5 - وجبة شهية يا أسيرولا (الجزء الرابع)

"امرأة جميلة لدرجة أنها تجعل الرجال يجثون على ركبهم"—سمعت بذلك التعبير مسبقاً ولكن إذا حولناه ليناسب "الأميرة الحسناء" التي حكا لي عنها شبيه الاستوائي، فيجب القول إنها امرأة جميلة لدرجة أنها جعلت دولةً تجثو علي ركبتيها.

الأميرة التي دمرت دولة بجمالها فقط.

أميرة الإبادة.

كانت حكاية كثيرة للاهتمام.

حسناً، بالواقع، ما كان ممتعاً هو مشاهدة شبيه الاستوائي يقص حكاية سخيفة كهذه بوجه جاد. لكن بخلاف ذلك فإنها اثارت اهتمامي أيضاً.

حسناً، اثارت شهيتي للطعام.

لم أستطع منع نفسي من لعق شفتاي.

"إذاً، تقول إن تلك الأميرة دمرت دولتها، ثم تركتها وتجولت حتى وصلت أخيراً لمملكتنا—وهذا سبب دمارها؟"

"نعم."

قال شبيه الاستوائي، صانعاً وجهاً متواضعاً.

متواضع لدرجة قد تجعلني أضحك.

"يبدو أن الناس جميعاً، بما في ذلك العائلة الملكية والنبلاء، قدموا حياتهم بسعادة لـ "الأميرة الحسناء"—تزاحموا ليقدموا لها أعز ما يملكون، أملوا أن يكون ذلك جزاءً لجمالها."

"لتدمر دولة بالتواجد فيها فقط، أي نوع من الوحوش تكون تلك المرأة؟"

قلت، ساخرة.

"إنها بشرية، وليست وحشاً."

أجاب سؤالي، بأكثر قدر من الجدية—على الأقل قم بمبادلتي المزاح عندما أمزح، يا رجل.

لهذا ستكون دائماً احتياط طوارئ.

"إنها امرأة بشرية—وحتى الآن يبدو أنها قد دمرت عدداً من الدول فقط بالمرور بها."

"أفهم لماذا قد تسميها بالطاعون الآن."

طاعون على نطاق مهول.

مصاصي الدماء غالباً ما يقارنون بالطاعون أيضاً، ولكنها تبدو كطاعون حقاً—حسناً، بإمكانك القول أن شغف البشر في البحث عن الجمال أيضاً نوع من أنواع الطاعون.

ربما يكون مرضاً لا أمل في علاجه.

هناك عدد لا يحصي من البشر الذين في قمة بحثهم عن الظهر المثالي، طلبوا مني شرب دمائهم بإرادتهم الخاصة—حسناً، في معظم الحالات قمت بتناولهم على كل حال.

تماما مثل الرغبة في شبابٍ خالد، البحث عن جمال الجسم من طبيعة البشر. ربما يكون ذلك حتي دافعهم الأساسي في الحياة.

"حسنا، لقد تقرر الأمر، شبيه الاستوائي. هذه المرة أول وجبة سأحظى بها بعد استيقاظي هي تلك الأميرة—بالتأكيد ليست وجبة مخيبة بعد كل هذا الانتظار."

"إيه... سـ-سيدتي، هذا..."

تخلي شبيه الاستوائي عن وضعه لأول مرة، وهم واقفاً ومضطرباً—ذلك الرجل، الذي لا يفقد هدوءه مهما حدث، كان قلقاً. كان ذلك المشهد ممتعاً إلى حد كبير.

ممتعاً لدرجة أنني فكرت في تناول واحدة من ذراعيه—لا، أول شيء سآكله هو تلك "الأميرة الحسناء".

سأجعل ذلك هَوَسي.

أول شيء سآكله على معدة خاوية يجب أن يكون شيء مميزاً—لا داعي للاعتدال عندما تكسر صيامك.

لا مانع من أكل أي شيء تصادفه عندما كوجبة خفيفة في منتصف الليل، ولكن يجب عليك أن تختار أول وجبة تأكلها صباحاً بعناية.

