بدأت العاصمة التي كانت ذات يوم رمز الازدهار و القوه كما لو انها مدينة من الجحيم
دماء جثث صراخ في كل مكان كما لو انها لوحه حمراء زاهيه مزينه بهالة الموت و ملونه بدماء الضحايا
لوحه حيه من الجحيم….
"لااا…أرجوكِ انا أتوسل إليك ارجوكِ.."توسل الرجل الوسيم راكعًا على قدميه بينما يبكي مثل طفل
"لابأس كايلس أهداء تعلم كم أتألم و انا اراك هكذا.."كان صوت كاليوبي ولكن على عكس نبرتها العطوفة كان تعبيرها يوحي بالخطوره
السبب الذي دفع كاليوبي لتعاون مع خطط سيزار الغير معقوله هي حقيقة انه لاريس بمهاره اقنعتها
-"لماذا تعانين بينما هو يعيش حياته بسعاده..تعاوني معنا و يمكنك الحصول عليه و تحديد مصيره، فالموت معًا هو نوع من الرومانسيه كذلك..لانه في النهايه لن يتبقى اي شيء للعودة اليه"
هكذا كاليوبي العاشقه تم تزيين تلك الفكره في عقلها تعلم انه يتم استغلالها و رغم ذلك كان إغراء كبيرًا لتجاهله في النهايه قبلت
اذا لم تستطيع الفوز بقلب محبوبها على الاقل ستأخذ حياته
……..
في مكان اخر من العاصمه المحترقة
ظهر شير و توسعت عينيه في صدمه تجمد لفتره قبل ان يتذكر والديه و اخته الاصغر
دون وعي و كالمجنون ركض لمنزله لايجادهم
ولكن منزله العزيز كان حطام و كانت جثث عائلته على الارض أمواتًا ولده كان يحتضن امه و اخته الصغيرة بين الاثنين يبدوا انهما حاولا بجهد حمايتها ولكن ما تبقى منهم ليس سوا جثث بارده دون اثر للحياة حولهم بركه تشكلت من دمائهم
سقط شير منهارًا أمامهم بحاله من عدم التصديق كما لو انه مجرد كابوس
"لـ لا… لايمكن..ابي امي ميلي؟!!..لا يمكن…"ظل يتمتم بينما دار بعينه في كل مكان على امل اجاد حل او طريقه لايقاظه من هذا الكابوس
"لقد عرفوا.."جاء صوت بارد من الشخصية المظلمة الواقفة على مسافة قريبه
شير كان مصدومًا مما حدث مع عائلته لدرجة انه لم يلاحظ وجود احد عندما وصل
"انت؟!.."تمتم شير بينما لايزال في حاله من الشرود
خلع الغريب القلنسوة و ألقى العبائة السوداء بعيدًا عنه ليظهر شاب مطابق لشير في الشكل ولكنه بدا اكثر سوادًا و قتمامه
"عرفوا طوال الوقت انك لست أبنهم لقد فعلوا..ولكنهما كانا غير مكترثين لا الاصح هو انهما كانا سعيدين حتى…انا ابي لم يكن أبدًا ينظر لي باهتمامه و تجاهلني كما لو كنت غير موجود..افتعلت المشاكل على امل جذب انتباهه ولكن حتى ذلك لم يفلح…بالنسبة له لم اكن سوا خطأ مزعج افسد حياته هو و امي…"تحدث شير الحقيقي بنوع من السخط و السخرية الممزوجه
"ما يؤلم حقًا هو انهما عندما رأوني تعرفوا علي..كان لدي امل ضئيل ولكن…اتعلم ماذا قالوا لي؟!..شيطان لقد نادوني بالشيطان و ذلك الرجل المسمى ابي ظل يقول ان ابنه العزيز سيأتي لإنقاذهم..قال انه يحبك و انه سعيد لانك ابنه، الرجل الذي لم يدخر من اجلي جزء صغير من الاهتمام قال انه فخور بك..فخور بالغريب الذي سلب جسد ابنه الحقيقي ذات يوم، هاهاهاها"
ضحك شير الحقيقي بمراره و سخرية بينما كان يبدوا مذهولًا كيف تغير الاهل الغير مهتمين به بمجرد ان سرق غريب ما جسده
"انت…ايها الوغد لقد قتلتهم.."صرخ شير بدموع و بدا ذهوله يزول و يعود للواقع امامه
"إنا حقًا مذهول كيف يمكن لنفس البشرية ان تكون بهذا التعقيد، انهم عائلتي ولكنهم احبوك اكثر مني من كانوا يرونه كأزعاج مجرد خطأ لم يفترض ان يوجد"غير مهتم بمشاعر الاخر شير الحقيقي بدا وكأنه يتأمل بمدى تعقيد النفس البشريه
"انت.."صرخ شير و هو يشعر انه بالفعل يصل حدوده من كل ما يحصل في البداية سيزار و المذبحة التي افتعلها حيث خسر كل رفاقه و الان هذا الوغد ظهر من اللامكان لقتل عائلته الغالية لقد اكتفى
توهجت عينيه بجنون بينما دارت الهاله حوله كانت دموعه لاتزال تنهمر ولكن تعبيره كان يحمل الغضب و الحزن و الأسى
سحب سيفه و هرع نحوه بينما يصرخ
"ساقتلك.."
