كما قال سيزار لم تمضي بالكاد ثلاثة ايام حتى تم اعلان موت عدد من الشخصيات المهمه بطريقة غامضة في منازلهم او في العمل ومن بينهم مدير الاكاديمية

كان سيزار قد عاد للاكاديمية وغنيًا عن القول ان شير ظل يراقبه عن كثب ربما كان لديه حدس بما كان سيزار ينويه ولكن فقط لم يعرف كيف سيقوم به

اصبح الامر فوضى عارمه خسائر البشرية لم يكن الامر يتعلق بالعدد فحسب بل بالمهاره و هاهو الجيل القديم من الابطال يسقطون واحد تلو الاخر مثل اوراق الاشجار الذابلة

بينما كان شير يزداد سخطًا و غضبًا من سيزار و كان مقتنعًا انه بطريقة ما هو الفاعل

سيزار من جانب اخر استغل هذه الفرصة بنجاح ليثبت نظريته

'الشياطين تسللوا لصفوف البشر وهاهم يسقطوننا واحد تلو الاخر'

بعد ما حدث بدأوا ببطء يتخذون جانب سيزار و هكذا تم الاقرار بأعداد حملة للهجوم على الشياطين في عالمهم و تسديد الضربة الاولى

تحت هذا الاعلان لمثل هذه الحملة الكبيرة انضم العديد من الاشخاص

ولم يقتصر الامر على اعضاء الاتحاد او المنظمات القانونية وحتى المنظمات الغير قانونية اعلنت انضمامها وخاصة بعد اكتشاف ان السم المتواجد في اجساد اولائك الذين ماتوا كان سم شيطاني نادر

إذا كانوا سيقاتلون فيما بينهم على الاقل سيفعلون ذلك بعد القضاء على التهديد الخارجي

………….

في فناء الاكاديمية

وقف كل من شير و سيزار مقابلين لبعض كما لو كان شجار على وشك الاندلاع

كان هناك بعض الطلاب الذين توقفوا للمشاهدة بعد ان شهدوا على مدار الايام الماضية توتر العلاقة بين الطرفين

كلاهما افراد موهوبين و لا غنى عنهم لذلك البعض توقف جانبًا لتدخل في حال اندلع قتال بينهما

هذا الوقت اكثر من اي وقت مضى عليهم التماسك يمكن لإي خلافات اخرى ان تحل لاحقًا

لا يبدوا ان شير يتحمل ذلك بعد الان غير مهتم بالوقت و المكان او بكمية الأعين التي تراقب اشار تجاه سيزار بتعبير غاضب"انه انت..لطالما كان انت"

"أنا؟!…"لم يكن سيزار في مزاج وكان مشغلًا ببعض الامور مع لاريس قبل ان تتم مقاطعته"مالذي تعنيه؟!"

"موت ليليان ارثر و كلاود و جميع ضحايا السم بمن فيهم المدير أنت هو الفاعل"صرح شير بتعبير ساخط بدا وكأنه وجهه يغلي ربما كان موت المدير الذي اعتبره قدوه ومعلم صادمًا بشده له

"همم..يتحدث عن ذلك مجددًا؟"

"بجديه هل فقد عقله؟!..كيف يمكن لسيزار انه قتل والده هذا لا يصدق"

"اظن ان شير غير مستقر عاطفيًا منذ ماتت ليليان ولكن موت المدير كان الضربة الحاسمه"

"هل من الامن السماح له بالانضمام للحملة على هذا النحو؟!"

"قد يكون جن ولكنه لايزال قويًا"

تهامس الطلاب كانت اصواتهم خافته ولكنها مسموعه بوضوح

ديف و يونا الذين ذهبوا خلفه كانوا مترددين و قلقين عليه

ولكن شير لم يهتم مطلقًا كما لو لم يسمعهم و استمر بالتحديق بسيزار بينما تابع"فقط لماذا تغيرت هكذا؟!..سيزار لم تكن هكذا مطلقًا كيف يمكن ان تصبح هذا الشخص البارد مالذي غيرك.."

"تغيرت؟!!.."كما لو أستفزت تلك الكلمه البسيطة سيزار رسمت شفتيه ابتسامة بارده مع هاله قاتله تحوم حوله"انا من تغير؟!!!"

