في صباح اليوم التالي كان الجو غائم و كئيب

استقبل قصر فريدريش الحضور من اجل الجنازه و كان الجميع يرتدون الأسود

بدأ الامر مشؤوم حقيقة ان بعضهم قبل ايام قليلة فقط كانوا حاضرين لجنازة ليليان اكسوا في قصر اكسوا و الان هذه

الاختلاف انه معضمهم ليس طلاب بل شخصيات كبيره و ذات نفوذ كانوا على علاقة اما مع كلاود او ارثر

و معضم الطلاب الحاضرون و المعلمين كانوا هناك من اجل سيزار

من ابرزهم كانوا الدائرة التي تحيط به و المكونه من

لاريس دييغو ستيفان هنري زيك نيكولا شركائه في الجريمه

و ما جعل سيزار غير حريص من ناحيتهم لانه كان يعلم ان القوه التي اظهرها في قتاله مع شير كفيله لردعهم لبعض الوقت من خياته

و بعض الوقت هذا هو كل ما يحتاجه…

"انت غير معقول سيزار و تدعوني بالمنافق؟!"اقترب شير منهم مع ابتسامة ساخره على وجهه

حدق به الخمسة بتعبير تفاوتت ما بين برود و هدوء

"لا اصدق ان تطعن أحدهم في ظهره ثم تقوم بتنظيم جنازته"سخر شير بشكل لاذع

"ههمم"ابتسم هنري و بدأ مستمتعًا بالعرض الوشيك

كل من زيك و نيكولا لم يتدخلوا و التزموا الصمت كذلك

دييغو و ستيفان كانا عابسين بسبب ظهور شير

سيزار حافظ على وجه عديم التعبير و لاريس بتعبير بارد

"ارى! لديك وجه سميك بحق، لا عجب قدرتك على الكذب و التمثيل"تابع شير

"تراجع شير..."تحدثت لاريس بهدوء بارد"هل تظن انني لن افضح سرك؟!"

"اوه..لاريس هل تعتقدين ان شيئًا كهذا سيردعني؟!…اذا كنت سأسقط فسأجره معي لعمق الهاويه"اشار لسيزار الذي لم يتحدث حتى الان"السقوط معًا سيكون ذلك مشهدًا مثيرًا..اليس كذلك سيزار؟!"امال راسه مبتسمًا

كانت عيني سيزار باهته و كأن كل شيء في العالم صار ممل في كلمات شير لمعت ببريق غامض"أنت محق شير..واثق ان مصيرنا هو السقوط في الهاوية ولكن احدنا فقط قادر على التسلق مجددًا"

"انت لا تنفي!! جرىء"ابتسم شير بقسوة"ستكون مجرد شائعات في البداية ولكن في النهايه اللاعيبك ستكشف و سيرى الجميع وجهك الحقيقي"

"لابأس.." ابتسم سيزار بهدوء"ولكن عندما ياتي هذا الوقت لن اكون الوحيد الذي يتحطم عالمه"تخطاه سيزار و همس له"على الاقل انا لا اعيش في كذبه مزخرفه اقنع نفسي بها مثلك"

"ماذا؟!…"تحول تعبير شير للانزعاج و التفت لسيزار الذي كان قد ابتعدت ليغادر القاعه

"أبقوا هنا"تركت لاريس كلماتها للبقيه و أتبعت سيزار فورًا تقريبًا على عجل

……….

في الحديقة حيث لا أحد كان سيزار يقف تحت السماء الغائمه

"سيزار…لنتحدث"اقتربت لاريس منه"ما فعلته هناك؟! تتحدث عن الامر و كأنه لا شيء أنت تقريبًا تؤكد انك القاتل!! عليك ان تكون اكثر حذرًا"

"ما فائدة الحذر لاري؟!…وقتنا ينفذ بالفعل اقرب مما كنا نعتقد"رد سيزار دون النظر لها

"لايزال…"تنهدت لاريس"هاهه…سيزار انا و انت لم نعد مجرد دمى مسيره تتبع سناريو محدد…نحن…"

"متمردين أعلم!"قاطعها سيزار نظر لها بمراره و سأل"و مع ذلك هل لا يحق لي الحزن؟!"

