الوان زاهية وعناقيد مبهرجة مع انعكاسات مرايا لزخاريف وخربشات كثيفة تتداخل فيما بينها ،فقال الرجل الشاب كريم (هههه الكثير من الالوان) نظرت اليه الممرضة باستغراب فهو يحدق في جدار ابيض منذ ساعة فنادته قائلة (كريم انه وقت الغداء ) التفت كريم اليها واخذ يقفز على السرير معبرا عن فرحته (وقت الغداء! وقت الغداء!)جلس واخذ ياكل بهمجية ،في وقت المساء ينظر الى النافذة ويقول (ياي!تنانين ) وفي بعض الاحيان يبدا بوضع يديه على وجهه ثم يتحرك يمينا ويسارا ثم يرسم خطوطا افقية متعرجة ،فهاذا كل ما يرسمه فهو لا يستطيع الرسم و لا الكتابة ،في بعض الاحيان يصبح جامدا تماما لا يتحرك ولا يفعل اي شيء يبقى جالسا في مكانه واللعاب يخرج من فمه ولا يقدر حتى على قضاء حاجته وبالرغم من محاولات الاطباء من تحفيزه لكنهم باءو بالفشل ،وفي بعض الاحيان الاخرى يصبح مفرط النشاط فيقوم بالرقص او الجري ويزعج بقية المرضى والممرضين فيحبسونه في غرفته طوال اليوم ،مرة كل اسبوع ياتي رجل متخصص في طب النفس ويجتمع عليه مجموعة من المرضى ويقومون ببعض الحوارات لكن كريم عادة ما يكون صامتا واذا ساله الطبيب يتجاهله ويبدا يحدق في اصابعه ،القى الطبيب نظرة على رسمات المرضى بعضها رسمات طفولية بعضها جيدة واذا برسمة كريم نفس الشيء خطوط افقية متعرجة كان الطبيب يعلم ان كريم يعاني من مشاكل على مستوى الدماغ لكن ان كانت حالته يمكن علاجها فهو لا يعلم بل لم يتكبد عناء ان يعلم فحتى ولو كان يمكن علاجه فعلى الارجح يمكن علاجه في اوروبا وليس في الجزائر .

في احد قطارات الانفاق كانت هناك امراة جالسة تفكر بعمق بينما هي تحرك قلمها بشكل دائري ثم قالت (اذا اردت حكمة الحياة فاسال المجانين)ثم اخذت تكتب في مفكرتها وصل القطار الى احد محطات بوزريعة خرجت من قطار الانفاق ثم اتجهت عن طريق حافلة عمومية الى مصحة للامراض العقلية ،دخلت المصحة لتقابل رجلا امامها فرحب بها قائلا (مرحبا دكتورة بو عزة انا دكتور مجيد بن علي اهلا بك في المصحة )فسلمت عليه (تشرفت بمعرفتك اذا اين المريض)فقال لها (ستقابلينه عما قريب لكن قبل ذلك دعيني اخذك في جولة )تجولا داخل المصحة ثم خرجا الى حديقة واسعة وبدا يخبرها كم هي مصحتهم مميزة ويهتمون بالمرضى وبلا بلا بلا ،وبينما هما مارين رصدت الدكتورة فتاة تقوم بري الاعشاب وعلى وجهها ابتسامة عريضة لدرجة ان وجهها يكاد يتمزق لشدة كبر الابتسامة حدقت الفتاة بالدكتورة مما تسبب في القشعريرة في جسدها فطلبت من مجيد ان يعودا للداخل ،وبعد ربع ساعة دخل مجيد غرفة تحتوي على عدة العاب وخربشات على الحائط وكانها روضة اطفال ،اقترب من كريم الذي كان يلعب باحد هذه الالعاب وقال له (كريم لديك ضيف الدكتورة سمية بوعزة ) التفت له ثم نظر اليها، امراة تلبس حجاب سمينة قليلا مع انف طويل واعين عسلية نظر اليها لفترة من الوقت ثم صاح(تيليتابيز!)ثم عاد للعبه وهم مجيد بالخروج قائلا (انه لك) ،دنت الدكتورة منه ثم سالته (ماذا تلعب ؟) فاجابها (حرب !) اخرجت مفكرتها وبدات تكتب لاحظ كريم مفكرتها فقال(اعطينيها !) فقالت اذا اجبت عن جميع اسئلتي فساعطيها لك فارتسمت ابتسامة على وجه كريم وبدا يحرك اصابعه بشكل يدل على تحمسه ،هي (ما اسمك الكامل )كريم (كريم!) ولقبك (البطل المغوار !)هي (لا اعني لقبك الحقيقي )سكت كريم فقالت (لقبك هو مبروك،هل تعرف عائلتك ؟)كريم (لا!) فقالت( ماذا عن ام؟))سكت كريم وتذكر فجاة مشهدا له وهو صغير يهز جثة ما وهو يصرخ (ماما ماما ارجوك استيقظي ) تغيرت ملامح وجهه فجاة اخذ منها مفكرتها وبدا يرسم فقال لها (كيف حال نتاشا ؟)فقالت (نتاشا من؟) قال (نتاشا المزارعة ! ونادر وداريوس وكاظم الشلة! لكن لحظة هل الكعبة لا تزال موجودة ؟)هي (نعم )كريم (في اي عام نحن؟)هي (2010)فقال (سوف يبدا قريبا )هي (ما الذي سيبدا قريبا؟) اقترب كريم منها وشد يدها بقوة وقال( اذا رايت قردا ابيضا يلوح لك فلا تلوحي له والا ستحل نهايتك )ثم وقف يصرخ ويقفز( انها نهايتنا الظل سيقضي علينا)دخل عليه الممرضون ثم قامو امسكو به واخرجوه ،ثم غادرت سمية المصحة وهي في حالة من الاستغراب والتسائلات فمن بين جميع المقابلات التي قامت بها في بحوثاتها في طب النفس والاعصاب فهذه اغربها ،كريم عاش معظم مراهقته وشبابه في المصحة لا احد لديه فكرة من يكون او من هي عائلته فقد تعود رجل واحد ذو شارب كثيف على زيارته من وقت لاخر ويدفع جل تكاليفه .

سسسخخهححجحخخسششجسشخخج من انا ماذا افعل هنا سشحجصضضكجخشش. فليساعدني احدهم سسسسجججععغ اااااااااااعع ععع هي انت الذي تقرا لما لا تلوح لي ابتسم ارجوك ابتسم خححسششجح.

2019/08/24 · 336 مشاهدة · 695 كلمة
Samiedres
نادي الروايات - 2024