مُسير العوالم
الفصل 532 - الخزنة الأولى
اختار لين مو القمة الرئيسية كأول هدف له، حيث كان سيكون بإمكانه الوصول إلى الخزنة بسهولة نسبياً، لأنه كان يمتلك المفتاح لها. المشكلة الوحيدة كانت أنه لم يكن يعرف عن الأمان الحالي في تلك المنطقة.
وبينما لم يكن عليه القلق كثيراً بشأن التشكيلات، كان عليه أن يظل حذراً من الحراس. كان لين مو قد لاحظ أن شيوخ القمة قد تواجدوا بالفعل بالقرب من منصة المحنة، لكنه لم يرَ شيخ الطائفة في تلك اللحظة.
"آمل أن يكون قد غادر، وربما فقط فاتتني رؤيته" تمتم لين مو لنفسه.
تجاوز المباني الخمسة التي أمامه واتجه مباشرة نحو الخزنة في الأعلى. ولكن بمجرد أن وصل إلى هناك، شعر بموجة من قشعريرة تجتاح جسده، فاستعمل تقنية "الأندثار" ليدخل إلى العالم الموازي.
في العالم الحقيقي، كان هناك رجل مسن يبدو في الستينيات من عمره يحدق في موقع معين.
'هل كان ذلك من خيالي؟ أم كان هناك شخصاً هنا للحظة؟' تسائل الرجل المسن قبل أن ينشر وعيه الروحي.
إذا كان هناك شخص في ذلك المكان، لكان قد شعر بقوة وعيه الروحي والهالة التي كان يبعثها. هذا الرجل المسن لم يكن سوى شيخ الطائفة، مُدان، رئيس طائفة الفاوانيا.
تفحص المنطقة بعناية، وعندما تأكد من أنه لا يوجد أحد هنا، غادر.
"إذاً كان لا يزال هنا... لحسن الحظ تمكنت من استخدام الأندثار بالوقت المناسب" تمتم لين مو لنفسه.
راقب المنطقة فارغة ثم لمح إلى أعلى أطول المباني هناك ليلقي نظرة على ما يجري في منصة المحنة. بما أن المبنى كان في الأعلى، كان من السهل عليه مراقبة ما يجري في الأسفل.
كان هناك حشد ضخم يتجاوز المئة ألف شخص، تجمعوا حول مبنى ثماني الأضلاع بلا سقف. ومن وقت لآخر، كان بإمكانهم رؤية تشكيلات تومض في الهواء، مما أشار إلى أن منصة المحنة كانت نشطة.
في مركز المنصة، كان يمكن رؤية الكيميائي بيلاو جالساً.
"التقلبات المكانية... أصبحت أقوى" تمتم لين مو، ملاحظاً أن هذه التغيرات كانت مرئية من تلك المسافة.
"هذا ليس كل شيء، انظر إلى الأعلى" قال شو كونغ فجأة.
نظر لين مو إلى السماء ورأى مشهداً مذهلاً. بالنسبة للشخص العادي، كانت هناك بعض السحب البيضاء عائمة في السماء، لكن بالنسبة إلى لين مو الذي كان يستخدم الإدراك المكاني مع مساعدة الحلقة، رأى تمزقاً أسود يتوسع عبر السماء.
"ما هذا...؟" تساءل لين مو.
"تلك هي الشقوق المكانية الناتجة عن المحنة السماوية القادمة. لماذا تعتقد أنها تستغرق وقتاً طويلاً؟ إنها تأتي من بعد مجهول وتمزق الفراغ لتصل إلى الكائن الذي سيعاقب" أجاب شو كونغ.
'إذاً، ما وظيفة سحب المحنة؟ أليست هي التي تولد برق المحنة؟' تسائل لين مو، وهو يشعر ببعض الارتباك.
"بالطبع، هذا هو دور السحب، لكن السحب نفسها مجرد هياكل. الطاقة، أو بالأحرى الأمر اللازم لتشكيلها، يأتي من تلك الشقوق المكانية. بعد وصولها، تولد السحب المحنة التي بدورها تولد البرق" كشف شو كونغ.
توهجت عيون لين مو بدهشة بعد أن اكتشف هذا السر وراء ظاهرة المحنة السماوية. وعندما تمالك نفسه، نظر إلى موقع الخزنة وظهرت ابتسامة على وجهه قبل أن يستخدم الوميض وينتقل إليها.
أخرج مفتاح الخزنة ورفعه عالياً.
بدأت التشكيلات في الخزنة تتوهج وقامت بفحص المفتاح الذي رفعه لين مو. وبعد أن انتهت عملية الفحص، أصبحت التشكيلات نشطة وبدأ باب الخزنة في الفتح. أثناء هذه العملية، كان لين مو في حالة تأهب، وعيه الروحي منتشر حوله، مراقباً أي شيء غير عادي.
فتح الباب بالكامل، ورأى لين مو الكنوز المتنوعة التي كانت محفوظة داخل الخزنة. كانت عينيه تتنقل من شيء لآخر، وهو يستعرض كل ما في الخزنة. كانت هناك حجارة روحية عالية الدرجة، أعشاب عالية الدرجة، تقنيات زراعة، مهارات، كتيبات، أسلحة، أدوات روحية، تعاويذ، والكثير غيرها.
شعر لين مو أن كل هذا كان غير حقيقي، وكان بالكاد يستطيع تصديق عينيه.
سرعان ما ردد ترانيم القلب المهدئة ليهدئ ذهنه، ثم بدأ في تخزين كل شيء. مجرد أن مد إصبعه، بدأت الأشياء تُخزن في الحلقة واحدةً تلو الآخر.
كانت الخزنة صغيرة نسبياً مقارنة مع غيرها من الخزائن التي رآها لين مو، كما أن عدد الأشياء فيها كان قليلاً. لكن مع ذلك، كانت جميع هذه العناصر قد تم جمعها شخصياً من قبل شيوخ الطائفة أو كبار الشيوخ(رؤساء القمم) في الطائفة.
في أقل من ثلاث دقائق، كان لين مو قد سرق ما يعادل قرون من ثروات أحد الشيوخ.
أخذ لين مو نفساً عميقاً وخرج من الخزنة، مغلقاً الباب خلفه. كان قد لاحظ أن بعض التشكيلات بدت غريبة، لكنه لم يكن يملك الوقت ليتحقق منها.
"حسناً، التالي!" قال لين مو في ذهنه قبل أن يستخدم تقنية التلاشي متجهاً إلى الخزنة التالية.
كانت هذه الخزنة تحتوي على أغلب الأدوات الروحية والأسلحة في الطائفة. قام لين مو بفحص المنطقة بسرعة وبدأ بتحليل التشكيلات قبل أن يبدأ في حلها. بالنسبة لأي سيد تشكيلات عادي، كان سيستغرق شهوراً إن لم يكن أكثر لفك تشفير هذه التشكيلات، لكن بالنسبة للين مو الذي كان قادراً على إدراك التغيرات الدقيقة في الفضاء، كانت الأمور بسيطة.
لأنه كان يستطيع تجاوز الطبقات المختلفة من التشكيلات باستخدام قدرة الحلقة على خلق بوابات وفتحها، كان قادراً على اختراق كل طبقة واحدة تلو الأخرى. كانت بعض الطبقات معقدة ولم تتبع ترتيب الأرقام.
لكن هذا التعقيد كان هو ما جعل عمل معظم أساتذة التشكيلات صعباً جداً.
استغرق حوالي عشر دقائق لحل جميع التشكيلات.
"نجحت!"