"ههه.. تعال الي، كنت اتوق لهذه اللحظة كثيرًا"قال شير الحقيقي بلمعه من الجنون تفيض من عينيه
****
مع عودهما للجانب البشري وجدوا شيطانًا ينتظرهم امام المدخل الجبلي
"الملكه أرسلتني لخدمتكم"قال الشيطان بينما ينحني
"خذنا إليها"قال سيزار
أومأ الشيطان بطاعه و رسم دائرة نقل اني فورًا حولهم الثلاثة و اختفوا في وميض أزرق رقيق
وظهروا مجددًا على سطح اعلى بناية و امكنهم بسهوله رؤية المناظر المشتعلة في الاسفل بوضوح
"الان و بعد ان تقدمت خطتك لهذه الدرجه يمكنني توريثك قوتي و مكاني"جاء صوت السيده ذات الدروع من خلفه
التفت كل من سيزار و لاريس معًا
"تورثيني قوتك؟!.."
"ستحتاجها لقتالك ضد وريث هايبرون…كما انني لا ارغب بقضاء دقيقة اكثر في هذا المكان..من فضلك تأكد من تبديد هذا الحلم الواهي و اظهار الواقع على حقيقته"بدا وكأن السيده ذات الدروع تقول ما تريد غير مكترثه براي سيزار
"هايبرون!..هاه..بالطبع يجب ان يكون هابيرون.."هز سيزار رأسه بخفه وكأنه شيء كان عليه توقعه
هايبرون…حاكم الضوء و الذي لسبب ما هجرت معابده ولم يعد آحد يؤمن بوجوده ولكن لسبب او لاخر
كان هناك دومًا صله
سواء بتعلم فن المبارزه او استخدام اداة مسحوره او طريقة تدريب خاصة او تعويذة قويه نادره او نبوئة كانت دومًا تأتي من معابد حاكم الضوء المهجوره
هو بنفسه استخدم فن هايبرون لسنوات خلال تراجعات لاريس قبل ان يتخلى عنه في هذه الحياه لشير
'لطالما كان هو..العدو المجهول الكاتب الذي اغلق العالم في وهم مستمر 'هايبرون' حاكم الضوء و البطل الأول'أستنتج سيزار هذه الفكره و ترك انفاس خافته بينما يدلك صدغه
"انتما ذكيان حقًا"علقت السيده ذات الدروع بإعجاب بينما تنظر بين سيزار و لاريس الذين تظهر ملامهحم انهم فهموا أخيرًا الحقيقة الكامله"لديك بالفعل جزء منه داخلك بالفعل.. استخدمه لرشدك لجسده الرئيسي و تأكد من قتله لتحل محله"
"ماذا؟!…"تجمد تعبير سيزار"لا..لا اريد ان اكون هو"هتف فورًا بانفعال
"سيزار"نادته لاريس و امسكت يده لدعمه بقلق
"لابأس.."قالت السيده ذات الدروع"لن تكون شيئًا مثله"كما لو علمت ما كان يقلقه
شد سيزار قبضته"كيف تعلمين ذلك؟!…انا في مرحله ما راودتني تلك الفكره حتى ولو كانت بشكل عابر"
لم تعلم لاريس بالضبط ما يحدث ولكنها كانت ذكيه كفاية لتخمن"سيزار.."لمست خده برقه و بصوت لطيف و ابتسامة جميله"انا اثق بك…اؤمن بك"
كانت تلك الجملتين البسيطه هي ما دفىء قلب سيزار و في ذات الوقت المه…لقد كانت تثق به لابعد حد و لانه فكر في حبسها لابقائها بجانبه كان ذلك يؤلمه كيف يمكن ان يخونها بهذه الطريقة؟!
