في اليوم التالي….

"اغغغ…رأسي يدور العالم ينقلب.."تذمر دييغو بوجه شاحب بينما يعاني من اثار الثماله

"انت فقط ضعيف"سخر كلاوس وهو يصعد لسياره

"اخرس ايها الوغد.."تمتم دييغو بينما عانا حتى وصل للباب الاخر و صعد السيارة بتعب

مرت لحظة حتى خرجت لاريس

صعدت لمقعد السائق و شغلت المحرك

"اين سيزار؟!.."سأل دييغو بوجه مرهق

اشارت لاريس حيث خرج سيزار بعدها و صعد لمقعد الراكب الأمامي"لنذهب"

"اجل"قادت لاريس السياره

التفت سيزار لنافذة من مسافة كان يقف شارلي يراقبهم بصمت اعاد نظره للامام مع ابتسامة خافته

بعد خمس ساعات من القياده…

توقفت لاريس"وصلنا لاقرب مكان!… من هنا علينا المواصله على أقدامنا"

بدا الجو ضبابي و غريب كان هادئ مثل الهدوء ما قبل العاصفة

"هل حقًا علينا النزول هنا؟!!"قال دييغو بعدم راحه و قلق

"اهه! أخيرًا جسدي تصلب من الجلوس لساعات"على عكسه كان كلاوس غير مكترث بالجو المحيط و نزل من السياره فورًا

ترجل سيزار و لاريس دييغو الذي لم يريد البقاء وحيدًا تبعهم فورًا

"امامنا قريه وهي القرية البشريه الوحيده القريبة من الاطلال"قالت لاريس"علينا العبور من خلالها لتوجه للإطلال"

"لنذهب"تحرك سيزار و تعبه البقيه بمشاعر مختلفه

بعد السير لفتره بدأت المنازل تتضح ولكن كان المكان كئيب جدًا الناس القلائل المتواجدين بدت تعابيرهم مخدره و باهته

"مالذي يحدث هنا؟!"تمتم دييغو بينما ينظر حوله وهو يتمسك بكتف سيزار

"توقف عن التمسك بي بحق خالق الجحيم"دفعه سيزار منزعجًا

"تحمل مسؤولية جلبي هنا!!.."هتف دييغو"كلاوس لا يعتمد عليه ولاريس ليست قويه"

"اغغ..ابتعد عني"دفع سيزار وجهه الباكي بعيدًا عنه

"سيزار الان بما اننا هنا انا اذكر شيئًا عن كسر دانجون"تحدثت لاريس

"اوه! اخبريني اكثر"قال سيزار باهتمام

"انها دانجون حدث فيه انكسار هو في مكان ما بين هذه القرية و الاطلال، ربما علينا تفحصه"

"جيد لنتحرك حالًا"قال سيزار

"هيا الن نأخذ استراحه؟!!"قال كلاوس ولكن سيزار بالفعل سار مبتعدًا مع لاريس و دييغو"يا رفاق!!!.."تنهد باستسلام و تبعهم"انتظروني"

كلما تعمقوا اكثر زاد الضباب حولهم و اصبح آكثر سماكه بمرور الوقت

"في واحده من حيواتي السابقه تم اهمال هذا المكان و امتد الخطر ليغطي مساحة كبيره تكفي لتعادل مدينه كبيره مرتين"شرحت لاريس

"ماهو السبب؟!"سأل سيزار

"لا اتذكر بالضبط ولكنه يتعلق بدانجون غريب ما"هزت لاريس رأسها

"سيزار! تمهل انا لا أستطيع الرؤية جيدًا"نادا دييغو الذي بدا شكله يصبح ضبابي اكثر

توقف سيزار و نظر خلفه حيث يفترض ان يكون كلاوس و دييغو"دييغو ؟!! كلاوس؟!!.."

