مُسير العوالم
الفصل 490 - الاستجواب والإنقاذ
بمجرد أن تحدث أحد اللصوص، قبضت يدان على ساقيه وضغطتا بقوة، مما أدى إلى سحقهما وتحويلهما إلى لحم ممزق.
"آآآه!!!" صرخ اللص بألم بينما تساقط المخاط من أنفه وسقط جسده على الأرض، متلوياً من شدة الألم.
"من أنت؟! ما أنت؟!" صاح با ليان بذهول.
لكن بحلول تلك اللحظة، كان لين مو قد حطم أرجل معظم اللصوص، ولم يتبقَ سوى با ليان و"بو الصغير". عند سماعه للسؤال، ظهر صوت من الظلام.
"أنا؟" قال الصوت، قبل أن يظهر شخص من الأرض. "أنا موتك"
تحركت ساق لين مو بسرعة كالسوط وضربت أرجل با ليان، مما أدى إلى قطعها فوراً وطيرانه بعيداً.
سقط با ليان، الذي بترت ساقاه، فوق الخيام، وهو يتلوى من الألم. جميع اللصوص الذين واجههم لين مو كانوا ضعفاء مقارنةً به، إذ كانوا في مجال تقوية الجسد، باستثناء با ليان الذي كان مزارعاً في المرحلة الأولى من عالم تنقية التشي.
"القائد با ليان!" صرخ بو الصغير عند رؤية هذا المشهد. كان قد عاد مسرعاً عند سماعه للصرخات المليئة بالألم ليشاهد مشهداً مرعباً.
"ششش~"
ظهر سيف فجأة بجانب عنق بو الصغير، مما جعله يتجمد في مكانه.
"خطوة أخرى وستفقد رأسك" قال لين مو بنبرة باردة.
"لماذا... لماذا تفعل هذا؟" تسائل بو الصغير بتلعثم.
لم يكن لين مو يعرف إن كان عليه أن يضحك على كلامه أم أن يشفق عليه. كان سؤاله سخيفاً بالنظر إلى موقفه.
"لا أعتقد أنني بحاجة للإجابة على هذا. أي شخص عاقل سيفهم السبب، وبما أنك تحتاج إلى طرح هذا السؤال، فأنت بالتأكيد لست واحداً منهم" سخر لين مو.
التفت إلى با ليان ووضع قدمه على جروح ساقيه النازفة بغزارة.
"لاااا!" صرخ الرجل بألم بينما ضغط لين مو بكعبه عليها.
"إن كنت لا ترغب في تكرار هذا، أخبرني بكل شيء. أخبرني من أين جلبت هؤلاء الأطفال وإلى من تقوم ببيعهم" سأل لين مو، وعيناه تلتمعان بحدة قاتلة.
سرعان ما انطلق الرجل الجريح في سرد كل شيء. ما فعله لين مو كان كافياً لتحويل رجل بالغ إلى طفل باكٍ. لم يكن بإمكانه مقاومة هذا التهديد.
أخيراً، عرف لين مو كيف كان هؤلاء اللصوص يعملون. منذ أن أقامت المملكة عدة مراكز للجيش وحواجز، اضطر هؤلاء اللصوص إلى الانتقال إلى المناطق الخارجية من المملكة التي كانت إما أقل حماية، أو تحت سلطة قوى محلية مثل الطوائف الزراعية.
عادةً، تتولى هذه القوى القضاء على المجرمين مثل هؤلاء اللصوص بنفسها، ولكن لسبب ما لم تفعل طائفة الفاوانيا ذلك. لم يعرف اللصوص السبب الدقيق لذلك أيضاً. كان السبب إما جهلهم أو غطرستهم بكونه لا يوجد لصوص قد يجرؤون على العمل في أراضيهم.
أما بالنسبة للأطفال، فقد قام اللصوص ببساطة بأخذهم من العربات التي مرت. بدأ الكثير من الناس بالانتقال إلى الممالك الجنوبية منذ انتشار أخبار قبائل الشمال. ورغم أن أعدادهم كانت قليلة، إلا أنها كانت تتزايد تدريجياً.
'هممم... يبدو أن ما قيل عن هجرة الناس في مدينة مطحنة الغبار لم يكن خاطئاً تماماً. إنه فقط أن الناس ينتقلون من بلدات أخرى، بينما يتم استهداف القادمين إلى مدينة مطحنة الغبار بشكل خاص' فكر لين مو.
لكن عندما سمع من كان يشتري الأطفال، لم يتمكن من التعرف عليهم. كان لين مو قد اعتقد في البداية أن "قوات جو" هم من تقف وراء هذا أيضاً، لكنه أدرك لاحقاً أنهم يفضلون البالغين، حيث لديهم دم أكثر من الأطفال. رغم أنه لم يكن متأكداً إذا كانوا يفرقون فعلاً في ذلك.
كان الأشخاص الذين يشترون الأطفال يأتون إلى معسكر اللصوص ويشترونهم مقابل عملات ذهبية تتراوح بين قطعتين إلى عشر قطع لكل طفل. كان هذا سعراً مرتفعاً بالنسبة لهؤلاء اللصوص، مما دفعهم إلى تفضيل خطف الأطفال على سرقة البضائع الثقيلة التي تعطي أرباحاً أقل.
حصل لين مو على وصف لمجموعة تجار العبيد وحفظه.
"أين تقع بقية مجموعات اللصوص؟" سأل لين مو.
لكن للأسف، كان با ليان قد فقد الكثير من الدماء لدرجة أنه لم يستطع الكلام بوضوح. في غضون دقيقة، لفظ أنفاسه الأخيرة ومات. نظر لين مو حوله بحثاً عن بقية اللصوص، لكنهم كانوا قد ماتوا أيضاً، ولم يبقَ سوى بو الصغير.
مدّ لين مو إصبعه وأشار إليه بالقدوم نحوه.
ابتلع بو الصغير لعابه بخوف، وشعر بأن ساقيه قد تحولت إلى جيلي. لقد رأى التعذيب الذي مر به رفاقه الذين فارقوا الحياة الآن، وكان مرعوباً تماماً من الرجل الذي أمامه. بالنسبة له، بدا لين مو كشيطان متخفٍ.
اقترب بو الصغير ببطء من لين مو وحاول جاهداً التحدث.
"أخبرني الآن، أين تقع بقية مجموعات اللصوص؟" سأل لين مو.
"لا-لا تقتلني... سأخبرك... من فضلك..." توسل الرجل وهو يبكي ويرتجف.
"تكلم!" أمره لين مو.
"يو-يوجد معسكران في الجنوب، وثلاثة في الجنوب الغربي، وواحد في الغرب. هناك المزيد، لكنني لا أعرف عنهم. إن سألت أولئك اللصوص، أعتقد أنهم سيعرفون" أجاب بو الصغير.
"أرتطام"
"أرى..." تمتم لين مو قبل أن يُسمع صوت ارتطام مكتوم.
تدحرج رأس على الأرض وسقط جسد بجانبه أيضاً. كان الرجل المسمى بو الصغير الآن ميتاً، بعد أن أدى غرضه في نظر لين مو.
ذهب لين مو ليتفحص حالة الأطفال ووجد أنهم في حالة جيدة نسبياً. كان لديهم بعض الخدوش والكدمات الطفيفة، لكنهم لم يكونوا في حالة سيئة. استطاع لين مو أن يعرف أنهم قد تم تخديرهم بنوع من الأعشاب المهدئة.
"أظن أن من الأفضل أن تتركهم نائمين" اقترح شو كونغ.