50 - المعركه الأخيره::كسر الجدار الرابع…

في قصر تيموثي..

في الحديقة الخلفية تحديدًا

كان ترقد لاريس بفستان ابيض ناعم على العشب الاخضر الزاهي حولها زهور الكاميليا البيضاء المفضلة لها

لم يكن بجاحة لسؤالها لمعرفة انها تحب الزهور و خاصة البيضاء منها، احبت قراءة الكتب تحب فصل الخريف و تستمتع بالموسيقى كما انها تخاف من ان تكون وحيده الا انها لا تظهر ذلك كما انها لسبب ما تكره الكلاب كثيرًا، لم يكن بحاجة لإي سؤال لمعرفة كل هذه الاشياء عنها ربما لانهم كانوا معًا لآلاف السنوات ليعرف هذه الاشياء غريزيًا

او ربما لانه لطالما كان ينظر اليها بما يكفي ليلاحظ هذه الحقائق عنها

راقبها سيزار لفتره بصمت، كانت كما هي دومًا جميله للغاية، كما لو انها نائمة و ستفتح عينيها في اي لحظة و تنادي اسمه بصوتها الناعم الجميل بإبتسامها الفاتنه تنظر له بعينيها الزرقاء كالمحيط العميق

دون وعي وجد نفسه يمد يده لها لمس خدها أملًا في ايجاد الدفء و الحياة ولكن كل ما شعر به هو جلد بارد خالي من اي حياه

"لماذا؟!..تظهرين هذا التعبير الراضي؟!"تمتم سيزار في آسى

شكك حتى اللحظة الأخيره في قرار لاريس ولكن في هذه اللحظة كا يعلم انها لم تكن لتتراجع او تغير قرارها بغض النظر عن اي شيء، شعر بالالم اكثر كلما نظر لها لانه عرف انها كانت محقه

الموت كان خلاصها حقًا

تنهد سيزار في استسلام ابتسم بمراره و انحنا ليقبل جبينها لاخر مره قبل ان يستدير و يرحل

غادر قصر تيموثي بالكامل والذي تشتعل فيه النار بشده تاركا خلفه اثمن الاشياء على نفسه لقد اطلقها للحريه حريتها الخاصه و الان عليه المضي قدمًا و متابعة طريقه وحده

………..

في وسط العاصمة حيث كان الخراب و الدمار في كل مكان انقاض مدينه لم يعد من السهل تتميز ما كانت عليه من قبل

وقف سيزار يشاهد الشمس الحمراء كما لو كانت كتله من الحمم تغلي بجنون وعلى وشك الانصهار

أغمض عينيه و استشعر النظرات التي تركزت عليه شعور وكأنه يقف عاري وسط عاصفة رملية لم يحب ذلك مطلقًا ولكنه تحمل

طريقة و سبيله للخروج من هذا العالم هو جعل مالكوا تلك الاعين تؤمن به تصدق انه حقيقي

"اعلم انكم…"كان قد بدأ لتوه بالحديث معهم عندما تم مقاطعته بكره ناريه عملاقه تبعها شفرات حاده من الرياح ثم صخور عملاقة و رماح من الماء

تفادا سيزار كل هجوم على بعد شعره قبل ان يستدير لينظر خلفه كان ريام بتعبير ابرد من الجليد و اعين حاده قاتله"قتالنا لم ينتهي"

"انظر حولك…هذا العالم هلك ولم يعد سوا ظلال لما كان عليه من قبل"قال سيزار بينما يشير حوله

"ساقتلك"صرخ ريام و ركض نحوه

هز سيزار رأسه و النظره التي يضعها لم تكن اكثر من شفقه و تعاطف"…"

بدا وكأنه افعاله استفزت ريام اكثر لذلك شحن المزيد من الطاقة و تحول سيفه لنسخة عملاقة من الضوء الذهبي"مت..مت..مت"

