1

" أنت مستغرب أليس كذلك ؟، صديقك الذى ساعدك دائماً هو نفس الشخص الذى سيقتلك ولكن لا داعى لوضعها على هذا النحو يمكنك إعتبارها تذكرة سريعة للجانب الأخر"

فى المساء وفى شارع ضيق بجوار صندوق قمامة كان هناك أربعة أشخاص واحد منهم كان مستلقياً على بطنه فى بحيرة دم صغيرة بدا وكأنه فى لحظاته الأخيرة

شخصان أخران كل واحد منهم وضع قدماً على ظهرالشاب الملقى على بطنه وقدماً أخرى على الأرض مع سحب كلتا ذراعيه إلى الأعلى بقوة حتى لا يستطيع التحرك بالطبع رافق هذا ألماً لا يطاق ولكن الشاب على الأرض لم يتأثر لأن عينيه كانت ملصقة على الشخص أمامه والذى بدا وكأنه زعيمهما محدقاً فيه بشراسة بدون أن ترتجف عيناه للحظة واحدة

" متى بدأ هذا همممم ، لا أعرف هل أخبرك أم لا " ثم ألقى نظرة على الشاب الممد على الأرض وتابع " حسناً.. سوف أخبرك حتى ترحل بدون ندم "

" بدأ الأمر منذ حصولك على ذلك العنصر فى اللعبة وأنا اشعر بالغيرة منك أردت دائماً أن أخذه لنفسى ولكن بدون جدوى إلى أن وجدت طريقة بعدها بفترة طويلة ليس فقط أنى سوف أخذ العنصر منك ولكن سوف يعود مستواك إلى { الصفر } ولكن كان على إنتظار الفرصة "

" كل ما فعلته أنى إنتظرت أن نقوم بحملة كبيرة تحتوى على العديد من اللاعبين لأستطيع بسهولة أخذ العنصر منك دون أن تشعر أنى من فعلتها ، ما رأيك انا رجل ذكى أليس كذلك " ألقى الزعيم نظرة على نظيره الممد وأبتسم بسخرية قبل المتابعة

" بالطبع الأمر لن يتوقف على الحصول على عنصر فى اللعبة ولكن على كل ما تملكه فى الواقع أيضاً ، كيف ، سأخبرك بعد كل شئ هذا واجب الأصدقاء أليس كذلك ؟ " مع أن الأمر بدا وكأنه سؤال إلا أنه لم يكن كذلك ، بالإضافة إلى النظرة المستفزة بين كل مقطع والثانى والذى يدل على أنه يريد أن يستهزء به حتى القطرة الأخيرة

" فى الحقيقة لم يكن الأمر فى العالم الحقيقى مشكلة مثل اللعبة كل ما كان على فعله هو أن أقتلك ثم أخذ بعض البصمات منك ثم أرسل تحياتى لأحد المسؤلين معها هدية صغيرة وأنتهت الأمور ، الشركة التى تعبت عشرة أعوام لتبنيها من الألف إلى الياء قد ذهبت وإلى من ؟ إلى الشخص الوحيد الذى لم تتوقع منه فعل ذلك " ألقى الزعيم نظرة إستفزازية أخيرة على الشاب الملقى على الأرض ثم نظر إلى الشخصين الأخرين وقال " إقتلوه " ثم إستدار وغادر

بدأ الشخصان يشدان يديه بقوة أكبر وأقدامهم تضغط عليه بقوة أكثر لم يبدو فقط أنهما سوف ينتزعان ذراعيه ولكن سوف يحطمان عظامه

" إنتظرا " توقف الزعيم الذى تحرك لخطوات صغيرة وقال " هناك إعتراف أخير أريد أن أخبرك به... أختك "

فى اللحظة التى نطق بها الزعيم هذه الكلمات بدا وكأن الشاب الممد على الأرض سوف يقف ولكن للأسف لم تعد لديه قوة لقد كان فى أنفاسه الأخيرة

" أوهههه... يبدو أن لديك بعض القوة... شباب " حدق الزعيم فى مساعديه والذى ترجماه على أنهما يجب عليهما زيادة القوة والذى فعلاه بالضبط

" ربما لم تكن تعلم أو كنت تعلم ولكنك أسأت فهم نواياى مع أنى أردت أختك إلا أنى لم أراها كزوجة إنها ليست بذلك الجمال ربما ثلاث أو أربع مرات ومع ذلك بعد أن فعلتها مرة فقدت الأهتمام من الجيد أنها أنتهت نفسها لقد وفرت على عناء زيارتها ، ومع ذلك يبدو أن لديها بعض العقل بعد كل شئ مع أنى فقدت الأهتمام بها لا أستطيع قول نفس الشئ عن تابعاى أليس كذلك ؟ " رفع الزعيم رأسه ليلقى نظرة على تابعيه والذان اجابا بنظرة فاحشة وكأنهما يتخيلان الأمر الأن

كل ما يمكن أن يفعله الشاب الملقى على الأرض بعد أن نفذت قواه هو التحديق بشراسة فى الزعيم ، لو كانت النظرات تقتل لمات الزعيم مليون مرة

" لا تنظر إلى بهذه الطريقة " وبقدمه قام بركله فى وجهه بقوة

شعران الشخصان الذان يمسكانه بضعف ذراعيه مما تسبب فى عبوسهما " أيها الزعيم " تحدث شخص منهم والذى جعل الزعيم يمد أصابعه لرقبة الشاب الممدد على الأرض ليتفحص نبضه " إتركاه لقد مات " تحدث بلامبالاة كما لو كان قتل نمله أو دجاجة ، ببساطة غير مهم

قال الزعيم لأحد الشخصين وهم يغادرون " خذ بعض المال وسوى الأمر حسناً ، أريد لسجلى أن يبقى نظيفاً "

" ولا ذرة غبار فى ملفك سيدى " رد الشخص المعنى بسرعة

................................

