يو هوو مرحبا بكم يا اطفال في برنامجكم المفضل ((القرد الابيض)) ، قالها مع صوت مخشخش عميق ،ثم بدا يرقص بشكل غريب ومرعب مع اطرافه الطويلة وهو يغني هيا يا اطغال غنو معي :

ابتسمو ابتسمو كونو سعداء

افرحو. افرحو دواء للداء.

وقف على بالون ثم وضع عرجونا من الموز على انفه محافظا على توازنه فقامت جماهير من الاطفال التي وجوهها مظلمة بالتصفيق له ورمو عليه الورود بينما يحيهم وهو راكع ،ثم رفع راسه واضها وردة بين اسنانه الكبيرة وعينيه المخيفتان تركز على الكاميرا وكانه سينقض عليك في اية لحظة ، هيا يا اطفال غنو غنو :انت سعيد انا سعيد نحن سعداء ،ايفا وروميرو واقفين معه يرقصان ايضا ،وابتسامة عريضة مصطنعة على وجهيهما ،ثم نظر للكاميرا : وانت ايضا يا نادر ابتسم معنا قالها وصوته ازداد خشخشة وصخبا ،اصبح وجهه اكثر بشاعة ثم احمرت عينيه :همههههههااااعععععخخخخخخخخححححححححححههههه تتالت مجموعة من الصور الغريبة :دودة تخرج من عين جثة انسان، امراة جسمها مليء بالثقوب ،اشخاص مشوهون تشوهات خلقية ،طفل رضيع يبكي في حوض من الدماء ،صور مرعبة ومقرفة تثير الاشمئزاز ،ثم تخشخشت صورة التلفاز ونادر جالس يحدق فيها،كان لايزال في جسد روميرو في الشقة المتسخة ،بدا ينظر حواليه لم يعرف كم الساعة او منذ متى وهو جالس يحدق في خشخشة التلفاز ،وهل ماراه كان حقيقيا؟دخل غرفة النوم ووجد ام روميرو مغميا عليها ،حزام مربوط في عضلتها وحقنة مفرغة بجانبها ،ففهم انها تتعاطى المخدرات القى نظرة على ظهره في المراة فوجد علامات حروق على طول الظهر،يبدو انها كانت تعاقبه بهاذا الشكل منذ مدة ،بحث في الثلاجة عن شيء ياكل، فلم يجد سوى بعض التفاح الفاسد ،ثم خرج للشارع وقابل مجموعة من الاطفال الذين يعيشون في نفس الحي، وقد اعتاد روميرو اللعب معهم ،يتالفون من 8او 7 اطفال لكن ابرزهم كانت طفلة في التاسع من عمرها اسمها تانيا،سمراء شعرها قصير في حدود الرقبة ،وتلبس قميصا و شورت مثلنا ،عينيها وفمها صغيرون لكن انفها كبير نوعا ما ،مع نقاط من النموش تحت عينيها ورقبتها بالاضافة الى كتفيها ، هي اشبه بقائدتهم حيث تلقي الاوامر لهم اثناء قيامهم بعمليات السرقة والاحتيال ،وبالرغم من ان نادر تجنب الاجرام طوال حياته لكنه هذه المرة لم يكن لديه اي خيار والا سيموت من الجوع،فام روميرو لاتطعمه جيدا ولن يقدر على العمل بجسمه الضئيل وحتى ولو وجد عملا فسيتم طرده لانهم لا يثقون به،كانت العملية كالتالي :اثنين يلهيان التجار اما البقية فيخطفون جل مايجدون بسرعة ،لكن نادر تردد وسقط ليوقع بعض الطعام المسروق فانتبه له التجار وقامو بمطاردتهم بقي نادر هاربا بين الازقة ،يدور في متاهات ثم اختبا بين اكياس القمامة لفترة من الوقت ،وعندما خرج راى ام روميرو متجهة الى بيت كبير ، عند بابه امراتين شبه عاريتين ......انه بيت دعارة ،التفت ليجد امامه تانيا التي ضربته واخذت تانبه :(الم تفهم الامر بعد ؟هاذا هو الواقع الذي نعيش فيه اما ان تاكل او يتم اكلك!)