فتح نادر عينيه ليجد نفسه عاريا في غرفة ضيقة مساحتها 5 متر مربع نظر الى نفسه ليكتشف ان بشرته سوداء غامقة كالقهوة ولمس وجهه ،انف عريض وشفاه كبيرة وشعر راس مجعد فادرك انه اصبح في جسد رجل اسود افريقي وبعد لحظات شعر بصداع شديد والم في المفاصل وطنين قوي في الاذن ،تفقد الغرفة التي جدرانها طرية كالاسفنج بدون باب واضح وضوء ساطع من كل الاتجاهات ولاحظ ثقوبا صغيرة على السقف ،وبعد برهة من الوقت خرجت من السقف قطعة بطاطا فاكلها لشدة جوعه،وبعدها ارتش من السقف ماء بارد جدا مما جعله يقفز من مكانه فاحتمى في ركن بالرغم من ان الماء يصل اليه ،صاح نادر قائلا (مرحبا ! اخرجوني ارجوكم!)لكن لم يجبه احد ،اندفع الى الحائط بكتفه وبكل قوته محاولا اختراقه لكن دون جدوى ،تسلق للسقف لكن لم يجد مخرجا ،الوقت يمر والالام في مختلف انحاء جسمه تتزايد والضوء الساطع بصيبه بالارق وحتى بعد ان وضع ذراعه على عينيه لكن الضوء القوي يحول دون ذالك و لعدم وجود المرحاض فاجبر على قضاء حاجته على الارضية التي تمتص اي شيء رطب وبعد الفينة والاخرى يخرج ماء ساخن جدا وبعدها بفترة يخرج ماء بارد جدا ما زاد من معاناته ،جميع هذه الالام جعلت نادر في حالة من التوتر والارتباك والغضب واخذ يضرب الجدار ويصرخ ويصرخ ويصرخ حتى التهبت حباله الصوتية ،جلس وسط الغرفة والجنون يكاد يتمكن منه تعب جدا لاكن غير قادر على النوم ،جلده يحكه و الصداع وطنين الاذن لا يفارقه ولو لثانية واحدة ،اراد اي شيء يلهيه عن العذاب الذي هو فيه ولو كان صغير ا فهو غير قادر على التفكير ،فصنع دمى صغيرة من البطاطا واخذ يلعب بها كالاطفال فارتش ماء ساخن جدا وهرول نادر نحو الركن ووضع الدمى تحت بطنه واخذ يهمس وهو يضحك (لقد جاء المطر ! احتمو !) و بعد دقائق انتشر دخان كثيف وفقد نادر وعيه وبعد ان استيقظ وجد الدمى اختفت وذراعه اليمنى معها فقد قطعت من اصابع اليد حتى المرفق ولشدة صدمته لم يستطع الصراخ او البكاء فشد كتفه واخذ يحرك راسه فوق و تحت وجسده بالكامل يهز حتى ضرب راسه مع الارض وانبطح ،فرغ عقل نادر كليا وكانه جثة هامدة لم يعد لديه حس بالوقت ولا يدرك الليل من النهار فلربما مرت اسابيع او شهورا ولربما مرت 20 دقيقة فقط، ثم تذكر فجاة امه واخوته وجمال وجميع الاحداث التي جرت له وقال في نفسه (لو كان الحال الذي انا فيه ليس جحيما فماذا يسمى جحيم الاخرة ؟).

