حينما قيل لها أنها ستقابل زوجة الخليفة ما هو الإنطباع الذي رسمته؟، الواقع أنها لم تستطع ان ترسم لها شكل او عمر أو حتى شخصية ! فهي قد انشغلت فيما جاءت لأجله ! لأن القصر كان الخطة المؤجلة و هي لم تدرس دهاليزه من قبل ! ربما سألت السيدة زبيدة سؤالاً او سؤالين و لكن كان الجواب دوماً ان القصر " كحورية فاتنة تخفي أنيابها ! "

و لذلك هي الأخرى أخفت أنيابها، حملت الخنجر معها و لكن جعلته في ثيابها ! تذكر انها بعد الإختبار ساقها الرجل المتجهم للقصر الداخلي حيث تقبع زوجة الخليفة، فهي فهمت انها كانت في جناح أبناء الخليفة سابقاً، على البوابة أعطت اسمها و منصبها للحراس، هذه المرة بثقة كأنها تعلمت الدرس أما الرجل فبقي في مكانه و علمت ان دوره ينتهي هنا فسألته

" سيدي عن من اسأل في الداخل؟ "

" عن السيدة مريم ابنة الماجد كبيرة الوصيفات " قال الرجل بملل

" دخلت أمام الساحات الكبيرة الجميلة و التي كانت عبارة عن حدائق من نخل و فيها نوافير جميلة، كان المكان يدعو للاسترخاء و الراحة، دخلت و وسط الصمت صارت تبحث عن أحد، وجدت في وجهها امرأة ستينية لها شعر أبيض مهندم كانت قد عقصت شعرها في عقصة مشدودة و غطته بشال أنيق أصفر و كان هذا لون ملابس كل الخادمات في قصر زوجة الخليفة، سألتها رفيدة بلطف :" أبحث عن السيدة مريم بنت الماجد "

وجدت المرأة تبتسم لها و هي تقول :" تعالي معي "

راحت رفيدة تتبعها و لكنها بقيت تسألها :" هل أنت السيدة مريم؟ "

وجدت المرأة تدخلها غرفة مكتب و هي تدعوها للجلوس و جلست أمامها و هي تسأل بمرح :" اذاً أنتِ المعلمة الجديدة؟ " سألتها السيدة

" أجل أنا هي " قالت رفيدة بتردد و هي تراقب التي أمامها و قد كان لها عين كعين البومة زرقاء، فتحتها على وسعها و هي تسألها :" من أين أنتِ؟ "

" أنا ..... عذراً و لكن هل أنتِ السيدة مريم؟ " قالتها رفيدة بشك تغلف بالتردد

" أوه أنا ..." كانت السيدة تقول و هي تضحك ضحكة صفراء لم تغب نبرة الخبث فيها عن رفيدة

فجأة فتح الباب و دلفت فتاتين، نعيمة و زهرة

" اعذرينا يا سيدة هناء ... و لكن السيدة مريم تبحث عن المعلمة " قالت نعيمة بحدة فاردة سلطتها على السيدة التي جلست أمامها بتردد

" لا أفهم يا سيدتي لماذا سحبتيها فوراً لمكتبكِ ما شأنها و شأنكِ و أنتِ كبيرة الخدم " قالت زهرة بمرح تغلف بلطف

" أنا كبيرة التدبير و علي ان اتأكد من نظافة ..."

" تأكدي من نظافة فتياتكِ لقد كن يشتكين من حساسية غريبة في جلدهن " قالت زهرة وأكملت :" و أنتِ يا معلمة الأطفال الجديدة ان السيدة مريم تبحث عنكِ "

كانت قد علمت أن الفتاتين مضطرات لاستخدام أسلوب معين في القصر و لاحظت فوراً ان زهرة كانت عفوية بينما نعيمة كانت أكثر حدة وتحفظ !

تبعت الفتاتين في دهاليز القصر حتى وصلت لغرفة في الزاوية في الطابق السادس ! و هناك كانت تقف امرأة خمنت رفيدة و صدق تخمينها أنها في الثلاثين , كانت ملامحها طفولية نوعاً ما، ربما لأنها كانت ممتلئة الجسد و لكنها اختبأت خلف طولها المميز , كانت لها بشرة حنطية بتقاسيم مملوحة و عيون سوداء، و شعر أسود احتله بياض مبكر كانت تربطه دائماً . كانت ترتدي ملابس أنيقة جداً، أوحت بنبل أصلها .

لم تغطي شعرها لأن وجودهم في القصر الداخلي أعطاهم الحرية مع منع دخول الرجال لجناح زوجات الخليفة، إذ استقبلت زوجة الخليفة محارمها من الرجال وضيوفها في المجالس الخارجية، و في حالة أي زيارات حتى من الخليفة كان يتم تأدباً استئذانها لدخوله و هذا اعطى لهذا القسم خصوصيته، و حتى قصور الأبناء ايضاً كانت متصلة منفصلة , متصلة من الداخل بممرات و لكن لا يدخل مكان جناح الزوجة الرجال دون استئذان .

وقفت مريم بوجه صارم تنظر لرفيدة بعين متفحصة ! و لم تنطق بكلمة لدرجة ان التوتر قد حل ضيفاً على الجو العام، ابتلعت ريقها و علمت أن توترها انطبع على وجهها و هذا خدم تنكرها، فهي وجدت القابعة أمامها تبتسم اخيراً برقة و هي تقول :" سررت بلقائك يا رفيدة "

" و أنا أسعد " ردت رفيدة و هي تحاول ان تفهم ان كانت ستعاني معها أم لا ! و لكنها علمت أنها ستظل تشكر الله أنها لن تضطر للتعامل مع السيدة هناء او السيد بدير كمرؤوسين عليها .