"بالطبع يحق لك انه فقط ليس الوقت المناسب لذلك"احتضنت لاريس وجهه"قريبًا جدًا ستكون حرًا لذلك حتى تحقق هدفك لا تنهار مطلقًا"

"و قريبًا جدًا…سأضطر لقتلك.."قال سيزار بتعبير يأس"انا لا أريد…"

"لابد من ذلك.."قاطعته لاريس بحزم بينما تركته"سيزار لقد وعدتني بذلك، لا تجرؤ على كسر وعدك…انا لقد عشت لالف حياه و انا اريد الموت في النهايه…انا ماضيك والماضي يترك في الخلف"بعد كلماتها غادرت الحديقة و تركته و حده

"لماذا؟…لماذا؟!!"صرخ سيزار بصوت مرتجف

ضرب البرق و الرعد في السماء و بدأ المطر بالهطول

"سحقًا سحقًا لكل شيء.."شد سيزار قبضته بقوه حتى تعرضت راحته لجرح بسبب أظافره"في البداية يتم اخذ عائلتي و قريتي و يتم أكلهم احياء امام عيني و عندما ظننت انه يمكنني على الاقل ادعاء اني بخير يدفعني العالم جانبًا و يسلم دوري لشخص اخر ثم يحاول قتلي بإي طريقه….إي جحيم هذا، الاشخاص الذين اعرفهم يتعين علي قتلهم بيدي حتى لا ينقلبوا ضدي و الشخص الذي احبه ساقتله في النهايه للمضي قدمًا من اجل الحرية….فقط لماذا هذا الثمن غالي جدًا؟!"

أنهار جسده أرضًا بينما ذرفت عينيه الدموع التي اختلطت بقطرات المطر"عندما اكون حرًا هل سأكون قادرًا على التخلص من الألم الذي يعتصر روحي؟!"

شبك يديه معًا بتعبير يأس"اخبروني رجاءً ماذا يجب آن أفعل؟!..قتلت ليليان كما أردتم ارشدوني ماهو الخيار الصحيح كيف اخرج من هذه الكذبه المزخرفة بالكمال الزائف كيف أكون حرًا هل علي فقط التخلص من الجميع لأكون حر؟!"

رفع راسه لسماء الماطره و المتقلبه كان شعره يلتصق بوجهه بينما تذرف عينيه دموعًا اختلطت مع قطرات المطر بدت عينيه تعبر عن فقدان الامل و بؤس تام

في تلك اللحظة….

-دينغ..

[الفصل 25: في وقت سابق 'سيزار']

[التقدم:100% أكتمل]

مع صوت النظام تغير تعبير سيزار الباكي و المتألم و عاد لطبيعته الهادئه وقف بهدوء و ارجع شعره المبتل للخلف

"اتمنى ان ذلك سيجدي نفعًا.."تمتم بينما توجه لداخل وكأن كل ما حدث الان لم يكن سوا عرض و قد أنتهى

كان من المثير لشفقه البكاء و التذمر هكذا و خاصه امام شخص مثل شير ولكنه اضطر لذلك لتأكيد انه سيصل للقراء لكسب تأييدهم للأفعال التي ينوي ارتكابها

في غرفة استراحة خاصة دخل سيزار و اغلق الباب ليجد لاريس تنتظره بهدوء بينما تعبث بهاتفها

"كيف جرى الامر؟!"نظرت له و سألت

"اشعر اني اريد دفن نفسي من الإحراج"غطى سيزار وجهه

"ههه..لابأس على الاقل سيصل للقراء"ضحكت لاريس بخفه و ساعدته لتجفيف شعره

"حسنًا هل انت متأكده ان شير شهد ذلك؟!"

"اجل لقد تبعنا فور خروجنا لابد انه سمع و شاهد كل شيء"أومأت لاريس

"اه! الان اريد دفن نفسي اكثر من السابق"شعر سيزار بالإحراج كان يمكنه الكذب و التمثيل ببراعه و لكن تمثيل شخصيته منهاره و باكي كان محرج و خاصة امام شير الذي لطالما سخر منه لدراميته

"أهدى الاهم هو تحقيق هدفنا"قالت لاريس

"اجل محقه"توجه سيزار لركن خاص حيث يوجد بعض الملابس الاحتياطية كان قد اعدها تحسبًا و بعد التبديل عاد ليجلس على الاريكه بجانب المدفئة

عندما شاهد عنوان الفصل اول مره خمن انه يخصه و يخص ماضيه ولكن كان غير متأكدًا و الافضل جعل شير الذي دومًا ما يركز عليه المشهد يراه في تلك الحاله

كان امثل طريقه لضمان ذلك و أيضًا اراد الانتهاء من الامر بسرعه

"اذا فشلت فسيكون ما فعلته بلا معنى"قال سيزار بينما يضع قدم على الاخرى

"لن تفشل سيزار.."جلست لاريس على مسند الذراع و عانقت كتفه"لا تفكر بذلك كثيرًا حسنًا؟!.."

