مُسير العوالم
الفصل 592 - بدء الخطة
استمع لين مو إلى كلمات شرُوبي الصغير وضحك.
"ماذا قال؟" سأل جينغ لو مرة أخرى عندما لاحظ رد فعل لين مو الغريب.
"يريد تسوية الحسابات" أجاب لين مو.
"تسوية الحسابات؟ ماذا تعني؟" تسائل جينغ لو، لتزداد حيرته.
"يريد أن يقاتلك مرة أخرى بسبب تلك الضربة السابقة" أجاب لين مو.
صُدم جينغ لو من هذا الرد ولم يعرف ماذا يفكر. ولكن بعد قليل من التفكير، اعتقد أنه يجب أن يكون الأمر على ما يرام. فقد قاتل العديد من الوحوش في عالم الروح الناشئة وهو أضعف منهم.
هنا كان شرُوبي الصغير قد حقق اختراقًا إلى عالم الروح الناشئة للتو فقط كان لا يزال في المرحلة الجنينية، بينما كان هو في مرحلة الطفل من هذا العالم. لم يظن أنه سيواجه مشكلة في ذلك.
"حسنًا، لنفعلها!" وافق جينغ لو.
زأر شرُوبي الصغير موافقًا، فانتقل الثلاثة إلى مكان أكثر ملاءمة.
---
بعد حوالي ساعتين، كان جينغ لو جالسًا وهو يعبس وجهه.
"ابتهج، ليس الأمر وكأنك خسرت" قال لين مو.
"هذا لا يغير من حقيقة أنني لم أتمكن من ضربه!" قال جينغ لو محبطًا.
"هاهاها!" لم يتمالك لين مو نفسه من الضحك مرة أخرى.
قبل ساعتين، كان جينغ لو وشرُوبي الصغير قد خاضا قتالًا، لكنهما لم يتوصلا إلى أي نتيجة. استمر القتال لمدة ساعتين، تمكن فيها شرُوبي الصغير من تجنب جميع هجمات جينغ لو، بينما لم يستطع جينغ لو أن يصيبه.
لقد زادت سرعة شرُوبي الصغير بشكل كبير بسبب تقوية لين مو لخط دم الفهد البرقي وخط دم النمر الناري المتوهج. وهذا سمح لشرُوبي الصغير بتجاوز وتفادي جميع هجمات جينغ لو.
مهما حاول جينغ لو، لم تصل أي من هجماته إلى شرُوبي الصغير. كان ببساطة أسرع من أن يتمكن من لمسها. حتى أنه فكر في استخدام بعض من أقوى هجماته، لكنه أدرك أنه إذا وصل إلى تلك النقطة وما زال غير قادر على إصابة شرُوبي الصغير، فمن الأفضل أن ينهي القتال.
وبذلك انتهت المعركة بالتعادل، دون أن يحقق أي طرف انتصارًا. كان لين مو معجبًا جدًا بشرُوبي الصغير، وكان يعلم أن هذه ليست سرعته القصوى أيضًا. فمنذ أن كان يتفادى الهجمات، كان يستخدم الاندفاعات القصيرة من السرعة. إذا كان سيركض في خط مستقيم، سيكون أسرع من ذلك بكثير. بالإضافة إلى أنه لم يستخدم مهارة "أنفجار الوحوش السبعة"، والتي كانت ستزيد من قدراته بشكل كبير. فلو استخدمها، لكانت المعركة قد تغيرت.
هز جينغ لو رأسه في النهاية وقبل النتيجة.
"ماذا ستفعل الآن؟" سأل لين مو.
"سأقوم باستخراج جميع المواد بينما تتدرب أنت. سأحاول أن أكون سريعًا قدر الإمكان حتى نتمكن من الهروب في اللحظة التي تنتهي فيها" ذكر جينغ لو مرة أخرى.
"هذا جيد. يجب أن تتمكن من تحديد المدة الزمنية إذا شعرت بالتشي الروحي في البيئة. في اللحظة التي يصبح فيها امتصاص التشي الروحي أمرًا مستحيلاً بالنسبة لك بشكل طبيعي، يجب أن تعتبر أن الوقت قد اقترب" أجاب لين مو.
"سأحتفظ بذلك في ذهني" قال جينغ لو.
تفرقا الرجلان وذهبا لأداء مهامهما. عاد جينغ لو إلى المناجم، بينما ذهب لين مو إلى قمة الجبل. أما شرُوبي الصغير، فقد قرر أن يصطاد جميع الوحوش في البُعد الصغير بما أنها كانت تعتبر أيضًا موارد.
كان جينغ لو قد أنشأ غرفة تخزين مزودة بتشكيلة تبريد. ستوضع جثث الوحوش هناك من قبل شرُوبي الصغير حتى لا تفسد، وعندما يحين الوقت، سيجمع لين مو كل تلك الجثث معًا.
نظر لين مو حوله على قمة الجبل وتسائل عن أفضل مكان للنوم. بما أنه كان سيستخدم "بئر السبات"، كان عليه النوم على أمل أن يتمكن من السيطرة عليه بشكل أفضل هذه المرة.
اختار في النهاية صخرة كبيرة ونحت فيها غرفة. كان تسميتها بغرفة هو أمر مبالغ فيه قليلاً، لأنها كانت مجرد تجويف تم تفريغه. ثم وضع سريرًا هناك ومخدة مفضلة له.
لقد حصل لين مو على العديد من الأشياء التي توفر الراحة في حلقة التخزين الخاصة به، وكانت مفيدة جدًا في مثل هذه الأوقات. بعد أن جهز كل شيء، استلقى على السرير وحاول النوم. حاول عقله تحفيز قدرة خط الدم لدب السبات العظيم أثناء سقوطه في النوم العميق.
داخل دانتيان لين مو، كانت روحه الجنينية تطفو بهدوء في وسط الدانتيان بينما كانت تغتسل في التشي الروحي السائل. كان التشي الروحي يغذي الجنين ويجعله يتوهج قليلًا. ولكن بعد فترة قصيرة، سُمع صوت همهمة حيث ظهر شكل وهمي آخر في الدانتيان.
كان هذا الشكل هو شكل دب السبات العظيم. وصل إلى الروح الجنينية وغطاها. كان الجنين مخفيًا بالكامل داخل الشكل الوهمي للدب عندما تم تفعيل قدرة خط الدم.
سُمعت دقات قلب لين مو عندها خيم الصمت على المنطقة للحظة.
ولكن بعد ثوانٍ قليلة، بدأ التشي الروحي يدور حول المنطقة. بدأت كميته تتزايد تدريجيا قبل أن تدخل الصخرة الكبيرة ومن ثم يمتص جسد لين مو كل الطاقة الروحية.
كانت عملية الامتصاص ليست سريعة كما كانت عندما حقق لين مو اختراقًا، لكنها كانت أسرع من سرعته العادية في الامتصاص. ولكن أثناء حدوث هذا، كان لين مو قد ظهر بالفعل داخل "عالم النوم"
كان يقف أمام شجرة التفاح الروحية ويتطلع حوله.
"هل زاد حجم هذا المكان مرة أخرى؟"