" لم أتوقع ان تنتهى الأمور على هذا النحو فرصة عظيمة ، صديق جيد ، أخت لطيفة ، شركة صغيرة و... لا شئ ، كل شئ رحل فرصتى العظيمة أختى اللطيفة صديقى الجيد وفى النهاية شركتى التى كافحت عشرة سنوات فى بنائها قد ضاعت هكذا لِما ؟ ، لأنى أحمق لم أستطع أن أفهم الناس ، إقترب منى شخص وقال أصدقاء فقلت نعم والنتيجة... "

" لو... لو لم أحصل على ذلك الشئ اللعين وأستمرت حياتى كما هى حتى لو لم تكن جيدة إلا أنها ما تزال حياه "

" أنا وأختى ، لماذا كان على أن اكون طماعاً ، لو إستطعت الحصول على دقيقة أعانق فيها أختى بقوة وأخبرها بأنى أسف فقط أسف فلن اندم على شئ أو على الأقل لن أكون مثل هذا "

................

" أيها الشاب.. أيها الشاب... إستيقظ لا يسمح بالنوم هنا "

" أعتقد أنى أسمع صوت رجل عجوز هل أنا أهلوس أم أن هذا الشخص هو الذى ينتظرنى على الجانب الأخر ها.. وكأنى أهتم "

" أيها الشاب إستيقظ ممنوع النوم هنا "

فى حديقة عامة وعلى إحدى المقاعد جلس صديقنا الذى كان ممدداً وغارقاً فى دمائه بدون خدش كما لو أن ما حدث قبل قليل كان حلم فقط يبدو أن صديقنا بدا أصغر لم تعد على وجهه علامات النضج التى كانت موجودة عليه فى ذلك الوقت أمامه وقف رجل عجوز فى ملابس عمال النظافة يحمل مكنسه ويهز الشاب من لحظة لأخرى

فتح الشاب عينيه بصعوبة قليلاً وسأل بعد أن تعافت رؤيته بعض الشئ " من.. من أنت " بدا الشاب كما لو كان تعاطى مخدر لذلك بدا صوته ضعيفاً ومنخفضاً

" رجاءً لا تنم لو مر رئيسى ورائك هكذا سوف أعاقب " مع أنهم كانوا موجودين فى حديقة عامة إلا أن هذا يشمل الزيارة وليس النوم للمحافظة على الشكل الحضارى أو شئ من هذا القبيل

" هذا " بمجرد أن أختفى التشويش من عينيه وأستطاع الرؤية بشكل صحيح إلتفت حوله مذهولاً يحدق فى الأشخاص والمتاجر

أم تقظف الكرة لإبنها الصغير ، محل يبيع البقالة وعربة تعد السندوتشات المختلفة

" هذا.. هذا ليس حلماً صحيح " نظر الشاب حوله فى مفاجأة ثم قام بقرص نفسه بقوة حتى صرخ ولكنه لم يقتنع لذلك أمسك بالعجوز من كتفيه " هذا ليس حلماً صحيح " سأل الشاب العجوز بنظرة متوقعة وكأنه يقول رجاءً أخبرنى أنه ليس حلم

" لا ليس حلم " رد العجوز بغرابة وفكر هل يتعاطى هذا الشاب شيئاً ما ولكن شكله لا يبدو كذلك لا يهم كل ما يهمنى أن لا ينام هنا والأفضل أن يرحل

" حقاً... حقاً " لا يزال الشاب لا يصدق الأمر

" فتى لا أهتم إن كنت تتعاطى شيئاً أم لا كل ما يهمنى أن ترحل من هنا وإذا أردت البقاء فلا تنم.. رجاءً لدى مسؤليتى خصم يوم واحد صعب جداً بالنسبة لى " بدأ كلام العجوز بنبرة قوية ولكنه حولها فى النهاية بعد كل شئ هو لا يملك أى سلطة ، لا يستطيع طرد أحد لمجرد أنه نام ثم إستيقظ وإلا سوف يتلقى عقوبة وهذا هو السبب فى قلقه وتحويل نبرته

ترك الشاب العجوز وهرع إلى عربة السندويتشات وقام بأخذ رغيف وقضم منه قضمه الأمر الذى جعل صاحب العربة ينزعج وعندما كان على وشكل أمساك الشاب ، أخرج الشاب عشرة دولارات ألقاها فى العجوز وهرب متحمساً وهو يصرخ بفرح مثل المجانين

" شباب هذه الأيام لم يعد عندهم أخلاق " تذمر صاحب العربة بسخط ولكنه ما زال ينحنى ليلتقط المال بعد كل شئ الحصول على عشرة دولارات مقابل رغيف خبز واحد كانت صفقة جيدة ولم يكن البائع على إستعداد لتركها

" أمى لماذا هذا العم يصرخ بفرح هكذا هل حدث شئ جيد له أو ربما الخبز الذى تناوله كان جيداً ليجعله يقفز هكذا " على الجانب الأخر سأل طفل أمه ببرائه

" أنه مجنون ، أشخاص كهؤلاء يجب عليك أن تبقى بعيداً عنهم فى المستقبل " ردت المرأة بلهجة تحذيرية دون أن تدرك أن الطفل ببرائته رأى ما لم تره هى

2020/12/23 · 530 مشاهدة · 1315 كلمة
نادي الروايات - 2024