالدخول!" جاء صوت قاتل من الرأس العملاق.
ابتلعت المرأة ريقها في خوف عندما شاهدت أخيرًا ما ينتمي إليه الصوت. كان ثعبانًا ضخمًا، رأسه فقط أكبر من عشرات الأفيال مجتمعة.
"إنه أمر عاجل! أخبروا الأميرة... تم اكتشاف --->وجوده" قالت المرأة المسنّة.
أصدر الثعبان صوت هسهسة، مما بث الرعب في عظام المرأة، لكنها استمرت في الثبات.
"وجود من؟" تسائل الثعبان.
أخرجت المرأة مرآة ثمانية الأضلاع من أداتها التخزينية وأظهرتها للثعبان.
بمجرد أن رآها الثعبان، اتسعت حدقتاه وتراجع من الرعب.
"هو! لقد وجدته!" قال الثعبان بصوت ممزوج بالرعب والحماس.
"نعم! أخيرًا وجدنا علاماته! الآن، من فضلك، دعني ألتقي بالأميرة!" تضرعت المرأة.
توقف الثعبان لحظة قبل أن يومئ برأسه. تحرك جانباً وقال: "اذهبي إذًا... سأعلم البقية ليتيحوا لك المرور دون عوائق"
"شكرًا لك، أيها الكبير" قالت المرأة وهي تعبر عن احترامها قبل أن تتقدم إلى الأمام.
نظر الثعبان إلى القمة وأطلق هسهسة منخفض. لكن كانت هناك قوة غريبة محتواة فيه بحيث انتقلت بعيداً ووصلت إلى جميع أنحاء الجبل.
لم تسمع المرأة هذا ببساطة واستمرت في طريقها. استغرق الأمر منها يوماً كاملًا، لكنها أخيرًا وصلت إلى المعبد الرائع على قمة الجبل.
أخذت المرأة أول خطوة على أرض المعبد وتوقفت. ركعت على الأرض وسجدت عشر مرات وبقيت في نفس الوضع دون أن تتحرك.
مر يوم كامل قبل أن يُسمع صوت. كان الصوت باردًا ومع ذلك كان وكأن الأجراس تقرع معًا.
"من أنتِ؟" سُئل الصوت.
كان الصوت يعود لامرأة وحمل معها هالة قاسية.
"أنا الجدة السابعة والخمسون، فلتمنحني الأميرة المقدسة إذن اللقاء" ردت المرأة المسنّة بكل احترام.
كان رأسها لا يزال ملتصق بالأرض، ولم تجرؤ على رفعه حتى بوصة واحدة.
"تقدمي..." قال الصوت النسائي.
"نعم، إيتها الأميرة!" أجابت المرأة المسنّة قبل أن تنهض.
مشت إلى الأمام وعبرت عبر بستان من الأشجار قبل أن تصل إلى الجزء الرئيسي من المعبد.
كانت الفوانيس مضاءة في كل مكان وكانت اليراع يطفو حولها. تحت الضوء الغامض للقمر، وقفت امرأة عند مدخل المعبد. كان شعرها أحمر ووجهها جميل لدرجة أن أي إنسان سواء كان رجلاً أم امرأة سيفارق الحياة من لذة رؤيته.
كانت عيناها خضراء زمردية مع حدقات ضيقة تشبه تلك الموجودة عند الثعابين. وكانت أظافرها تحمل نفس اللون وكان فستانها كذلك. كانت القشور الرفيعة تلمع أيضًا على فستانها المتطاير.
نظر الجمال المتألق إلى المرأة المسنّة بنظرة مذهلة.
"تحدثي..."
---
إذاً بماذا يذكركم هذا الوصف؟...