5 - زعيم المحمية البشرية (part 2)


ظلت آي تركض كالمجنونة، بينما تمسك بليلي في يدها والتي كانت تحاول مجاراة سرعتها بصعوبة..

ركضت في تلك الزقاق الضيقة حتى وجدت أمامها سياجاً حديدياً مطلي باللون الأخضر، أعلاه كانت توجد أسلاك شائعة وفي الداخل كانت توجد أبنية كثيرة..

ركضت آي بمحاذاة ذلك السياج حتى وجدت أمامها بوابة كبيرة كان أمامها الكثير من الرجال الذين كانوا يمسكون أسلحة من نوع (كلاشنكوف)..

ركضت باتجاههم فوجهوا أسلحتهم نحوها وصاح بها أحدهم:توقفي مكانك!

قالت آي بانفعال: ما الذي تقوله؟! لا وقت لدي أبداً،علي أن أقابل غري جيسون بأسرع وقت!

--:ما الذي تقولينه يا هذه؟! ما الذي تريدينه من القائد؟!


أجابته بصراخ وقد تجمعت الدموع في عينيها:إيلينا في خطر ويجب أن أخبر غري جيسون بهذا حالا!

نظر أولئك الرجال إلى بعضهم باستغراب وسألها أحدهم مشككاً:ما الذي تقصدينه؟

ردت آي بنفاذ صبر: إيلينا من الروك آندروك. ثم أردفت برجاء: أنتم تعرفوها صحيح؟! إن لم أخبر غري جيسون بما حدث فسوف تموت إيلينا!

شعر أولئك الرجال بالتردد. لكن أحدهم قال لها بحذر: حسناً، سنسمح لك برؤية القائد لكننا بحاجة لأن نقوم بتفتيشك أولا، لا شيء يضمن لنا أنك تكذبين وربما تسعين لاغتيال القائد!

عندها قالت آي بعصبية:فلتفتش أو تفعل أي شيء،المهم أن تسرع فقط!

قدمت فتاة كانت معهم، وقامت بتفتيش آي وليلي بدقة، فلما لم تجد شيئاً قام رجلين مسلحين بمرافقتها إلى داخل المحمية.


لم تكن آي تنظر إلى أي شيء من حولها،سارت برفقتهم لبعض الوقت حتى توقفوا أمام شاب عشريني كان يتحدث مع فتاتين وقد كان يضحك معهما.
وقف إلى جانبه أحد أولئك الرجلين وقال:أيها القائد! ثم أشار إلى آي وقال:هذه الفتاة أصرت على رؤيتك،إنها تدّعي معرفتها بإيلينا.


نظر غري إلى آي باستغراب،بدا لآي شاباً وسيماً بملامح هادئة جداً.كان شعره أسوداً ناعماً وعيناه زرقاوتين داكنتين. كان طوله متوسطاً وقد ارتدى معطفاً طويلا أسوداً وقفازين جلديين سوداوين وبنطالاً أسود ضيق.

سألته آي بسرعة:أنت غري جيسون؟

غري:أجل،ومن أنتِ؟

آي:اسمي آي وأنا عضوة جديدة من الروك آندروك.

تفاجأ غري لسماع ذلك وقال:لم يخبرني روك أنه قد ضم عضواً جديداً إليه!

ردت آي بنفاذ صبر:ذلك ليس مهماً الآن! ثم قالت بانفعال:إيلينا الآن في خطر،إنها تواجه عصابة من تجار الاعضاء وحدها!

أجاب غري بدهشة:ما الذي تقولينه؟ عصابة تجار أعضاء؟!


آي:إنهم أتباع شخص اسمه فرانك لوريستون، إنهم يقومون باختطاف الأطفال المشردين في المنطقة ويبيعون أعضاءهم للحكومة، علينا أن نسرع قبل أن تتأذى إيلينا،إنها تقوم بقتالهم وحدها الآن!

ذهل غري لما سمع كلامها وقال مستنكراً:ما الذي تقولينه؟ فرانك يفعل شيئاً كهذا؟!

أجابت آي بثقة:أنا متأكدة من كلامي،عليك أن تسرع!

تردد غري وقال:لكن ذلك....إنه... عندها أقبلت إليه آي وأمسكت بمعصميه بقوة لتقول بانفعال وهي تنظر إلى عينيه مباشرة:قد تموت إيلينا بينما نحن نتحدث الآن! لا وقت للتردد أبداً!


انبهر غري لجرأتها وشجاعتها في كلامها،بدت عيناها السوداوتين اللتان ركزتهما عليه تشتعلان ثقة وإصراراً،ورغم خوفها واضطرابها إلا أنها بدت متماسكة جداً وصلبة إلى أبعد الحدود.

لم يستطع أن يبعد عينيه عن عينيها المشتعلتين اللتان تنظران إليه بحدة.

قالت إحدى الفتاتان اللتان كانتا تقفان إلى جانبه:أيها القائد...لا تهتم لأمرها،سوف أتعامل معها،لابد أنها تخطط لشيء ما. من المستحيل أن يضم الروك آندروك عضواً جديداً إليهم بعد موت دينيس!

نظر غري إلى آي قليلا وقال بهدوء:لا أشعر انها تكذب.
ثم نظر إلى تلك الفتاة وقال:ريبيكا فلتأت معي أنت ونيل وفلاد وجينوس ثم نظر إلى الرجلين اللذان اصطحبا آي وقال: ألكس وتوماس،تعاليا أنتما أيضاً.


عندها قالت ريبيكا باعتراض:كيف ذلك أيها القائد؟ من الممكن أن يكون هذا فخاً للإيقاع بك!

نظر إليها غري بجدية وقال: صحيح أنه من الممكن جداً أن يكون فخاً ومحاولة ما لقتلي، ولكن إن كان كلامها صحيحاً فستكون ألينا ميتة وهو ما لا أريده أبداً!
سيكون بإمكاننا نحن السبعة التعامل بسهولة مع أي مكيدة قد تكيدها، لكن موت ألينا مختلف تماماً!

انصاعت له ريبيكا وقالت باستسلام:أمرك..

نظر غري إلى آي وقال بهدوء:هل هذا جيد؟

ابتعدت عنه آي لتقول بثقة:أجل...لكن علينا أن نسرع!
عندها أقبلت ليلي إلى آي،تمسكت بملابسها وقالت بخوف: أختي آي!

نظرت آي إلى ليلي وقد كانت قد نسيت أمرها تماماً فقالت لغري:أريد إبقاء ليلي هنا، من الخطر عليها أن ترافقنا إلى ذلك المكان!

عندها أقبلت إليهم الفتاة الاخرى التي كانت مع غري، فوقفت خلف ليلي ووضعت يديها على كتفيها. لتقول بابتسامة وهي تنظر إلى آي:سأقوم أنا بالاعتناء بها،عليكم الذهاب حالا!

غري:حسناً....لنذهب الآن!



في تلك الأثناء كانت ريبيكا قد ذهبت لمناداة الثلاثة الآخرين، ولم يمض الكثير من الوقت حتى أقبلوا بسرعة وقد كانوا جميعاً يحملون معهم أسلحتهم.
ركضوا برفقة آي باتجاه ذلك المصنع حيث توجد تلك العصابة.
.
.
.
.


تسللت إيلينا إلى داخل ذلك المصنع بعد أن تسلقت السور وقد اختبأت خلف مبنى كان بالقرب من المبنى الرئيسي...

أطلت برأسها بحذر إلى ذلك المبنى، لتجد أربعة رجال كانوا يقفون أمام بوابة ذلك المبنى الكبيرة.
قالت في نفسها:أربعة إذا؟ ذلك يبدو صعباً!

