مُسير العوالم
الفصل 589 - وحوش السلالات السبع
دوّى زئير من صدر شرُوبي الصغير وهو يستنشق كميات هائلة من الطاقة الروحية، متوهجًا بفراء اشتعلت فيه النيران.
لكن هذه المرة كان الزئير مختلفًا؛ بدا وكأن سبعة وحوش تزأر في وقت واحد. عندها فقط استطاع لين مو رؤية الوحوش الوهمية التي ظهرت عندما استخدم شرُوبي الصغير تقنية انفجار الوحوش السبعة.
كانت هذه الكائنات الوهمية فريدة ومميزة، وتعرف لين مو على بعضها.
الوحش الأول كان النمر الناري المتوهج الذي عرفه لين مو سابقًا. كان أكبر حجمًا من شرُوبي الصغير وله هيئة مميزة.
الوحش الثاني كان أسدًا يُعرف بـأسد العُرف العشائري. لونه بني قمحّي مع عرف يضم أنماطًا تشبه رؤوس الأسود.
الوحش الثالث كان نمرًا يُدعى النمر ذو المخالب المحترقة. مخالب هذا الوحش كانت أشبه بشفرات معدنية حمراء، أشبه بسكاكين طويلة بدلًا من مخالب تقليدية.
الوحش الرابع كان فهدًا نحيفًا يُدعى فهد المرايا المئة. انعكست الأنوار على بقعه وكأنها مرايا.
الوحش الخامس كان فهدًا آخر يُسمى فهد الخشب الدخاني. بدا جسمه وكأنه مصنوع من الخشب، وفروه أشبه بعشب حي، مما منحه مظهرًا غريبًا.
الوحش السادس كان الفهد البرقي السريع، أحد أسرع الوحوش التي ذُكرت في سجلات الخالد المفقود. كان صوته أشبه بانفجار الرعد، وكانت سرعته هائلة.
أما الوحش السابع، فكان الأكثر غرابة. لم يتعرف عليه لين مو مباشرة وسأل شو كونغ عنه.
'هل تعرف ما هو هذا الوحش يا كبير؟' سأل لين مو.
"أعتقد أنه يُسمى الوشق الليلي" أجاب شو كونغ.
كان هذا الوحش صغير الحجم مقارنة بالبقية، لكنه امتلك فراءً أسود لامعًا وشعرًا طويلًا على أذنيه وحاجبيه، مما أضفى عليه مظهرًا غامضًا. كان بإمكانه الاختباء بسهولة داخل الظلال دون أن يُكشف.
---
نظر لين مو إلى الوحوش السبع، ولاحظ أن تأثيرها في جسد شرُوبي الصغير كان متفاوتًا. بدا أن تأثير النمر الناري المتوهج والنمر ذو المخالب المحترقة هو الأقوى، بينما لم يظهر تأثير واضح للبقية.
لكن من المحتمل أن سرعة شرُوبي الصغير جاءت من الفهد البرقي السريع، رغم أنه لا يزال بطيئًا مقارنة بما ذكره الخالد المفقود في مذكراته. كان هذا الفهد قادرًا على قطع ألف كيلومتر في لمح البصر، وقد طارد الخالد المفقود لثلاث سنوات متواصلة قبل أن يعقد معه صفقة غامضة لم يكشف عنها.
---
'سبعة وحوش، وكلها قوية... هل يستطيع شرُوبي الصغير حقًا تحمل سلالات كثيرة؟' تسائل لين مو بقلق.
"من المحتمل ألا يستطيع. لهذا لا تظهر كل السلالات في جسده. عند اندماج السلالات، تُحفظ السمات المتوافقة بينما تُستبعد غير المتوافقة. فالجسد لا يستطيع تحمل أكثر من طاقته، وإلا سينفجر أو يجلب غضب السماء بصاعقة سماوية قوية" شرح شو كونغ.
---
بحلول ذلك الوقت، كان شرُوبي الصغير قد فعل تقنية انفجار الوحوش السبعة بالكامل. تضاعف حجمه أربع مرات، وغطته نيران متأججة كاللهب، تحرق الأرض وتشوّه الهواء من شدة الحرارة.
هوت أخيرًا الصاعقة السماوية النهائية، وكانت أضخم بثلاث مرات من سابقاتها، واحتوت على خيوط من البرق الأرجواني، مما زاد من قوتها بشكل هائل.
اصطدمت الصاعقة بجسد شرُوبي الصغير، مما أدى إلى تبديد النيران تمامًا. انتشرت ألسنة اللهب كالألعاب النارية، وسقط شرُوبي الصغير على ركبتيه. كانت قوة الصاعقة أقوى من جميع ما سبقها.
---
صدر صوت تشقق خافت بينما تحطم جوهر شرُوبي الصغير، وانبعث منه نور ساطع. نمط السلالة الدموية على جوهره تألق كالشمس، وانقسم، لتولد في النهاية الروح الناشئة.