صباح اليوم التالي…
عاد سيزار للاكاديمية بمجرد اخذ خطواته لداخل جلب كل الانتباه
نقل نظراته بشكل سريع بين الجميع عينه بدت بارده و عميقه مثل ثقب اسود يهدد بابتلاع كل شيء مع جو خطير في النهايه هو لم يعد إنسانًا
نظر الجميع له الجو الغريب حوله دفعهم للبقاء بعيدًا عنه البعض شعر بالخوف و البعض منهم بالرهبه
اما سيزار فلم يلقي بال لكيف يبدوا في أعينهم هو لم يكن قادرًا على رؤية وجههم على اي حال كان الامر كما لو لم بكن لديهم ملامح
خرجت لاريس من المبنى الرئيسي و ركضت اليه لتستقبلته بابتسامه لطيفه"مرحبًا بعودتك"
"اشتقت اليك"عانقها سيزار بخفه مع ابتسامه
لاريس كانت واضحه له عينيها انفها شفتيها و جنتيها كان قادرًا على رؤيتها بوضوح كالعاده، ذلك جعله يبتسم مابين راحه و سعاده
ممسكين ايدي بعض يسيران جنبًا الى جنب بينما يدردشون
"إذًا كيف تجري الامور بشكل في المنزل؟!"
"استمر كريستيان بالتذمر حول انني يجب ان أباشر في اعتلاء مقد رئيس الجمعية و انني تأخرت بما يكفي"اشتكى سيزار بملل
"حسنًا..من وجهة نظره هو محق، انهم يتفهمون موقفك و يحاولون منحك الوقت ولكن..بسبب كل ما يحصل في الاونه الاخيرة اصبح الوقت ثمين جدًا"
"لايهم على اي حال قريبًا جدًا لن يكون الوقت ولا حتى الشياطين هو الشيء الوحيد الذي سيقلقون بشأنه"ابتسم سيزار بهدوء
"اعلم، أستطيع الشعور بذلك"احتضنت لاريس كتفه و ابتسمت"بفضلك أخيرًا يمكنني رؤية نهايه مرضية لهذه المسرحية التعيسة"
"امم…سعيد لذلك"ربت سيزار على رأسها بلطف مع ابتسامة خافته
وصل الاثنين معًا حيث اعتادوا الاجتماع على السطح هناك قابلوا دييغو و ستيفان
على الرغم ان ستيفان كان غير واضح بعض الشيء الا انه وأضح جدًا مقارنه مع كريستيان
"مرحبًا بعودتك سيزار"استقبله ستيفان
أومأ سيزار بابتسامه خافته
"انت هنا أخيرًا"هتف دييغو بسعاده الذي كان واضحًا مثل لاريس
"اجل"اجاب سيزار بهدوء و تفادا عناقه المفاجئ"هل انت سعيد برؤيتي لهذه الدرجه!"
"بالطبع و أيضًا لقد انهيت التحقيق في الامر الذي اخبرتني عنه"قال دييغو بفخر و انجاز
"هووه!!..إذًا ماذا وجدت؟"ذهل سيزار للحظة
"لن تصدق ذلك ولكن هناك روح مطابقه تمامًا وهي حاليًا في عالم الشياطين"قال دييغو
"عالم الشياطين؟!"رفع سيزار حاجبه بحيره قبل ان يتذكر الاعداد المفترض لشير ليارس الحقيقي
'شخص سيتعاقد مع شيطان'
"احسنت دييغو كما هو متوقع منك"امتدح سيزار بابتسامه
"بالطبع"كان دييغو يبتسم بفخر
"بالمناسبة سيزار! الحاجز اصبح ضعيف جدًا، شير و رفاقه يخرجون في حملات لإبادة الشياطين التي بدأت تتدفق اكثر من العاده"تحدث ستيفان"ماهو رأيك؟"
"لا يوجد امر محدد، ليفعل كل منكم ما يريد سواءً كان مطاردة الشياطين او اللعب.."قال سيزار بابتسامه بينما تمتم بخفوت لنفسه"الامور لاتزال في خط البداية نحتاج لاشلعلها اكثر قليلًا بعد"
"حسنًا إذًا…اراكم لاحقًا"أومأ ستيفان و غادر بيديه في جيبه
راقبته لاريس بصمت حتى أختفى
"حسنًا اذا كنا انتهينا من الحديث هنا انا ذاهب أيضًا، اراكما لاحقًا.."تحدث دييغو و غادر بعد تلويحه سريعه
التفتت لاريس لسيزار كان من الواضح ان لديها ما تقوله ولكنها لم تتفوه بكلمه فقط حدقت به بصمت
"اعلم اعلم…"استند سيزار لسور كان بالفعل يعرف ما تريد لاريس قوله"في هذه المرحلة لم يعد هناك خيار لتراجع….لذلك بغض النظر سواءً خانني ستيفان ام لا فهذا لايهم"
تنهدت لاريس بخفوت"حسنًا…خانك ستيفان في كل مره في الماضي حسب ما اتذكر…هذا فقط يثبت انه بعض الاشياء لا يمكن تغييرها بغض النظر عن ما نفعله"
"تتحدثين عنه كما لو أنه خائن بالفعل؟"ابتسم سيزار لم يكن هناك اي اثر للاستياء في صوته
"هذا لانه خانك دومًا لسبب أو لأخر بغض النظر عن المكان و الوقت هو في مرحله ما سيخونك…كما لو انها برمجته"
حدق سيزار بالسماء"برمجه؟!..صحيح هذه الكلمة ملائمة كذلك…أتسأل عن السبب الذي قد يجعله يخونني هذه المره!!"