تراجع الطلاب خطوه كانوا حذرين منذ يوم قتاله مع شير كانت هذه اول مره يطلق نية قاتله بوضوح دون اي كبح

حدق سيزار ببرود كان الغضب يتصاعد داخله لدرجة انه لم يتعد متأكدًا كيف يعبر عنه مضت لحظة قصيرة قبل ان تتلاشى نية قتله و يحل محلها برود كالصقيع بينما تحدث"على الاقل انا لم اسرق حياة أحدهم و اسمه"

تصلب تعبير شير لوهله ولكن سرعان ما احترق بغضب"ومالذي تعرفه عني حتى تتفوه بهذا الهراء؟!..هل تعتقد ان الجميع يمكنهم ان يحصلوا على عائله محبه و يمكنهم النوم بمعده ممتلئة و يملكون اصدقاء مخلصين و اخوه يهتمون بهم؟!…هل تظن ان الجميع يملك حياة مثاليه كحياتك؟!…"

"شير؟!.."تمتمت يونا بقلق كما ديف بدا حائرًا

الم تكن هذه الحياه التي يصفها هي حياته بالضبط وعلى العكس منه سيزار لم يملك ايا من ذلك

كان لبقية الجمهور نفس الفكره تقريبًا قبل ان يفكرون ان شير تخطى حدوده معتقدين ان هذه سخريه منه

"أتعلم شيئًا؟!… انا علي ان اكون ممتنًا لك لو لم يكن بسببك لما ادركت انني كنت محاصر في فقص مزين، اللعب دورًا محددًا بالفعل"لم يعد سيزار يظهر غضبه وعوضًا عن ذلك بدا هادئًا للغاية الان

"علمت ذلك انك تعلم بالفعل.."تمتم شير بتعبير بارد بينما حدق بسيزار"كيف علمت و من تكون؟!"

"لازلت انا الامر فقط لقد مللت من لعب دور البطوله"قال سيزار باستخفاف في هذه المرحلة لم يعد يهتم بشيء النهايه التي يعدها قريبه بالفعل هو حتى لم يعد يكلف نفسه عناء قراءة التعليقات

"هل تكره وجودي لهذه الدرجه؟!"بدا تعبير شير و صوته باردًا ولكن مازال جزء ما عميقًا في عينيه بدا و كأنه يأمل شيئًا كما لوكان خيط صغير من الامل يثبت ان البطل الذي عرفه لايزال هناك

"أكرهك؟!…لا مطلقًا شير انا لم أكرهك أبدًا.."قال سيزار بابتسامه خافته و نبره لطيفه

اهتزت عيني شير لوهله قبل سماع سيزار يتابع"أجدك مثيرًا لشفقة فقط…بالنسبه لي فلا فائدة ترجى من كراهية دميه"

"دميه؟!.."تحطم تعبير شير أرتجفت يده و شكل قبضة كان يشدها لدرجة ان مفاصله أصبحت بيضاء شاحبه

"سيزار!…علينا الذهاب"قالت لاريس بهدوء بينما تمسك كتف سيزار

"اه! اجل.."استدار لذهاب مع لاريس ولكن بعد بضع خطوات توقف و ادار رأسه لشير"بالمناسبة المالك الاصلي لايزال موجودًا في هذا العالم ربما تتقاطع طرقكما ذات يوم"

كمن اضاف الصقيع لثلج بردت اعين شير و بات تعبيره جامد و غير مقروء

لم يفهم احد شيئًا من تلك المحادثة ولكن انطلاقًا من تعابير شير بدا ان الامر صعبًا

في النهايه باستثناء سيزار لاريس و شير نفسه لا احد يستطيع حقًا أدراك صعوبة هذه الكلمات العشوائية لشير

غادر سيزار و مجموعة الاكاديمية

مع الفوضى في كل مكان لم يكن هناك الوقت لمتابعة الدروس و عوضًا عن ذلك بدأ الطلاب بالخروج في حملات ابادة لشياطين و العوده لتزود بالمؤن أصبحت الاكاديمية موقع عمليات مؤقتًا

………

"الم تقول الكثير هناك؟ الابأس بذلك!"تحدثت لاريس بينما تسير بجانبه

"لابأس، النهايه تقترب ولم يعد لدي النيه لاخفاء اي شيء بالاضافة من الجلي انه يعرف"قال سيزار بينما وصل لباب السيارة السوداء و فتحه للاريس