اخذ سيزار نفسًا و اطلقه"صحيح"

-كلاك…

فتح الباب بقوه و سرعه و ظهر شاب بدا تعبيره مفزوع"السيد الشاب.."

"ما الامر رايلي؟!"سأل سيزار بهدوء

"يجب ان تأتي حالًا لجناح السيد"قال الشاب بتعبير كان مضطربًا و قلق

وقف سيزار و تحدثت للاريس"علي الذهاب.."

"لابأس.."ابتسمت لاريس"سأكون في القاعه ان احتجت لي"

"اجل…"تبع سيزار الشاب الذي يعمل كمساعد كريستيان الأقرب

توجهوا لجناح كلاود لغرفته تحديدًا

كان جميع مساعدي ابيه و كريستيان هناك يقفون حول السرير حتى طبيب العائلة هناك

و كان كلاود بوجه شاحب ينام بصمت

"مالذي حدث؟!"سأل سيزار بهدوء

تفرق الاشخاص في صفين باحترام و استقبلوه

تقدم كريستيان و اجاب بوجه مهموم"فقد السيد وعيه يبدوا انه وصل لحدوده"

"كيف حاله الان بيل"وجه سيزار سؤاله الثاني لطبيب الذي اجاب بهز رأسه

"انه يحتاج لراحه جسده في حاله سيئة هالته و طاقته مبعثرة و يبدوا انه لا يسعه تخطي الصدمه"

انهارت تعابير المساعدين و حتى كريستيان الذي لطالما كان هادئ أرتجفت عينيه دون سيطره

"استجمعوا أنفسكم انتم تتحدثون عن كلاود فريدريش انه فقط متعب و يحتاج لراحه، على اي حال الضيوف وحدهم في الأسفل سأهتم بهم، كريستيان ابقى هنا للاعتناء بأبي، و البقية تفرقوا لإكمال ايًا تكن الاعمال التي لديكم"قال سيزار بتعبير هادئ شبه صارم

ثم استدار و غادر الغرفة

برؤية ظهره بينما يبتعد أدرك الجميع فجأة سيدهم الشاب الصغير الذي كان حتى وقت قريب مجرد طفل الان ناضجًا بما يكفي لتحمل المسؤلية عندما غرق الجميع في الحزن و تخبطوا في مشاعرهم الخاصة

لم يلاحظوا في الايام الماضية ولكنهم ادركوا ان سيزار هو من اعتنى و اعد كل شيء و قام بإدارتهم

"ياله من عار ان نظهر بهذا الشكل امام سيدنا الشاب"قال كريستيان"يجب ان نحاول التصرف مثله..قد يخفي هذا ولكنه حزين بقدر السيد على موت اخيه"

"وجه السيد الشاب كان شاحبًا أيضًا، من الواضح انه لم ينام لأيام"قال بيل بينما يقف"هو كذلك يحتاج لراحه"

………

'فقط…مالذي شاهدته؟!..'فكر شير بينما يتذكر مشهد سيزار المنهار رؤيته هكذا جعلته مضطربًا

لقد اعتبر سيزار سيئًا و شرير ولكن رؤيته بتلك الحاله جعله يعيد تقييم أفكاره

'سيزار فحسب يبحث عن الخلاص…حتى لو تطلب قتل الجميع..هناك العديد من الأشياء الغير مفهومه و بعضها لم اسمعها بسبب صوت المطر ولكن…إذا أستطعت استغلال ذلك بشكل جيد الن يكون الأمر مثيرًا!!'

كان يعتقد ان سيزار تحول لوحش دون دموع او دم ولكن رؤيته بشكل ضعيف و مهزوم جعله يشعر بنوع من السرور

لمح شير سيزار يقف في منتصف القاعه و يتعامل مع الضيوف بتعبير هادئ و رزين يتحدث بلباقة و يتجاوب بشكل مثالي

'ذلك القناع من الكمال…سأحطمه'فكر شير مع ابتسامة خافته

2023/11/23 · 257 مشاهدة · 1348 كلمة
لوكي
نادي الروايات - 2025