25 - هل هذه النهاية في هذا العالم الغريب

ثم نظر بطرس نحو رعد وقال:

"أهلاً بضيف العز، يا فارس الشمال

تُجلي عزمك في كل المواقف والآمال

ترعرعت بين الثلوج وتحت الجبال

مقاومًا لأهوال الدهر، شامخًا لا ينهار

تروي حكاياتك الرياح في كل الأرجاء

تُسطر في السجل، تُخلد في الأسماء

يا من واجهت الصعاب، دون انكسار

تُعبر عن شموخك، في كل الأقطار."

ابتسم رعد وقال:

"لم يسبق لي أن قابلت شخصًا بهذه الفصاحة."

وفي المملكة المقدسة، وفي قرية صغيرة، وفي مبنى كبير نوعًا ما، رافعاً شعار أفعى (المستشفى)، كان مجدي جالسًا على سرير في غرفة من غرف المستشفى، ويتكلم مع الطبيب:

"هل أنت متأكد من أنها سوف تشفى في وقت قصير؟"

"نعم، بكل تأكيد، العلاج الذي أعطيته لك فعال، وقد أثبتت فعاليته أكثر من مرة. إضافة إلى ذلك، فإن إصابتك ليست بتلك الخطورة، إنها بسيطة جدًا."

شعر مجدي بالاطمئنان عندما سمع كلام الطبيب.

طق طق.

التفت كل من الطبيب ومجدي نحو الباب، وقال الطبيب:

"تفضل."

دخل جساس وقال:

"السلام عليكم."

"وعليكم السلام،" رد مجدي والطبيب عليه.

ثم أكمل جساس وقال:

"كيف حالك الآن؟"

أجاب مجدي:

"أنا بخير."

قال الطبيب لجساس:

"لا تقلق يا سيدي، إصابته سوف تشفى بسرعة، فهي بسيطة، وأنتم لم تتأخروا في إحضاره إلى هنا."

حمد جساس ربه أن القرية كانت قريبة، وكان يلوم نفسه على أنه لم يكن يجب عليه أن يستمع لكلامه (مجهول) ويقوم بإحضار مجدي.

وفي الخارج، كان روميو وبيرم جالسين في مطعم يقابل المستشفى، ويتناولان الطعام.

قال بيرم:

"لم أتوقع أن سكان هذه القرية يتحدثون العربية."

ليقول له روميو:

"جنوب المملكة المقدسة، إذا لم يكن 100% منهم من الديانة الإبراهيمية، 90% منهم من الديانة الإبراهيمية. ولو نظرت إلى أصولهم البعيدة، ستجد أنهم يعودون إلى إمبراطورية الممالك الصحراوية. وعندما هاجروا إلى جنوب المملكة المقدسة في ذلك الوقت، حافظوا على لغتهم وثقافتهم ودينهم، وحاولوا نشرها، ولكنهم هنا يعانون من الكثير من المضايقات. وبدلاً من أن ينادونهم بالإبراهيميين، نادوهم بشيعة إبراهيم، إشارة إلى أنهم أنصار إبراهيم."

استغرب بيرم من كلام روميو، وقال له:

"ولكن الممالك الصحراوية، إنهم كذلك إبراهيميّون، فلماذا لم يُلقبوا بالشيعة؟"

"الأماكن والظروف تختلف، ففي الممالك الصحراوية، الإبراهيميون هم الحكام، ويشكلون النسبة الكبيرة في البلد، لا تقل عن 97%، هذا غير أن الممالك الصحراوية هي عبارة عن قوة عظمى لا يُستهان بها، والمملكة المقدسة هي مجرد مملكة لديها بعض القوة. ولو قارنتها مع الممالك الصحراوية، فستجد أنها لا شيء أمام الممالك الصحراوية من ناحية السياسة، والقوة العسكرية، والاقتصاد. ولو خرجوا وتكلموا عن نبي الله إبراهيم، وسبوه عليه، أو قالوا عنه مشعوذ، فهل تعتقد أن الممالك الصحراوية سوف تسكت؟ وهل هم سوف يستطيعون مقاومة الممالك الصحراوية، يا بيرم؟ هم لم يستطيعوا حماية أنفسهم من الإبراهيميين الموجودين في الجنوب منذ 2200 سنة عندما قاموا بقتل كبيرهم عارف بن همدان الجمادي وهم مستضعفون فما بالك بلممالك الصحراوية."