"انا اتحدث عنهم"توقفت لاريس و قالت بغموض

"اه!..لابأس قبل ان يدركوا اي شيء سيكون الاوان قد فات لانهم اطلقوا سراح أسوأ مجرم على الاطلاق"ابتسم لها سيزار ليريحها

"اثق بمهارتك"صعدت لاريس و اغلق سيزار الباب قبل الالتفات لركوب من الجانب الاخر

'هم' الذي قصدتهم لاريس كان القراء الذين لايزالون يحضرون تلك الفصول

"على اي حال تم الاعتناء بالاسلحة و العتاد من قبل عائلتي لقد امضيت الاشهر الماضيه اعد كل الاشياء للبدء بخطواتنا الأولى.."ابتسمت لاريس بهدوء و راحه"أخيرًا نحن نبدأ"

"اجل..أمضيت معضم الوقت فاقدًا للوعي حولي لابد انه كان صعبًا عليك الاعتناء بكل شيء بمفردك"تحدث سيزار بشعور بالذنب

"لابأس، لم يكن الآمر بيدك انا اتفهم"واسته لاريس بينما تريح رأسها على كتفه

طبع سيزار قبله رقيقه و دافئة على جبينها"اجل سينتهي الآمر قريبًا لذلك قليلًا بعد لنصمد قليلًا"

"امم"

بعد توصيل لاريس لمنزلها عاد سيزار لمنزله كان الاثنين يملكان امور اخيره للاهتمام بها قبل التوجه للحمله

………..

دخل سيزار غرفته كان قد خطط للخذ حمام ساخن و الراحه لبعض الوقت

ولكن استقبله في غرفته رائحة الدماء الحاده و المنفره عبس لوهله باشمئزاز من الرائحة قبل ان يلاحظ الشخص الجالس في زاوية غرفته يحتضن قدميه لصدره

"كلاوس؟!…"لاحظ الدماء التي تغطيه صمت للحظة قبل ان يقول"هل انهيت انتقامك؟!"

"فعلت"اجاب كلاوس بتعبير عديم و نبره رتيبه

"إذًا؟!"

"ظننت ان الانتقام سيجعلني اشعر بشيء ما، راحه سعاده فرح، او حتى غضب ولكن لم اشعر بإي شيء، فقط فراغ"بدا كلاوس باهتًا و متبلد الشعور

"او ربما انت تشعر بكل شيء لدرجة ان مشاعرك تلغي بعضها، صدقني عندما اقول اني اتحدث عن خبره"قال سيزار بينما خلع معطفه و الغاه ارضًا بإهمال

لم يتحدث كلاوس اكثر من ذلك و التزم الصمت

تنهد سيزار توجه اليه و جره ليقف بخفه"اذهب للاغتسال و تعال لنوم….او يمكنك النوم مباشره"

تمتم بكلماته الأخيره لان كلاوس بالفعل سحب يده والقى نفسه على السرير

تلطخ السرير بالدماء التي كانت تغطيه ولكن لم يبدوا انه يهتم و خلال لحظات غط في نوم عميق

ادرك سيزار انه لابد ان كان مرهقًا للغاية قلب غطاء السرير عليه و توجه للاحمام للاغتسال

*****

في نفس الوقت في قصر تيموثي

كانت لاريس و والدها يجلسان في غرفة الرسم المفضلة عند والدتها

شرحت لاريس لوالدها حقيقة قوتها وكل ما سبق و مرت به

كان والدها متأثرًا لدرجة البكاء على كل ما مرت به صغيرته

و بعد تهدئته بجهد بدأت بإخباره عن خطتها مع سيزار و تركت الخيار لوالدها

"كيف يمكن لآي اب ان يتحمل رؤية طفله الغالي يموت قبله"قال والدها بابتسامه دافئة و حنونه"اذا توجب علي الموت من اجلك فأنا اكثر من سعيد بذلك"

اخبرته لاريس كل شيء هيليوس تيموثي كان يستطيع الشعور بصدقها من كلماتها لذلك قرر بغض النظر عن اي طلب تقدمه فهو سيبذل كل جهده لتحقيقه لها حتى لو كان هذا الطلب هو موته، كانت تلك هي عاطفة اب يحب و يؤمن بابنته

منذ البدايه تمسكه بالحياة بعد ان فقد محبوبته كان من اجل طفلته الغاليه ولكن الان بأمكانه الراحه أخيرًا

2024/01/25 · 167 مشاهدة · 1384 كلمة
لوكي
نادي الروايات - 2025