رفع سيزار السقوط الاسود و صد سيف ريام ولكنه تم دفعه للخلف مع ذلك سخر"اوه! انها هالة البطل إذًا؟"

كان من الجلي ان سيزار اقوى من ريام في هذه المرحلة الا انه تم دفعه كان ذلك يعني شيئًا وأحدًا…منصبه كبطل هذا العالم هو ما يمده بنصف قوته الحالية و يحميه

"لماذا تحب هذا العالم كثيرًا بينما كرهت و احتقرت عالمك الحقيقي؟!..لطالما راودني الفضول!"تحدث سيزار وهو يتفادى الهجمات المتعدده رغم وجهه الذي حافظ على ذات التعبير كان الامر يزداد صعوبه بمرور الوقت

"هل هو بسبب القوه الخارقه؟!..او المظهر الوسيم للجسد الذي سرقته؟…ربما كان بسبب كل هاؤلاء الفتيات اللواتي يتبعنك في كل مكان كقطيع من الخراف الجاهله!…هل هم الاصدقاء الذين يتبعون قيادتك مثل الكلاب المخلصه؟..ام ربما هي العائلة التي لم تحظى بها مطلقًا و التي كذلك سرقتها؟!"

"هل تسمي حب أحدهم جهلًا بينما تشبيه اخلاص رفاقك بالكلاب؟!..سيزار انت لا تعقل مطلقًا…كيف…كيف يمكنك ان تفكر هكذا؟!…مالذي مسك من هاؤلاء الناس لتدمر عالمهم بأكمله؟!"توقف ريام عن الهجوم و بدا وكأنه لم يستطيع ان يفهم مطلقًا

سيزار حصل على كل الاشياء فكيف و لماذا اصبح ما هو عليه الان

"ريام ريموند..انت كرهت عالمك السابق بكل قلبك و روحك فلماذا لا استطيع كراهيتي عالمي؟!"قال سيزار بضحكه ساخره"انت فاشل.."هز رأسه بينما نظر بازدراء"كنتَ ولازلت فاشلًا لعين..كيف حتى لا تدرك ان لكل شيء ثمن"

"و اي خطأ اقترفت؟!…ليس كما لو انني طلبت ان اتي الى هذا العالم ليس كما لو تعمت سرقة جسد و حياة أحدهم…ولكنها لاتزال فرصتي الثانيه كيف لا استغلها؟!!.."صرخ ريام في ألم بتعبير يأس"سلب حياته كانت خطيئة كنت سأتحملها وحدي، ولكن…بينما كنت افكر به بحزن اسف لما حل بنا هو عاد لقتل عائلتي، لا…بل هو قتلهم بالفعل"

تحولت عيني ريام اليائسة لسخط و الكراهيه"شخص مثله لا يستحق ان يتواجد مطلقًا وحتى نظره واحده من التعاطف فهو لا يستحقها…"

حدق به سيزار بصمت لوهله لم يتعاطف معه مطلقًا الا ان جزء صغير منه كان يتفهمه" هل انت حتى تدرك مدى تناقض كلماتك و في هذه اللحظة؟!"لم يسعه سوا السؤال

هل كان ريام يجن ام لا

اراد بصدق معرفة لماذا كان يظهر ذلك التعبير الذي يبدوا كشخص معلق على حبل فوق هاوية عميقه شخص خسر كل شيء مهم

خسر ريام كل شيء أصدقائه و عائلته و عالمه يهلك امام عينيه

و بالمثل سيزار ضحى بعائلة و اصدقائه و قتل اهم شخص لديه

كلا الاثنين خسروا الكثير لماذا ريام يظهر ذلك التعبير بينما هو لازال متماسكًا

دون وعي رفع سيزار يده لتفحص وجهه كما لو كان يريد معرفة اي تعبير يصنع دون وعي هل هو مثله او أسوأ؟!…اراد ان يعرف من داعي الفضول المحظ

في نظر ريام بدا و كأن سيزار كان يمسك ذقنه بينما ينظر اليه بتلك الأعين الحمراء المتسائلة

