السماء ملبدة بالغيوم، والمطر على وشك الهطول... تمامًا كقلبها، على وشك الانفجار.
دخلت ليان مبنى الشركة الجديدة، خطواتها ثابتة، عيناها تحملان مزيجًا من البرود والصلابة، لكن قلبها؟ مشتعل، حتى وإن أنكرت.
في المصعد، وقفت وحدها، إلى أن انفتح الباب فجأة ودخل رجل طويل، أنيق، ذو حضور غريب. عينيه سوداوان، فيهما لمعة ساخرة وكأنّه يعلم كل الأسرار.
وقفت بثبات، لكن أنفاسها اختنقت للحظة، فابتعدت عنه بخفة. هو، على عكسها، ابتسم.
سيف:
"لم أتوقع أن أراكِ هنا بهذه السرعة."
التفتت إليه ببطء، نظرة من طرف عينيها فقط.
ليان:
"ونحن لم نتقابل أصلًا، كي أتوقع منك شيئًا."
ضحك، بصوت منخفض، يحمل شيء من التحدي.
سيف:
"صحيح. لكني أعرفكِ أكثر مما تظنين، يا ابنة نيراس."
شعرت وكأن الكلمات صدمتها، لكنها لم تُظهر ذلك. قلبها خفق بقوة، لكنها أجابت بجليد:
ليان:
"والذي يعرفني جيدًا، يعرف أن اللعب بالأسماء لا يعجبني."
اقترب منها خطوة، حتى صار بينهما نفس، لا أكثر. المصعد ضاق فجأة، الهواء أصبح أثقل.
سيف (بصوت منخفض):
"وأنا... لا ألعب، ليان."
نظرت إليه، هذه المرة بشكل مباشر. عيناها توعده بشيء لم يفهمه بعد. المصعد فتح أبوابه، لكنها لم تتحرك.
ليان:
"إذن، احذر... لأن الغريم إذا اقترب، يحترق."
خرجت من المصعد، بخطوات لا زالت ثابتة… لكن داخلها؟ كان زلزالاً.
تركها سيف تبتعد، ونظره لا يزال معلقًا بها.
سيف (يهمس لنفسه):
"أنتِ لا تعرفين بعد… كم أحب الاحتراق."
دخلت ليان مكتبها الجديد في الطابق العاشر، ما إن جلست حتى دخلت ريما، صديقتها وزميلتها منذ سنوات.
ريما (وهي تضع حقيبتها على المكتب وتبتسم):
"رأيتكِ تدخلين المصعد مع المدير بنفسه… سيف الخالد. ما هذه البداية المشتعلة؟"
ليان (ببرود وهي ترتب أوراقها):
"هو فقط رجل آخر... يحمل اسمًا مزعجًا."
ريما (تضحك):
"مزعج؟ اسمه يتصدر المجلات، وعقله يدير شركات تفوق كل ما وصلت له شركات والدك."
رفعت ليان عينيها ببطء، نبرتها حملت سخرية خفيفة:
ليان:
"أهو إعجاب أم انبهار؟"
ريما (بمزاح):
"دعيني أكون صريحة… لا أحد يقف أمام رجل بهذا القدر من الهيبة ويخرج سالمًا."
وقبل أن ترد، انفتح باب المكتب فجأة… دخل سيف، دون أن يطرق. وقوفه كان جريئًا، عيناه مباشرة نحو ليان، متجاهلًا وجود ريما.
سيف (بنبرة صارمة):
"أحتاجكِ في مكتبي، الآن."
ليان (وقفت بهدوء، ثم نظرت إليه بنظرة حادة):
"هل جميع الموظفين هنا يُعاملون بهذا الأسلوب؟ أم أنني حظيتُ بمعاملة خاصة؟"
سيف (بابتسامة هادئة):
"الخاصة هي طريقتكِ في إثارة المشاكل… وأنا أحب التحديات."
خرجت معه، بينما ريم
ا فتحت فمها بدهشة، ثم همست:
ريما:
"إثارة مشاكل؟ هذا سيكون ممتعًا جداً…"