فاجئت قوة الضربة ليلن فالسيف قد رسم قوسا متألقا. قبل ان يخترق جسد الذئب الذي يواجهه بحركة طعن ، تماما كما حسبت الرقاقة الذكية .


لقد كانت تلك تقنية النصل المتقاطع تقنية سرية ورثهاا نسل عائلة فالير، ويكمن جوهر الاسلوب في أستخدام قوي الطرد المركزية والدوران القادمة من الخصر القوي لضرب العدو ومهاجمته .


في تلك اللحظة، عندما أستخدم ليلن القوة التي استمدها من خصره ليرسل ضربته القوية . اطلق السيف صليلا بينما يخترق الهواء ثم يلتقي بجسد الذئب.


شعر ليلن بسيفه يخترق جسد الذئب ، وينغرس السيف فيه وكان علي ليلن بذل جهدا هائلا جعل جسده يرتعش لنزع السيف .


بقوة سحب سيفه ،لتندفع الدماء الحارة بعنف!


ويطلق الذئب المسكين انين . لقد أخترق سيف ليلن قدمه الأمامية والتي تصادف انها كانت نقطة ضعفه. اخيرا قفز الذئب إلى الوراء منسحبا، وقد فقد احد مخلبية الفتاكين .


ولما رأي رولان الذئب متقهقرا التمعت عيناه بشراسة ولكن لم يتبعه .


"معظم الهجوم سيتحمله الفرسان الملتحفين بالسواد .. ولو حاولت الخروج من السياج الذي فرضوه حول المترشحين لاطارد الذئب فسيكون مصيري الموت . وعلى أي حال، فان الذئب المصاب لن يقدر علي الهجوم ثانية. وعلي الارجح ستلقي حتفها بعد قليل وقد تصير وجبة أحد رفاقها من الذئاب.!!"


أشاد جورج بصوت عال "أحسنت!"


قالها وقد غطت الدماء جسده. وقف جورج بثقة وأناقة وقد بدا كانه لايقاتل بل يؤدي عرضا مسرحيا ومع ذلك أظهر قوة لا تصدق فبأريحيه واجه ذئبين وحده.


"حقا ان تقنيات السيف سرية التي تتوارثها العائلات النبيلة ليست عادية ابدا !" هكذا حدثت ليلن نفسه قبل ان يلتفت الي قطيع الذئاب أمامه.


استمر القتال المأساوي بين البشر والذئاب لنحو نصف ساعة. ومع غروب الشمس بدأ الظلام يلقي بظلاله . وفي الظلام بدت عيون الذئاب متوهجة بلون الزبرجد ( حجر كريم أزرق ). حينها بدا ان المخيم محاط باحجار زبرجدية تلتمع ولكن بقسوة تحمل معها الموت .


"هاه ... ههه" حاول ليلن التقاط انفاسه اللاهثة. وقد بدا انه خرج لتوه من بركة دماء. غطت الدماء وجهه ولكنه لم يمتلك ابد الوقت ليزيلها عنه..


وحتي مع الاستعانة بالرقاقة التي امدته بانجع الوسائل لقتل او جرح الذئاب المندفعة الا انه بذل جهدا كبيرا .


"مادمت في هذا الحالة المزرية لا داعي لذكر حالة باقي المترشحين . فقط الفرسان الملتحفين بالسواد كان لديهم الطاقة ليواصلوا القتال ومع ذلك لقد بدا جليا ان هذا لن يستمر طويلا . ولكن لماذا لم يتدخل السحرة ذوو العباءات البيضاء حتى الآن؟"


نظر رولان اليهم بطرف عينه ليجدهم جالسون مع الفتيات وحدهم في مركز المعسكر وقد أحاطت بهم هالة مخيفة تقشعر لها الأبدان. لم يجرؤ أي من المترشحين علي الاقتراب منهم في لمدي ثلاثة أمتار .


اما قطيع الذئاب المندفع فقد فقد بالفعل ثلث عدده. وبالرغم من ذلك استمر الهجوم العنيف وقد سقط العديد من المترشحين الذكور الذين حملوا الي الخلف بين المترشحات الاناث.


"لو كنت انا ملك الذئاب، لكفتني هذه الخسائر لاعلن استسلامي! او اقوم بهجمة كبيرة واحدة اخيرة.. حسنا بقت هجمة اخيرة واحدة فقط! "


قبل ان يلتمع سيفه مرة أخري ليقطع قدم أحد الذئاب. ثم التقط بعض الثمرات والقاها في فمه. ليمضغها علي عجل ويبتلعها .


تلك كانت النباتات التي جمعها على طول الرحلة. والتي يمكنها بسرعة تجديد طاقة الجسم، ولكنها أوشكت علي النفاد.


