مُسير العوالم
الفصل 566 - مخاطرة لين مو ووصول شيوخ الطائفة
لم يكن لين مو متأكدًا مما إذا كان ما على وشك القيام به سينجح، لكنه أدرك أنه خياره الوحيد في الوقت الحالي. كان شو كونغ يراقبه، والطاقة المكانية تحوم حوله باستمرار.
لم يُفصح شو كونغ عن ذلك، لكنه كان دائمًا مستعدًا للتدخل إذا حدث أي شيء. حتى الآن، تدخّل مرة واحدة فقط ضد جو ياو، لكن ذلك التدخل أخر تقدمه لعامين. لحسن الحظ، مع حصول لين مو على سلالة دب السبات العظيم، دخل في سبات استمر لمدة عامين، مما أتاح لشو كونغ فرصة لاستئناف زراعته.
"إنه يخاطر كثيرًا، لكنه على الأقل يعرف متى يكون الوقت المناسب للمخاطرة" تمتم شو كونغ بينما كانت عيناه الثماني الذهبية الصفراء تركزان على المذبح الأثيري.
بجانب المذبح، كانت هناك بيضة رمادية اللون تبدو ثابتة بلا أي حركة. ومع ذلك، شعر شو كونغ بالحياة تنبض داخلها.
"أتسائل... ما المخلوق الذي ستصبح عليه؟" قال شو كونغ.
حتى مع سنواته التي لا تُحصى من الخبرة، لم يستطع التنبؤ بنوع الوحش الذي سيخرج من هذه البيضة. مع وجود طاقة الوحوش، كان هناك عدد لا يُحصى من الاحتمالات التي قد تنشأ.
يمكن لطاقة الوحوش أن تُوقظ أو تعزز سلالة معينة مختبئة في الوحش. ولكن عندما تُستخدم في ظروف خاصة، مثل أثناء حمل وحش، فإن الظروف تصبح غير متوقعة إلى حد كبير.
قد تُوقظ طاقة الوحوش سلالات دفينة في أعماق الكائن، تلك التي لا يمكن إيقاظها بأي طريقة أخرى. ولكن، في المقابل، قد تكون طاقة الوحوش مفرطة وتُوقظ سلالات متضاربة، مما يؤدي إلى استحالة فقس البيضة.
لم يكن لين مو على دراية بتلك الأفكار، إذ كان تركيزه بالكامل على الطريق أمامه. كانت عيناه ضيقتين بينما مدّ يده اليمنى إلى الأمام.
"أعلم أنك هناك..." تمتم وهو يحاول تحديد موقع الجبل المختبئ مرة أخرى.
كان الجبل يتلاشى ويظهر، لكن لين مو كان يعلم أنه يستطيع النفاذ إليه.
"الآن، افتح لي!" أعلن بصوت قوي.
استجابت الحلقة، وبدأت في امتصاص كمية هائلة من الطاقة الروحية من لين مو دفعة واحدة. حتى البرق السماوي في الدانتيان تأثر بذلك، وتراجع جانبًا تحت تأثير الطاقة الروحية الهائلة.
ظهر شق في الفراغ أمام لين مو، وبدأ يتوسع في لحظة.
مع السرعة التي كان يتحرك بها شرُوبي الصغير، لم يستغرق الأمر سوى ثانية واحدة للمرور عبر الشق قبل أن يختفي تمامًا.
"ما هذا؟!" سُمع صوتان في الهواء بينما كان بعض الأشخاص يحلقون فوق المكان.
تبددت الضبابية، لتكشف عن شيوخ طائرين في الهواء. بدا أن جميعهم كانوا في عالم الروح الناشئة، لكن شيخًا يرتدي رداءً أخضر كان يتمتع بهالة أقوى بكثير من الآخرين.
"الشيخ تشينغ، هل تشعر بشيء؟" سأل أحد الشيوخ الآخر بقلق.
"هممم... هناك تقلبات مكانية هنا" أجاب الشيخ تشينغ.
"تقلبات مكانية؟! ما هذا! هل تعتقد أنه كان هناك متسلل؟" سأل شيخ آخر بصدمة.
عبس الشيخ تشينغ، مما أثار قلق الآخرين.
"لا..." هز رأسه بنفي.
نظر إليه الآخرون بحيرة، متسائلين عن سبب نفيه لذلك.
"كان هناك وحشان يخوضان محنة سماوية في الوقت ذاته. أحداث كهذه عادة ما تؤدي إلى ظواهر غريبة، لا سيما أن المحن السماوية القوية يمكن أن تُحدث اضطرابات مكانية" أوضح الشيخ تشينغ بحكمة.
تنفس الشيوخ الصعداء بارتياح جماعي. لم يكونوا يريدون أي مشاكل إضافية، خاصة في هذه الفترة الحساسة بسبب التجارب المقدسة.
"على الأقل رأينا وحوش الروح الناشئة. لكن... كيف لم نعلم أن هناك وحشين يقتربان من الاختراق؟" تسائل أحد الشيوخ.
"كما أن المزارعين يحظون بفرص استثنائية، يمكن أن تحصل الوحوش عليها أيضًا. ليس من شأننا التدخل، فذلك لن يؤدي إلا إلى إضاعة الوقت في محاولة كشف خيوط القدر" أجاب الشيخ تشينغ بحكمة.
أعجب الشيوخ بكلامه وهزوا رؤوسهم موافقين.
"لكن يا شيخ تشينغ... لا أعتقد أنني سمعت من قبل عن أفعى الناب الناري في منطقتنا. نحن نعرف عن ثعابين الماء السوداء لأنها تعيش هنا، ولكن أفعى الناب الناري تعيش في الجنوب البعيد" تسائل أحدهم بفضول.
رفع الشيخ تشينغ حاجبيه وبدأ في التفكير في الأمر، ووجد السؤال وجيهًا.
"هل لدينا سجل يوضح من أحضرها؟ لا بد أن أحدًا قد جلبها، فلا يمكن أن تكون وصلت هنا بمفردها" سأل الشيخ تشينغ.
"دعني أتحقق، يا شيخ" رد أحد الشيوخ الأصغر، قبل أن يُخرج قطعة من اليشم الطويلة.
أمسك الشيخ الأصغر قطعة اليشم وأغمض عينيه للحظات.
"آه، أعتقد أنني وجدته" قال الشيخ الصغير.
"وماذا يقول السجل؟" سأل الشيوخ الآخرون.
"تشير السجلات إلى أن الشيخ ليمو أحضر مجموعة من الوحوش من جنوب القارة قبل مئة عام. يبدو أن هذه الأفعى واحدة منها" أجاب الشيخ الصغير.
"الشيخ ليمو؟ هل كان لدينا شيخ بهذا الاسم في الطائفة؟" تسائل أحد الشيوخ.
بدا الآخرون أيضًا وكأنهم لا يتذكرون.
"أمم... تشير السجلات إلى أن الشيخ ليمو مات قبل خمسين عامًا أثناء قتاله ضد شخص يُدعى جينغ لوو عندما وصل إلى منطقة طائفتنا" أجاب الشيخ الصغير.