"انتما مختلفين عنا"قالت السيده"حبكما حقيقي…تلك الأعين التي تنظران لبعضكما بها اعرفها جيدًا، في الماضي كان هناك شخص يحمل تلك النظره مستعدًا لاعطاء كل شيء في سبيل حبه حتى روحه و نفسه و شمل ذلك رؤيته لشخص الذي يحبه يعيش حياه سعيده بعيدًا عنه…الحب الحقيقي ليس التمسك بحبيبك بل ببذل كل شيء في سبيل سعادته، اختيار ذلك الشخص مرارًا و تكرارًا حتى مع علمك انك ستتأذى فقط..و في كل مره تنظر لابتسامته يظل قلبك يدق بجنون…و سواءً صعد لنعيم او سقط منه لأحلك هاوية فستبقى تحبه لانه ببساطة 'هو المنشود'"
بدت عيني السيده شارده في ذكريات من الماضي القديم قبل ان تعيد تركيزها للاثنين امامها"المقصد هنا…انا واثقه انتما لن ينتهي بكما الامر مثلنا"
رفعت السيده يدها الرقيقة و البارده لتلمس خد سيزار"قوتي ستكون عونًا لك سيزار…و شكرًا بفضلك آنا سأكون حره…أنت حقًا بطل حقيقي فقط الإبطال هم من يقدمون تضحيات هكذه"قالت بابتسامه جميله بينما توهج جسدها بخفه و بدأت تتلاشى في أضواء صغيره
رغم لمستها البارده احس سيزار بالدفىء يتقلقل داخل جسده اغمض عينيه و شعر بعمق طاقته التي كان يحافظ عليها دومًا متزنه ببعض الجهد الآن بدأت تمتزج مع القوه الجديده و حققوا تناغم و التوازن مثالي معًا
عندما فتح عينيه مجددًا لم يعد هناك اي اثر لسيده أبدًا و كان ولاريس و حيدين ذلك النظام الذي ساعده النافذة المجهولة لم تعد هناك لانه الان قادرًا على استشعارالنظرات التي تأتي من بعد اخر
كيانات تلقي بنظرتها عليهم و يشاهدون في صمت كما لو انها مسرحية رخيصة
يمكنه سماع بعض الضحكات الخافته و بعض التعليقات العابره و همسات قصيره مع أعين أحيانًا حدقت فيه و أحيانًا كما لو تنظر لشيء اخر او شخص اخر
كان هاؤلاء هم القراء الذين لطالما قراء تعليقاتهم مقارنة بالسابق فقد اصبح اكثر استياء و انزعاجًا كما لو انه محاصر في قفص و يتم مشاهدته يؤدي عرضًا ما
لم يشعر بهذا الوضح من قبل و يعود الامر لحقيقة انه الان يملك قوة حاكم ساقط و كذلك جزء من قوة عدوه اللدود الذي صنعه
ومن بين كل تلك الاعين المركزه على كان زوج من الاعين راقب بصمت و يتطلع باهتمام كبير نحوه
رعدت السماء بشده و كما لو كانت تشعر باختفاء الشخص الاكثر أهمية تصدعت و اهتزت الارض و تشققت مع فيضانات من الحمم الساخنه
وحتى الشياطين كانوا خائفين مما يحدث كما لو كان العالم ينهار لأجزاء
"العالم ينهار حقًا!!.."تمتمت لاريس بتأثر"سيزار انت حقًا دمرت العالم من اجلي!!"
