مُسير العوالم
الفصل 479 - المرحلة الرابعة من تعاليم تقوية الجسد
عندما ظهر مجددًا في المكتبة، أغلق الأبواب واستعد. جلس متربعًا وأخرج حبة التربة السوداء، وكانت واجهتها الزجاجية تتلألأ تحت ضوء الشمس المتسرب من إحدى النوافذ.
بعدما تأملها للحظات، وضع لين مو الحبة في فمه وابتلعها. على عكس معظم الحبوب الأخرى التي تتحول إلى سائل بمجرد وضعها في الفم، بقيت هذه صلبة. حتى بعد أن وصلت إلى معدته، ظلت على حالتها الصلبة.
تسائل لين مو، "لماذا لا تظهر أي تأثيرات؟"
وفي اللحظة التي خطرت فيها هذه الفكرة بباله، حدث الأمر.
وكأن انفجارًا قد حدث في معدته، بدأت الحبة في إطلاق مفعولها، إذ انبعثت منها طاقة روحية كثيفة لعنصر الأرض، والتي سرعان ما امتصها جسد لين مو.
كانت الطاقة الروحية تتدفق عبر مساراته، ضاغطة على خطوط طاقته. هذه هي المرة الأولى منذ مدة طويلة التي يشعر فيها لين مو بهذا النوع من الضغط على خطوط طاقته. فمنذ أن توسعت خطوطه وبلغ عالم الكنوز الخمسة، لم يعاني أي مشكلة في تحمل الطاقة الروحية.
أدرك لين مو مدى قوة هذه الحبة الصغيرة، فاستفاق من الصدمة الأولية بعد لحظة وبدأ بممارسة تعاليم تقوية الجسد. تدفقت الطاقة الروحية لعنصر الأرض في مساراته متبعة مسار تعاليم تقوية الجسد.
لكن على عكس المعتاد، لم تظهر طبقة الدرع البنية على جلده مباشرةً. استغرق الأمر منه خمس عشرة دقيقة لامتصاص الموجة الأولى من الطاقة الروحية. وعندما نظر لين مو إلى الحبة في معدته، وجد أنها ذابت بنسبة 10% فقط.
فكر لين مو لنفسه، 'هذه الحبة أقوى بكثير من أي حبة تناولتها من قبل...'
أخيرًا، تجاوز الحد وظهرت الطبقة البنية للدرع على جلده مجددًا. وبدأت الطبقات على الدرع في التوسع وزيادة السماكة مع استمرار تدفق الطاقة الروحية لعنصر الأرض، ومرّت الساعات وكأنها لحظات.
استهلك لين مو نحو نصف مفعول حبة التربة الداكنة ولم يصل بعد إلى المرحلة التالية. نظر إلى الدرع الذي أصبح الآن بسماكة إنشين، ولو رآه أحد في هذه اللحظة لظن أنه بربري يرتدي درعًا كثيفًا.
غدا الدرع يخفي مظهر لين مو ويجعله يبدو ضخمًا. ومن مسافة بعيدة كان يبدو ثقيلًا، لكنه في الواقع لم يكن يزن شيئًا. مع مرور الوقت، أصدر حجر الاتصال في جيبه صوتًا، لكنه لم يهتم به وواصل ممارسة تعاليم تقوية الجسد. وأخيرًا، وصل الدرع إلى ذروته ولم يعد بوسعه امتصاص المزيد من الطاقة الروحية لعنصر الأرض.
ارتعش الدرع وبدأت الشقوق تتوسع عليه تدريجيًا لتغطي سطح جسد لين مو بالكامل حتى انكسر في النهاية.
انبعثت هالة قوية من جسد لين مو، وانتشرت في المنطقة كلها. شعر جميع من كانوا في اتحاد المرتزقة والمنطقة التي يتواجد بها بالاهتزازات.
تسائلت تونغو بينغ، "ما هذا؟ هل هو زلزال؟"
خرج بقية الموظفين وبدت عليهم نفس الحالة، إذ شعروا وكأن زلزالًا قد حدث أيضًا.
في الخارج، كان الناس منشغلين بأعمالهم، لكن كثيرين منهم فقدوا توازنهم وسقطوا على الأرض.
صاحوا متعجبين، "ما الذي يحدث بحق السماء!"
ثَدْ
بعض الأكشاك والمتاجر التي كانت تعرض بضائع معلقة سقطت، وأصبح الحراس متأهبين.
قال أحد الحراس، "أبلغوا القائد، هناك زلزال!"
لكنهم لم يكونوا يعلمون أن هذا الحدث كان محصورًا في هذه المنطقة فقط. في الواقع، عندما خرجوا عن دائرة معينة شعروا بالهدوء، ولم تكن هناك أي اهتزازات وكأن الأمور طبيعية.
لكن عندما استداروا ونظروا إلى الطريق، ما زالوا يرون الأشياء تهتز والناس يرتجفون. كانت الحيرة تعلو وجوههم، ولم يكن لديهم تفسير لهذا الحدث الغريب.
لم يستمر هذا طويلًا، إذ هدأ كل شيء في غضون دقيقتين وكأن شيئًا لم يحدث، لكن آثار الاهتزازات كانت واضحة في كل مكان. بعض المباني والمتاجر أصابتها تشققات في الجدران، وبعض الأشجار سقطت.
حتى المصابيح المعلقة على الأعمدة على جانبي الشوارع انسكب منها الزيت، بينما المصابيح غير المثبتة جيدًا سقطت على الأرض. ولحسن الحظ، كانت المصابيح مطفأة بسبب النهار، وإلا لكان من المحتمل اندلاع حريق في المنطقة.
أما لين مو، الذي كان هو مصدر هذا الحدث، فجلس غير مدرك تمامًا لما حدث، وتركز على حالته الداخلية.
ظهرت طبقة جديدة على جسد لين مو. لم تكن تشبه الدرع، بل بدت كأنها قشور. كانت بنية اللون ومثبتة على سطح جلده. كل قشرة كانت متناسقة وقطرها حوالي سنتيمترين.
الآن لم يكن يبدو كأنه يرتدي درعًا، بل أشبه بملابس ضيقة من جلد سحلية. وكان رداؤه قد تمزق خلال عملية توسع الدرع السابق، ليتركه جالسًا بملابس ممزقة.
أخيرًا، فتح عينيه اللتين تألقتا بنظرة قوية.
تمتم لين مو، "لقد نجحت..." قبل أن ينظر إلى جسده الذي تغير مرة أخرى.
تحسس الطبقة الجديدة، والتي كانت مرنة بدلًا من أن تكون صلبة مثل السابق. ولكن لم يكن هذا كل شيء، فعندما نظر إلى داخله، تلقى مفاجأة أخرى.