كما لو يشاهد كأن غريب و يدرسه على مهل

اشتعل غضبه و تأجج آكثر شحن هالته و أندفع نحو سيزار مستهدفًا قلبه بأعين قاتله بينما بصق اكثر الكلمات قسوه"بعد ان أجعلك عاجز سأبقيك حي ثم سأجدهم وأحدًا تلو الاخر اصدقائك الاعزاء، ساقتلهم بأكثر الطرق بشاعه امام عينيك دييغو و لاريس، ببطء و بألم سأتأكد من التمتع برؤيتك تتألم عاجزًا وانت تنظر لهم"

تم دفع سيزار من الهجوم دون اي قدره لتثبيت نفسه بينما يستمع لكلمات ريام المليئة بالكراهية البحته و السخط لم يشعر بإي انفعال منها ربما لانه بالفعل ارتكب الخطيئة الاكثر شناعه و ذاق طعم أسوأ عذاب كلمات فارغه كتلك لم تخيفه بل لم يسعه سوا الابتسام ساخرًا"انا شخص مستعد لبذل كل شيء في سبيل الهدف الذي اضعه نصب عيني بما في ذلك حياة اولائك الاعزاء على قلبي"

"ماذا؟!.."لم يسع ريام سوا ان يجفل و تراجع للخلف خطوه"انت ماذا..فعلت؟!"

ترنح سيزار للحظة كان هناك جروح بسيطه و خدوش بسبب التصادم الحاد لسيوفهم رغم ذلك تعبيره لم يتغير مع إبتسامة خافته ساخره و صوت هادئ تحدث بينما فرد يده امامه كما لو يريه"قتلتهم بيدي لاريس و دييغو كلاهما دمائهم تلطخ يدي"

"انت…هل جننت؟!.."في حاله من الذهول لم يسع ريام سوا ان يصدم لقد اعتقد ان سيزار سيأخذ اولائك الاثنين معه لقد كانت علاقتهم مقربه للغاية فقط اي هدف مجنون يسعى من اجله ماهو تعريف الحرية الذي يرجوه لقتل ذلك الشخصين في سبيله

"ربما انت محق ربما المجنون الحقيقي هنا هو انا"في هذه اللحظة سيزار هو من بادر بالهجوم و شحن طاقته الخاصة و هالته في السقوط الاسود و لوح به

و رغم ان ريام كان في حالة ذهول رد فعله كان سريعًا و صد ذلك الهجوم ولكن بشكل غير متوقع كان هناك خنجر دفع في قلبه بعمق من الخلف حتى انه أخترقه من الأمام

"ماذا؟!!.."صدم ريام قبل اطلاق هاله مثل الموج دفعت الجميع في اتجاهات مختلفة و بسرعه بدأ تطبيق تعويذة شفاء على نفسه، قبل ان يلغي نظره على من حاول طعنه من الخلف

خرج كلاوس من الحطام بينما يترنح كان كتفه الايمن مخلوع و هناك شظية من الخشب الخشن مغروسه في خصره كان من الواضح ان حالته خطيرة ولكنه لم يبدوا انه يهتم"ترسلني بعيدًا بينما تفتعل كل هذه الاشياء؟!"

كان حديثه موجه لسيزار الذي وقف من الحطام بدوره بجسد تحميه هاله ابتسم لكلاوس"هل نفذت مهمتك؟!"

