نهض جساس ولا يزال اسماعيل يطرق الباب وقال جساس
" حسنا انتظروني قليلاً "
سمع اسماعيل كلام الجساس وتوقف عن الطرق ونزل لكي يخبر الآخرين
وقام جساس بغسل وجهه و ارتدى الزي الحربي و نزل الى الطابق الأول ووجد ان الجميع كانوا جاهزون و ينتظرونه
قال جساس
" انا جاهز هل يمكننا الذهاب الأن"
رد عليه تاجر سَمين ذو لحية طويلة وضخم البنية
" بالتأكيد يا مازن فنحن لن نبقى هنا الى الأبد"
تكلم اسماعيل
" بما انك مُتجهز يا مازن هيا بنا لنذهب لقد جهزنا امورنا سابقاً"
ابتسم جساس ورد على اسماعيل
" أنا مُتجهز لذلك يمكننا الذهاب "
خرج جساس ومعه روميو ومجدي فوجد خيله الهجين الكمت
(الكمت: هو الفرس الذي احمرت مناخره وأقرابه (القرب: الخاصرة)؛ ومراقه، وشعر جسده أقل سواداً من شعر الأحم.)
اقترب جساس من خيله ووضع يده على رقبتها
وقال
"ويوم كليل العاشقين كمنته
أراقب فيه الشمس أيان تغرب
وعيني الى أذني أغر كأنه
من الليل باق بين عينيه كوكب
له فضلة عن جسمه في اهابه
تجيء على صدر رحيب وتذهب
شققت به الظلماء أدنى عنانه
فيطغى وأرخيه مرارا فيلعب
وأصرع أي الوحش قفيته به
وانزل عنه مثله حين أركب
وما الخيل الا كالصديق قليلة
وان كثرت في عين من لا يجرب
اذا لم يشاهد غير حسن شياتها
وأعضائها فالحسن عنك مغيب"
إِمْتَطَى جساس الخيل وكذلك روميو ومجدي
وجهز التجار قوافلهم لكي يتحركوا ويخرجوا من المدينة
" مهلاً توقفوا للحظة "
التفت الجساس ومن معه للمتكلم ووجدوه زعيم القرية فوق فرسٍ شديدَة السواد التجار عندما رأىُ زعيم القرية لهُ رأس كرأس الخُفاش ولهُ مخالب طويلةٌ و حادة وجسده اشبه بجسد البشر ولكن أضخم ولونه رمادي
أكمل كلامه قائلاً
" بصفَةِ زعيم المدينة فأني ممتن لك لقد خلصتنا من ذلك الحنِ وبفضلك لم نضطر لنمد أيدينا متسولين لإمبراطورية نوركان، لذلك السبب اتيت لكي اقدم لك مكافاتك بنفسي وَ أهلاً وسهلاً بكَ في مدينتنا متى أردت إن تأتي وليس هذا فقط اذا قامت قبيله بمحاربتك او نبيل من امبراطورية نوركان أو حتى الامبراطور بحد ذاته فقط تعال الينا وسوف نحميك وسوف نقتل اي شخص يحاول قتلك حتى لو لزم الأمر إن ندخل في حرباً ضد الأمبراطورية "
رغم أن صوتي الزعيم كان هادئاً ألا ان كلامه ادخل الرعب في قلوب التجار وقلب مجدي صوته اشبه بـ نسيم الرياح في ليلةٌ سوداء بل شديدَةُ السواد و بردها قارص
رد جساس على كلام الزعيم
" شكرا لك ولكن الآن أنا لست بحاجة الى شيء ولكن عندما احتاج الى شيء سوف اتي و اطلبه منك"
" حسنا سوف نكون نحن بخدمتك في أي وقت"
وبعدها ساق الزعيم بفرسه نحو قاعة المدينة واتبعه أتباعه وجنوده
وتحركَت بعدها القافلة متجهة الى خارج المدينة و مكملة رحلتها نحو مملكة أوسان
واستمرت بعدها القافله بالسير في الغابه الخضراء ولم يبقى لهم الا القليل ويصلون الى الحدود
واستمروا بعدها بالسير الى ان حل الليل فتوقف التجار لكي ينصبوا مخيمهم وبالفعل نصبوه وأوقدوا النار وجلسوا حولها يدردشون
وبعد ما انتهوا من الدردشة ذهبوا لكي يناموا وعند حلول الصباح استيقظ الجميع وتناول الفطور
و جهزوا انفسهم وانطلقوا مكملين رحلتهم
واستمروا في السير الى أن وصلوا الى نهاية الغابة الخضراء
وعندما نظر جساس وجد أن الأرض تبدأ بالانحدار من نهاية الغاب الخضراء وصولاً الى الحدود ما بين نوركان والمملكة المقدسة
وكان جساس يفكر في نفسه بان هذه الارض انخفاضها بسيط جداً مقارنةً بالمنطقه المنخفضة
واستمرت القافلة الى ان وصلت الى مدينة صغيرة
وقف روميو بجانب جساس وقال له
" هَذه هي المدينة التي اخبرتك عنها "
"أوه حقاً!"