"هل تريد ان اضع احدهم ليراقبه؟!"
"لا..لا داعي دعيه يفعل ما يريد، سواءً خانني هذه المره أيضًا او ان يبقى مخلصًا لنترك هذا الخيار له، في كلتا الحالتين فنهايته ذاتها لن تتغير"تمتم سيزار بهدوء بينما حول نظره للأسفل
قبل اشهر دفع ليليان من هذا المكان لموتها بيديه الاثنتين رغم انه لا يندم الا ان شعور غريب ينتابه، جال في خاطره تساؤل'لو كان هناك طريقه أخرى…فهل كان شعوري سيختلف عن الان؟!'
"كيف ستتولى امر الغد؟!…سيزار!!.."تحدث لاريس بهدوء ولكنه لم يستجب عندما لاحظت شروده"سيزار؟!.."لمست خده و نادته مجددًا
"اه!.."خرج من افكاره الخاصة و نظر اليها بينما يضع ابتسامة خافته"أعتذر..ماذا؟!"
"كنت اتسأل كيف ستتولى امر الغد؟!"كررت لاريس سؤالها
"بخصوص اوريم و الاتحاد؟!..سأذهب بالطبع، في النهايه هدفي هو زرع الفوضى لذلك سأستخدم تكتيك الضرب و الهروب"قال سيزار بابتسامه
"حسنًا..والان اخبرني مالذي يزعجك؟!"حدقت به لاريس بهدوء
"تقدم كل شيء بسرعه و نصف الوقت الذي مضى كنت أقاتل إرادة الكرستال و تركتك وحدك لتعامل مع كل شيء…هدفنا اصبح قريبًا للغاية ولكن فقط.. انا…"تردد سيزار كما لو انه لم يجد ما يقوله
"سيزار.."امسكت لاريس يده"مثل وضوح الشمس و القمر خياراتنا واضحه ولا رجعت فيها.."
"اعلم اعلم ذلك.."قاطعها سيزار مع تنهيده خافته"هاهه.."
حدقت به لاريس للحظة قبل ان تطبع قبله خفيفة على خده و تستدير"عمومًا سأمضي كما هو مخطط، سأذهب للاستعداد"
لم يقل سيزار شيئًا حتى سمع باب السطح يغلق قبل ان يتمتم"طالما اني سأخسرك في النهايه…أردت قضاء بعض الوقت معك على الاقل…"بعد صمت لحظة أنزل رأسه بينما رسم ابتسامة ساخره"مالذي اثرثر به بحق خالق الجحيم؟!…شخص يديه بالفعل ملطخة بدماء اؤلائك الذين احبوه يومًا و سيلقي بعالمه الخاص نحو الهلاك كيف يمكنني حتى التفكير هكذا؟!…"
اكثر الاشرار اثاره لشفقة هم أولائك الذين يتحولون من كونهم الضحية ليصبحون المعتدي
في ذات الوقت ذلك ما يجعلهم أكثر رعبًا
حقيقة معرفتهم ان ما يقومون به هو شيء خاطئ و سيىء و رغم ذلك لا يزالون يقومون به ذلك لانهم على استعداد تام لبذل آي شيء في سبيل هدفهم بغض النظر عن مشاعرهم الخاصه
……..
مع مرور الوقت عاد سيزار لمنزله في هذه المرحلة لم يعد مهتمًا بالاكاديمية او ما يظنه الاخرين تجاهه
بعد الاستعداد لحضور اجتماعه الاول مع مجلس الإتحاد
في منتصف المدينه و تحديدًا امام مبنى الاتحاد توقفت سيارته
فتح له الباب بينما ترجل من السياره مرتديًا بدله سوداء عكست بشرته الشاحبه لتبدوا اكثر شحوبًا
بتعبير هادئ سار بخطوات ثابته و توجه لداخل
استقلبته شخصية ضبابية بملامح غير واضحه و قاده نحو غرفة الانتظار التي سيبقى فيها حتى موعد الاجتماع
فور دخوله لمح شخصية شير الواضحه يحدق به بتعبير يخفي افكاره يرتدي بدله فاخره و بيديه فيه جيبه
"هييه!.."ابتسم سيزار بأعين هلاليه"لم اظن ان مثل هذا الحدث الهام و الخاص قد يشملك شير!"
"انا هنا بصفتي الشخص الذي سيمثل الجيل القادم"قال شير بابتسامه خافته
"بفتت…عذرًا.."امسك سيزار ضحكته و احكم تعابيره رغم ذلك لم تمحى منه السخرية الاذعه بينما يحدق به بشفقه"اتمنى لك التوفيق إذًا"
كان الجو خانق رغم ان الاثنين لم يتحدثوا معًا اكثر الا ان العداء الخفي بينهما عالق في الجو
و خلال دقائق عاد احدهم لابلاغ سيزار و شير و قيادتهم نحو القاعه التي سيجري فيها الاجتماع مع الاشخاص الذين توجوا أبطالا من الجيل السابق