وفجأة أقبل إليهم رجل آخر وقال بانفعال:لقد اختفى فولكلين وبيدرو...إنهما ليسا أمام البوابة!

رد أحد أولئك الرجال بلامبالاة:لربما يتسكعان في مكان ما،لا تكترث لأمرهما...


فقال ذلك الرجل بإصرار:لكن الزعيم أمرنا ألا نغادر المكان أبداً، علينا الانتهاء من هذه الشحنة بسرعة قبل أن يلاحظ رجال غري جيسون الأمر!

قال رجل آخر وقد بدا خطيرا وقويا، ببنيته الضخمة وعضلاته البارزة:اذهبا وابحثا عنهما، سيكون الأمر سيئاً لو أمسك أحدهم بذلك الجبان فولكلين...سوف يفضح كل شيء!

أسرع رجلان منهم إلى البوابة عندها هتفت إيلينا في نفسها: هذه فرصتي!


أخرجت من جيبها قنبلة بلاستيكية صغيرة، ثم رمتها بقوة بالقرب منهم. فلما انفجرت أخرجت دخاناً كثيفاً..
وفي تلك اللحظة أسرعت وسط ذلك الدخان لتمسك اثنان منهم بتلك الخيوط، وقد لفتها حول رقبتيهما ثم قبضت يديها بقوة لتقطع رأسيهما على الفور..
ثم أطلقت تلك الخيوط نحو الرجل الآخر، لكنها شعرت أن خيوطها تلك أصبحت مشدودة جداً..

لما انقشع الدخان رأت ذلك الرجل الضخم وهو يمسك تلك الخيوط بيده بقوة، بينما أمسك سلاحاً من نوع كلاشنكوف بيده الأخرى.


نظر إلى جثتي زميليه، ثم نظر إلى إيلينا ليصيح بغضب:تباً لك أيتها العاهرة!
ثم ابتسم بدناءة وقال وهو يشد تلك الخيوط إليه:هل كنت تعتقدين أنك تستطيعين هزيمتي بهذه الألعاب؟!


ابتسمت إيلينا بخبث وقال:بالطبع لا .ثم ضغطت على ذلك الزر في القفاز ليُصعق ذلك الرجل بتلك الكهرباء..
أخذ يصيح بصوت عالِ حتى خر صريعاً وقد كان ممسكاً بسلاحه بقوة...

نظرت إيلينا إلى سلاحه وقد كان ما يزال ممسكاً به فابتسمت وقالت:بإمكاني استعماله!

تسلقت أعلى ذلك المبنى، عندها هرع خمس رجال من الباب الرئيسي وقد بدوا مذعورين.


نظروا إلى جثتي الرجلين اللتان كانتا ملقتان على الأرض،وإلى رأسيهما المفصولين عن جسديهما لتكسو دماؤهما الحمراء أرضية المكان.
ثم نظروا إلى ذلك الرجل الضخم الذي كان واقفاً وقد كان ينظر إليهم بينما يحمل سلاحه الرشاش.

بدت نظراته غريبة جداً كما لو كان فاقداً للوعي، سأله أحد أولئك الرجال بريبة: سيرغيو...ما الأمر؟

عندها صاح بهم أحد أولئك الرجال بعد أن لاحظ تلك الخيوط التي كانت مثبتة به:انتظروا! هناك شيء ما خاطئ!
لكنه قبل أن يقول أي شيء بدأ ذلك الرجل يطلق النار عليهم فجأة حتى قتلهم جميعهم وقد استمر بالإطلاق حتى نفذ منه الرصاص...


كانت إيلينا تجلس أعلى سطح المبنى، وقد كانت تتحكم به بالخيوط المثبتة بأصابعها كما لو كان دمية بين يديها..
ولما نفذ منه الرصاص، أعادت تلك الخيوط إلى قفازيها مرة أخرى وانتظرت قليلا حتى خرج ثلاثة رجال آخرين بعد أن سمعوا صوت إطلاق النار، فقامت بإطلاق خيوطها على رجلين منهم وطوقت تلك الخيوط رقبتيهما ثم رفعتهما لأعلى حتى ماتا خنقاً.

وجّه الرجل الآخر سلاحه نحوها وقد كان على وشك إطلاق النار عليها، لكنها قفزت بسرعة إلى الأسفل باتجاهه، وقد أخرجت سكينا من جيبها لتطعنه على صدره بقوة، فسقط أرضاً..


لما أرادت الدخول إلى المبنى، أطلق ذلك الرجل النار عليها فحفت الرصاصة يدها لتجرحها عندها نزفت يدها بشدة.
نظرت إيلينا إلى ذلك الرجل وقد كان يحتضر عندها أخذت سلاحاً رشاشاً كان قد سقط من أحد أولئك الرجال وأطلقت النار على ذلك الرجل ليخر صريعا على الفور..


دخلت إلى المبنى وقد وجدت أمامها ثلاثة رجال آخرين قامت بالإطلاق عليهم، فلما بدؤوا هم أيضاً بالإطلاق عليها اختبأت خلف حاويات كبيرة كانت مصفوفة على جانب المبنى وقد كانت تطلق النار عليهم وتختبئ هناك مرة أخرى.

استمر تبادل النيران بينهم لبعض الوقت لكن فجأة نفذ الرصاص منها!
نظرت إلى ذلك الرشاش بصدمة ثم نظرت إلى ذراعها التي كانت تنزف بشدة،ولم تعرف ما الذي تفعله وقتها.

لما توقفت عن الإطلاق، صاح أحد الرجال قائلا:يبدو أن الرصاص نفذ منه، فلتسرعوا!

عندها صاح بهم رجل كان واقفاً خلفهم قائلاً: لا تقتلوه! أحضروا ذلك المتسلل إلي،يجب أن أعرف من يكون!!



اقترب أولئك الرجال من حيث اختبأت إيلينا بحذر، ثم وقف أحدهم أمامها موجهاً سلاحه إليها، لكنها ركضت نحوه لتغرس ذلك السكين في صدره ثم انتزعته بقوة لتهاجم من معه.

كانت تلوح بذلك السكين في الهواء بحركة عشوائية، وقد جرحت بعضاً منهم..

عندها ركض أحدهم باتجاهها وأمسك يدها، ثم لوى ذراعها وثبتها خلف ظهرها بإحكام ليأخذ منها السكين ويطوّقها بذراعيه بقوة،فلم تستطع أن تتحرك بعدها.

حاولت إيلينا مقاومته ولكن من دون جدوى، نظر الرجال إليها مذهولين وقال أحدهم مكذبا: فتاة؟!

عندها صاحت بهم إيلينا:اتركوني أيها الأوغاد، ستندمون على ذلك!


كانت تتحرك بين ذراعي ذلك الرجل بقوة محاولة الإفلات منه، عندها أقبل إليها أحد أولئك الرجال ولكمها على بطنها بقوة فارتخت إيلينا تماماً، شعرت بألم شديد في بطنها وقد تقيأت على الفور.

اقتادها أولئك الرجال إلى زعيمهم الذي أمرهم بإحضارها، وقال الرجل الذي كان ممسكاً بها: هذه هي سيدي. ثم أضاف بغضب:لقد قتلت الكثير منا!

نظر ذلك الرجل إلى إيلينا بتفحص وهتف بدهشة: هذه الطفلة فعلت كل ذلك؟

لكنه سألها بنبرة بدت أشبه بالتهديد:من أرسلك إلى هنا؟ أهو ذلك الطفل غري جيسون؟

كانت إيلينا تشعر بالضعف والألم، لكنها رغم هذا قالت بثبات: أعتقد أنك أنت هو فرانك لوريستون!