"سيزار؟!!.."جاء صوت لاريس التي كانت بقربه قبل لحظة من بعيد

"لاريس؟!"التفت سيزار حوله ليجد نفسه وحيدًا في الضباب تنهد بخفوت"رائع الم يكفي ان وجودهم مرهق للاعتناء بهم والان علي البحث عنهم؟…"

لم يبقى اكثر و تابع طريقه بينما فكر'حسنًا! لاريس لديها اسلحه روحيه لحمايتها وهي ذكيه كفايه لعدم الوقوع في الفخاخ و كلاوس حسنًا انه كلاوس سينجوا بطريقه ما…دييغو يجيد الهروب سيجد طريقه…اجل…سينجون بطريقة ما'

تعمق سيزار مع شعوره وكان ابر خفيه تغرس في جلده

"تركيز المانا هنا حاد كما انها فوضوية"تمتم بينما اتبع طريق حيث أعلى تركيز للمانا

-حفيف

توقف سيزار و استل سيفه بحذر

-كررراوورر

في الضباب الكثيف اندفع شيىء ما اليه و هاجمه بسرعه

لوح سيزار بسيفه حيث الصوت بينما تفادى الهجمه المحتملة من الجانب

-كرررااارر

تراجع المهاجم الذي يبدوا كنمر اسود بعد تلقي ضربة السيف

"لولا حواسي العاليه لخسرت كتفي، هاها..هذا المكان ليس مزحه، مختلف جدًا عن الدانجون الذي ترسلنا الاكاديمية اليها عادةً"تمتم سيزار بينما رفع مستوى تركيزه وحذره عندما خطر له فجأة"اوه دييغو اتسأل اذا كان لازال حي؟ اتمنى على الاقل ان تبقى جثته سليمه"

شن النمر المختبئ في الضباب هجوم اخر و سيزار تفاداه مستخدمًا حواسه الحاده حاول تتبع الوحش ولكن فشل

"كيف؟!…وكأن لا حضور له؟!.."اغمض سيزار عينيه و ركز على تتبع الصوت فقط

'لا خطوات اقدام ولا صوت احتكاك للهواء على جسده كما لو لا وجود له؟!'فكر سيزار و فتح عينيه صد هجوم اخر ظهر من العدم

كان هناك ظل لنمر يهاجمه ولكن لا مؤشرات أخرى على وجوده

'حاسة البصر هي اكثر الحواس التي يعمد عليها الإنسان بمجرد اغماض عيني فلا وجود لنمر و بمجرد فتحها انا استطيع رؤيته بسهوله…اه!..وهم!!'توصل سيزار لفكره محدده و أنطلق سريعًا نحو مركز المانا الفوضوي

………..

"وااااااااههه…"ركض دييغو بينما كان هناك ثعبان كبير بحجم دب يطارده

"ارواح الطبيعه ساعديني"صرخ بتعبير يأس

اهتز الجو الضبابي حوله للحظة قبل ان يهدأ وكان شيئًا لم يحدث

"ايتها الأرواح؟!!!…."نادا دييغو الارواح المرتبكه ولكنها لم تستجيب"اغغغ…لماذا عليه ان يكون ثعبان اكره الثعابين"صرخ دييغو يأس قبل ان يتعثر في شيء ما و يسقط أرضًا

-تسييسس

انقض الثعبان عليه

اغلق دييغو عينيه لفتره و عندما لم يشعر بآلم فتحها

كان الثعبان ساقطًا امامه مقطوع الرأس

"ماذا…"تمتم دييغو

"هل انت بخير؟!"جاء صوت لاريس الهادئ

"اه! لاريس…"اندفع اليها دييغو لعناقها"ملاكي الحارس.."

تجنبته لاريس بخفه و سألت"لماذا لم تستخدم ارواح الطبيعه؟!"

