قصر فريدريش…..

تحديدًا مكتب سيزار….

-دينغ..

[الفصل 25: في وقت سابق 'سيزار']

[التقدم:3%……]

مع صوت النظام المعتاد لمح سيزار نوافذ النظام تعلن بداية فصل جديد شهد العنوان ولكن لم يكن في مزاج لتفكير بأي شيء اخر، بسبب الصداع لانه لم ينال اي قسط من الراحه طوال اليومين الماضيين

انشغل مع كلاود باعادة ترتيب كل الفوضى التي افتعلها و كذلك الاعتناء بجنازة اخيه الذي قتله و التحقيق في حياة اتباعه الذين ماتوا حتى يعرف كيف يتعامل معهم

لم يتصل باحد للمساعدة لانه لم يشعر انه في مزاج لتلقي تعاطفهم ولا تعازيهم

ولكن في النهايه سيوجب عليه لقائهم بغض النظر عن رغبته

"السيد الشاب…ماذا سنفعل بالجثة التي وجدناها بجانب جثة… السيد الشاب أرثر"سأل احد اتباع ابيه الذي يعمل الان مؤقتًا كمساعده"تحقيقنا يقول يبدوا انه ليس لديه اي عائلة او اقرباء"

عرف سيزار ان الشخص المقصود هو ليو فورًا"لابأس سنقيم جنازته غدًا كذلك جد دار جنازة قريب ليعتني به…سيدفن بجانب اخي"

"امرك سيدي الشاب"أومأ التابع و غادر المكتب

تنهد سيزار و دلك صدغه بينما يقطب حاجبيه"هاهه..الصداع…"

تم طرق الباب بهدوء قبل ان يفتح و يدخل كريستيان يحمل صينية فضية تحتوي ابريق شاي و فنجان استقبل بإحترام كالعاده"سيدي الشاب"

"كريس…بعض النبيذ سيكون افضل"أومأ سيزار له

"انا احتاج لاحدكما ان يكون واعي"ترك كريستيان الصينيه على الطاولة و بدأ بصب الشاي باحترافيه كان يحافظ على وجهه المعتاد و اسلوبه و لكن الجو المحيط به بدا راكدًا بعض الشي

"هل ابي يسرف بالشرب؟!"

"اخشى انه لن يتبقي لدينا نبيذ في القبو"قدم كريستيان فنجان الشاي"يبدوا السيد رزينًا من الخارج ولكن في الواقع هو بالكاد يتماسك..لذلك سيدي الشاب سيكون الامر بين يديك"

"هاهه.."تنهد سيزار و امسك الفنجان"نحن في فوضى عارمه"

"لا استطيع سوا الاتفاق.."أومأ كريستيان

اخذ سيزار رشفة و استطعمها قبل ان يبتسم بخفوت"لذيذ كالعاده، كريس لديك ايدي سحريه"

"كلماتك شرف لي"انحنا كريستيان بخفه

بدا للحظة ان سيزار عميقًا في افكاره الخاصة قبل ان يتحدث"كريستيان هل لديك عائلة؟!"

"همم!"بدا كريستيان للحظة متفاجئ من السؤال قبل ان يجيب بإيماء"اجل لدي"

"اوه!.."تفاجئ سيزار و سأل"اين هم؟! لم اراك تزور احد من قبل؟"

"ماذا تقول السيد الشاب!"أبتسم كريستيان"عائلتي هنا، انها السيد كلاود و الساده الشباب"

لوهله اهتزت عيني سيزار قبل ان يشيح بنظره بعيدًا لسبب ما راى ظل ليو فيه فكر'لابد ان ليو اعتبر ارثر عائلته العزيزه كذلك'

"السيد الشاب؟!.."تمتم كريستيان

"كيف…كيف كان ارثر لم يتسنى لي التعرف عليه جيدًا"سأل سيزار بتعبير متردد و لمحه من الحزن

