1 2 3 بووف لايزال النبض منخفض اعد الكرة 1 2 3 بووف فتح نادر عينيه واخذ يتنفس بصعوبة وقلبه يضرب بقوة ولكنه لايزال في حالة من اللاوعي ،ومجموعة من الاطباء والممرضين حوله يستعملون جهازا للصدمات الكهربائية على قلبه بينما هم مسرعين في رواق ابيض نحو غرفة الاستعجالات بالمستشفى ،بقي نادر في السرير لايتحرك لايام والاطباء يدخلون ويخرجون عليه ويتحدثون له بلغة مختلفة عن العربية والالمانية والبرتغالية ،فقد اعتاد بطريقة ما فهم اللغة الجديدة بعد مرور ساعة او اقل لكن هذه المرة لم يقدر على فهمهم بالرغم من مرور ايام ،حتى انهم تحدثو له بالانكليزية ولكن نفس الحال ،القى نادر نظرة على وجهه الجديد عينين بنيين انف طويل وفم صغير وتشوه على الجهة اليمنى من وجهه اشبه باثار حروق،لحية بيضاء وفروة راسه رمادية مع بعض التجاعيد على وجهه،يبدو انه في الخمسينيات من عمره على الاقل قال في نفسه ،جلس في شرفة تابعة للمشفى قابل رجلا مضمدا في وجهه وساقه يدخن فاعطاه سيجارة واشعلها له، نادر لا يدخن لكن الجسد الذي هو فيه متعود على التدخين ما جعله لااراديا يقبل بالسيجارة ويضعها في فمه، بعد فترة من الوقت غادر الرجل المضمد بينما نادر متكئ يتامل في المنظر الخلاب خارج الشرفة وقال :(يا له من منظر جميل ) وفجاة صورة تانيا وصدرها المفتوح وعينيها الميتين ترتسم في عقله ،فانهمرت الدموع بغزارة من عينيه وبكى كما يبكي الطفل الرضيع لدرجة انه انبطح على الارض وكان جميع احزان حياته خرجت دفعة واحدة ،بكى وبكى لساعات حتى اصبحت عيناه منتفخين واحمرين ثم رجع للسرير ونام ،قضاءه فترة من الوقت لوحده اعطاه فرصة لينظم تفكيره ويضع بعض الاستنتاجات، فاولا ماخطب ذلك القرد الابيض ؟اهو حقيقي حتى ؟ولماذا روحي تنتقل كل مرة الى جسد جديد ؟ قال في نفسه فوضع استنتاجا مثيرا للاهتمام في عقله فحتى ينتقل الى جسد اخر لابد ان يقترب من الموت شرط ان يكون الجسد الاخر الذي هو على وشك الانتقال اليه ايضا على وشك الموت ، لكن ما لايعرفه هو ماحدث لروح ايفا وروميرو اين ذهبو هل ماتو ؟جهز نفسه للرحيل فاذا بطبيب يستوقفه ويتحدث له باللغة العربية :(امغادر بالفعل ؟) فاجابه:(نعم) فقال له:(لم نجد اي سجل عنك هل لازلت فاقدا للذاكرة؟ )،(نعم)،(الا يمكنك الانتظار قليلا نريد ان نقدم لك المزيد من الفحوصات فيبدو انك تعاني من ...)فقاطعه نادر:(اسف علي الذهاب) غادر المشفى متجها الى اللامكان ،بعد ان القى نظرة على الصحف علم انه باسطنبول في تركيا ،كان لابد من ان يجد عملا وسقفا يؤويه فهو بلا مال طلب العمل في اماكن مختلفة ،المطاعم البناء لكنهم جميعا رفضوه فقط للتشوه الذي على وجهه مما ارعبهم ،جلس نادر في احد المقاعد قرب الشاطئ وكان يجلس امامه امراة تقرا وابنتها التي لا تتجاوز5 سنوات لوحت له مبتسمة فلوح لها مبتسما نظرت المراة اليه ثم نظرت لابنتها