"حاولت.."هتف دييغو"ولكن هناك شيئًا في هذا المكان يؤثر عليها كثيرًا"

"همم.."فكرت لاريس محاوله الاستذكار

"على كل اين سيزار و كلاوس؟!"سأل دييغو

"لا اعلم!.."تابعت لاريس السير"لقد وجدتك بسبب صراخك"

تبعها دييغو عن كثب"ماذا ان حدث لهم شيئ ما؟! مالذي سنفعله؟!"

"لا اعرف…"

"اتمنى ان يكونا بخير"شبك دييغو يديه معًا كما لو يصلي

"سنذهب نحو اكثر مكان تتركز فيه المانا"قالت لاريس

"حسنًا"أومأ دييغو كان يرغب بالخروج حالًا ولكن سيزار و كلاوس لايزالان هناك

نظرت اليه لاريس بصمت

في بعض حيواتها برز دييغو بشكل مبهر ولكن ماضيه كان مؤلمًا… في طفولته خلال ايقاضة لقوته صادف حدوث كسر في احد الدانجون و خسر والديه خلال ذلك الوقت وظل يلوم نفسه وانه السبب في ذلك

جده رباه هو واخته الصغيره ولكنه كبير كارهًا لدماء و القتال بسبب صدمته

خلال الموجة الاولى خسر جده و شاهده يموت امام عينيه و في بعض الحيوات خسر اخته كذلك مما دفعه لهاوية الحزن و الاكتئاب

أحيانًا يموت بصمت و أحيانًا يلمع بإشراق كأعظم ساحر

وأحيانًا هو فقط يغادر ليعيش في مكان بعيد بعد خسارة عائلته

ولكن الان كان لايزال مراهق احمق و جبان ولكنه شخص طيب القلب و حساس يتمتع بقوه ولكنه فقط يخشى أستخدامها

'إذا نمى بشكل صحيح سيكون مساعده كبيره لسيزار'فكرت لاريس

………….

"مجددًا…"تمتم كلاوس بصوت خافت و اعين غائمه بينما يسير بتمايل"تركت في الخلف مجددًا!!"

-(خطأ كلاوس…انت من تخلى عنهم…انت من هرب و تركتهم خلفك)

همس له صوت ما بخبث

ارتجف جسد كلاوس بشده"انا…انا…."

-(هل تشتاق لهم؟!…هل تريد رؤيتهم؟!!)

"اجل…أفعل"قال كلاوس بألم

-(إذًا اتبع الضوء)

"ضوء؟!…"في عينيه الضبابية ظهر ضوء خافت يطفو امامه كما لو يرشده لطريق معين

تبع كلاوس الضوء بخطوات متسارعة شيئًا فشيئًا عينيه العسلية المشوشه ذرفت الدموع و ابتسم بشكل متلهف بينما يسرع خلف الضوء

"انتظروا أخوتي انا قادم"تمتم كلاوس بلمحه من الفرح و الشوق

تلك اللحظة خطرت في عقله ذكرى لطفل اشقر يبدوا في الـ13 يقف في منتصف نيران مستعره بينما صدره مثقوب بشده هوى جسده على الارض مثل دمية محطمه

"روكان؟!!!…"تمتم كلاوس و توقف في صدمه

بعدها ظهرت ذكريات آخرى

فتاه ساقطه على الأرض غارقة في دمائها بعد ان تم ذبح حلقها بعمق و صبي تم قطع ذراعيه و ينزف بغزارة حد الموت صبي اخر يرغد على الارض دون حراك وفتاه تختنق بينما يمسكها رجل بدا غير واضح كما لو ان الظلام يخفيه و يرفعها عن الأرض من رقبتها بينما بيده الأخرى المجرده يطعن بشده قلب الصبي الاخر

-"لن نستطيع النجاه.."قال الصبي بجانبه قبل ان ينظر له"على عكسك كلاوس…أذهب ارحل من هنا على الاقل انت ستعيش"

تمتم كلاوس بغير وعي بينما يتخبط"لا لن اترككم لا أريد"