تفاجئ جساس
" نعم يا سموك هذه المدينة التي يسكن فيها نائبي "
نظرة جساس إلى المدينة تبدو المدينة بسيطه فتساءل ما سبب جنون نائب روميو
وصلت القافلة عند سور المدينة تكلم احد الجنود
" من أنتم "
خرج التاجر السمين وكان يمسك ورقه بيده اليمنى
وقال
" انا جنگيز احد التجار العالميين وتصنيفِ Du⁵ وهذه الورقه تثبت كلامي "
واعطى جنگيز الورقه للجندي وعندما تأكد الجندي من صحة كلامه ارجع له الورقه
" حسنا يمكنكم العبور الان"
دخلت القافلة المدينة واتجهوا نحو قاعة التفويض وأثناء سيرهم داخل المدينة راى جساس مجموعة من الصبية يلعبون كانوا الصبية يمسكون باثنين منهم وشد الرباط حول عينيهما وجروهما حتى ووضعهما في يدين أحد الصبية الذي كان جالس على الكرسي فتكلم الصبي الذي كان جالس على الكرسي وقال
" ما هي جريمة هذان "
رد عليه صبي كان واقف جنبه
" إنهما طمَعان جداً يا سيدي"
" ويلكم ألم يذكروا في الصحف الابراهيمية"
((يَا ابْنِ آدَمُ إِذَا لَمْ تَقْنَعُ بِرِزْقِكَ الزمَ اللهُ تَعَالَى قَلْبِكَ امَلا ا ينقطع ابدا واستغلا لا يفرغ اَبَدًا يَا ابْن اَدَمْ كُلَّ يَوْمٍ تَغْرُبُ عَلَيْكَ شمس يَنْقُصُ من عمرك وأنت لا تدري وتوفى كل يَوْمِ رِزْقَكَ وَانْتَ لا تحمد فلا القليل تقنع ولا بالكثير))
" ان الطمع حرام فكيف تطمعان انتما حقا تستحقان العقاب"
" مهلا يا أيها الصبي اتحرموا وتحللوا بما لا لك علم به"
قاطع كلام الصبي كلام جساس فنظر اليه الصبية فتعجبوا عندما نظروا الى جساس وجدوه فوق الخيل
رد الصبي على جساس وقال له
" أ تخالف كلام الصحف الابراهيمية؟ "
" أنا! لا أخالف كلام الصحف الابراهيمية إنما أنا أوصيك بأن تراجع معلوماتك جيدا أيُها الحكيم الصغير لأن الصحف الابراهيمية لم تحرم الطمع وإنما وصفت الإنسان أيها الحكيم الصغير"
ساق جساس بخيله و رجع مع القافلة ونزل الصبي من الكرسي وقال الى الصبية
" فكوا اسرهما"
كانت الصبي يفكر مع نفسه من أين أتى هذا الحارس بهذه المعلومات ودعا الله بأن يلتقي به يوماً
المؤلف: تمت إضافة الديانة الإبراهيمية كنوع من التجديد لا اكثر ولا اقل واتمنى أن لا يفهمني احد بطريقه خطأ فأن مسلم ونحن نعلم بأن الصحف الابراهيمية والكتب السماوية الأخرى محرفة لهذا السبب لم اقل ان الله يقول بل قلت ان الصحف الابراهيمية تذكر او تقول 💙🦦👍🏻