مُسير العوالم
الفصل 628 - أصغر الممالك
شعر لين مو بالدهشة عندما سمع كلمات جينغ لو. لم يكن يتوقع أنه في قارة كبيرة مليئة بالمزارعين، سيكون هناك مكان صغير كهذا يتميز بأفضل صانعي السفن والبحّارة.
"لماذا يحدث ذلك؟ ألا يمكن للمزارعين صنع قوارب وسفن أفضل؟" تسائل لين مو بفضول.
"في الواقع، السبب هو أن هذه السفن والقوارب تُستخدم من قِبل مزارعين أقل من عالم الروح الناشئة، وأيضًا من قبل عامة الناس الذين بالكاد وصلوا إلى مرحلة تقوية الجسد. وهناك سبب آخر؛ ليست هناك حاجة فعلية لكثير من الناس للإبحار بعيدًا في المحيط.
لا توجد وجهات محددة في المحيط، والجزر متناثرة جدًا بحيث لا تكون مُجدية تجاريًا. علاوة على ذلك، المخاطر مرتفعة للغاية، حيث إن المحيط مليء بالوحوش المائية الروحية التي تفوق عالم الروح الناشئة. ولو لم تكن هذه الوحوش عاجزة عن مغادرة المحيط، لكان العرق البشري وربما قارة تشو العظيمة بأكملها قد اجتاحتها تلك الوحوش منذ زمن طويل" أجاب جينغ لو.
"لكن هناك مملكتان في المحيط، أليس كذلك؟ أصغر مملكتين في العالم؟" سأل لين مو.
"أوه؟ هل تقصد مملكة صدفة الصدى ومملكة الشمس الأولى؟" استوضح جينغ لو.
"نعم، هاتين الاثنتين. إنهما مملكتان جزيرتان، أليس كذلك؟ وبالتالي يجب أن تحتاجا إلى السفن والقوارب للتجارة" أجاب لين مو.
"نعم، لكنهما ليستا بعيدتين عن سواحل القارة. مملكة الشمس الأولى، على سبيل المثال، تقع بالقرب من مملكة فينلونغ وهي واحدة من حلفائها.
تقع هذه المملكة إلى الجنوب الشرقي من مملكة فينلونغ وتبعد حوالي مئتي كيلومتر عن الساحل. تتاجر المملكتان كثيرًا، وهذا أحد الأسباب التي تجعل صانعي السفن والبحارة هنا يُعتبرون الأفضل في القارة" أوضح جينغ لو.
"أفهم الآن" قال لين مو، متذكراً مواقع المملكتين.
بينما كانت مملكة الشمس الأولى قريبة من مملكة فينلونغ، كانت مملكة صدفة الصدى بعيدة جدًا، عند أقصى الجنوب من القارة. كانت هذه المملكة منعزلة إلى حد كبير، وقليل من الناس يسافرون منها وإليها.
كانت تُعرف أيضًا بأنها متخلفة، مما جعل المزارعين يفقدون الاهتمام بها. يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على الصيد وبعض المنتجات المحلية التي تُزرع في الجزيرة، لذا فهي مكتفية ذاتيًا. أما المعادن التي تفتقر إليها الجزيرة، فكانت تُستورد من البر الرئيسي.
"علينا أن نتوجه الآن إلى المدينة ونرى ما يمكننا جمعه من أخبار" قال جينغ لو.
"نعم، لنفعل ذلك" رد لين مو، وهو ينشر إحساسه الروحي ليفحص المنطقة المحيطة ويبحث عن مكان مناسب.
"وماذا عني؟" تسائل شرُوبي الصغير.
"ممم... يمكنك الذهاب لصيد السمك؟" اقترح لين مو، لكنه رأى نظرة العتاب في عيني شرُوبي الصغير.
"يمكنك الآن الطيران، لذا لن تضطر إلى لمس الماء، وربما تجد طرقًا أكثر للصيد" حاول لين مو تهدئة الوحش.
فكر شرُوبي الصغير للحظة ثم أومأ برأسه. "سأفعل ذلك إذن. لم أقم بشواء السمك أو طبخ الحساء منذ فترة" قال قبل أن يطير بعيدًا.
شاهد جينغ لو التفاعل بين لين مو وشرُوبي الصغير، لكنه لم يطرح أي أسئلة. كان يعتقد أنه مجرد شيء يود الوحش القيام به أثناء وجودهما في المدينة.
بالطبع، لم يكن بإمكانهما اصطحابه إلى المدينة لأنه سيكون ملفتًا للغاية للأنظار ويثير الشكوك.
"سننفصل ونعود إلى هذا الموقع عند منتصف الليل" تحدث لين مو بعد أن فكر للحظة.
"يبدو ذلك مناسبًا، سأذهب الآن" قال جينغ لو قبل أن يطير بعيدًا.
رأى لين مو أن الرجل كان يخطط للتحليق حول المدينة البحرية والذهاب إلى الجانب الجنوبي. كان دخول مزارعين في عالم الروح الناشئة معًا كافيًا لجذب انتباه عدد من الجواسيس الذين غالبًا ما يتواجدون في تلك المناطق، وهذا ما أرادوا تجنبه.
بالإضافة إلى ذلك، مع تزايد نفوذ جو ياو، لم يكن لدى لين مو وجينغ لو مجال للتهاون. كان هدف لين مو الآخر هو معرفة ما إذا كان بإمكانه العثور على موقع تابع لـ"فيلق هي" هنا.
"ممم... وو هي قال إنه زار هذه المملكة خلال أسفاره، لذا من المحتمل أن يكون له أحد مواقع فيلق هي هنا أيضًا" تمتم لين مو لنفسه.
لم يطِر لين مو مثلما فعل جينغ لو، بل توجه سيرًا على الأقدام إلى مدخل المدينة بعد أن بدل ملابسه إلى عباءة بسيطة. بينما لم يكن أغلب المزارعين قادرين على تحديد مستوى زراعته ما لم يكونوا في عالم التكثيف الأساسي، فإن ارتداء ملابس براقة سيجذب الانتباه بالتأكيد.
تأمل لين مو المشاهد وهو يتقدم بهدوء نحو بوابة المدينة ودفع ضريبة الدخول، وهي قطعة فضية واحدة.
"ممم... على الأقل لا ينهبون الزوار" تمتم لين مو لنفسه وهو يواصل السير.
لم يتحقق الحراس من أي شيء سوى أن سألوا عن اسمه وسجلوه في سجل. أعطاهم لين مو اسمًا مستعارًا، وقبله الحراس على الفور.
"لا يبدو أنهم قلقون بشأن الأمن، هاه؟" قال لين مو بعد مروره بالبوابة.
داخل المدينة، نشر لين مو إحساسه الروحي بالكامل ليتمكن من مراقبة الأوضاع. بفضل امتداد إحساسه الروحي المتزايد، تمكن من تغطية المدينة بأكملها بسهولة.
قرر أن يجد مكانًا مناسبًا للانتظار والمراقبة بينما يخطط لتحركاته القادمة.