"السيد الشاب ارثر..لنرى! على الرغم انكما لم تلتقيان بشكل صحيح لكنه اعتز بك دومًا…"

"بإرسال رجاله خلفي و تعقبي كلما خرجت من الاكاديمية؟!" ابتسم سيزار و تقريبًا سخر مازحًا ولكنه نبرته بدت حزينه

"اوه! تلك كانت طريقة السيد الشاب لتعبير عن اهتمامه"ابتسم كريستيان و برر

"هه..الابن مثل الاب أنه حقًا ابن ابي"خرجت ضحكه باهته من شفتي سيزار

"انت ابن والدك كذلك، كلاود لم يعبرك يومًا اقل من ذلك، ارثر كذلك اهتم بك…"تحدث كريستيان بجديه ولكنه بدا مختلفًا عن العادة في أسلوبه"كونك ابن رئيس جمعية الصيادين يجعلك اكثر هدف محبب لأعدائه فما بالك عندما يتم اكتشاف ان زعيم منظمة ايرا التي تدير الجانب المظلم هو اخيك الاكبر..كم شخصًا سيسعى خلفك برأيك؟!"

"هل لهذا السبب لم يكشفوا علاقتهم؟!"

"همم..هذا و عدة اسباب إخرى مثل توتر العلاقات بين فصيل الاشرار و الابطال"قال كريستيان بصدق

ضحك سيزار بخفه"صحيح…"بعد صمت لحظة تمتم"لطالما فكرت ان ابي تبناني بسبب موهبتي!"

"ذلك غير صحيح.."نفى كريستيان بثقه"بل لانه كان يرى نفسه فيك..لقد خسر عائلته في سن مبكره بسبب الوحوش كذلك لقد عانى وكان وحيدًا و تسلق من الصفر ليصل لما هو عليه الان…و هو لم يريد ان يعيش احدهم نفس معاناته"

"انه بطل بحق"تمتم سيزار لنفسه بخفوت قبل ان يبتسم"اشكرك على المحادثة كريس"

"بالطبع سيدي الشاب..في اي وقت، إذًا بأذنك"انحنا كريستيان

"أعتني بأبي"قال سيزار بينما أومأ

غادر كريستيان و ترك سيزار وحيدًا في مكتبه

تلاشت التعابير عن وجهه و فكر'لا معنى للآلم الذي عانا منه الاشخاص في هذا العالم اذا كان المهم مجرد خلفية تعريفيه لهم…هذا العالم يصبح باهت اكثر فاكثر و بلا معنى'

مثل صفحات كتاب يتم قلبه مرارًا وتكرارًا و تتكرر ذات الاحداث مره بعد مره…و لاريس كانت الوحيده التي شهدت ذلك و تتذكره بوضوح

عندما فكر سيزار هكذا شعر ببعض اليأس المتمثل في رؤية العالم ككذبه واهيه بينما يعجز عن تغيير الواقع المرير

'يمكنني ان اتفهم مدى يأسها ولكني لازلت لا استطيع فهمها لانني لم اعش مثلها…انا لا يحق لي حتى ان أسألها البقاء بجانبي'

دفن وجهه في يديه مع تنهيدات مريره و عاجزه

****

لوح شير بسيفه و قطع بشده قبل ان ينهار آرضًا بينما يلتقط انفاسه

"هل ستذهب لهذا السبب فقط؟!"سأل ديف الذي يقف جانبًا شابكًا يديه على صدره

"اجل"اجاب شير بهدوء

بعد صمت لحظة تنهد ديف"فقط..لماذا انت تصر على ان سيزار الفاعل؟!"