دوي "عواء الذئاب!" ولكنه حمل معني أخر هذه المرة .


فما ان سمعت الذئاب العواء حتي صار صارت أكثر شراسة . واندفعت للامام دون أن تهتم بحياتها.


حدث ليلن نفسه " ها هي ، انها موجة الهجمات الأخيرة!"


نظر ليلن الي قطيع الذئاب ولوح بسيفه وبدأ هجومه .


""بانج "


صوت أرتطام شعر ليلن بردة فعل هائلة قد اوشك سيفه منها ان يطير من يده .


"الذئاب التي نواجهها الان تبلغ ضعف حجم الذئاب التي قاتلناها حتي الان !"


قبل ان يرخي ذراعة الذي أصابه الخدر ويأمر الرقاقة الذكية بمسح المنطقة التي امامه .


[ذئب. القوة: سرعة التحرك: 2.3 الحَيَوِيَّةٌ: 4.1 3,1. الوصف: في قطيع الذئاب تظهر بعض الذئاب بأجسام أكبر من الاخري من نفس القطيع. هؤلاء هم حرس قائد القطيع. وهم يمتلكون قوة أكبر من آخرين من نفس القطيع ، وفي نفس الوقت هم أكثر القطيع ولاء للقائد!]


تلك كانت معلومة قرأها براتي ليلن الذي لقي حتفه في وقت سابق من أحدي كتب دوائر المعارف وقد استعادتها الرقاقة الذكية الان .


"ياللروعة ، يبدو ان قائد القطيع سيستثمر كثيرا من قوته هذه المرة!" فكر ليلن، قبل ان يمضي في مواجهة الذئاب الضخمة.


لقد كان عالما في عالمه السابق وقد ظن انه قد تخلص من نزعات العنف. ولكن الآن، في هذا المجتمع البدائي شعر ووسط تلك المعركة الحامية شعر وكان هناك شيئا قد حل بجسده جعل الدماء تغلي في عروقه.


ولقد ادرك ليلن ان في هذا العالم العنيف؛ حيث النجاة للاقوي علي الشخص ان يتسم ببعض الغرائز الحيوانية لينجو فيه."


لقد اتقن ليلن تقنية التنفس المتوارثة في أسرته الي الحد الاقصي . والآن، لا يحتاج الا الي التحفيز القادم من القتال الحقيقي ليصير فارسا حقيقيا !


"هههه! تعال الي! تقدم !! "


"سأقتلكم !" صارت عيني ليلن حمراء وقد اصابته لمسة من الجنون بينما يقاتل الذئاب.


في تلك اللحظة ، اطلق العنان لنفسه تماما ومع كل ضربة سيف، حرر جزءا من كل الاسي والندم من عالمه السابق وكل الفزع الذي اعتراه عندما وطئت قدماه هذا العالم الجديد.


"هاه!" وبينما يقاتل برقت عينه وكأنه قد استوعب شيئا جديدا.


قبل ان يهبط السيف اللامع الي الاسفل ليقطع الذئب .


ولكن ليلن لم يوقف الهجوم بل لوي وسطه قبل ان ينطلق راجعا . بضربة أخري عمودية!


حينها أنبعث من سيفه ضوء خافت. وقد بدا ان الضربتين قد اندمجتا معا لتشكل صليبا لامعا !


تقنية الضربة المتقاطعة:


مهارة القتل هي مهارة تجمع جوهر العديد من الحركات القاتلة لترفع مقدرة الممارس علي القتل الناجع .


وعلي الرغم انها بالتاكيد لا ترقي للمهارات السرية التي ترفع كل مستويات الفارس ( القوة والسرع الخ... ) الا ان الفرسان المبتدئين الذين لم يرقوا المنزلة فارس كبير سيصير بأمكانهم تهديد حياة فارس كبير!


قطعت السيف جسد الذئب بقسوة تاركا خلفه جرح كبير علي شكل صليب. ليئن الذئب بينما تندفع الدماء من جسدة.


ألتمعت عيني ليلن بينما يندفع الي الامام


"الآن!"


قبل ان يقفز ! ويدور في الهواء ويطلق ضربته!


مر السيف خلال جسد الذئب قبل ان تطير راس الذئب في الهواء


لتتقهقر الذئاب المحيطة الي الخلف فزعا وقد تباطئت هجماتها. وقد علت الصدمة الفرسان الملتحفون بالسواد أيضا .


بينما شعر ليلن بالرضا وهو يدعس رأس الذئب بقدمة ثم يتبعها بصيحة هادرة من أعماقه.


"هووف ...... لقد نفست عن نفسي ،الان حان الوقت للتراجع!"