"بشكل كامل…ماهي أمرك التالي"قال كلاوس

لم يكن ساذج مثل دييغو لعدم فهم اي شيء و ليس ذكي جدًا لتخمين الوضع سريعًا مثل لاريس ولكن عوضًا عن ذلك كانت افعاله تأتي من ولاء خالص

قبل ما يقارب سنه لولم يلتقي بسيزار ولم يخض كل تلك المغامرات معه هو ولاريس و دييغو لربما بقي يجول في الشوارع مثل الكلب ضال دون الحصول على قدر ضئيل من السعادة التي أحس بها مع اولائك الثلاثة

الذين كانوا بمثابة عائلة جديده و هدية ثمينه من السماء هو مستعد لبذل حتى حياته لعشر او حتى مئات المرات في سبيلهم بالاخص سيزار الذي اخرجه من ظلامه وحتى سمح له بالاخذ بانتقامه

كان سيزار يبتسم بهدوء اقترب من كلاوس و طلب"أريدك ان تموت هنا و الان"

كما لو كان اكثر الاشياء طبيعيه أومأ كلاوس و ركع امام سيزار بجسده المصاب و المنهك ربما لانه اعتقد انه سيعود لم يكن بالامر الكبير بالنسبة له و ربما حتى لو علم فلن يملنع

رفع سيزار سيفه و لوح به بحركة سريعة للجانب الاخر مما شكل شق عميق في عنق كلاوس

تفجرت الدماء مثل شلال و اختنق بدمائه مد سيزار يده ليمسكه قال بنبره هادئه و ابتسامة"اذهب للقاء دييغو و لاريس، قصتك تنتهي هنا"

ابتسم كلاوس وتمتم بصوت متقطع"شكرًا..و…"لم يتابع جملته بدا وكأنه شعر ان لا داعي لاكمالها لذلك اكتفى بقول"اتمنى ان تتحق…اعمق ما تتمنى"

لم يحتاج سيزار كلاوس ليكمل جملته حتى يفهمها

-'شكرًا..و قابلنا قريبًا'

"سأجعل تضحيتكم تستحق اعدك"قال بابتسامه هادئه كما لو يقول لصديق اراك لاحقًا

خفتت عيني كلاوس لمس سيزار جبينه بينما يحيط يده بهاله من جوهر قوة الكرستال كما حدث مع لاريس قام بسحب شيء ما من جبينه اسقاط يشبه ساعة الجيب و سحقه في يده ليتلاشى في غبار ذهبي

جثة صديقه الاخير و اخر فرد تبقى له تحللت امام عينيه و تحولت لرماد تناثر من النسيم الحار و لم يتبقى منه شيىء ولا حتى عظام

من الجانب اخر كان ريام في حاله من عدم التصديق و الذهول كما لو يشاهد اكثر المسرحيات سواءً بدا تعبير غير مصدق و منكر

"لماذا؟!!…من الجلي انك شخص سيىء فلماذا كل هاؤلاء الناس يكنون هذا الولاء الأعمى لك لدرجة انهم على استعداد للموت من اجلك؟!"عجز ريام عن الفهم"لا لا..لماذا انت من تقوم بقتلهم لماذا تضحي بمثل هاؤلاء الناس المخلصين؟!"

تناقض ريام في افعاله و كلماته بدا وكأنه ينتقل مابين الجنون و العقلانية القبول و الإنكار ربما بسبب صدماته

ولكن على عكسه سيزار قبل الأمر تمامًا ليس وكأنه محى شعوره بالذنب الامر فقط انه يعلم انه شيء لابد منه

لانه بمجرد ما ان اخذ الخطوه الأولى لم يعد التراجع خيارًا متاحًا له

"لان لكل شيء ثمن..علي دفع هذا القدر على الاقل ان رغبت بالحريه"قال سيزار بابتسامه مثل شخص بالغ يجيب على تساؤلات طفل

"اي حرية تستحق قتل رفاقك من اجلها؟!"هتف ريام في غضب

"حريه خارج سطور كتاب حريه من ان يحدد مصيري بالفعل حريه من لعب دور خانق يستنزفني ببطء..هذا النوع من الحرية"كان سيزار ينظر لسماء الحمراء بينما يتحدث كما لو يوجه حديثه لاولائك الذين يشاهدون السطور التي تروي مأساته