لينتهوا من أكل طعامهم ويذهبوا إلى النوم.

في اليوم التالي، وفي إمبراطورية نوركان، وفي ساحة تدريب الإمبراطورية:

كان رعد يقف وهو ممسك بسيفه أمام بطرس، فقال له رعد بابتسامة ساخرة:

"دعنا نرى إذا كانت مهارتك بالسيف كمهارتك بلفظ الكلام."

نظر بطرس إليه بعيون حادة، وهو يشد يده على مقبض سيفه، ويقول مع نفسه إنه لن يترك رعد يخرج من هذا القتال سالمًا.

انطلق نحو رعد بسرعة، ومد سيفه بالطاقة الحرارية، ويوجه له ضربة قوية، ولكن رعد واقف ولم يتحرك من مكانه، تظهر عليه علامات الثقة، وبضربة واحدة منه، يتصدى لضربة بطرس، وفي نفس اللحظة، يصنع هجومًا مضادًا، ويضع السيف تحت عنقه، ويقول له بسخرية:

"هذا أفضل ما لديك؟"

شعر بطرس بالإهانة، وطلب جولة ثانية.

رجع بطرس إلى مكانه، ويقول مع نفسه: "أنا لم أرد استخدام ذلك الأسلوب، ولكن الآن حان الوقت لاستخدامه."

قبل 12 سنة:

كان جساس مقبلًا على عمر المراهقة، وبطرس طفلًا عمره عشر سنوات، يسيران في إحدى الغابات التي تقع في جنوب نوركان، وتحتوي على وحوش ضعيفة.

يظهر جساس بملامح طفولية وطول 158 سم، وبطرس 145 سم، ليقول جساس:

"قلت إنك بالفعل تستطيع مساعدتي، وأنا أعدك أنه إذا استطعت بالفعل مساعدتي، سوف أعطيك تقنية صقل وأسلوب قتالي من المكتبة الإمبراطورية."

"ماذا؟ هل أنت جاد فيما تقوله؟"

ذهول بطرس من كلام جساس، فقد كان يسمع الكثير من الكلام عن المكتبة الإمبراطورية وكيف أنها تحتوي على تقنيات صقل وأساليب قتالية، وتقنيات تجعل من الإنسان العادي وحشًا لا يُقهر.

والآن هو أمامه رئيس الإمارة الشمالية، رعد، بطل الشمال. يجب أن يثبت كفاءته، وأن يكسبه إلى صفه، سيكون حليفًا جيدًا في هذا العالم.

يدوس على الأرض بكل قوته، وينطلق نحو رعد باستخدام:

"أسلوب إعصار مخلب الأسد."

ويبدأ في تحريك سيفه كالمروحة، مكونًا إعصارًا. عندما يرى رعد هذا المنظر، يقشعر بدنه، فهو يعرف جيدًا أن الذي صنع هذا الأسلوب القتالي هو ظافر بن صافي الجمادي، أحد الملوك الذين حكموا نوركان منذ فترة زمنية بعيدة. ولكن هذه التقنية من المفترض أن تكون في المكتبة الإمبراطورية، من أين حصل عليها بحق الجحيم؟

ليستخدم رعد فن الرياح الشمالي، ويصد ضربة بطرس. يجهز بطرس ضربة مضادة، ويصدها رعد بضربة مضادة، ويستمر القتال بينهما على هذا الحال، بينما بعض القادة للكتيبة الثانية كانوا موجودين، وكذلك فرسان الكتيبة الثانية، الكبار، ذهلوا مما رأوا، فبطرس يقارع أقوى رجل في نوركان، زعيم الإمارة الشمالية وبطل الشمال، ورعد، ورغم أن مستواه محارب.