"اليس واضحًا؟!"وقف شير"سيزار دومًا يكون في موقع الجريمه لا افهم لماذا لا تشكون به"

سمع الجميع عن ما حدث في الجانب المظلم و قد تم اعلان هوية ارثر الحقيقة بكونه ابن رئيس جمعية الصيادين

و وجد ميتًا مع رجاله بعد هجوم مجهول

شير كان يعرف هوية ارثر هو حتى فكر باستغلالها لانه في الرواية ارثر و سيزار لم يكونا على وفاق و دومًا ما كانت علاقتهم مثل سطح بحيره مجمدة قد تتحطم في اي لحظة

ولكن ارثر ميت؟!! و عرف من مصادره الخاصة ان سيزار و جماعته غادروا الاكاديمية قبل حدوث الفوضى بفتره قصيره ولم يكن من الصعب الربط بينهم

'سيزار كما لو انه يستهدف الشخصيات الرئيسية الاخرى'فكر شير بينما امسك سيفه و لوح به بضراوه

راقبه ديف بصمت

عندما تعرف على شير اول مره رآه كشاب عابث ماكر و عديم اخلاق فعل ما يريد دون الاهتمام كيف يراه الآخرين ذلك جعله رائعًا في نظره حيث انه لم يخشى أبدًا أولائك الاقوياء المتعجرفين، و لكن مع مرور الوقت و خاصة بعد ان توترت العلاقة بينه و سيزار بدأ بالتغير

لطيف و اخلاقي و يحاول مساعدة الاخرين بدأ يحاول ان يصبح مثاليًا

كما لو كان يحاول ان يحل محل سيزار الذي اتصف بذلك النوع من الشخصية

لم يكن بالضرورة سيىء ان يكون لطيفًا و مراعيًا ولكن أحيانًا يبدوا كما لو كان يدعي ذلك دون ان يعنيه…كما لو يضع قناع

والان كان يسعى بإي طريقه لإثبات ان سيزار هو مجرم قتل صديقته و كذلك الشخص الذي يفترض انه اخيه!

في هذه اللحظة كان لسبب ما يشعر بخيبة امل هز رأسه بخفه مع تنهيده و غادر غرفة التدريب

توقف شير على الحركة للحظة قبل ان يرمي سيفه بنوبة مفاجئة من الغضب

علق السيف في الجدار بينما صرخ"سحقًا..سحقًا…"

ركل بشده احد معدات التدريب"فقط لماذا لا تتصرف مثل ما كتب في الروايه سيزار هل يجب عليك جعل الامر صعبًا لكلينا؟!…حياتك مثاليه انت محبوب و قوي و وسيم و محظوظ الامور سهله عليك منذ البدايه فلماذا انت ذاهب لهذا الحد لجعل الامر صعبًا علي…"

بعد افراغ نوبة من الغضب حطم خلالها بعض المعدات سمح لنفسه بالسقوط أرضًا و تمتم بحزن"بالنسبه لي هذه الحياه هي كل ما تمنيت يومًا و..كل ما املك"

*****

ملكية فريدريش….

غرفة سيزار…

القى نفسه على سريره بتعب لم ينم منذ يومين كامله و كآن عليه تولي اكبر قدر ممكن من العمل لمنح ابيه الوقت للحزن

سمع عدة تعليقات مثل ارتاح، خذ قسط من النوم، انت شاحب هل تأكل؟، يمكننا مساعدتك…

رفضهم جميعًا بأدب لم يسعه السماح لنفسه بالراحة فدماء القتلى تلطخ يديه بما فيهم اخيه الاكبر

-كلاك…خطوه

مع صوت فتح الشرفه و هبوط خطوات خافته على الارض جلس سيزار و نظر للمقنع الاحمر

"سمعت عما حدث كنت في مهمه والا كنت سآتي ابكر، كيف حالك؟"قال كلاوس بينما يخلع قناعه بدا تعبير هادئ و حزين

لسبب ما شعر سيزار بذات الشعور الذي احسه من كريستيان و ليو…

كلاوس كان وحيدًا في هذا العالم دون عائلة او انتماء وهو اخذ بيده

تنهد سيزار بينما فرك جبينه"انا بخير..لم يكن هناك داعي لتأتي"

"نحن قلقون عليك بعض الشيء، قابلت لاريس و دييغو و اخبروني انك لم تتواصل معهم"اقترب كلاوس للجلوس بجانبه"تعلم جيدًا انه يمكنك الاعتماد علينا.."