"ايمان خالص و ثقه ستكون سبيلي للخروج من اجل أؤلئك الذي ضحوا و من اجل كل تلك الارواح التي تم إزهاقها"في جملته الاخيره بدت اكثر كونها مناشدة من مجرد حديث عابر

'لماذا؟!..من الجلي ان سيزار هو الشخص السيىء الذي يسعى لتدمير العالم فلماذا يبدوا كما لو انه الضحية هنا؟!'تسائل ريام بينما شد قبضته بقوه قبل ان يجر جسده المصاب و يقف كان يستعد للجولة الأخيره من القتال

سيزار كذلك لم يعد يعبث اكثر و وضع كل تركيزه على القتال

اندفع الاثنين و علقوا في معركة محتدمه و ساحقه ادت لتبديد كل شيء في مجالهما

تلقى سيزار عدة اصابات و كذلك ريام صنع الاثنين بينهما مسافة و كما لو يستعدان لاداء الضربة الأخيره و بينما يندفعان نحو بعضهما

في تلك اللحظة توهجت السماء بضوء رقيق مثل نجم يحرق نفسه فقط ليلمع يقترب اكثر و اكثر من الارض مثل شهاب

عرف سيزار غريزيًا'هذا هو..الطريق لحريتي'

ربما كان يدعم ريام هالة البطل ولكن سيزار يملك عزيمة لا تتزعزع و أرادة حديدية و الان بعد ان أصبح بهذا القرب لهدفه لن يسمح مطلقًا لاحد ان يقف في طريقه

تصادمت الهالات بشده قبل حتى تلامس سيوفهم نزف الاثنين و جرحوا و عندما تصادمت سيوفهم في لحظة اندلع شرر حاد و تم ارسال الاثنين طائرين بعيدًا عن بعضهما بأجساد مصابه و تنزف

بصق سيزار الدماء و حدق بالسماء بفراغ عاجزًا عن الشعور بجسده

من جانب اخر رغم انه تعرض لإصابة بليغة كذلك الا ان ريام كان اسرع في استرداد وعيه و سيطرته على نفسه جلس ببطء و آلم بينما اجبر نفسه للوقوف بخطوات بطيئة توجه لسيزار بينما يجر سيفه على الارض

مخلفًا صوت المعدن المزعج كما لو ينذر باقتراب الموت الوشيق

وقف فوق سيزار بينما حدق به بصمت و رفع سيفه للأعلى"لقد إنتصرت سيزار"قال ريام تلك الكلمات بتعبير بارد قبل ان يهوي بسيفه ليخترق قلب سيزار

'اه..قانون السببية اللعين'تلك اللحظه القصيرة فكر سيزار بينما شتم

قانون السببية ببساطة هو لن يخسر البطل في قتال سبق و خسر فيه

كان ريام يشعر بغرابة من شعور طعن قلب من كان ذات مره بطله مع أحساس بالفراغ و البرود"لقد مات سيزار.."

مرت لحظة قبل ان يسحب سيفه ببطء يقطر بالدماء الطازجة و استدار لسير عدة خطوات

"لا تستعجل الامر.."جاء صوت خافت من بين شفتي سيزار و الذي بدا ساخرًا حتى بينما تمزق قلبه وكان ميتًا تقريبًا

توقف ريام و اللتفت اليه في ذهول كان متأكدًا ان انفاسه أنقطعت قبل لحظة فقط

قد لا يخسر البطل قتالًا سبق و خاضه و لكن الشرير كذلك لا يموت بسهوله

"ليس من السهل… قتل الشرير كما تعلم.."توهج جسد سيزار بلون ذهبي رقيق و تم أغلاق جرحه بسرعه للعين المجرده بدا وكأنها نسخة رديئه من مهارة كلاوس لانها لم تشفي جروحه بالكامل و كان المنظر بشع لنظر

ببطء تحت أنظار ريام نهض سيزار من الموت

"علي شكرك ريام…بقتلي هكذا على الاقل اشعر ان جزء مني مات هنا مع رفاقي و عائلتي"

