6 - وجبة شهية يا أسيرولا (الجزء الخامس)

آكل ما أقتله.

تلك قاعدتي.

كمصاص دماء، كذوًاقة.

إنه خط لا يمكنني تعديه.

خصوصاً عندما بتعلق الأمر بالبشر، ولكنه ينطبق أيضاً علي المخلوقات غير البشرية—أريد أن آكل اقل قدر من الطعام الذي لم اقتله بنفسي.

من الصعب حتي شرب الماء.

بالطبع، من الصعب اتباع تلك القاعدة تماماً، ولكن السائل الوحيد الذي أود شربه هو الذي يسال من العروق. طبقاً للصادق المتواضع شبيه الاستوائي، فلم يسمع عن نظام غذائي غير متوازن كهذا قط، يعاملني مصاصي الدماء الأخرين كأنني مهرطقة حتي.

نصحني بعض المتذاكين وأخبروني أنني لن أعيش طويلاً بتلك العادات—بالرغم من ذلك، لا يوجد أي منهم علي قيد الحياة الآن.

قمت بتعليمهم ماذا يحدث لك عندما تنصح شخص مثلي—قمت بأكلهم، طبعاً.

آكل ما اقتل. وإن قتلت شيئاً سآكله.

بعدما اقتل شيئاً، مهما كان مقرفاً أو ساماً، فآكله دائماً—أكله بأكمله، دون ترك شيء منه. تلك قاعدتي، ولا أقبل بأي استثنائات.

لذا أكل جثث مواطني الدولة الذين قتلوا أنفسهم، مسحورين بجمال "الأميرة الحسناء"، ليس اختياراً علي قائمتي، مهما كان مذاقهم شهياً.

لن آكلهم.

لم أقتلهم، لذا لن آكلهم.

حسناً، لا أنوي انتقاد شبيه الاستوائي لبقائه علي قيد الحياة حتي رجوعي عن طريق تناول الجثث—قد يكون خادمي، ولا كان لا داعي لأن يأكل من نفس قائمة طعامي.

كُلْ ما تريد، كما تحب.

إذا سألتني، ذلك سرٌ لحياة طويلة.

هكذا يجب أن يكون الحال.

معدتي في مزاج مناسب لتناول بعض الأميرات الحسناوات، لذا سأتناول الأميرة الحسناء—سأقتل تلك المرأة التي يكفي جمالها لتدمير الدول، وسآكلها.

كُلْ ما تريد، كما تحب.

اتخذت قراري.

أفعل ما قررت بالطريقة التي قررت فعلها به.

من ناحية أخري أيضاً، قد تقتل امرأة خطرة مثلها في أي لحظة، لذا يستحسن بي الإسراع في قتلها وأكلها.

قد تضيع مني وجبتي.

لذا، وقفت من علي عرشي—بما أن شبيه الاستوائي رفض بعنادٍ التحرك من وضعيته الساجدة، لم يكن لي خيار إلا المرور عبر ظهره لأخرج من القلعة.

"لا تتبعني، يا مرافقي. لا حاجة لك بمعرفة أين سأذهب. سأبدأ بالبحث عن الطعام، لذا فإن وجبتي قد بدأت بالفعل."

بينما كنت أصدر الأمر، بدي وأن شبيه الاستوائي كان مبتهجاً بدعس أقدامي له.

أكل طعامي وحدي. ذلك أيضا من قواعدي.

بالواقع، أكون مع طعامي، لذا لا أكون وحدي.

حسناً، إنها ليست قاعدة يجب على أتباعها بالكثير من الصرامة.

إنها فقط قاعدة مريحة عندما أريد التواجد بمفردي.

"مفهوم. خادمك المتواضع ينتظر عودتك—أرجوك كوني حذرة. اعتن بنفسك يا سيدتي."

"أه... حسناً. توقف عن مناداتي بلقب اعتيادي كـ "سيدتي"—لم ألحظ ذلك إلا بعد استيقاظي بفترة، ولكنني لا أتذكر سماحي لك باستخدام اسم ممل كهذا."

قلت، دون النظر للخلف.

"أنا، أنا أسف جداً حقاً!"

بدا وكأن شبيه الاستوائي قد سقط علي الأرضية.

كما وإنه كان متردداً لتصحيح نفسه، ودعني شبيه الاستوائي مجدداً—منادياً إياي باسم أكثر ملائمةً.

"اعتن بنفسك، يا سيدة الانتحار. الموت المُحضَر، الموت الذي لا مفر منه، الموت المؤكد، سيدة الانتحار فنانة عالم الموت."

"ذلك جيد"

أشعر بشعور جيد فقط من سماع ذلك الاسم.

سيدة الانتحار فنانة عالم الموت—فقط اسم قوي وأنيق كهذا قد يناسب درجة قوتي وأناقتي.

2018/08/19 · 340 مشاهدة · 467 كلمة
HusseinK
نادي الروايات - 2024