شعور بالبروده حفر في عظامه كان يشعر آن شيئًا داخله يتمزق
بسبب الشعور المستمر بهذا الآلم تخدر جسده حيث كانت كل الاحاسيس تلغي بعضها
تفاقم شعوره بالمرض تدريجًا ذلك الشعور الغير مريح وكانه مقيد
في تلك اللحظة شعر وكأنه يغرق ببطء صعوبة التنفس و الحركه دفعته ليحاول التحرر مما كان يقيده
"لابأس عليك…انه مجرد كابوس"اخترق صوت لطيف و دافئ و شق طريقه لاذنيه
مع شعوره باليد اللطيفه التي تمسح رأسه و النبره الدافئة فتح سيزار عينيه الضبابية ببطء
في رؤيته الغير واضحه لمح الشعر الرمادي الفريد لابيه و تلك الابتسامة المعهوده منه
"ابي!…"تمتم سيزار بصوت ضعيف ناعس
"صحيح هذا انا ابيك، لاشيء لتخاف منه انه مجرد حلم"تحدث كلاود بابتسامه حنونه
"حلم؟!.."كرر سيزار ببطء
"اجل..حلم"اكد كلاود
مرت لحظة صمت خلالها استجمع سيزار تركيزه و بدأ يفيق"انه…ليس كذلك"تمتم بهذه الكلمات بينما أغمض عينيه للحظة و عندما فتحها مجددًا لم يكن هناك اثر لكلاود
دعم سيزار نفسه للجلوس ببطء و نزل من السرير بتعبير معقد
بالنسبه له كان كلاود كاب حقيقي
هو الذي لم يستطيع تذكر اي شيء عن طفولته قبل اليوم الذي مات فيه كل قريته اسم والديه ملامحهم ما يحبون و ما يكرهون اي فرد من قريته سيزار لم يسطيع تذكر اي شيء من ذلك
كما لو كان ولد في ذلك اليوم فقط ليشهد المأساة المتمثلة بموت كل من حوله
اعتقد سابقًا انه بسبب الصدمه هو لا يتذكر ولكن الان هو يعرف السبب
اعداد شخصيته بدأ منذ سن التاسعه و ما سبق هذا لا وجود له
مقارنه بالشخصين الذين لا يتذكرهما فكلاود كان اكثر جدارة للقول انه عائلته
و هو قاده لموته بنفسه
كان من الصعب قول انه نادم و اكثر صعوبه قول انه لم يندم
كان ببساطة شعور معقد و متشابك يستمر بالنمو بداخله
بينما كان غارقًا في افكاره الخاصة كان قد استعد تمامًا و غادر غرفته
اليوم كان جنازة ابيه عليه ان يكون حاضرًا هناك جسديًا و عقليًا عليه ان يواجه نتائج افعاله دون التهرب بجبن
………..
في السيارة متجه لمنتصف المدينة حيث تم اعداد كل شيء
كان كريستيان قلقًا بشأن الشائعات المنتشرة حتى رأى سيزار يغادر غرفته لقد كان هزيلًا و شاحبًا بدا وكأنه سيسقط بسبب نسيم خفيف
'كنت قد نسيت ذلك لان السيد الشاب تعامل و تحمل الامر بشكل مثالي، انه مجرد طفل فقد ابيه و شقيقه في نفس الوقت تقريبًا انه يبذل جهده ولكن برؤيته هكذا اخشى انه سينهار في اي لحظة'هذا ما جال في خاطره بينما يجلس بجانب سيزار يختلس النظر اليه
'شير حقًا يبذل جهده!'فكر سيزار بهدوء بعد سماعه بالشائعات المنتشرة بين الناس من كريستيان، مدركًا ان الشائعات لن تنتشر وحدها ولابد ان هناك عقل مدبر خلفال امر و الاكثر ترجيحًا و احتمالية كان شير الوحيد الذي يشك فيه
توقفت السيارة
"سيدي وصلنا"قال السائق
ترجل كريستيان و توجه لفتح الباب لسيزار
كان العديد من الاشخاص ينتظرون ليلقوا نظرة على الابن الاصغر لبطلهم الراحل
بشره شاحبه و أعين مرهقه و حزينه و جسد هزيل هكذا كيف بدا سيزار في أعينهم
مع حضور بعض الاشخاص المهمين و الذين جلسوا على كراسي امام منصة خلفهم كان باقي الناس
كان على سيزار الصعود اعلى المنصة و إلقاء خطاب خلفه كان نصب تذكاري خلد عليه اسماء جميع الأبطال
و الان اسم ابيه صار بينهم
بخطوات هادئة بصعد سيزار و وقف امام المنبر حدق بالاشخاص و في تلك اللحظة اهتزت عيني سيزار بالكاد لوهلة
'ايه؟!!…'انتقلت عينيه بخفه بين الحضور بشكل كامل'لماذا…لا استطيع ان ارى وجوههم؟!..'فكر سيزار بحيره