،فبالرغم من صغرها فتفكيرها تفكير كبار ، ثم جلست واخرجت سيجارة وقالت وهي تدخن :(عليك ان تفهم ان اشخاصا مثلنا لا وجود لهم في هاذا العالم الجميع تخلو عنا الناس،الحكومة ليس لنا حق في الدراسة او رعاية صحية مجانية او حتى اوراق ثبوتية )،فرد عليها:(لكن الله لايزال معنا فهو غفور رحيم ولن ينسى عباده الذين اخلصو له ،خصوصا الاطفال)،التفتت تانيا اليه واصبحت نظراتها مخيفة ،ثم قالت له :( ابي اغتصب اخي الاصغر وقتله امام عيني اما اختي الصغرى الرضيعة فقد ماتت بين يدي من شدة الجوع بعد ان تركها والدي دون رعاية،اذا فلتذهب انت والهك للجحيم ) ،ادرك نادر ان الظروف التي عاشتها اسوء بكثير من وضعه ومهما قال لها فتفكيرها لن يتغير فوقف ثم قال لها :(هل يمكنك البقاء ثابتة)قالت :(نعم ...ماذا؟)فوضع يديه على راسها ثم قرا اية الكرسي والمعوذتين والفاتحة لربما هاذا ضرب من الغباء لكن اعتقد نادر في صميم قلبه ان هاذا باذن الله سينفعها...ربما ،ثم ابعدت يديه قائلة ابتعد عني ياغريب الاطوار ، عاد نادر للشقة مساءا وبدا يفتش عن اوراق ثبوتية لكنه لم يجد شيئا فتاكد انه بالفعل لاوجود له دخل غرفة النوم فوجد الام منتشية كعادتها فقام بربطها باحكام مع السرير، ثم تخلص من جميع مخدراتها و هم ينظف المكان ثم سمع صوتها من الغرفة ،يبدو انها استيقظت احضر لها نادر بعض الطعام لكنها اسقطته ارضا :(فك قيدي ايها الصعلوك )،جمع الطعام الساقط ارضا ثم خرج تاركا اياها تصرخ عليه (هي انتظر تعالى الى هنا فك قيدي )واغلق عليها الباب ثم رفع صوت التلفاز وفي الصباح دخل عليها بالافطار الذي اشتراه من مالها الذي خباته في الجدار وراء الثلاجة ،فتحدثت له بصوت هادئ :(اذا فككت يدي ساحضر لك مي الالعاب التي تريدها وساخذك لمدينة الملاهي ) فقال لها ؛(كلي لابد من انك جائعة ) استشاطت غضبا وضربت الصحن براسها وهي تصرخ عليه ،توقع ذالك فقام بجمع الطعام بهدوء وعند خروجه ترجته ان يعطيها بعض المخدرات فاخبرها انه تخلص منها جميعا ،هنا جن جنونها وبدات تضرب السرير محاواة التملص من القيود في رجليها والسلاسل في يديها، واخذت تهدده انها ستفعل به اسوء بكثير من سكين ساخن ، مر يوم كامل على تقييدها وقد ابعد نادر اي شيء قد تستعمله لحل قيدها وعادة ما يخرج للتسوق او اللعب مع الاطفال ،بقيت الام بدون طعام لثلاثة ايام ،طرق احدهم الباب بشكل مفاجا فوضع نادر شريطا في فمها حتى لا تصرخ ،فتح الباب كان رجلا سمينا يلبس قبعة من القش سال عن ام روميرو لانها لم تظهر في العمل لابد من انه القواد فاخبره نادر انها اصيبت بالايدز ،كانت هذه حركة ذكية منه ليبعد هاذا الرجل بشكل نهائي ،ذهب نادر للتسوق كعادته فلاحظ مجموعة من الاشخاص واقفون معظمهم بلا اقمصة ويضعون اوشمة كثيرة اعتقد انهم افراد عصابات قال في نفسه فحاول تغيير طريقه محاولا تجنبهم واذا برجل مجنون متسخ وذراعه مقطوعة صرخ عليه: (انت مجنون انت مجنون الاضواء في كل مكان هههاااههههعع)مما اثار الفزع في نادر الذي وقف مبهوتا واذا باولئك الرجال يحدقون به فهرب جاريا وقامو بمطاردته .فقبضو عليه وهو يصرخ:(النجدة فلينقظني احدهم )لكن لا احد اتى لنجدته ،الناس ينظرون من النوافذ لاكن لا احد تجرا على الخروج لمساعدته فالعصابات قد بثت الرعب في هذه الاحياء، واصبحت لهم من السلطة لدرجة انهم يختطفون الاطفال في وضح النهار دون ان يتحرك ساكن ورشوتهم للشرطة جعلتهم يعيثون في المكان فسادا، اختطفو نادر وخدروه ثم وضعوه في سيارة التي انطلقت نحو خارج الحي والشمس شاهدة .

2019/08/10 · 415 مشاهدة · 980 كلمة
Samiedres
نادي الروايات - 2024