وبعد فترة قصيرة، يقرر رعد أن ينهي هذا القتال بأقوى تقنية من تقنياته، تقنية الموت المحتوم، لتخرج هالة سوداء من رعد، ويوجهها نحو بطرس. عندما رأى بطرس رعد بهذه الحالة، مر شريط حياته أمامه، تذكر عندما استيقظ على السرير في هذا الجسم، وأول لقاء بينه وبين جساس عندما انتظره مع أهله أمام بيتهم، وقامت عربة بإحضار جساس، ورحبت أم بطرس به قائلةً:

"أهلاً بابني أخي."

لم يصدق بطرس ما سمعه، فالكلام يكاد ولا يدخل العقل. بنت عم الإمبراطور ليست نبيلة وليست غنية، وفوق كل هذا يأتي ابن الإمبراطور ويزورها. ويتذكر بعدها مغامراته مع جساس، وأجمل اللحظات التي قضاها معه، ليقول مع نفسه: "يبدو أن هذه هي النهاية."

وفي الصباح، اجتمع كل من جساس وروميو ومجدي وبيرم في النزل، وفي غرفة جساس حول طاولة، وكان الاجتماع بخصوص كارلوس.

تكلم روميو:

"سموك، لقد دفعنا ثمن علاج مجدي، وكذلك عالجنا ذلك الساحر، والآن أنت تريد منا أن نأخذه معنا، ألن يضرنا هذا في فوق أننا دفعنا ثمن علاجه ونهتم به؟ لماذا لا نأخذ جميع الأموال التي لديه ونتركه يرحل؟"

يرد عليه جساس بكل هدوء وثقة:

"روميو، هل نحن بحاجة إلى المال؟"

"بالطبع لا."

أجابه روميو بكل ثقة، فهو يعرف مدى غنى عائلة نوركان، وكذلك يعرف أن جساس الإمبراطور.

"أحسنت، نحن لسنا بحاجة إلى المال. أنا أعرف أنه أخطأ، وأننا يجب علينا أن نعاقبه عقابًا شديدًا جدًا مقابله خطأه، ولكن ليس بأخذ أمواله، فكما تعرفون هو ساحر جن، وليس أي ساحر، بل ساحر من الدرجة الثالثة، وسحره سحر الانتقال. هل تعرف كم هو مفيد عندما سوف نعود من مملكة أوسان؟ يعني أنك بالتأكيد لن تريدنا أن نعود كل هذه المسافة سيرًا على الأقدام، وعن نفسي، كامبراطور عاش عيشة مرفهة، وكان مدلل زمانه، فأنا متكاسل جدًا أن نعود هذه المسافة."

سكت روميو ولم يعرف ماذا يقول، وعلى أي نقطة يتكلم، عن نقطة أن جساس احتسب الذي فعله كارلوس مجرد خطأ بسيط، أو أنه رجل أو تلميذ أخطأ خطأً عابرًا، أم على سبب اصطحاب كارلوس. سبب اصطحاب كارلوس سبب ذكي بلا جدال ونقاش، ولكن اعتبار الذي فعله خطأ لا يعرف روميو والبقية إذا كان هذا حكمًا أم مزحة.

ما لا يعرفونه هو عن الخبرة التي اكتسبها جساس عندما تولى مسؤولية إقطاعية، فلقد تعلم جساس أنه إذا قابل شيئًا سبب له الضرر، ولكن هناك مصلحة معه، فعنده خياران: إما يتعامل أنه لم يفعل شيئًا ويكتسبه حليفًا، أو يقلل من الشيء الذي فعله ليضع عليه عقوبة، أو يأخذ منه شيئًا يصب في مصلحته. فلو اعترف بما فعله، فإما أنه سوف يغرم أو سوف يسجن، وهذا الشيء قد لا يصب في مصلحته، بينما لو قلل من الشيء الذي فعله، فهو يجب عليه أن يقف معه ويساعده، وإذا رفض، فهو لديه الورقة التي سوف تضغط عليها، فإما أنها سوف تغرمه بالمال، أو أنها سوف تسجنه.

وعند كارلوس كان الأمر مختلفًا. كان كارلوس يفكر مع نفسه أنه سوف يهرب بعد أن تَشْفى جراحه.