حسناً، بما أنني مصاص دماء، منتصف الليل هو الصباح بالنسبة لي.

كانت تلك مزحةً، باعتبار أن شبيه الاستوائي اعتاد ان يكون بشرياً، ولكن مصاص الدماء العجوز ذو الوجه البارد لم يبتسم حتى. (ربما لم أختر جمهوري بعناية)

"إذا سمح لي القول، سيدتي، من الأفضل التوقف الآن..."

بهذا، بدأ تقريره.

ببالغ الاحترام، ببالغ الندم.

نزل على ركبتيه.

"أرجوك، أعيدي التفكير في هذ القرار. أتوسل إليك."

"لماذا، يا شبيه الاستوائي؟ أتريد مني الموت جوعاً مجدداً؟ لا يوجد ما يضمن أنني سأعود للحياة مجدداً المرة القادمة—بل إن ذلك أق احتمالاً بما أن جميع البشر في المملكة قد تم محيهم."

أنا مصاص دماء، وكمصاصي الدماء، أحيا عن طريق تناول البشر، مصاصي الدماء يمكنهم التواجد فقط مكان تواجد البشر—لا أعني ذلك بالنسبة للطعام والعناصر الغذائية، بل أن الوحوش والأرواح الشريرة لا يمكنها أن تحيا دون خوف وارتعاد البشر منها.

أستطيع الجلوس على عرشي بهذه الطريقة لأن هناك مجموعة من البشر الذين يخافونني (أو يقومون بعبادتي) —الأمر كاستحالة وجود حاكم بلا شعب يحكمه.

"لكـ-، لكن، كما ذكرت مسبقاً هناك وحوش مخيفة أكثر بكثير من تلك المرأة الـ-"

"شبيه الاستوائي، يا خادمي. أتقلق من أن ينتهي بي الأمر ضحية لتلك المرأة؟ أتقلق أنني سأعشقها بشدة مثل البشر وأهديها حياتي؟"

"ذلـ-، ذلك محال"

قال شبيه الاستوائي، وقام بالسجود—أفضل لو قام بالركوع فقط، حتى وإن كان خادمي أردت توبيخه بشدة لفعل شيء مخزٍ كهذا. إذا قلص جسده أكثر من ذلك سيختفي.

ذلك سيكون مزعجاً حتى لسيدته.

غير مقبول.

بالرغم من أن تلك الوضعية لم تكن عادية حتى بالنسبة للعبيد، كان شبيه الاستوائي يحتضن الأرضية.

"بتلك، بتلك الحالة، ألا يمكنك تناول بعض الجثث المحيطة لتستعيدي قواك يا سيدتي؟ هكذا ظللت حياً حتى الآن."

قال.

كأنه يتجاهل رغبتي في تناول شيء مميزا كوجبتي الأولى على معدة خاوية (الجثث المحيطة، أيمزح؟). ولكنني أثق أن شبيه الاستوائي يريد التوصل لحل يرضي الطرفين.

لا أمانع أسلوبه الذكي.

إنه خادم يمكن الاعتماد عليه.

مع ذلك، لا يمكنني التخلي عما أريد.

إن الأمر مختلف.

الأمر يتعلق بالطعام الذي تأكله.

إذا ما كنت بشرياً أم مصاص دماء، يصعب تغيير عاداتك في تناول الطعام.

"أنصت يا شبيه الاستوائي، الطريقة التي تحصل بها على عناصرك الغذائية تخصك. لا أجبرك علي تناول شيء ما، ولا أنوي فعل ذلك—لذا ابتعد عن شؤوني"

كُلْ ما تريد من الجثث والجثامين—ذلك شيء يخصك، ولكنني لن أفعل المثل.

لذا قلت:

"آكل فقط البشر الذين قتلتهم بنفسي."

2018/08/19 · 334 مشاهدة · 759 كلمة
HusseinK
نادي الروايات - 2024