فرانك:همممم...أنت تعرفينني إذا.

ثم أمسك بوجهها بيده وقال بنبرة مخيفة: تكلمي...من الذي أرسلك إلى هنا أيتها الحقيرة!

كان ذلك الرجل ممسكا بخدي إيلينا بقوة. فقالت بصعوبة:لن أخبرك،عليك أن تترك الأطفال الذين أخذتهم حالا!


ترك ذلك الرجل وجهها، ثم نظر إليها بغضب وقال:أنت تعلمين بشأن أولئك الأطفال إذا، عليك إخباري من أرسلك حتى أعفو عنكِ!

قالت إيلينا وعلى وجهها نظرات حادة:لا يهم من أرسلني، عليك أن تترك الأطفال على الفور!

عندها علق أحد أولئك الرجال بغضب:أيها الزعيم...إنها لن تقول أي شيء،علينا أن نقتلها بسرعة ونغادر المكان قبل أن يأتي شخص آخر!


نظر فرانك إلى إيلينا قليلا ثم ابتسم بدناءة وأمسك ذقنها بذراعه ثم رفع وجهها إلى الأعلى حتى صار مقابلا لوجهه، ليقول بخبث: كلا لن أقتلها...إنها فتاة رغم كل شيء، كما أنها تملك وجهاً جيداً،أعتقد أنني سأتسلى بها لبعض الوقت!

لما قال هذا بصقت ألينا على وجهه وقالت بحقد:أفضل أن أموت ألف مرة على أن يلمسني شخص حقير مثلك!


شعر فرانك بالغضب والإهانة في تلك اللحظة، أمسك شعرها بقوة وانتزعها من ذلك الرجل الذي كان يمسك بها..
قام بلكم وجهها بكل ما أوتي من قوة حتى خرج بعض الدم من فم إيلينا. ثم ظل يلكم وجهها ويضربها في كل مكان من جسدها..

كانت تشعر بالألم لكنها تمالكت نفسها بصعوبة ولم ترد أن ترضخ لهم أبداً، ولما لم تصدر أي صوت، توقف عن ضربها ثم نظر إليها بحدة وقال:سأعفو عنك ولن أقتلك إذا ما توسلت إلي وقبلت قدمي!


نظرت إليه إيلينا ثم ابتسمت بتحدي وقالت بازدراء:لقد قلت لك ذلك بالفعل،إنني أفضل الموت على أن أرضخ لشخص تافه مثلك!

عندها غضب ذلك الرجل وقام بانتزاع مسدس من أحد رجاله ليصوبه نحوها.

ولما أراد إطلاق النار عليها، شعر بتلك الرصاصة التي اخترقت يده مندفعة بوحشية،ليسقط المسدس على الأرض ويتدفق الدم من يده بغزارة..


أمسك يده المصابة بيده الأخرى وتأوه بألم بصوت عالٍ ،وقبل أن يدرك أي شيء بدأ وابل من الرصاص ينقض على رجاله ليخروا جميعاً على الارض يصارعون سكرات الموت وسط برك الدماء التي تكونت حولهم..

أما هو فقد أصيب برصاصتين في ساقه وكتفه ليسقط أرضاً.
عندها أقبل إليه ووقف أمامه فقالت إيلينا بضعف وهي تنظر إليه وسط ألمها:تباً....لقد تأخرت أيها الأحمق!


عندما نظر إليها شعر بالدم يغلي في عروقه، أمسك فرانك من ملابسه ورفعه إليه ثم لكمه على وجهه بكل ما أوتي من قوة حتى سقطت بعض أسنانه. ليقول وقد احمر وجهه غضباً:كيف تجرؤ على فعل هذا بألينا أيها الحقير!!

شعر ذلك الرجل بالخوف وهتف بذعر:غري جيسون؟! ليقول بتوسل:أرجوك أن تعفو عني، لم أكن أعلم أنها تتبع لك.

ثم أضاف محاولا تبرير ما فعله وقد كان واضحاً انه يكذب:لقد ظننتها قاتلة مأجورة أرادت أن تتسلل إلى المحمية لذلك أردت إيقافها من أجلك!


في تلك اللحظة أقبلت إليه ريبيكا لتقول وقد بدت على وجهها علامات الاشمئزاز:لقد وجدنا الأطفال في قبو أسفل المبنى.
ثم سكتت قليلا وأردفت بأسف:لقد كانوا جميعاً من دون أعضاء داخلية!

عندها قالت إيلينا بانفعال:ألم يتبقى أي واحد منهم؟!

نظرت ريبيكا إلى ألينا بذهول لكنها أجابت بسرعة:لقد وجدنا طفلين فقط على قيد الحياة!

إيلينا:أحضريهم إلى هنا بسرعة...يجب أن أتأكد أن كوريو من بينهم!

ريبيكا:آه...أجل!

نظر غري إلى فرانك نظرة جمدت الدم في شرايينه وقال بهدوء مخيف:ما تفسيرك لهذا أيها الحقير؟!

فرانك:ذلك...أنا...


عندها وضع غري مسدسه الذي كان يمسكه في يده الأخرى على رأسه،لم يكترث أبداً لتوسلات فرانك ليعفو عنه، ولا حتى إلى دموعه التي ذرفها من الخوف، فقد كان ينظر إليه بغضب عارم وأطلق النار عليه ثم رمى به على الأرض.

نظر إلى إيلينا بقلق ثم مد يده نحوها وقال: هل أنت بخير؟

مدت إيلينا يدها إليه فساعدها على النهوض ثم قالت وهي تتألم:لا بأس، إنها بعض الكدمات فقط.

نظر إلى يدها الملطخة بالدماء وقال بقلق: يدك!

ألقت إيلينا نظرة على يدها ثم ابتسمت وقالت:آه لا تقلق، إنه ليس خطيراً.

تنهد غري براحة، لكنه عاتبها بعد ذلك بعصبية:ما كان يجب أن تفعلي هذا وحدك! لو أننا تأخرنا أكثر قليلا لحدث الآن أمر لا تحمد عقباه.

ردت إيلينا وهي تنظر إلى الأرض:أنا آسفة، أعتقد أنني تهورت كثيراً هذه المرة.

فوضع غري يديه على رأسه وضغط عليه قليلا، ثم تمالك نفسه بصعوبة وقال بارتياح: حسنا،من الجيد أنه لم يحدث شيء خطير.


ثم نظر إلى وجهها المتورم وقال بإحباط:لكن عليك ان تجهزي نفسك لما سيأتي، سيجن دايكي عندما يعلم بما حدث!

ضحكت إيلينا وقالت:كنت أعتقد أنني أستطيع إخفاء الأمر عنهم لكن يبدو أن وجهي سيجعل ذلك مستحيلا، أشعر أنه متورم جداً!

غري:إن شكلك فظيع حقاً،علينا العودة بسرعة إلى المحمية حتى يقوم الدكتور موريس بمعالجتك،من الأفضل ألا تراك ليندي على هذه الحال!

إيلينا:أعتقد أنك محق..


سار إليها ثم أمسك يدها ولفها حول رقبته ليساعدها على السير. عندها وقفا آي أمامهما فجأة.

كانت تنظر إلى إيلينا بعتاب، لكنها ما إن رأتها حتى تجمعت الدموع في عينيها لتسرع إليها وترتمي في حضنها. ثم قالت وهي تشد ملابسها:غبية! لقد كدت أموت من الخوف، ظننت أنك أصبت بمكروه!

نظرت إليها وهي تبكي لتقول بعتاب:انظري إلى وجهك، منظرك فظيع حقاً،ما كان عليك أن تتصرفِ بحماقة هكذا!