قال سيزار بابتسامه لطيفه قبل ان يشحن سيفه بقوه و أندفع نحو ريام الذي بذل جهده ليدافع تصادم الشخصين بقوه للمره الثانيه

تلاشى الغبار و بقي ظل شخصين يطعنان بعضهما مرت ثواني قبل ان

يبصق ريام الدماء اخطاء التصويت و طعن سيفه في الهواء، بينما هو و تلقى ضربة قاتله في قلبه للمرة الثانية لم يعد لديه القوه حتى لمحاولة علاج نفسه تهاوى جسده على الارض مثل لعبه مكسوره و كان يحتضر

كان اخر وجه شهده هو وجه الشخص الذي كان بمثابة منقذ له في احلك اوقاته في حياته الماضية

لم يكن ريام شخصًا موهوبًا ولم يتلقى الحب مطلقًا ممن حوله لذلك كان يتوق له كثيرًا اراد شخص قوي عادل لطيف ليسانده ولم يجد مثل هذه الصفات سوا في الروايات الخيالية

و من بين الجميع سيزار الذي دون تردد كان يقدم الجميع على نفسه و كاد يموت عدة مرات لو لم تتدخل لاريس في اللحظة المناسبة دومًا لانقاذه

سيزار لم يعرف مطلقًا انه قام بإنقاذ روح من عالم مختلف و كان بمثابة ضوء مرشد له

عندما بدا ريام يحتضر شعر أخيرًا انه يفهم قليلًا

انتقاله الي هذا العالم كان بمثابة ضغط الزناد امام رأس سيزار هو قام بسلبه دوره تقريبًا فلا عجب انه تحول ليكون هكذا

"أردت فقط…ان نكون اصدقاء"تمتم ريام بالدماء تفيض من جوانب فمه

"أعلم.."اجاب سيزار

"هل انا شخص سيىء؟!"بأعين قائمة سأل ريام

"لا اظنك شخص سيىء ولكنني لا اعتقد انك جيد كذلك"اجاب سيزار بصدق بتعبير هادئ

"انت ربما محق!"ضحك ريام بمراره"هاهاها…لماذا انا سيىء الحظ هكذا؟"

"…."راقبه سيزار بصمت

"انا…اذا كان هناك حياه آخرى..اذا كان لدي فرصة أخرى..سأبذل جهدي لأكون شخصًا جيدًا"تمتم ريام مع اخر انفاسه

"ههه..بجديه!!…ريام أنت حقًا…"وجد سيزار نفسه يضحك بخفه دون وعي فقط شخصيه رئيسيه من ستتفوه بمثل هذا الهراء المبتذل

سحب سيفه و رفع راسه لتحديق بذلك النجم المحترق و الذي بدا وكأنه أقرب آليه في كل لحظة تمر

غمد سيزار سيفه و أندفع نحو الضوء بسرعه وكلما اقترب اكثر شعر وكأنه يحترق ولكن لم يتوقف

الجدار الرابع الذي تاق لكسره يستطيع الشعور به الان انه يعبره

فجأة كان هناك تيار قوي غير مرئي يحاول دفعه بعيدًا ولكن سيزار لم يتردد باستخدام كل ما تبقى له من قوه للمضي قدمًا

خطوه…

خطوتين..

ثلاث خطوات…

تسارعت اقدامه اكثر و اكثر و أخيرًا و صل الي طريقه للحريه الى نجمه المضيئ

قفز بقوه و مد يده اليه لامسه الضوء الساطع و النقي لنجم و احرق جسده ولكنه لم يأبه استمر بالاندفاع نحوه

مثل العث الذي يندفع لنار حيث سيهلك

و في اللحظة التي غلفه فيها الضوء الابيض شعر و كأنه اصيب بالعمى شعر تمزق جسده المصاب بالفعل و كان المئات من الشفرات تمر خلال و يتم طحن دواخله