عانقها سيزار بشده وتحدث بصوت مرتجف"لاريس..حان الوقت"
خفت عابير لاريس و رسمت ابتسامة خافته بينما تحتضنه اكثر"اجل حان الوقت"
"اذا كنت خائفة او متردده اذا شعرتي بأدنى رغبه في الحياه..أعدك إنني سأبذل كل شيء في سبيل سعادتك ولن اسمح ان يمسك أذى"قال سيزار في يأس و بلا امل لقد عرف الاجابه بالفعل ولكنه لايزال يحاول
"لا..لست خائفة او متردده…حان الوقت بالنسبة لي للقاء امي و ابي..انهما ينتظرانني، قصتي تنتهي هنا..من الان فصاعدًا ستكمل بدوني"قالت لاريس بينما تمسح على رأسه بلطف و عنايه
خفف سيزار حضنها و افلتها مع ابتسامة صادقة"طالما انك واثقه"
"اجل! انا واثقه"قال لاريس بإبتسامه مشرقه اكثر من اي وقت مضى
عالم صلت دومًا و دعت لهلاكه و حبيب فعلت ما بوسعها لانقاذه و حريه سعت اليها بشتى الطرق
أخيرًا الان حصلت على الثلاثة اشياء التي رغبت بها اكثر من اي شيء اخر
روحها التي بهتت مع تراجعات بدا وكانها ستستمر للابدية انتعشت مجددًا الان
"سيكون سريعًا..دون آلم.."قال سيزار بابتسامه بينما يجاهد داخله حتى لايظهر اي تعبير اخر قد يفسد سعادة محبوبته
"لا..اجعله ببطء و مؤلم قدر الامكان…ذلك سيكون دليلًا على انني كنت حيه ذات يوم"قالت لاريس بهدوء
اما غير مدركه او كانت تتجاهل حقيقة ان تلك الكلمات القاسية التي تقولها بإبتسامه تصنع جروحًا غائره في قلب سيزار
فردت يديها على وجهها ابتسامة جميله بينما خلفها كان العالم الذي عذبها يحترق ببطء"الان سيزار"
جفل سيزار و أرتجفت يده دون سيطرة ان قتلها الان فسوف يفقدها للأبد هي لن تكون هناك مطلقًا و ستبقى كذكرى ثمينه فقط بإمكانه رؤيتها في الاحلام ولكن ليس لمسها او احتضانها
كانت مهذه الافكار مثل توسونامي فجر سدًا و اندفعت نحو عقله دون رحمه تسحق كل جزء من العزم و الشجاعة التي كان يجمعها
انهمرت دموعه لتبلل خده الشاحب هو لم يبكي و لم يتعذر لآي شخص وحتى والده ولكن الان كما لو دموعه تعلن تمردها و كل جزء في جسده يحاول احباط عزيمته ويرفض الحركه بأوامره
حدقت به لاريس لم يتغير تعبيرها الباسم و المشرق بينما قالت"قلبي و روحي انهما ملكك سيزار"
كما لو كانت تلك الكلمات هي طوق نجاه استعاد سيزار سيطرته على نفسه و احكم مشاعره ابتسم بصدق و اقترب منها لعناقها"لا..قلبك و روحك ملكك و ليس لي..انا سعيد كفاية بالحصول على حبك فقط..لاريس تيموثي انا كسرت وعدي لك في النهايه لقد وقعت في حبك…مجددًا"
بينما يتحدث بنبره لطيفه كان يغرس سيفه في جسدها ببطء و اختراق ظهرها
تشنج جسد لاريس و أرتجف دون تحكم بينما خارت قواها
سحب سيزار سيفه و القاه بعيدًا و جلس بينما يحتضن جسدها الذي يحتضر
"انا..احببتك..منذ اللحظة الاولى.. التي… التقينا فيها"قالت لاريس بصوت متقطع"شكرًا لك…لانك احببتني… في كل مره..رغم انني اصبحت شخصًا سيئًا…كنت تحبني في كل مره..انا ممتنه و سعيده جدًا.."
داعب سيزار خدها و مسح بخفه خيط الدماء الذي سال من شفتيها"و سأبقى أحبك بغض النظر عن اي شيء"
"انه رومانسي.."تقطع صوتها بينما بجهد رفعت يدها لتلمس خد سيزار و مسحت دموعه"الموت بين يدي حبيبي"
"اهو كذلك؟!.."ضغط سيزار برقه خده على يدها
"اجل..ان اعيش من اجلك…و ان اموت بين يديك"سعلت لاريس الدماء بينما خفتت عينيها و خارت قواها"حبيبي سيزار..كن بخير"
كان المشهد يشبه اول حياه لهم مع عكس الادوار فالشخص الذي كان يحتضر هذه المره كانت لاريس بنفسها بينما سيزار يحتضنها بتعبير يأس
مرت لحظة قبل ان يتوهج جسدها لوهله ثم ظهر اسقاط لساعه رمليه و بدأت بالدوران الا ان سيزار امسكها بيده التي غلفها بجوهر القوه الذي امتصه من كرستال الفوضى و في لحظة احكم قبضته عليها و تم تحطيمها لغبار ذهبي تناثر و أختفى، كما لو لعنه تم حلها أخيرًا
"عزيزتي لاريس، لقد دمرت لعنتك"احتضن سيزار جسدها اكثر اليه و همس بصوت رقيق"ليس عليك القلق بعد الآن، اتمنى انك وجدتي سلامك و راحتك"
عندما لم يكن هناك اي رد او تجاوب انهار تعبير سيزار و احتضن جسدها الذي يتحول للبرود بشده تمتم بصوت مخنوق و متصدع"وداعًا لاريس.."
