مُسير العوالم
الفصل 540 - مأساة طائفة الفاوانيا
تأثّر رئيس الطائفة مودان والشيوخ بالقوة الهائلة الناتجة عن الانفجار الصوتي، مما دفعهم للخلف بقوة. بينما استطاع مودان السيطرة على نفسه، لم يكن الشيوخ يمتلكون القدرة ذاتها، فانتهى بهم الحال بالاصطدام بالأشجار القريبة، مما أدى إلى تحطّمها.
أما من أصيبوا بإصابات طفيفة، فقد اكتفوا ببصق الدم، في حين تعرض آخرون لكسور خطيرة وانتهى بهم الأمر فاقدين للوعي.
غرز مودان سيفه في الأرض ليوقف اندفاعه للخلف. ورغم قدرته على الطيران دون الحاجة إلى أداة روحية، إلا أن القوة كانت هائلة، وكأن ما حدث لم يكن بفعل الهواء فقط.
نظر مودان إلى الاتجاه الذي هرب فيه شرُوبي الصغير، لكنه لم يتمكن من رؤيته في أي مكان.
"لن تهرب إلى الأبد!" صاح مودان وهو يطير خلفهم.
كانت حواسه الروحية منتشرة على نطاق كيلومتر كامل، وعيناه تتحركان بسرعة بحثًا عن أثر. استمر رئيس الطائفة في البحث ليوم كامل دون جدوى. لم يستطع تصديق ما حدث، لكنه كان حقيقيًا. لقد تمكن وحش في عالم التكثيف الأساسي من الهروب منه، وهو مزارع بالغ في عالم الروح الناشئة!
إذا انتشرت هذه الأخبار، فسيصبح أضحوكة في عالم الزراعة.
ومع ذلك، كان يدرك أن هذه الأخبار لن تبقى سرًا؛ فعدد كبير من التلاميذ شهدوا كل ما حدث، ومن المحتمل أن يفشوا الأمر ولو عن غير قصد.
بالإضافة إلى ذلك، أصبح هذا الأمر أكبر من قدرة طائفة واحدة على التعامل معه. إذا تمكن لص من سرقة طائفتهم، فقد يجرؤ على سرقة طوائف أخرى.
عاد مودان إلى طائفته محبطًا، ليُفاجأ بمزيد من الأخبار السيئة. فقد علمت الطائفة لاحقًا أن الأمر لم يقتصر على القمة الرئيسية وقمة الحبوب، بل شمل أيضًا قمة الأعشاب التي تعرضت هي الأخرى للسرقة.
لكن هذه المرة كان لديهم مشتبه به قد يكون وراء الأمر أو شريكًا فيه على الأقل. لم يكن أحد يصدق أن هذا العمل تم بواسطة شخص واحد فقط؛ ببساطة كان ذلك مستحيلًا.
في الوقت الحالي، كان رئيس الطائفة، وقادة القمم، وجميع الشيوخ مجتمعين في القاعة الكبرى. بدت الوجوه متوترة، والجميع ينظرون إلى مودان بحذر.
"إذًا، تقولين إن المتهم وراء هذا هو التلميذ الذي فاز في المسابقة التي نظمتِها؟" سأل مودان.
"نعم، رئيس الطائفة" أجابت شاويان تشيانيو بوجه جاد.
لم تستطع شاويان تصديق أن وو ليان كان هو من سرق طائفتهم. لكنها حين تفقدت التشكيلات، كان من الواضح أن ما فتح الخزينة هو الرمز الذي أصدرته له بنفسها.
"إذًا، عبقري قادر على إشعال لهب تشي من المستوى المتوسط هو المسؤول عن هذا كله؟" تسائل مودان.
"نعم، رئيس الطائفة" كررت شاويان تشيانيو.
التفت مودان إلى الشيوخ المسؤولين عن سجلات الطائفة وسأل:
"وما المعلومات التي تملكونها عن هذا التلميذ وو ليان؟"
"لا... لا توجد أي معلومات" أجاب الشيخ المسؤول عن السجلات.
"لا توجد؟ ماذا تعني بأنه لا توجد؟" صرخ مودان.
"لا نعلم كيف، لكن رغم أن اسمه موجود بالفعل في السجلات، إلا أنه لا توجد أي معلومات إضافية عنه. من المحتمل أن أحدهم زور السجلات" أجاب الشيخ.
"عديمو الفائدة! كلكم!" صرخ مودان وهو يطلق سيلًا من الشتائم.
استمرت نوبة غضبه لخمس دقائق، قبل أن يهدأ بصعوبة ويأخذ نفسًا عميقًا. لم يجرؤ أحد على التفوه بكلمة خوفًا من أن ينفذ مودان غضبه عليهم.
"كيف تمكن من... كيف تمكن من اختراق التشكيلات؟" سأل مودان بعد دقائق من الصمت.
"قام أساتذة التشكيلات بفحص الأمر وأفادوا بأنها طريقة لم يسبق لهم أن رأوها أو قرأوا عنها. من المحتمل أنه استخدم أداة روحية متخصصة في كسر التشكيلات، إذ لا يمكن لأحد أن يخترق تلك التشكيلات في هذا الوقت القصير.
حتى لو أُعطي تشكيل التشكيلات ذاته، فإن أي خبير تشكيلات سيحتاج إلى الكثير من التشي والوقت لفك التشكيلات واحدة تلو الأخرى. أما في حالتنا، فيبدو أن التشكيلات لم تشكل أي عقبة أمام الجاني وتجاوزها مباشرة.
نعتقد أنها أداة روحية من الدرجة القصوى" قال الشيخ المسؤول عن التشكيلات.
لم يتمكن مودان من منع نفسه من تدليك جبينه بإحباط. كان هذا اليوم أسوأ يوم في حياته. حتى محنته السماوية كانت أفضل بعشرة أضعاف من هذا.
"أمر آخر، رئيس الطائفة... بما أن القبو رأينا أنه قد سُرق بالكامل، نعتقد أن الجاني كان بحوزته أداة تخزين فضائية من الدرجة القصوى أيضًا. فلا يمكن لأي أداة تخزين أخرى استيعاب شيء بهذا الحجم" أضاف شيخ آخر.
"أداة تخزين فضائية من الدرجة القصوى... أداة روحية من الدرجة القصوى... مهارات قتالية مكنته من التصدي لعشرات الشيوخ في ذروة عالم التكثيف الأساسي دفعة واحدة... النجاة من محنة سماوية... وذاك الوحش الروحي... أعتقد أننا لا نتعامل مع شخص عادي، رئيس الطائفة" قال يي دينغ، الذي ظل صامتًا طوال الوقت.
نظر إليه مودان وأشار له ليتحدث أكثر.
"إذا كان هذا الشخص يمتلك كل هذه الأشياء القوية، فلا بد أنه مدعوم من جهة عظيمة. أعتقد أنه قد يكون جزءًا من إحدى الأوراق المخفية لطائفة أو مملكة ما. ربما يقومون بهذا لتحدينا عمدًا" قال يي دينغ.
"همم... وما الذي تقترحه إذن؟" سأل مودان.
"أعتقد أنه حان الوقت للاتصال بـ السيد" أجاب يي دينغ، وعيونه تتوهج بضوء أحمر للحظة.