أبعدت إيلينا يدها عن رقبة غري ثم وضعت يديها على كتفي آي وقالت بحزن:أنا آسفة حقاً آي، لقد جعلتك تشعرين بالقلق...

مسحت آي دموعها ثم نظرت إليها وقد تمالكت نفسها وقالت لها وهي تحاول أن تحبس عبراتها:هل أنت بخير؟

ابتسمت إيلينا وقالت بمرح:عدا وجهي الذي أعتقد أنه يبدو مريعاً جداً، فأنا بخير تماماً!

عندها ضحكت آي ضحكة خفيفة وسط دموعها وقالت:أنت محقة، تبدين مريعة حقاً!

نظر غري إلى آي قليلا ثم قال مبتسماً: إذا، فأنت واحدة من الروك آندروك حقاً.

لم تعرف آي ما الذي عليها قوله فقالت إيلينا وهي تطوق رقبة آي:أجل كما ترى، لقد أصبحت آي واحدة منا!

غري:همممم....لم اتوقع أن روك سيضم عضواً جديداً بعد تلك المرأة لكن حسناً، أعتقد أن هذا جيد...
ثم نظر إلى آي بابتسامة وقال:أعتقد أن آي فتاة جيدة لذلك لا مشكلة في ذلك.

إيلينا:بالتأكيد هي كذلك!



عندها أقبلت إليهم ريبيكا وقالت وهي تشير إلى طفلين واقفين أمامها:هذان هما الطفلان اللذان بقيا على قيد الحياة، كانا محبوسين في حجرة صغيرة في ذلك القبو.

نظرت إيلينا إلى الطفلين،كانا خائفين جداً وقد كانا يرتعدان، كانت تستطع ملاحظة أسنانهما وهي تصطك ببعضها من الذعر.

أرادت أن تقترب منهما لكنهما ابتعدا خطوة إلى الخلف، ونظرا إليها في رعب وقد ازرقّت شفاههما من الخوف..

قالت لهما إيلينا بابتسامة وهي تحاول تهدئتهما:لا تخافا...أنتما في أمان الآن!


لكن ذلك لم يغير شيئاً فقد ظل الطفلان يرتعشان في خوف دون أن يكترثا لما قالته أبداً.
عندها قال غري وهو ينظر إليهما في حزن:من الطبيعي أن يكونا هكذا،أعتقد أنهما كانا يستمعان إلى صراخ الأطفال الذين قتلوا وهما يدركان أن دورهما سيحل قريباً،لابد أنهما شعرا بالكثير من الخوف.

ثم اقترب منهما وانحنى أمامهما حتى صار في مستواهما. وضع يديه على كتف كل واحد منهما وأسند رأسيهما على كتفيه، ثم قال بحنان وهو يضع يده على رأسيهما بلطف:لا بأس....أنتما بخير الآن، لن يكون هناك من سيحاول إيذاءكما بعد الآن أبداً!


صوته الحنون وحضنه الدافئ أشعرهما بالأمان كثيراً،لينفجر الاثنان بالبكاء فجأة..

كانا يبكيان بحرقة وقد تشبثا بملابس غري بذراعيهما الصغيرتين وأخذا يحشران رؤوسهما في حضنه أكثر وأكثر...
ظل غري يربت على رأسيهما بحنان دون أن يقول شيئاً.

كانت آي تنظر إليهم في ذهول، وقد أدهشها كثيراً عطف غري عليهما وحنانه الذي لم تستطع استيعابه. لم تكن تلك الصورة التي تصورتها عنه أبداً، لكنها شعرت بالدفء في قلبها لما رأت تعامله مع الطفلين.


ظل الطفلان يبكيان لوقت طويل حتى هدءا في النهاية فلما نظر إليهما غري وجد أنهما قد ناما فقام بحملهما بين يديه وقد كان متكئان على كتفيه..
نظر إليهما بابتسامة عطوفة ثم قال بهدوء: لقد ناما،لابد أنهما كانا متعبين جداً.

إيلينا:ما الذي ستفعله لهما؟

سكت غري قليلا ثم نظر إليهما بحزن وقال: الكثير من الأطفال المشردين يخافون كثيراً من البقاء في المحمية بسبب الحكومة، أرغب حقاً في وضع هؤلاء الأطفال جميعاً هناك لكنني لا يمكنني إجبارهم...حاليا سآخذ هذين الطفلين إلى المحمية ثم سأتركهما يقرران ما سيفعلانه بعد ذلك.

عندها قالت إيلينا بقلق:أرجو ان يكون كوريو واحداً منهما.
ثم سكتت للحظات لتردف قائلة بحزن:لا يمكنني النظر في وجه ليلي إذا لم يكن كوريو معنا!

آي:أجل...أرجو ذلك أيضاً

غري:هل تقصدن تلك الطفلة التي كانت مع آي؟

إيلينا:أجل،لقد كنا نقوم بمساعدتها في البحث عن شقيقها، حتى أخبرتنا الجدة آزوسا عن اختفاء بعض الأطفال المشردين الذين يعيشون بالقرب من تايلي والمحمية، وقالت أنها تشك في هذا الشخص المدعو فرانك.

قال غري باستياء:كان عليها إخباري أولا دون أن تقحمكما في ذلك! ثم تنهد بضيق و أضاف قائلا:على كل حال....إنها غلطتي،كان يجب أن أراقب تصرفاته جيداً


أجابت أإيلينا بنبرة بدت أشبه بالعتاب:لا تلم نفسك! من المستحيل أن تتمكن من فعل كل شيء بنفسك. أنت تواجه خطر الحكومة كل يوم، وكثيراً ما يتسلل القتلة المأجورين الذين تبعتهم الحكومة إلى هناك لقتلك،هذا غير مسؤولية المحمية.
ثم أضافت باستياء:إن ذلك كاف بالفعل!

قال غري بضيق وهو ينظر إلى الصغيرين:لكن مع هذا...بسبب ذلك تعرض هذين الطفلين لهذا الموقف المؤلم.
ثم سكت لثوان وأضاف بنبرة حزينة:هذا غير الأطفال الذين قتلوا بالفعل!


نظرت إليه إيلينا قليلا ثم ابتسمت ابتسامة دافئة وقالت:أنت تحب الأطفال كثيراً،عليك ان تتزوج قريباً وتحظى بأطفال كثيرين،أنا واثقة جداً من أنك ستكون أباً رائعاً حقاً!

نظر غري إلى الطفلين بحزن ثم قال بسخرية وعلى وجهه تلك التعابير الحزينة:ما الذي تقولينه؟ شخص يسلب حياة الآخرين مثلي، لا يمكن أن يكون سبباً في تواجد حياة أخرى!

نظر إلى إيلينا وقال بابتسامة:عل كل حال...دعينا نذهب الآن،يجب أن تعالجِ وجهك بسرعة قبل أن يتورم أكثر!

ثم نظر إلى وآي وقال:أنا آسف آي...لكن هل لك أن تساعدِ إيلينا على السير؟

آي:آه...أجل بالتأكيد!


ابتعد عنهما غري وهو يحمل الطفلين بين يديه ليسير عائداً إلى المحمية.
كانت آي تنظر إليه،كلماته تلك أشعرتها بالحزن كثيراً.
فقالت إيلينا بانزعاج وهي تنظر إليه بحزن:تلك الفلسفة الغبية التي يقولها دوماً...تباً....أنا أعلم أنه يحب الأطفال كثيراً ويتمنى في داخله أن يصير أباً!
ثم أضافت بحزن:تباً لهذا العالم الذي نعيشه! لو أن حياتنا كانت مختلفة لما كان على غري أن يفكر هكذا!