نظر كارلوس إلى أرجاء الغرفة، فوجدها تعكس طابع الزمن القديم وتحتاج إلى الكثير من العناية والإصلاح. فكر كارلوس بأنهم أدخلوه إلى غرفة علاج سيئة، فشعر بالغضب لأنه اعتقد أنهم فكروا بأنه من الخسارة شراء علاج جيد له. ليَتَذَكَّرَ أنه قطع طريقهم محاولاً أخذ أموالهم، ليقول مع نفسه إن الخطأ منه وأنه لو كان مكانهم لما عالجه أساسًا. ولكنه يقول مع نفسه إنه لن يذهب معهم وسوف يهرب مباشرة بعد أن يشفى. ليقرر بعدها أن يرى إذا كان بإمكانه استخدام سحره، ليبدأ بالاسترخاء والتنفس ببطء، لتأتي صعقة من الألم قوية جدًا تجعله يصرخ.

"آه!"

ولكنه يسيطر على نفسه قبل أن يسمعه أحد.

لتدخل فتاة جميلة إلى الغرفة، ترتدي حجابًا وعباءة، وكانت تحمل الغذاء معها، وقالت:

"كيف حالك؟ هل أنت على ما يرام؟"

ذهل كارلوس عندما رآها، لقد كانت بيضاء كالقطن وشفتيها شديدتي الحمرة، فقال لها:

"أ أنا بخير."

لتذهب إلى طاولة موجودة في الزاوية وتقوم بوضع الطعام أمامه، وتقول له:

"هذا جيد، يجب أن تأكل لتبقى صحتك على ما يرام."

ليقوم كارلوس بتسريح شعره نحو اليمين وينظر نحوها بنظرة إعجاب، ويقول لها بصوت خشن:

"سوف أكون على ما يرام إذا بقيت معي."

تقول له:

"اخرس وأكمل في أكل طعامك، وإلا سوف نأخذه منك."

لتخرج وتغلق الباب بقوة، ليقول كارلوس مع نفسه: "للأسف، لقد خسرتني."

وبعد أن انتهى من أكل طعامه في وقت قصير، يدخل كل من جساس وروميو وبيرم، ويقفون أمامه.

قبل أن يدخلوا على كارلوس، عندما كانوا جالسين في غرفة جساس، قال روميو وهو بالكاد يفهم جساس:

"لماذا يجب أن نتكلم معه مرة أخرى بلطف، ولماذا تعاملت معه بطريقة سيئة من البداية؟"

يجيب جساس وهو لا يزال محافظًا على هدوءه:

"لقد كنت غاضبًا جدًا بسبب أنه سوف يؤخر رحلتنا، هذا غير أنه قام بإيذاء مجدي. واجب عليّ أن أصلح غلطتي، عسى أن يأتي معنا ويساعدنا، وإذا لم يفعل فسوف نأخذه معنا بالغصب."

"ماذا؟"

المؤلف: اول شي سلام عليكم ادري أني اتأخرت في نشر هذا الفصل بس كان عندي امتحانات دور ثاني وما احجيلكم شصاير والفصل كان المفروض يكون اطول لان الفصل الجاي راح اراجع و ادرس علمود ينكتب بس شاء الله وما قدر فعل و الموضوع الثاني هوة الفصل 24 ادري كان متروس اخطاء بس هية تكدر تكول مني وبنفس الوقت مو مني ليش لان اني من اكمل كتابة اسالمة للمصحح والي هوة اما موقع او ذكاء اصطناعي وبعد تصحيح ارجع اني اذا اكو اخطاء وما اذكر اذا راجعت او لا بس اسف على الاخطاء و اذا شخص يعرف طريقة لتصحيحها اتمنا يقول الي وثالث شي اني مركز على بناء عالم خيالي لهذا راح تشوفونا ذكر لشخصيات ممكن ما يكون الها داعي الان ولاكن سوف يتم كتابة روايات فرعية لهاي شخصيات ورواية هاي الها تقريباً فوق ال10ابطال اساسيٍ ولاكن تركيز حالياً على جساس وكم بطل ولاكن في المجلدات مدري المواسم مدري الكتب بالي تحبونا سمو راح نركز على باقي الابطال وسلام وصدگ لا تنسوا دعاء لهل فلسطين

2024/09/08 · 25 مشاهدة · 1709 كلمة
نادي الروايات - 2025