وكلما قضى وقت اطول داخل ذلك الضوء شعر انه يصاب بالجنون

في مكان حيث لا يعلم اين هو او كيف يدافع عن نفسه بينما يتم استنزافه ببطء و ألم

تلك اللحظة مثل لحن لطيف سمع صوت رقيق للغاية يحثه

"سيزار ستنجح…انا اثق بك"

كان بعيدًا للغاية و مع ذلك كان اقرب من اي شيء

"سيزار!…يمكنم فعلها انا اؤمن بك"

لم يحمل الصوت اي اثر لشك و التردد

و أصبح مثل حجاب رقيق يحميه من الم تمزق جسده و يرشده نحو الطريق الصحيح

و هكذا بعد لحظة تلاشى كل شيء الآلم و الإحساس تمامًا

اذا كان في السابق كما الاعمى فالان هو اشبه بمشلول عالق في غيبوبة

لم يعد يشعر بإي شيء للحظة قبل ان يسمع صوت اصتدام مرت فتره قصيرة قبل ان يستعيد احساسه و وعيه

فتح عينيه ليجد نفسه في زقاق ما

مغطى بالدماء و الجروح و غير قادر على استخدام اي من قواه ولم يشعر بإي نواه لا الهاله و لا السحر كما لو انها لم تعد لديه غير مريح مزعج للغاية كما لو فقد جزء منهم من نفسه

"ههه..حسنًا توقعت شيئًا هكذا"ابتسم جانبيًا بسخريه"ولكن الان دون قواي سأحتضر حتى الموت ولكن على الاقل اظنني نجحت"رغم احتمال موته لم يبدوا انه مستاء كثيرًا

بدأت السماء الزرقاء آلتي ينظر اليها تتلبد بالغيوم و سرعان ما بدأت تمطر

أصبحت رؤيته ضبابية و خفتت أنفاسه

-تاك تاك تاك

صوت خطوات متسارع أقترب منه

بسبب الدوار و ضبابية عينيه لم يسعه التمييز الا ان شخص ما وجده

"اصمد….سأتصل بالإسعاف الان..تماسك رجاءً"بدا الصوت متصدعًا و مرتجف تقريبًا كما لو انه قلق

رغم كل التشويش سيزار كان قادرًا على تمييزه"انت.."تمتم بصوت بالكاد يخرج من فمه ولم يملك القوه لإكمال جملته

ذلك الصوت الذي ساعده بينما يكسر الجدار هو هذا الشخص نفسه

"الملك الكسول.."تمتم سيزار بخفوت الا ان الشخص الذي كان يحاول الضغط على جراحه تصلب و جفل

ابتسم سيزار"شكرًا…"اغمض عينيه وبدا تعبيره راضي بينما كانت هناك ابتسامة خافته على شفتيه

'شكرًا لك على الايمان بي حتى اللحظة الأخيره'اراد قول هذه الجميلة كأخر كلمات ولكنه لم يعد لديه القوه للحفاظ على وعيه بعد الان

ليس كل النهايات تنتهي بشكل سعيد وليس كل الابطال يصلون لهدفهم و نهايتهم المرضية

اولائك الذين ارتكبوا الخطايا سيدفعون الثمن لها حتى لو كانت نواياهم نبيله

سيزار القى بعالمه كله للهلاك من اجل الحرية ولكن الثمن كان غالي جدًا

وحيد ضعيف و يحتضر ولكنه كان راضي

فما هو ثمن الحريه الذي ستدفعه ؟! و هل سينتهي الامر بطريقة مختلفة؟!..

الناس يفضلون للامل و الإلهام الذي يأتي من تلك النهايات السعيده حيث يعيش الابطال بسعاده للأبد.

اعلم ان العالم قاسي كفاية و ليس بحاجة للمزيد من الإحباط من خلال قصص تنتهي بشكل سيىء ولكن هذا لا يعني انها غير موجوده…

2024/02/02 · 198 مشاهدة · 3005 كلمة
لوكي
نادي الروايات - 2025