ابتسمت آي وقالت وهي تنظر إليه:إنه شخص رائع حقاً....النظر إليه أشعرني بالدفء كثيراً. ثم قالت بحزن:أتمنى حقاً أن يصبح أباً يوماً ما.

إيلينا:أجل....أنا أيضاً أرجو ذلك حقاً!

قامت آي بمساعدة إيلينا على السير رغم أنها كانت تشعر بألم فظيع في ساقها، لكنها تحملت ذلك الألم حتى وصلوا إلى المحمية.

نظرت حولها، كانت هناك الكثير من المباني المتقابلة والمتشابهة والتي كانت متراصة إلى جانب بعضها وبينها الكثير من الازقة الضيقة.


رأت حولها الكثير من الناس،نساء يتحدثن أمام تلك المباني التي تبدو كمجمعات سكنية و بها الكثير من الشقق الصغيرة، أطفال يلعبون في تلك الطريق الواسعة التي كانت بين تلك المباني. شعرت أن المكان يضج بالحيوية وقد أشعرها بالراحة كثيراً.

كان غري يسير أمامهما وقد كان يمسك الطفلين بين يديه، عندها أقبلت إليه امرأتين بدتا في الأربعينات من العمر، وقالت إحداهما وهي تنظر إلى الطفلين:ما الامر أيها القائد؟ من يكون هذان الصغيران؟

غري:إنهما من الأطفال المشردين الذين يعيشون بالقرب من المحمية.

ثم نظر إلى تلك المرأة وقال:أيتها العمة بريندا،هل يمكنك العناية بهما ريثما يستيقظان؟

أجابت بريندا على الفور:بالطبع!
ثم أخذت أحد الطفلين أما المرأة الاخرى فقد أخذت منه الطفل الآخر.


عندها أقبلت إليهم ليلي وقد كانت تركض بسرعة. حتى توقفت أمامها لتنظر إلى الطفل الذي كانت تحمله بريندا، وتتشبثت بملابسها وتقول والدموع في عينيها:كوريو!
ثم نظرت إليها وقالت برجاء:ما الذي حدث لكوريو؟ هل هو بخير؟!!

نظرت بريندا إليها باستغراب، عندها أقبلت إليها آي ووضعت يدها على كتفها لتجيبها بعطف:كوريو بخير،إنه نائم فقط...

شعرت ليلي بالارتياح ثم احتضنت آي وقالت بسعادة:شكراً لك حقاً...أختي آي!

أقبل غري إليها ثم وضع يده على رأسها وقال بعطف:أنت ليلي أخت كوريو الكبرى صحيح؟

شعرت ليلي بالخوف منه قليلا لكنها أجابت بتردد:أجل.


تنهد غري بضيق ثم قال برجاء:هل يمكنني أن أطلب منك أن تعيشِ أنت وأخيك هنا؟ العيش وحدكما في الخارج خطير جداً، كما أنني لا يمكنني ان أضمن ألا تتعرضا لمثل هذه العصابات مجدداً، أعلم ان العيش هنا قد يكون خطيراً نوعاً ما لكن مع هذا..

شعرت ليلي بالأمان كثيراً لما سمعت كلماته وصوته الحنون. سألته بتردد:من أنت؟

استغرب غري من سؤالها لكنه أجابها قائلا:اسمي غري جيسون.

تفاجأت ليلي كثيراً ثم قالت بسعادة:بما أنك غري جيسون، فهذا يعني أننا يمكننا العيش هنا حقاً بما أنك زعيم هذا المكان!

ضحك غري وهتف متعجباً:الزعيم؟!

عندها قالت ليلي بابتسامة:أجل...لقد أخبرتني أمي أنك أنت زعيم المحمية البشرية، حيث تقوم بمساعدة الأشخاص الضعفاء مثلنا... أليس كذلك؟


ابتسم غري ثم فرك شعرها بيده ليقول بمرح: حسناً، الزعيم موافق على أن تعيشا هنا!
ثم نظر إلى بريندا وقال:أخبري الجدة مارثا أن توفر مسكناً لهما.

ابتسمت بريندا وقالت على الفور:أمرك أيها القائد...ثم اقتربت من ليلي وقالت: حسناً يا صغيرتي،دعينا نذهب الآن.

غادرت بريندا برفقة ليلي وكوريو وقد كانت معها المرأة الاخرى التي كانت تحمل الطفل الآخر معها.

عندها قال غري وهو ينظر إلى إيلينا:حسناً، والآن عليك ان تذهبِ إلى الدكتور موريس.

لكنه سكت فجأة ونظر إلى آي ليقول وهو يشير إلى ساقها بقلق:آي! هناك دماء على ساقك!

عندها نظرت إيلينا إلى ساق آي وهتفت بانفعال:يا إلهي! يبدو أن جرحك ينزف!

نظرت آي إلى الجرح ثم قالت وهي تحاول التظاهر بالقوة رغم انه كان يؤلمها كثيراً:لا بأس...إنني بخير،الأمر ليس خطيراً أبداً.

إيلينا:ما الذي تقولينه؟! لقد أصبت بطلق ناري وقد كنت تسيرين فقط بالعكاز حتى الأمس!

ثم أضافت بحزن:أنا آسفة حقاً،لقد جعلتك تركضين إلى المحمية لتنادي غري رغم إصابتك....أنا....
قاطعتها آي وقالت بهدوء:لا تقولي شيئاً إيلينا..الأمر ليس خطيراً إطلاقاً، سأطلب من الطبيب أن يفحص جرحي أنا أيضاً لذلك سيكون كل شيء بخير.

سألها غري باهتمام:هل يمكنك السير؟

آي:أجل لا تقلق،إنني بخير حقاً!



ذهبت آي برفقة إيلينا إلى بناء كان في منتصف المحمية، وقد كان تصميمه مختلفاً عن الأبنية الأخرى.
كانت هناك لافتة معلقة أعلى بوابته الزجاجية الكبيرة كتب عليها (مستشفى).

دخلتا المبنى، وقد كان المدخل عبارة عن ردهة كبيرة بها مكتب طويل للاستقبال وقد كانت تجلس خلفه فتاة بدت في منتصف العشرين..
أقبلت إليها إيلينا وسألتها قائلة: كارين،هل الدكتور موريس هنا؟

أصدرت تلك الفتاة شهقة عالية ما إن رأت إيلينا وقالت بصدمة:إيلينا ما الذي حدث لوجهك؟!

أجابت إيلينا ياختصار:إنها قصة طويلة جداً....
ثم أضافت على عجل:يجب أن أرى الدكتور قبل أن يزداد التورم!

كارين:إنه في الحجرة الرابعة والخمسين، عليك أن تسرعِ!

سارت إيلينا برفقة آي في ممر طويل كان على الجانب الأيمن لمكتب الاستقبال، وقد كان به الكثير من الحجرات على اليمين واليسار..

سارتا حتى وصلتا إلى حجرة كانت في نهاية الممر ودخلتا إليها.


كان في الحجرة سريرين طبيين وخزانة كبيرة بها الكثير من الأدوية، وفي نهاية الحجرة كان هناك مكتب خشبي، خلفه كان يجلس رجل بدا في نهاية الأربعينات من العمر.
كان شعره رماديا وبشرته برونزية شاحبة بعينين زرقاوتين باهتين.

ما أن رأى إيلينا حتى بدت على وجهه علامات الدهشة وقال: ما الذي فعلته لوجهك؟!

أجابت إيلينا بخجل:لقد ورطت نفسي مع عصابة ما،لكن حسناً لقد انتهت الأمور على خير لذا لا تقلق.

