داخل مكتب سيف
كان المكتب واسعًا، أنيقًا، لكن باردًا كصاحبه. جلس خلف المكتب وأشار لها بالجلوس.
سيف (بلهجة عمل):
"وصلني ملفك، قرأت كل شيء. مؤهلاتك ممتازة، لكن هناك شيء ناقص."
ليان (بثبات):
"مؤهلاتي تتحدث عني، أما الناقص... فقد يكون في رؤيتك."
رفع حاجبه، اقترب منها قليلًا على الطاولة، نظرته ثابتة.
سيف:
"أنتِ لا تثقين بأحد. وهذا خطر."
ليان:
"أنا لا أثق بالغرماء، خصوصًا من سرقوا عقود والدي قبل ثلاث سنوات."
ساد صمت طويل، فيه نظرات أكثر من الكلمات.
سيف (بهدوء قاتل):
"غريمكِ... قد يعشقكِ يومًا، يا ليان. فماذا ستفعلين وقتها؟"
شهقت من كلماته داخليًا، لكن ملامحها بقيت جامدة.
ليان:
"حين يعشق الغريم... يكون الفناء، لا العشق."
الليل كان ساكنًا، ومدينة الأعمال لا تعرف السكون، إلا في عيون من تحملهم الذكريات.
ليان جلست في شرفتها، كوب القهوة بين يديها، وملف أحد المشاريع في حضنها… لكنها لم تكن تقرأ.
كانت ترى وجهه...
سيف.
صوته حين قال: "غريمكِ قد يعشقكِ."
كيف تجرأ؟ كيف قرأها بتلك السهولة؟!
تذكّرت حين كان اسمه يُتداول في بيتهم كاسم ممنوع، مرفوض، ملعون.
قبل ثلاث سنوات، عندما وقع والدها في أكبر خسارة تجارية، كانت أحد الأطراف المسؤولة... شركة الخالد.
وسيف؟ كان الشريك الصاعد فيها.
طرقٌ خفيف على باب غرفتها قطع شرودها.
راشد (من خلف الباب):
"ليان؟ افتحي، لازم نحكي."
فتحت له الباب، وهي تعرف مسبقًا... هو لن يصمت إن عرف بأنها تعمل تحت قيادة سيف.
راشد (بعينين غاضبتين):
"وصلني خبر شغلك في شركة الخالد. ما هذا الهراء؟!"
ليان (ببرود):
"اسمه عمل يا راشد، وأنا اخترته بنفسي."
راشد (يرفع صوته):
"عمل؟ تحت يد الغريم؟ الشخص اللي دمر اسم نيراس؟!"
ليان (تقف وتواجهه):
"أبي أخطأ، ووقّع على عقود من دون مراجعة. سيف استغل الفرصة، نعم. لكنه لم يقتلنا، بل كشف هشاشتنا."
راشد (بصوت منخفض لكنه غاضب):
"لا تثقي به يا ليان… هذا الرجل لا يعرف الرحمة، ولا يعرف الحب."
ليان (بصوت متماسك لكن فيه رعشة خفية):
"أنا لا أبحث عن حب… فقط عن قوتي."
تركها راشد وخرج، لكن في عينيه تحذير… لم ينطفئ.
في اليوم التالي – داخل مكتب سيف
كانت ليان تراجع بعض الملفات حين دخل سيف فجأة، يحمل ورقة في يده، وجهه جامد.
سيف:
"هذا الملف فيه خلل. من رفعه؟"
نظرت إليه دون خوف.
ليان:
"أنا. وما فيه خلل… بل فيه ثغرة تركتها عن قصد."
رفع حاجبه، اقترب بخطوات بطيئة.
سيف (بصوت منخفض):
"عن قصد؟ لماذا؟"
ليان (نظرة متحدية):
"لأعرف إن كنت تراجع عمل موظفيك... أم تعتمد فقط على اسمك."
صمت... ثم ابتسم، تلك الابتسامة التي تحمل غطرسة غريبة، لكنها ساحرة.
سيف:
"أنتِ تلعبين لعبة خطيرة يا ليان."
ليان:
"وأنت اعتدتَ أن تكون وحدك في ساحة الحرب… ماذا لو واجهت خصمًا لا يخافك؟"
لحظة صمت، ثم اقترب منها أكثر، همس بجانب أذنها:
سيف:
"سأحب هذا التحدي… حتى وإن احترقت بناره."