خرج القرد الابيض لمنصة وسط جماهير غفيرة وجوههم مظلمة وقال(مرحباا بكم يا اطفال في برنامجكم المفضل ((القرد الابيض )) اليوم لدينا ضيف مميز جدا ارجوكم اعطو تصفيقا حارا للساحييير ناادييييررر!)خرج نادر وابتسامة عريضة مصطنعة على وجهه و يلبس عباءة وربطة عنق وقبعة سوداء مع مساحيق تجميل على الوجه مثل المهرج،ادخل يده في قبعته واخرج منها القرد الابيض مبتسما ويلوح للناس فصفقو له مع اصوات الانبهار ثم ادخل يده في فمه واخرج تمساحا ضخما ثم حوله لمنشار يغطيه الدم فصفقو له ورمو الورود ،همس نادر قائلا:(شكرا ...شكرا)وهو منبطح في وسط الغرفة فعقله صنع مهربا من المعاناة التي هو فيها مما اعطاه محفزا قويا في عقله ليحدث تغييرا جينيا في جسده والامر ليس غريبا فهناك الكثير من الكائنات الحية التي احدثت تغييرا في جيناتها ليلائم البيئة التي تعيش فيها مثل التمساح الذي كان سمكة قبل ملايين السنين ثم تحول الى حيوان برمائي ليتاقلم مع المستنقع، ولكن نادر فعلها في شهور فقط و اصبح قادرا على التحكم في نبضات قلبه ولم يعد مخدر المورفين ياثر به الا بكميات كبيرة ،فحاول قدر الامكان الا يتحرك كثيرا حتى لا يهدر طاقته وصنع مجددا دمى من البطاطا فانتشر غاز المورفين الكثيف وتظاهر نادر بالاغماء ،ففتح باب جانبي وخرج منه ثلاث اشخاص يلبسون رداءا ابيضا مفضفضا واقنعة للحماية من الغازات السامة ،حملوه على سرير به عجلات ثم خرجو نحو رواق اضواءه خافتة وبداو يتحدثون حيث قال اولهم انه مستغرب لم لم يتخلصو من رقم 49 وقال الثاني انه بسبب مشروع g31 وقال الثالث انه يجب اضافة المزيد من الزرنيخ ،لم يفهم نادر مايقصدونه لكنه فهم انهم كانو يسممونه بالزرنيخ ،دخلو الى غرفة تحتوي على مختلف المستلزمات الطبية و خرج ثالثهم وحضر احدهم حقنة مورفين ووضعها قرب نادر وادار ظهره فامسك نادر الحقنة وافرغها فيه حاول الرجل الثاني ايقافه لكن نادر قفز عليه وذبحه بسكين صغير، ثم ركض تائها بين الاروقة والغرف حتى وصل الى مكان فيه الكثير من الشاشات لاناس مسجونين في غرف مشابهة للغرفة التي كان نادر محبوسا فيها انطلق صوت الانذار فادرك انه بسببه فانطلق متجنبا الاروقة التي مر بها بالفعل ليصل لغرفة كبيرة بها مكاتب فراى رجلا يلبس رداءا عسكريا فاخرج مسدسه واطلق عليه النار فاختبا وراء احد المكاتب ففرغ مسدسه ،وبينما هو بعبئه انقض عليه نادر كحيوان مفترس وعض رقبته حتى اقتلع لحمه فسقط الجندي مصروعا،وقف نادر يترنح والدماء تغطي جسده العاري نظر الى يساره فاذا بامراة مختبئة بين المكاتب فسالها عن المخرج ،فاشارت يدها وهي ترتعد الى باب صغير قرب مكب النفايات يكاد يكون غير ظاهر فتح الباب وتسلق السلم الذي ياخذ لفوق فوجد نفسه في المجاري ،فيبدو انه كان تحت الارض انطلق جاريا وهو يسمع صوت اناس و نباح كلاب من وراءه ،وصل الى نهاية النفق لكن الليل قد خيم بالفعل والظلام حالك لكنه لم يتوقف عن الجري للامام .

سافر زوجين عبر صحراء نيفادا في الولايات المتحدة الامريكية الى مدينة لاس فيقاس من اجل قضاء العطلة ،وبينما الزوجة تقود صاح الزوج قائلا :(اوقفي السيارة ! اوقفي السيارة !)واتجه جاريا الى جثة رجل اسود مدرج بالدماء وضع يده على الرقبة ليستشعر نبضه فسعل نادر سعالا شديدا ،جاءت الزوجة من وراءه وقالت (هل نستدعي الاسعاف؟)فالتفت لها مستغربا (اذا فلم السيارة للزينة؟)،تفقد جسده باحثا عن جروح وهو يقول (هل انت بخير هل تستطيع التنفس؟) ثم نزع قميصه وغطى عورة نادر وحمله للسيارة ثم انطلقو به نحو اقرب مستشفى.

2019/08/17 · 332 مشاهدة · 909 كلمة
Samiedres
نادي الروايات - 2024