*****
بين انقاض منزل مدمر حيث قاتلت شخصيتين احدهما ولد في هذا العالم و الاخر هاجر اليه
الاول كره العالم و حمل الضغينة ضده و الاخر وجد في هذا العالم السعاده التي لم يجدها في حياته السابقه
كان شير الحقيقي محطم ضد الجدار بسيف يشع بهالة ذهبيه مثبت بعمق في قلبه
و رغم ذلك الآلم الساحق الذي يشعر به لم تبرح الابتسامة الساخره وجهه
"لقد فزت"قال شير الذي انتصر في قتالهم بتعبير بارد لم يبدي اي رحمه او تعاطف
في النهايه هذا الشخص قتل عائلته لذلك امثاله لا يستحقون الوجود أولائك الذين لا يعرفون كيف يقدرون النعمة أولائك الجاحدين الذين يسببون الدمار دومًا هم لايستحقون الحياه
"لقد كنت شير ليارس من جل ابي امي و ميلي..والان بعد رحيلهم لم اعد اريد لعب دورك لا أريد ان يهتف الناس بأسمك عندما انقذ العالم ايها القاتل.."قال شير…لا ريام بتعبير بارد و قاسي
"بفتت…هاهاها..اهغغ..هاها"ضحك شير و تألم في نفس الوقت كانت نظرته ساخره بينما رمق ريام"انت لم تكن انا مطلقًا..لعب دوري؟!!. كف عن الهراء انت لم تعلبه لو فعلت فلم يكن والدي العزيزان سيحبونك بل سيكرهونك كما كرهوني.."
تلألأت خرزات من الدموع على اطراف عينيه العديد من المشاعر تفيض من بينها الخيانه الخيبه الآلم و الوحده ولكن ابتسامته المتعجرفه و الساخره لم تتلاشى كما لو يصر على أظاهر انه لم يعد يهتم"انت تقول انك لا تريد الناس ان تهتف باسمي لك..ليس عليك القلق هذا الاسم لم يكن مميزًا باي شكل من الإشكال، لقد كان العاطفة الوحيده و المثيرة لشفقة التي منحوها لي ولست بحاجه اليها"
"لا جدوى من الحديث مع رجل ميت"هز ريام رأسه بشفقه سحب سيفه بينما ألقى نظره بارده و محتقره أخيره على شير قبل ان يستدير و يغادر
شعر بالاهتزازات من لحظة مضت و ادرك ان الوقت يداهمه عليه الاهتمام بالتهديد الاكبر أولًا
ظل شير وحيدًا غارقًا في دمائه تمتم ساخرًا من نفسه"اه! يبدوا انه حتى جسد شيطاني لن ينجو من هكذا جراح، مؤسف تمنيت لو استطيع اخذ حياته"اصبحت انفاس شير ثقيله و تشوش نظره و بما تبقى لديه من قوه القى نظره اخيره على جثث عائلته
'فقط لو…منحتموني القليل من الاهتمام..ذكرى صغيره دافئة كنت على الاقل لاموت بسلام عندما طردت روحي لم نكن لنصل لهذه النتيجة…'لاحت مثل هذه الفكره في عقله ولم يستطع إخمادها
"لماذا؟!..هل قدر لي ان يتم كراهيتي بغض النظر عن كيف اكون؟!…لماذا ولدت إذًا هل هو فقط ليكون جسدي وعاء لشخص الغريب الذي اعتززتم به؟!"لم يعلم شير انه في الواقع اصاب قلب الحقيقية
"كرهتكم انا حقًا كرهتكم…ليتني لم أولد قط"كانت تلك اخر كلمات شير قبل ان يتدلى رأسه و تتلاشى الحياة من عينيه التي كان يتعلق بها بعض الدموع
هل كان عالم اجبر طفل ان يكون وحشًا عالمًا يستحق الوجود؟!
مامدى ألمه و وحدته ليقول شيئًا مثل 'ليتني لم اولد قط' ككلماته الاخيره بينما يموت وحيدًا
كانت قصة شخص لم يتعاطف معه احد ولا حتى عائلته تواجد فقط ليكون جسده و حياته ملك شخص اخر