لا اعين او انف ولا فم لم يكن هناك ملامح لمعظم الناس المتواجدين هناك كما لو كانوا مجرد اضافة في الخلفية لا غير
'اه!!…'مع إدراك سيزار لهذا شعر بالوخز اللطيف في اطراف أصابعه و دغدغة خفيفة في بطنه…كان شعور يفيض بالنشوه و السعاده'في النهايه يبدوا انني اسير على الطريق الصحيح، كل التضحيات التي بذلتها لم تذهب سدًا.…اوه! لا تبًا'
انزل سيزار رأسه فورًا و غطى الجزء السفلي من وجهه كان يخفي ارتجاف شفتيه التي كانت تميل للابتسم
"سيدي هل انت بخير؟!..هل…انت غير قادر على فعلها؟!"اقترب كريستيان بقلق و سأل
"لابأس…سأفعلها"اعتدل سيزار واقفًا و استعاد تعبيره فرق بين شفتيه و بدأ الحديث"اعتذر، الآمر صعبًا بعض الشيء.."في كلماته الأولى اعترف كم ان الامر صعب عليه"انا سيزار فريدريش الابن الاصغر للبطل كلاود فريدريش…قبل ايام من الان خسرت اخي بسبب هجوم مجهول و بعدها بيوم اخر استيقظت لاجد ابي قد…رحل"فيكلماته التاليه عرف نفسه و نبذه عن ما حدث معه
و رغم وجود كل تلك الأعين تحدق به و الاهتمام المنصب نحوه
شعر سيزار بفراغ لانه ببساطة لا يحادث الناس امامه بل يوجه حديثه للقراء
هو كان ينجح بدأ يشعر بذلك انه يصبح اكثر فاكثر منفصلًا عن هذا العالم لكن لايزال عليه الاستمرار لفترة اطول بعد قليلًا بعد
"ربما بالنسبة لكم كان بطلًا مذهلًا ولكن لي كان اب و هذا الشخص الذي لطالما كان كالجبل لا يتزعزع تحت اي ضغط…في جنازة اخي شاهده ينهار مثل بتلات الزهور دون حول او قوه….في ذلك الوقت أدركت…اه! ابي أيضًا بشري انه يحزن و يتألم مثلي..مثلنا، كيف أغفلت هذه الحقيقة…أردت الحديث معه و اخباره انه لابأس بالاعتماد علي و انني هناك من اجله و لكن…لم يطول الامر حتى رحل لم يسعني حتى ان اودعه بشكل جيد حتى …"ارتجف صوت سيزار
"سيدي الشاب!!"تمتم كريستيان بخفوت لنفسه بتعبير قلق
تفاوتت اصوات الناس في البكاء و هتافات عزاء لسيزار
يفترض ان يكون الخطاب جيدًا و مختصرًا يشرح إنجازات البطل ولكن سيزار خرج عن السياق تمامًا
"في هذا الخطاب لقد رأيت عوضًا عن شرح انجازات الجميع يعرفها بالفعل فان الحديث عنه كشخص سيكون أفضل…عرفه الجميع كبطل و عرفته كاب ولكننا لم نعرفه كشخص هذا اكثر ما أندم عليه الان..شكرًا لحضوركم"ترك سيزار كلماته الأخيره بتعبير حزين نادم و نزل من المنصه
بينما يقدم الناس الزهور امام النصب التذكاري تحديدًا الجزء الذي نقش عليه اسم كلاود
وقف سيزار جانبًا بصمت
اقتربت لاريس دييغو ستيفان و بعض الطلاب الاخرين وقفوا و تحدثوا معه
بعضهم عزاه و البعض يرمقه بنظرات شقفة و عطف دون الحديث
"انت تذهلني سيزار لا يبدوا انك تدخر جهدًا، هذه المره لا اصدق ان الضحية هي ابيك…ربما يجدر بك ان تصبح مغتال"اقترب شير واضعًا يديه في جيبه بينما تحدث
كان ينضح بالثقة في مشيته و كلماته مما اربك المتواجدين حول سيزار
تحول تعبير لاريس لضجر مع تنهيده خافته تمتمت"انت مجددًا؟!"
"تراجع شير نحن حقًا لسنا في مزاج لسماع هرائك"تحدث دييغو بحده بينما اخذ خطوه امام سيزار كما لو يحميه
"سيكون الامر سيئًا اذا قاتلنا هنا"قال ستيفان بينما يمسك مقبض سيفه
"لا عمل لي معكم.."حدق بهم شير بنظره محتقره"انا اتحدث لسيدكم!"حول نظرته لسيزار مجددًا"لديك كلاب مخلصه مستعده للعض عندما تشعر انك في خطر ذلك رائع حقًا"ابتسم ببرود
ما جعل سيزار لا يتجاوب حتى الان كان لانه يحدق بنافذة الشخصية الخاصة بشير
في السابق تم تعريفه كشير ليارس و الاعداد الخفي كان روح مهاجره
ولكن الان الامر يظهر مختلفًا بعض الشيء
في اللحظة التي راى فيها شير رن النظام في رأسه
-دينغ…
[تم تحديث المعلومات..]
