مُسير العوالم
الفصل 548 - ثقل الموقف
كان لين مو بالفعل على حافة المستوى التالي من تعاليم تقوية الجسد، لذا فإن تناول عشب واحد فقط كان كافيًا لدفعه إلى المستوى التالي. لكن ذلك لم يكن كافيًا لإكمال العملية بالكامل.
بينما تشققت الطبقة البنية التي تحيط بجسده، احتاج إلى المزيد من الأعشاب ذات العنصر الأرضي لإصلاحها. أخذ لين مو زهرة أخرى ذات العنصر الأرضي، كانت زهرة بستة بتلات ملتفة كأنها خجولة، وحولها سحابة صغيرة من الطاقة الروحية المرتبطة بعنصر الأرض.
وضع الزهرة في فمه ومضغها، مما أطلق عصارتها في فمه. بخلاف الجذر المر الذي تناوله سابقًا، كانت هذه الزهرة حلوة قليلاً ولكنها بلا طعم ملحوظ بشكل عام. استرخى تعبير لين مو قليلاً وهو يبتلعها بالكامل.
انفجرت الخصائص العلاجية في معدته وانتقلت إلى خطوط الطول الخاصة به تحت تأثير تعاليم تقوية الجسد. تسربت الطاقة الروحية لعنصر الأرض من جلده، مشكّلة طبقة جديدة.
كانت هذه الطبقة رقيقة جدًا، كأنها من الحرير، لكنها بلون بني فاتح أشبه بلون الطين. لم يكن عليها أي أنماط، مما جعلها تبدو عادية، كأنها مجرد طبقة طلاء خفيفة على جلده.
استمرت الطبقة في النمو سماكة مع تدفق المزيد والمزيد من الطاقة الروحية لعنصر الأرض إليها. ظن لين مو أنه وصل إلى المستوى الخامس من تعاليم تقوية الجسد، لكنه شعر أن الأمر مختلف.
'أيها الكبير، هل من المفترض أن يكون الأمر هكذا؟' سأل لين مو.
"الأمر يختلف من شخص لآخر عند استخدام تعاليم تقوية الجسد. بما أنك تمتلك توافقًا مع عنصر الأرض، أعتقد أن التقنية تطلب المزيد من الطاقة الروحية لعنصر الأرض لجعلها أكثر فعالية.
لديك الكثير من الأعشاب والحبوب ذات العنصر الأرضي، يمكنك استخدامها لترى النتيجة" أجابه شو كونغ.
أومأ لين مو برأسه وقرر أنه لا بأس بذلك. بدأ بتناول المزيد من الأعشاب واحدة تلو الأخرى. ومع كل عشب يأكله، أصبحت الطبقة البنية أكثر سماكة، حتى وصلت إلى سماكة ست بوصات! اختفى جسد لين مو تحتها تمامًا، وبدا كما لو أن أحدهم غطاه بكومة من الطين.
بعد نفاد جميع الأعشاب، انتقل لين مو إلى الحبوب. كانت هناك العديد منها، معظمها أقل جودة من حبة التربة السوداء التي تناولها سابقًا، لكن سبعًا منها كانت بنفس جودة تلك الحبة!
بدأ لين مو بتناول الحبوب ذات الجودة الأقل أولاً، مما أدى إلى انضغاط الطبقة البنية تدريجيًا. ومع كل انضغاط، انبعث صوت قوي كأنه جرس برونزي يُقرع.
عندما انتهى من الحبوب ذات الجودة الأقل، أصبحت سماكة الطبقة حوالي ثلاث بوصات. ثم نظر إلى الحبوب التي كانت محفوظة في قوارير فردية، والتي كانت تعادل حبة التربة السوداء من حيث الجودة والقوة.
وضع أول حبة في فمه، ذابت على الفور وابتلعها. بدأ جسده بامتصاصها ودمجها وفقًا لتعاليم تقوية الجسد. لكن التفاعل هذه المرة لم يكن قويًا كما كان مع حبة التربة السوداء.
بدأت الطبقة البنية في الانضغاط ببطء شديد. أدرك لين مو أن التأثير ليس قويًا بما يكفي، لذا تناول حبة أخرى.
صدر صوت يشبه انحناء المعدن، وشعر لين مو فجأة بجاذبية قوية تسحبه نحو الأرض. تمكن من الحفاظ على توازنه بصعوبة، لكنه أدرك أن هذا سيزداد صعوبة كلما استمر.
لذا قرر أن يقوم بخطوة جريئة.
فتح جميع القوارير وتناول ست حبات دفعة واحدة!
اندفعت الطاقة الروحية لعنصر الأرض بشكل كثيف من مسام جسده بسبب الكمية الهائلة التي تجري داخله. كانت خطوط الطول والدانتيان لديه تحت ضغط كبير.
داخل الدانتيان، كانت هناك رؤية فريدة. تحول السائل الروحي بداخله، الذي كان أشبه ببحر واسع، إلى لون بني كأنه أصبح موحلًا أثناء فيضان.
بدأ نواة لين مو المتشققة بالدوران تلقائيًا، محاولة استقرار الحالة.
ضاعفت قوة الجاذبية التي كانت تسحب لين مو ثلاث مرات فجأة، مما أدى إلى شد ملابسه وشعره بشكل غريب. الطاقة الروحية لعنصر الأرض التي كانت تتسرب من مسامه، عادت إلى جسده بسبب الجاذبية، مما ضغط على الطبقة البنية أكثر.
صدر صوت جرس برونزي آخر، وانضغطت الطبقة البنية إلى النصف، لتصبح بسمك بوصة ونصف.
استمرت القوة في الضغط، لتصل سماكة الطبقة إلى بوصة واحدة. بحلول هذه اللحظة، لم تعد قوة الجاذبية تؤثر فقط على لين مو، بل امتدت إلى نطاق عشرة كيلومترات حوله.
مع ذلك، كانت القوة أقل تأثيرًا في هذا النطاق مقارنة بما يتحمله لين مو.
الطيور التي كانت تطير في السماء وجدت نفسها تسقط فجأة وكأن أجسادها أصبحت ثقيلة كالرصاص. أما الحيوانات التي كانت تركض، فقد تعثرت وسقطت على الأرض غير قادرة على التحرك.
أثارت هذه المشاهد الفزع بين الكائنات الحية في الغابة، مما جعلها تفر مذعورة.