تنهد الدكتور بانزعاج وقال:من الجيد أنها لم تكن ليندي من رأت وجهك هكذا وإلا لكانت ستجعله أكثر تورماً!

ضحكت إيلينا وقالت:أجل معك حق!

أشار الطبيب إلى أحد تلك الأسرة وقال: اجلسِ، سأقوم بمداواته...


جلست إيلينا على طرف السرير فأحضر الطبيب عدة الإسعافات الأولية وأخذ يقوم بتطهير جروحها، وقد وضع لاصقين طبيين على وجهها أحدهما كان تحت عينها والآخر كان فوق شفتها العليا..
ضمد الجرح الذي كان في ذراعها ثم أخرج كيس ثلج كان في ثلاجة موضوعة بجانب الخزانة الكبيرة، وأعطاه لها قائلاً:خذِ، ضعيه على الاماكن المتورمة حتى يخف التورم قليلا.

إيلينا:حاضر.

أخذت إيلينا ذلك الكيس ،عندها أراد الطبيب أن يرمي بقايا الضمادات التي استعملها في القمامة التي بقرب الباب، فلما رأى آي استغرب وسألها متعجباً:من أنت؟

تلعثمت آي في الإجابة ولم تعرف ما تقول لكنها أجابت بتوتر:آه...أنا...

فقالت إيلينا معرفة وهي تشير إليها:هذه آي... إنها العضوة الجديدة التي انضمت إلينا مؤخراً


استغرب الطبيب وقال بتعجب:عضوة جديدة؟ لم أكن أظن أنكم ستضمون إليكم أعضاء جدداً بعد الذي حدث.
لكنه سكت ما إن نظر إلى ساقها وقال على الفور: ما الذي حدث لساقك؟!

آي:آه..كنت على وشك إخبارك بهذا،أريدك أن تفحص هذا الجرح.
أشار الطبيب إلى السرير الآخر وقال:اجلسي بسرعة!
فلما جلست آي على ذلك السرير أقبل إليها وجلس قبالتها، ثم أبعد بنطالها عن ساقها كاشفاً عن مكان الجرح..
نزع اللاصق الطبي الذي كان يغطي الجرح ولما نظر إليه اكفهر وجهه ليسألها بقلق:ما الذي أصاب ساقك؟

آي:لقد أصبت بطلق ناري قبل أسبوع لكنني ركضت كثيراً اليوم لذلك أصبح الجرح هكذا.

قال الدكتور باستياء:لقد فتح الجرح مرة أخرى! إنه لا يحتاج إلى إعادة الخياطة لكن مع هذا عليك أن تريحيه راحة تامة..
سأغير لك الضماد وأطهر الجرح وعندما تعودين عليك أن تريحِ ساقك تماماً لأسبوعين على الأقل حتى يشفى الجرح تماماً،يمكنك استعمال عكاز من أجل السير.

أجابت آي بقنوط:حسناً.


قام الطبيب بمداواة جرحها. بعد ذلك سار خارجاً من الغرفة وقال لإيلينا: ابقِ الثلج على وجهك لبعض الوقت ثم يمكنك المغادرة بعد ذلك وأخذه معك، لا تذهب ووجهك على هذه الحال،انتظري حتى يخف قليلا.

إيلينا:لم نخبرهم أننا سنتأخر لذلك لابد أنهم قلقون جداً الآن،علي العودة قريباً.

فرد الدكتور محذراً:إذا كوني مستعدة لما سيفعلونه عندما يرونك ،خصوصاً دايكي.

تنهدت إيلينا باحباط وقالت:أعلم هذا،سيكون غاضباً جداً.

غادر الطبيب الغرفة عندها قالت آي:يبدو أنك تعرفينه جيداً.


إيلينا:بالطبع! إنني أعرفه منذ أن كنت طفلة.... أتعلمين؟ في الواقع الدكتور موريس هو من علم ليندي الطب،إنه طبيب ماهر جداً،لقد قال أنه كان يعيش في المنطقة البيضاء وقد تعلم الطب هناك لكن اضطر للذهاب خارج الأسوار بسبب أنه علم بحقيقة ما يحدث في الخارج لذلك فقد بدأت الحكومة بمطاردته.

آي:هكذا إذا،إنه يبدو شخصاً لطيفاً جداً.

أجابت إيلينا بابتسامة:أجل....أنت محقة!


وفجأة فُتح باب تلك الغرفة بقوة لتظهر أمامها فتاة بدت في العشرينات من عمرها..

أسرعت إلى إيلينا وقالت بانفعال:إيلينا! ما الذي حدث لك؟ لقد أخبرني غري أنك قد أصبت بسبب ما حدث لذلك أتيت إلى المشفى!

ثم نظرت إلى وجهها بتفحص لتهتف بقلق:أوه يا إلهي....يبدو وجهك فظيعاً حقا!

ضحكت إيلينا وقالت:الجميع يقولون لي هذا.. أهو فظيع إلى هذه الدرجة؟ لا أملك الشجاعة للنظر إلى وجهي في المرآة!

تنهدت تلك الفتاة براحة وقالت:بما أنك تضحكين هكذا فهذا يعني أنك بخير!

عندها نظرت تلك الفتاة إلى آي وقالت بابتسامة: مرحباً....أنت آي صحيح؟

ثم سكتت قليلا وأردفت قائلة:العضوة الجديدة في الروك آندروك!

إيلينا:هل أخبرك غري عنها؟


ابتسمت تلك الفتاة وقالت وهي تنظر إلى آي:كلا،لقد كنت مع غري عندما أتت هذه الفتاة وأخبرته عما حدث لك.

تفاجأت آي من ذلك وقالت:حقا؟! لم ألاحظك أبداً!

ضحكت تلك الفتاة وقالت:بالطبع لم تلاحظيني! لقد كنت منفعلة جداً ومضطربة حتى أنك لم تنظرِ إلي شيء من حولك..

نظرت إليها آي بتفحص. كانت تبدو جميلة جداً بعينيها الخضرواتين الواسعتين وشعرها البني الحريري الذي كان يصل إلى منتصف ظهرها..
كانت ترتدي فستاناً قصيراً أبيضاً بدون أكمام.


بدت مألوفة جداً لآي التي ظلت تنظر إليها وهي تحاول التذكر أين رأتها من قبل، فقالت تلك الفتاة بارتياب:ما الأمر؟ هل تفكرين في شيء؟

آي:امممم...أشعر أنني رأيتك في مكان ما من قبل لكنني لا أعرف أين!

ضحكت إيلينا وقالت:لابد أنك تتشبهين بها بكريس! إنهما يشبهان بعضهما كثيراً

تفاجأت تلك الفتاة وقالت وهي تنظر إلى آي بتعجب:هل تعرفين أخي؟!

أدركت آي الأمر وقالت بذهول:إذا فأنت إيرين أخت كيريساكي...ثم قالت باستدراك:أقصد كريس آردويك

جلست إيرين إلى جانب آي بسرعة وسألتها بدهشة: أنت تعرفين أيضاً الاسم الذي يستعمله في المنطقة البيضاء! أخبريني أين التقيت به؟!

آي:آه حسناً....لقد عرفته لوقت طويل نوعاً ما لكن علاقتي به كانت سطحية جداً، لقد كنت صديقة لابنتي عمه بالتبني.

عندها هتفت إيرين بانفعال:أكنتِ صديقة لناتسومي وكايا؟!

تفاجأت آي من ذلك وقالت:آه..أجل...هل تعرفينهما؟

ضحكت إيرين وقالت:بالطبع أعرفهما! لقد كان أخي يعود إلى هنا في أوقات قليلة جداً منذ أن ذهب للعيش في المنطقة البيضاء قبل عشر سنوات،عندما يعود إلى هنا كان يحدثني طوال الوقت عن عائلته الجديدة، أعتقد أنهم رائعون حقاً! ثم أضافت بحزن:كم أتمنى أن ألتقي بهم يوماً ما.