بعد أن أطلق ليلن صيحته ، لم يواصل القتال بل عاد الي المعسكر . ليحل احد المدافعين الذين حظوا بقدر من الراحة محله.


"أنا لست احمقا. مهارة القتل هذه مرهقة وقد تخلصت من كل المشاعر السلبية بداخلي . وأود أن احفظ بعض القوة لحماية نفسي ".


بيدين ترتجفان ناولت احدي الفتيات ليلن كوبا من الماء الذي تناوله وعب منه جرعات كبيرة.


وفي أثناء شربه أخفي عينيه التي تلتمعان ذكاء . "ماعدا ذوي العباءات السودا لقد قتلت أكبر عدد من الذئاب . ولن يحاول أحد اجباري علي مواصلة القتال . الان علي أن أحافظ على قوتي، واري فعل هؤلاء الذين يرتدون العباءات البيضاء!"


فاستنادا الي تحليل الرقاقة الذكية فان احتمالية اختراق السياج الدفاعي وصلت الي 98%. وحين يخترق الذئاب السياج ستظهر خسائر كبيرة بين المترشحين. حينها لن يعد بامكان السحرة التفرج وسيتضطروا الي المواجهة.


"عواء !"


مدفوعة بعواء قائد القطيع واصلت الذئاب هجماتها بوحشية .. وقد ظهر حرس القائد ... الذئاب الضخمة في المقدمة والتي التي مزقت رقبة احد المرشحين قبل ان تعبر فوق جسدة .


"لا يمكننا الانتظار أكثر من ذلك! فعلوا المهارة السرية ! "صاح انجيلو أحد الذين يرتدون العباءة السوداء .


في تلك اللحظة، سمع أصوات طقطقة من تحت العباءات السوداء وقد انتفخت عضلاتهم وتمددت. للوهلة الأولى، تظنهم عمالقة مع كل هذه العضلات الضخمة .


لم تجفل عيني المدهوشة من المنظر "لقد ظهرت اخيرا ! المهارات السرية للفرسان! الرقاقة الذكية أجمعي البيانات!"


[صفير! مهمة جديدة جار جمع البيانات مهارة الفارس السرية ( التصنيف : القوة) ): بعد التفعيل تزيد قياسات الحيوية والقوة والدفاع ، وخفة الحركة تتناقص! جمع بيانات عن مسار طاقة الحياة التقدم 43 %. المعلومات الموجودة غير كافية، غير قادر على التحليل!]


عندما رأي ليلن الكلمات علي الشاشة كسي وجهه الاسف "ما زلت لا أستطيع فهم كيف يتم تنشيط قوة الحياة داخل الفرسان! خسارة لو تمكنت من اخضاع فارس للتشريح، فقد اقدر علي فهمها ...... .. "


اكتسب الفرسان الذين تمكنوا من تفعيل المهارة ليس فقط القوة بل بدا ان ثخانة اجسادهم قد زادت وقد ازدادو منعه. صحيح ان عليهم تفادي الذئاب الضخمة لكن تلك الصغيرة لم تعد تهمهم هجماتها وماعليهم الا قطعها .


ولكن مع زيادة اعداد الذئاب الضخمة المندفعة تمكنت اخيرا من اختراق السياج، والاندفاع نحو جمّّع المترشحين العاجز.


"آه! خلصني! "" بابا! ماما ! "" أنا لا أريد أن أموت ! "


تداخلت الصيحات والصرخات مدوية واصبح المخيم في فوضى عارمة.


تنهد ليلن "في النهاية، فليسوا سوي مجموعة من الاطفال اعمارهم بين ثلاثة عشر وأربعة عشر عاما!" .


"عواء!" تتابعت الاختراقات من الذئاب واحد تلو الاخر وكانها سلسلة انفرط عقدها لتتجمع الذئاب في داخل المعسكر .


" ليلن! تعال وقاتل معي! " صاح جوج وقد احاط رقبته الشاش. تعال وقاتل معي! "صاح جورج وقد احاط رقبته الشاش. منظر جورج كاد ان يدفع ليلن للضحك عاليا فهو لم يدر ايه سيدة شابة من عائلة نبيلة قد لفتها له . فلم تربطها جيدا بل ربطتها علي شكل فيونكة ايضا.


"لا حاجة لذلك! ناولني النشاب! "


"ماذا؟!" ولكنه ناول جورج ليلن النشاب عل اي حال وهو يقول " أخشي انه سيكون بلا فائدة فهذه الوحوش تحظي بجلد السميك ولحم غليظ. وان لم تصب نقطة ضعفها بدقة فـ ...... ..اوووه !! .. تبا! "



2017/06/16 · 6,297 مشاهدة · 1528 كلمة
minatto
نادي الروايات - 2024