[شير ليارس: شخصية ثانوي(شخصيه رئيسيه أساسيه)]
[ريام ريموند: شخص وحيد دون عائلة(يتيم)]
[الدور الداعم: شرير من الدرجة الثالثة(البطل الأصلي)]
[لا يملك اي صلات او قرابات او اصدقاء في عالمه السابق]
[الخلفيه: الابن الوحيد لعائلة من الطبقة المتوسطة، سينتهي به الامر بالتوقيع عقد مع شيطان منخفض للحصول على القوه، ولاحقًا سيموت على يدي البطل سيزار الذي اكتشفه]
[نشاء في ميتم و عاش حياه مثل حثاله، بسبب فشله في كل شيء تراكمت كراهيته تجاه العالم، و دفعه ذلك ليدفن نفسه في الروايات و الالعاب…عزل نفسه عن عالمه كليًا]
[الاعداد الخفي: روح مهاجره عبرت لعالم روايته المفضله و سيبدأ رحلته بالتسلق للقمه و النجاه بحياته في العالم الجديد]
[يتناسب تمامًا مع الإعدادات المحدده نسبة الكراهيه تستوفي الحد الأدنى للهجره…تم اختيار الروح]
[المضيف: شير ليارس]
[الروح المهاجره: ريام ريموند]
[نسبة التوافق: 95%…]
'اه!!…هكذا الامر إذًا؟!'فكر سيزار دون تغير تعبيره
"ماذا هل تخونك كلماته اليس لديك رد الان؟!"سخر شير
فرق سيزار بين شفتيه و تمتم بهدوء"ريام ريموند"
كان نطقه لذلك الاسم كافي لجعل شير الذي كان مسترخيًا قبل لحظة يتصلب كما لو تم سكب ماء بارد عليه
-دينغ..
[الفصل 26: حزن عميق]
[التقدم: 100% اكتمل]
مع رنين خافت يعلن نهاية الفصل استدار سيزار و غادر دون ان يضيع الوقت اكثر
تاركًا شير في حالة صدمه و ذهول خلفه
…..
"أعلم ان لديك القدره لايقافه لماذا تستمر بتركه يضايقك؟!"سأل ستيفان بعبوس
"ذلك صحيح سيزار"وافقه دييغو كذلك
"انتم يا رفاق..هل تعرفون قصة الراعي الكذاب و الذئب؟!"تحدث سيزار بهدوء
"قصة الاطفال تلك؟!"قوس ستيفان حاجبه"الجميع يعرفها لماذا؟!"
"شير يستمر بتقديم اتهامات دون دليل يدعمها انه مجرد هراء…ماذا حدث مع الراعي الذي استمر بالكذب على قريته ان الذئب يأكل الخرفان؟!"سأل سيزار
"لم يصدقه احد في النهايه!"اجابت لاريس
أومأ سيزار"صحيح لم يصدقه احد و في النهايه عندما جاء الذئب حقًا لم يجد هناك احد ليصدقه، شير يتقدم و يتحدث بما يجول في عقله بغض النظر عن الوقت والمكان و هذا سيسبب له الضرر على المدى الطويل لان لا احد سيأخذ كلماته على محمل الجد"
"فهمت لهذا السبب انت لا تحاول ايقافه"تمتم دييغو
"ولكن لماذا كل هذا؟!"سأل ستيفان ببعض الحيره
كان سؤاله غامض و بسيط في ذات الوقت و كافيًا لجعل الجو يتجمد للحظة
كانت الحقيقة هي ان سيزار يعمل كحاصد أرواح خارج السيناريو يهدف لتدمير العالم من اجل الوفاء بوعده و داخل السيناريو يلعب دور الضحية التي يحاول العالم سلبها كل شيء
"سيكشف كل شيء في وقته لا تستعجل الامر"قال سيزار بهدوء
"حسنًا.."رغم ان ستيفان لايزال يشعر بالحيره الا انه قرر الثقة بسيزار في النهايه اليس هو الشخص الذي اقسم بالولاء له
وصل سيزار امام سيارته ليجد كريستيان قد سبقه
"حسنًا ناراكم لاحقًا"قال سيزار بهدوء بينما يمسك يد لاريس
"اجل"
"اراك لاحقًا"
ودع الاثنين و ركب السياره مع لاريس اغلق كريستيان الباب خلفهم و ركب السياره التاليه ليتبعهم