علقت آي بابتسامة:لقد كانت ناتسومي وكايا متعلقتان جدا به، وتعتبرانه مثل شقيقهما تماما.. لأكون صادقة معك،لقد تفاجأت كثيراً عندما علمت أن عائلة هينا قد تبنته فهو يبدو كشقيقها الحقيقي تماماً..

أجابت إيرين بهدوء:إن أخي يحبهم حقاً..ثم سكتت قليلا لتضيف بحزن:أتمنى حقا أن يبقى الأمر كما هو عليه وألا يكتشفوا هويته الحقيقية،إن هذا أكثر ما يخافه أخي..سيكون حزيناً جداً إذا ما كرهنه بسبب هذا..

لما قالت هذا، ابتسمت آي لتحدثها قائلة: صحيح أنني لا أعرف أخوكِ جيداً، لكنني كنت أسمع عنه الكثير من كايا وناتسومي..
إنهما تحبانه كثيراً..هينا أيضاً كانت متعلقة به إلى أبعد الحدود


ثم نظرت إلى إيرين وأردفت بثقة:أعتقد أنهن حتى لو عرفن الحقيقة فهن لن يكرهنه أبداً.. قد يسبب ذلك لهن صدمة في البداية لكن مع مرور الوقت فسوف يتقبلن الأمر....أنا واثقة!

ابتسمت إيرين وقالت:أرجو ذلك حقاً.

سكتت آي قليلا ثم قالت بتفكير:لكن مع هذا...لابد أن الأمر صعب جداً عليك أن تكوني مضطرة للعيش بعيداً عن شقيقك الوحيد كل هذه السنوات


ابتسمت إيرين وقالت:لا بأس فأنا لدي غري وروك وسايشو... هؤلاء الثلاثة هم مثل أخي كريس تماماً بالنسبة لي ،لقد كنا معاً دائماً منذ أن كنا أطفالا لذلك لست وحيدة، بالإضافة إلى أن الروك آندروك و الناس هنا جميعهم أصدقائي.

تفاجأت آي من كلامها وقالت باستغراب:هل كنت تعرفين روك لوقت طويل؟

إيرين:أجل...لقد كان ذلك منذ وقت طويل جداً منذ أن كنا نحن الخمسة نعيش معاً في المنطقة البيضاء، فقد كان آباؤنا أصدقاءً مقربين.

تفاجأت آي لما سمعت ذلك لتهتف بذهول: كنتم تعيشون في المنطقة البيضاء؟!

استغربت إيرين من سؤالها وقالت بتساؤل: أجل...ألم يخبرك روك عن ذلك؟

أومأت آي رأسها بالنفي وقالت:كلا،لم أكن أعرف هذا أبداً.


إيرين:نحن الخمسة..كريس آردويك وروك آندروك وغري جيسون وسايشو سانفورد وأنا، كنا من سكان المنطقة البيضاء قبل أن تضطرنا الظروف للهرب من هناك..
كنا صغاراً جداً عندما أدركنا حقيقة رونايدا، وكان علينا أن نواجه كل ذلك وحدنا. حتى وجدتنا ناوكو في النهاية وقامت بالاعتناء بنا...
ثم أضافت بحزن:لقد كان ذلك صعباً جداً علينا. أخي كان عليه العودة إلى هناك مجدداً من أجل الانتقام،غري مسؤول عن المحمية ويواجه تهديد الحكومة له كل يوم،روك صار يقوم بالقيام بالكثير من المهمات الخطيرة أما سايشو....ثم سكتت قليلا وقالت بألم:لقد تغير وأصبح شخصاً مختلفاً تماماً عن ما كان عليه..



بدا تصديق ذلك صعباً جداً على آي. أن تعرف أن هؤلاء الأربعة الذين يمثلون أكبر خطر يهدد الحكومة، هم في الواقع أشخاص كانوا في الأصل جزءاً من الناس الذين عاشوا وولدوا في المنطقة البيضاء..

لكن آي في تلك اللحظة أرادت أن تعرف عنهم أكثر. كانت تريد طوال الوقت أن تفهم مشاعر روك أكثر وأكثر،وأن تفهم أيضاً حقد كريس، وألم غري، وكراهية سايشو المطلقة ووحشيته التي سمعت عنها كثيراً.
أرادت أن تعرف ما حدث لهؤلاء الأربعة حتى يتحولوا إلى أخطر قتلة عرفتهم رونايدا منذ نشأتها!

سألت آي إيرين باهتمام:هل لا بأس في أن تخبريني ما الذي حدث لكم بالضبط؟ أشعر بالفضول حقاً لأعرف هذا.

ابتسمت إيرين وقالت:لا ألومك فأولئك الأربعة مشهورون جداً!


عندها وقفت أمامهما إيلينا وقالت منهية حديثهما: حسناً... فلتحكِ لها كل شيء لكن في وقت لاحق، ثم أضافت بقلق وهي تنظر إلى آي:لقد تأخرنا كثيراً،لابد ان الجميع قلقون جداً الآن.

وقفت آي بسرعة وقالت باستدراك:آه معك حق! ثم نظرت إلى إيرين وقالت معتذرة:أنا آسفة حقاً إيرين...أعتقد أن علينا تأجيل هذا إلى وقت لاحق!

ابتسمت إيرين وقالت:لا بأس....أنا أيضاً أريد التحدث معك. أنت تعرفين ناتسومي وكايا جيداً أليس كذلك؟

آي:آه...أجل...

إيرين:أريدك أن تحدثيني عنهما وعن كل ما تعرفينه عن هينا وعائلة أخي،أرغب حقاً في معرفة كل شيء عنهم!

ابتسمت آي وقالت:أجل...بالتأكيد!


ثم نظرت إليها قليلا وقالت بود:أنا أعتقد ان ناتسومي وكايا ستكونان سعيدتين جداً بالتعرف عليك.

ابتسمت إيرين بمجاملة وقالت:شكراً لك.

إيلينا:حسناً...سنذهب الآن،إلى اللقاء إيرين.

ولما أرادت الذهاب توقفت فجأة وقالت باستدراك بعد أن التفتت إلى إيرين:أوه كدت أنسى،لقد كنا ننوي القدوم إلى هنا لرؤيتك منذ البداية لكن ما حدث أنسانا الأمر تماما!

تساءلت إيرين باستغراب:عن ماذا تتحدثين؟

إيلينا:لقد أعطتنا ناوكو صندوقاً قالت أنك طلبت منها إحضاره إليك..

إيرين:آه....تقصدين صندوق مساحيق التجميل؟

إيلينا:أجل...لقد تركته مع الجدة آزوسا بعد أن التقينا بليلي.


إيرين:لقد أخبرتني ليلي بالقصة، لا مشكلة سأذهب إلى ستيلزيا في وقت لاحق لآخذه من الجدة،شكراً لكما...

إيلينا:على الرحب والسعة.

ثم نظرت إلى آي وقالت:هيا بنا....

عندها سألتهما إيرين بقلق:هل ستكونان بخير وحدكما؟ لقد أخبرني غري أن كلتاكما مصابتان صحيح؟


في تلك اللحظة دخلت ريبيكا إلى الغرفة فجأة وقالت:لقد طلب مني القائد ان أقوم أنا بمرافقتهما. ثم نظرت إلى آي لتقول بخجل:أنا آسفة حقاً لأنني لم أصدقك في البداية،لو أن القائد استمع إلي وتجاهلك لحدث شيء سيء جداً لإيلينا.