ظلت كلمات الصبي الاخيرة تتردد في عقله قبل ان يدفعه بعيدًا و يركض تجاه النيران ينضم للبقية في حفلة موت حتمي

"لا لا فيان…."صرخ كلاوس غارقًا في ذكريات الماضي

(لقد تركت في الخلف دومًا و ستترك للأبد كلاوس شخص مثلك مصيره ان يعيش وحيدًا دومًا)

"اخرس اخرس اخرس"صرخ كلاوس بينما غطى أذنيه

(ساحررك من هذا المصير في المقابل امنح روحك لي)قال الصوت

بين دموعه فتح كلاوس عينيه المبتلته

(انت وحيد دومًا كلاوس….انظر اليس هاؤلاء رفاقك؟!)

تلوى الضباب قبل أظهار شاشه تعرض سيزار دييغو و لاريس معًا بينما يغادرون المكان

"….."حدق كلاوس بصمت

(أترى انهم لا يهتمون به تعال الي…)

عاد الضباب لطبيعته انزل كلاوس يديه بتعبير متألم

لقد تأمل ربما هذه المره تكون مختلفه؟!

لقد تم التخلي عنه و تركه دومًا ولكنه لازال يأمل و يمنح فرصه….في النهايه…..

'ربما انا هو المشكلة وليس الاخرين؟!'فكر كلاوس

ببطء تحول عالمه للأسود مثل الوقوع في الهاوية ببطء و مع اخذه خطوته الأولى

يد غير متوقعه و بارده ولكنها بدت مألوفه امسكته و رمته للخلف صاحبها نبرة صوت واثقه و هادئه

"لا تستمع لهذا الهراء..واذا كنت لاتزال ترغب بالموت فمن الافضل ان تفعل هذا من اجلي عندما اخبرك"

مثل سد حالك السوداء يتحطم ببطء بينما يخرج من شقوقه ضوء مشرق

فتح كلاوس عينيه على اخرها وتمتم"سيزار؟!.."

وقف سيزار امامه يمسك سيفه بإبتسامه رائعه و واثقه"اكره عندما يسرق احدهم اشيائي"

'الم يتم التخلي عني؟!…'فكر كلاوس وهو يشاهد ظهر سيزار

(ايها البشري الوغد هل تظن انك تستطيع التغلب علي؟!)صاح الصوت بغرور(جميعكم قريبًا ستكونون وجبه شهيه لي)

من خلال الضباب ظهر جسم عملاق يشبه تنين مع ضغط كبير(احلامكم ذكرياتكم كوابيسكم ستكون طعامي اللذيذ)

ارتفعت شفتي سيزار في ابتسامة خافته"حقًا؟!..إذًا تعال بكل ما عندك"

"سيزار…"وصلت لاريس و دييغو

"تنين؟!!!"صرخ دييغو برعب

"انا اتذكر الان…هذا الدانجون هو ارض الكابوس..اعثر على الزعيم و تستطيع إنهاء ذلك"صرخت لاريس ليسمعها سيزار

"سأهتم بالامر…خذا كلاوس و تراجعوا"صرخ سيزار و اندفع لداخل الضباب الكثيف الذي يحتوي ظل التنين و تلاشى فيه

"هل سيكون بخير؟!!"هتفت دييغو

"اجل"قالت لاريس بهدوء

"مرحبًا~"على عكس تعبيره المتألم قبل لحظة كان تعبير كلاوس الحالي مبتسمًا"اتيتم من اجلي يا رفاق...لقد لمستم قلبي"

ساعد دييغو كلاوس ليقف"أنظر لنفسك حالتك مزريه..."

"حسنًا الحياه غير متوقعه…"هز كلاوس كتفيه بإبتسامه خافته

رغم انه اخفى ذلك خلف تعبيره الباسم الا كل من دييغو و لاريس استطاعا ملاحظة ارتجاف جسده الخافت

2023/10/04 · 442 مشاهدة · 1491 كلمة
لوكي
نادي الروايات - 2025