"اعلم.."رد سيزار بأختصار

"تعلم خلال الايام الماضية كنت اتذكر مغامرتنا…ربما بعد انتهاء كل هذا..نخرج معًا فقط نحن الاربعه؟!"كلاوس اقترح بابتسامه"سيكون من الجيد ترك كل هذا خلفك لبعض الوقت و الاستمتاع"

"اعلم انك تحاول ابهاجي ولكن اسف…فقط لا اشعر بإي شيء"هز سيزار رأسه

"حسنًا..دعك من الخروج لنتحدث..حسنًا؟!…مثلًا انظر هنا.."حقن كلاوس خاتم مكاني ببعض المانا و أخرج منه حقيبة حريريه تحتري بعض الفواكه الصغيره التي تشبه التوت البري الازرق

"ما هذا؟!"رفع سيزار حاجبه

"اسمها فاكهة الضحك..اخذتها من اطلال مملكة دومينوس عندما ابتلعنا الثعبان، لم اجد الوقت لاقدمها لك منذ ذلك اليوم"ابتسم كلاوس

"اوه!.."تمتم سيزار بهدوء"لا اظن ان هذا الوقت المناسب لأكلها لا أريدهم ان يعتقدوا انني جننت"

"لابأس! فقط عندما تشعر انك لم تعد تحتمل يمكنك اكل واحده ستساعد حتى لو بشكل مزيف"بدا وكأن كلاوس يتحدث عن خبره

"اجل اشكرك.."أومأ سيزار

وقف كلاوس"حسنًا علي الذهاب الان…و سيزار قابل دييغو و لاريس انهما قلقان ولكن لا يريدان الضغط عليك"

"امم"راقب سيزار كلاوس يعيد وضع قناعه و توجه لشرفه و فقز منها كما جاء اعاد انتباهه للحبات الزرقاء الموضوعه في كيس حريري على سريره حملها بينما يسند خده ليده"هل حقًا ستساعد؟!…"

تسائل مع إغماض عينيه ليحاول تذكر متى كانت اخر مره ضحك فيها بصدق ولكنه لم يستطيع

-رنين..رنين..

قاطع صوت هاتفه حبل افكاره خزن الحقيبة الحريرية في خاتمه قبل ان يمسك هاتفه ليجيب بهدوء

"اجل؟!.."

"سمعت ما حدث!..تعازي"جاء صوت يوهان من الطرف الاخر

"أشكرك"بصوت حالي من اي عاطفه رد سيزار

"اذا كنت بحاجه لإي شيء يمكنك الاتصال بي في اي وقت"عرض يوهان خدمته

"اجل..شكرًا لك"

"إذًا كن بصحه جيده، أراك لاحقًا"قال يوهان

"اجل"رد سيزار

قبل ان يقطع الاثنين الخط

ماذا كان نوع العلاقة بينهم

اصدقاء؟!..رفاق؟!..حلفاء؟!..لا كانوا اقرب لشركاء صفقات..

تفحص سيزار هاتفه ليجد العديد من الاتصالات و الرسائل من الكثير من الاشخاص و حتى من شير

-"اعلم ان لك يدًا في هذا"

بعد رؤية رسالة شير"بفتت..هاهاها…اه! شير ذكي كالعاده"ضحك سيزار بمرارة ممزوجه بسخرية"ولكن لا يهم ما تقول لا احد سيأخذ كلامك على محمل الجد…وفي في الوقت الذي يفعلون ذلك سيكون الاولن قد فات"تمتم كلماته بخفوت مع ابتسامة بارده

2023/11/23 · 243 مشاهدة · 1558 كلمة
لوكي
نادي الروايات - 2025