ابتسمت آي وردت بتفهم:لا بأس...لا ألومك على هذا أبداً ،فقد كان كل التقيت بهم مستغربين جداً عندما علموا أنني عضوة جديدة في الروك آندروك، لذلك ليس من الغريب ألا تصدقِ كلامي.

إيلينا:حسناً ذلك يكفي...لقد انتهى كل شيء الآن!

ثم نظرت إلى ريبيكا وقالت بابتسامة: ريبيكا...هذه آي...إنها واحدة منا الآن.

ابتسمت ريبيكا وقالت وهي تنظر لآي:مرحباً بك بيننا...آي...

رافقت ريبيكا آي وإيلينا إلى ستيلزيا حيث مقر الروك آندروك..


ولما صرن بالقرب من المقر وجدن أمامهن روك وقد كان معه جيسي وجينيرو.
كان القلق بادٍ على وجوههم، وما أن رأوهم حتى أقبلوا إليهم ليقول روك بانفعال وهو ينظر إليهن:ما الأمر؟!! ما الذي حدث؟!!

كان وجه إيلينا متورماً جداً وقد كانت تسير بصعوبة. أما آي فقد كانت تستند على ريبيكا التي كانت تساعدها على السير..


نظرت إيلينا وآي إلى الأرض في خجل، عندها تنهدت ريبيكا لتقول باحترام وهي تنظر إلى روك:أيها القائد روك...لقد قامت إيلينا وآي بتوريط نفسيهما مع عصابة من تجار الاعضاء لكن القائد قام بمساعدتهم، إن كل شيء بخير لذلك لا تقلق.

تفاجأ روك لما سمع هذا وقال بدهشة:تجار أعضاء؟ ثم نظر إليهما وعنفهما بعصبية:ما الذي تفكران به؟! كيف تفعلان شيئاً خطيراً كهذا وحدكما!!

إيلينا:أنا آسفة....لقد كان كل هذا بسببي،أنا التي جعلت آي ترافقني لذلك لا تلمها على هذا

نظرت إليها آي وقالت بعتاب:ما الذي تقولينه؟ لم تفعلِ هذا وحدك فلقد رافقتك بإرادتي!

قاطعها روك قائلا بحزم:هذا يكفي! المهم أنكما قمتما بهذا وانتهى الأمر.


ثم تنهد بضيق وقال وهو يحاول تمالك أعصابه:حسناً...من الجيد أنه لم يحدث أي شيء خطير،فلتدخلا بسرعة عليكما ان ترتاحا.

وقفت جيسي أمام إيلينا، ثم نظرت إلى وجهها بتفحص، لتنفجر ضاحكة حتى دمعت عيناها وتقول وهي تشير إلى وجهها:ما هذا؟! وجهك يبدو مضحكاً جداً!

شعرت إيلينا بالغيظ والإحراج، وقد احمرت وجنتاها. قالت بانزعاج:لا تضحكِ علي أيتها المزعجة! ثم أضافت بغيظ:هذا بدلا من القلق علي ولو كذباً!

ضحكت جيسي وقالت وهي تمسك معدتها من الضحك:لا أستطيع! إن مظهرك مضحك حقا!

وقف جينيرو بجانبها وطوق رقبتها، ليقول بينما يكتم ضحكته بصعوبة:لا بأس ألينا،لا تهتم لها.


عندها دفعته إيلينا عنها وقالت بانزعاج وقد كانت وجنتاها محمرتين من الخجل: لا تتظاهر بمواساتي أيها الأحمق...أنت أيضاً تجد ذلك مضحكاً في الواقع!

عندها ضحك جينيرو حتى دمعت عيناه وقال:تباً....لا يمكنني تمالك نفسي أكثر!

كانت إيلينا تنظر إليهما بغيظ أما آي فقد كانت تنظر إليهم بابتسامة.

عندها قال روك وهو ينظر إليهم بإحباط: توقفوا عن هذا أيها الحمقى،عليكم أن تدخلوا الآن.
ثم نظر إلى جينيرو وقال:جينيرو،اتصل بدايكي فقد خرج للبحث عليهما وكان قلقاً جداً.


مسح جينيرو دموعه ثم قال وهو يحاول تمالك نفسه:حسناً سأفعل.

عندها قالت ريبيكا:حسناً إذا...استأذنكم بالانصراف.

ثم سارت مبتعدة عنهم، أما هم فقد دخلوا إلى الداخل بعد قام كل من جيسي وجينيرو بمساعدة آي وإيلينا على السير.



عندما دخلت إيلينا إلى الحجرة الرئيسية ذهل الجميع لرؤيتها. فلما علموا بالقصة ظلت ميسا تضحك أما ليندي فقد قالت بغضب:ما هذا؟ كيف تفعلان شيئاً غبياً كهذا؟!

أجابت إيلينا بغيظ:حسنا هذا يكفي،إنه ليس بالأمر الكبير حقاً.،إنني بخير كما ترون!

ردت ليندي بسخرية:انظري إلى وجهك في المرآة أولا ثم قولي هذا!

ثم نظرت إلى آي لتقول بعتاب: وآي أيضاَ! لقد كان جرحك على وشك ان يشفى لكنه فتح من جديد! عليكما ألا تتصرفا بتهور في المرة القادمة!

خفضت إيلينا رأسها وقالت باستسلام:أنا آسفة...



فُتح باب الغرفة فجأة ليندفع دايكي راكضاً حتى وقف أمام ألينا،أمسك بعضديها وقال بانفعال: هل أنت بخير؟ هل تأذيت في أي مكان!!

نظرت إليه إيلينا بذهول للحظة لكنها أجابت بتردد: أجل..أنا بخير،لا تقلق...

عندها تنفس دايكي الصعداء وأطلق تنهيدة كبيرة، ليقول براحة بينما وضع رأسه على كتفها:الحمد لله....لقد كدت أجن عندما أخبرني جينيرو بما حدث!


ثم رفع رأسه ونظر إليها ليعنفها بعصبية وقد كان القلق بادياً على ملامحه:ما الذي تفكرين به أيتها الغبية! ماذا لو ان شيئاً سيئاً قد حدث؟!

دمعت عيناها وقالت بندم وهي تكاد تبكي:أنا آسفة، لن أفعل هذا مجدداً... آسفة لأنني أقلقتكم!

تنهد دايكي بضيق ثم قال بهدوء وهو يحاول تمالك أعصابه: بما أنك بخير فلا بأس...لكن في المرة القادمة إياك أن تتهورِ هكذا مفهوم؟

أومأت إيلينا رأسها بالإيجاب وردت باذعان: أجل.


كانت آي تنظر إليهما باستغراب..بدت تصرفات إيلينا في تلك اللحظة مختلفة تماماً عن تصرفاتها مع الآخرين.

فسألت جينيرو الذي كان يساعدها على الوقوف:إيلينا تبدو مختلفة جداً معه!


ابتسم جينيرو وقال:أجل،إن علاقة هذين الاثنين عميقة جداً منذ أن كنا أطفالا. لقد كنت أعرفهما حتى قبل أن نلتقي بناوكو وقد كانا دائماً معاً طوال الوقت.

آي:همممم...هكذا إذا....


ثم ابتسمت بود، لتقول وهي تنظر إليهما:ذلك يبدو لطيفاً جداً.

*********

نهاية البارت😥😌

رأيكم بالبارت وبالاحداث؟

توقعاتكم للأحداث القادمة؟😆

رأيكم في الشخصيات لحد الآن وأكتر شخصية حبيتوها؟

2018/08/24 · 534 مشاهدة · 5976 كلمة
NajwaSD
نادي الروايات - 2024