فوضعت كتابها في حقيبتها وامسكت يد ابنتها وغادرت ،وبعد برهة من الوقت راى رجلا على قاربه يجهز شباكه من اجل المغادرة فناداه قائلا هل (تحتاج الى من يساعدك؟) رفع الرجل راسه وبدت عليه ملامح الانزعاج بعد ان راى وجهه، فقال :(لا شكرا ) فجاء رجل اخر وقد جلب معه مرساة ثقيلة و اراد رفعها للقارب فتقدم نادر محاولا مساعدته لكن الرجل داخل القارب صاح عليه :(لا لقد قلت لك لا نريد مساعدتك )فقال نادر (لكن المرساة تبدو ثقيلة ويبدو ان عاصفة قادمة وقد تحتاجان الى يد ثالثة) فامسك الرجل على القارب بعض الحصى ورماها عليه وهو يصيح:(ابتعد ايها المخبول !)فتراجع نادر بهدوء ،نام في الشارع وعند استيقاظه شعر بالم قوي في صدره وبدا يسعل بقوة حتى بصق دما واخذ يتنفس بصعوبة ،دخل الى احد المساجد شرب بعض الماء ثم توضا وصلى ثم خرج من المسجد ليجد عند الباب رجلا رجله مقطوعة يتسول ثم قال في نفسه لا فرق بيني وبين هاذا المتسول فكلانا عاجزان غير قادرين على كسب قوت يومنا بانفسنا، جلس في احد الارصفة المكتظة بالمارة وضع صحنا قد وجده في مكب النفايات امامه وبقي ينظر للمارة محاولا ان يبدو مثيرا للشفقة ،بعضهم ينظرون له باستحقار ،بعضهم لم ينتبهو له حتى اما البعض الاخر فقد نجح سحره عليهم واعطوه بعض الدريهمات ،سرح نادر في افكاره وهو جالس ثم قال في نفسه ،انا رجل مريض وتركيا كانت معروفة في زمن ما بالرجل المريض، وبالتالي علميا ورياضيا انا تركيا ثم بدا بالقهقهة والضحك بالرغم من ان الامر ليس مضحكا لتلك الدرجة،فنظر اليه المارة باستغراب كان نادر مواكبا على الصلاة يتسول ثم يذهب للمسجد وقد جمع كمية لاباس بها من المال ليقدر على ايجاد غرفة صغيرة ويقضي الليلة ،كان هدفه الاسمى هو الذهاب الى تونس ،لكن مشكلته الان اكثر تعقيدا من السابق فهو لا يعرف اسمه او اهله وليس لديه اي اوراق ثبوتية وليست لديه فكرة عن طريقة ايجاد هويته وفي احد الايام وبينما هو يتسول وقف امامه رجل شاب يضع تسريحة تشبه عرف الديك مع لحية خفيفة وملامح عربية بانف طويل ،بنية جسدية قوية ويلبس تيشورت ابيض وسروال رياضي ،بعد ان نظر اليه نادر علم انه الرجل الذي كان يحمل المرساة عندما طرد صاحبه نادر ،قال له انه كان يبحث عنه واخبره انه لديه مكان جيد ليعمل به مع ايجار سكن رخيص جدا فتبعه نادر ،هو شاب فلسطيني اسمه سمير حسون يعيش كلاجئ في تركيا منذ ان كان طفلا ويبدو انه تعود على ايواء المشردين والمحتاجين خصوصا اللاجئين منهم، وقفا عند بيت متوسط الحجم يحتوي على غرف كل غرفة فيها اربعة اسرة ويوجد فيه عائلات باكملها من عجائز واطفال ونساء ،سعل نادر سعالا شديدا حتى تقيا دما كما تعود كل صباح توضا وصلى،ثم وجهه سمير للعمل في فندق كبير راقي حيث تشمل مهمته التنظيف،مثل المراحيض والاروقة.

2019/08/13 · 390 مشاهدة · 867 كلمة
Samiedres
نادي الروايات - 2024