" إن مولاتي متشوقة للقائك ... ما أن قرأت تلك الورقة التي قدمتها انفرجت أساريرها " قالت السيدة وهي تدعوها للدخول لمقابلة زوجة الخليفة . و مع تلك الجملة استوعبت رفيدة اخيراً أين تقف هي !

في حضرة هذه المرأة التي جهلت عنها كل شئ و كل ما عرفته هو أنها زوجة وأم لثلاث أولاد و لكنها لم تكن كسارة في خيالها ! كانت زوجة الخليفة ! هل ستكون قاسية؟ متعالية؟ ام مغرورة؟؟

دخلت والفضول كان اخيراً قد أكلها و لكن شاب فضولها ارتباك تركها كطفلة خائفة، اذ حبست أنفاسها وهي تحاول ان تهدئ نفسها التي راحت تحكي حكايات مزيفة و تجعلها تظن كل الظنون السيئة، وحاولت ان تشتت نفسها وهي تقرص نفسها . و لكنها قررت أن تتوكل على الله فرفعت نظرها لترى .

فكانت أمامها تجلس، تطل من الشباك و قد غابت في الأفق، الشباك و الذي عبر منه نسيم رقيق حرك شعرها البني الفاتح كلون العسل، كانت جلستها رقيقة بسيطة و الغرفة التي جلست فيها فخمة ببساطة و صغيرة نسبياً و لم تفهم رفيدة في البداية لماذا هذه الغرفة تحديداً على الرغم من كل الغرف ! و لكنها اطلقوا عليها " غرفة البحر " كما أطلقوا على قصرها هذا اسم " قصر الهوانم ". و لكنها لاحقاً فهمت لماذا هذه الغرفة تحديداً .

" مولاتي ... ان المعلمة هنا " قالت مريم بلطف و بنبرة رسمية نسبياً، التفت و قد برزت أمام رفيدة امرأة في نهاية العشرين و بعينيها البنتين الساحرتين واللتين شبهتا خشب الأشجار، كانت جميلة و لها رقة طبيعية و لكن عينيها كانتا تشعان ذكاء وقوة، و ابتسامتها حملت كل سحر فيها ! اذ اصطفت أسنانها كاللؤلؤ راسمة لوحة مريحة . جعلتها تلك الابتسامة مرتاحة و لا شعورياً ترد الابتسامة و هي تقول بتهذيب و لباقة "" السلام عليكِ يا مولاتي "

وجدت المرأة بلطف تقول :" ما هذا التكلف يا مريم ... اجلسوا و دعينا نسمع منكِ يا رفيدة "

" سمعاً وطاعة يا مولاتي " قالت رفيدة و هي تنظر لمريم، ، هي تنتظرها لتجلس وتقلدها ولكن الأخيرة بقيت واقفة، حتى انتبهت لها فأشارت برأسها فجلست و جلست بعدها رفيدة على كنبة مريحة، عانت من نعومتها .

" اذاً هل لديكِ خبرة في تدريس الأولاد يا رفيدة؟ " سألت زوجة الخليفة بلطف

" نعم كنت أدرس بعض من أبناء عمي في سهوان " قالت بسرعة وقد اختارت ان تجيب سؤالاً في سؤالين أو بالأحرى كذبة في كذبتين !

" حقاً ... و كيف كنتِ تتعاملين معهم؟ " سألت زوجة الخليفة و هي تطل في وجهها بفضول

" أرخي وأشد يا مولاتي " ردت رفيدة بتأدب و صراحة

" هذا جيد " قالت زوجة الخليفة بتفكير وبعدها قالت بنبرة أكثر جدية من نبرتها السابقة :" هل تعلمين لماذا طلبت مقابلتكِ؟ "

" لا بصراحة .... و لكن مولاتي زبيدة كانت قد أعلمتني أنكِ ستشرحين كل شيء لي "

" أوه .. العمة زبيدة لا تفوت التفاصيل " قالت زوجة الخليفة بلطف و أكملت :" بصراحة نعم نحن بحاجة لمعلم حساب إذ طرد المعلم السابق و لكني ايضاً بحاجة لمرافق للأولاد "

" مرافق؟ " سالت رفيدة بفضول

" لم يكن استحداث هذه الصفة امراً يسيراً و لكن نعم ! " قالت السيدة وهي تتنهد و قد امتلأت ملامحها برعب كبير و غصة .

" مولاتي دعيني أنا أشرح لها " تدخلت مريم بسرعة و قالت بهدوء و ثبات :" لم يكن للأولاد مرافق من قبل و لكن هناك ممثلين من ديوان الخاصة و الحرس و الحجاب بالاضافة للمعلمين هم المسؤولين عنهم "

وجدت رفيدة زوجة الخليفة ترتجف في مكانها و أكملت مريم :" و بسبب إهمالهم هذا حاول المعلم المجرم أن يغرق الأمير سليمان وهم غافلون عنه "

" يغرقه " صاحت رفيدة بشكل لا شعوري ! تخيلت ان يكون سليم او صهيب في هذا الموقف رجف قلبها من مجرد الفكرة و هي جالسة تحاول ان تكتم كل هذه المشاعر التي رسمت في عينيها و لكنها وجدت نفسها تغوص في مكانها برعب وكأنها تغرق مكان الأمير الصغير وفهمت سبب خوف زوجة الخليفة المسكينة

" علم مولاي الخليفة و لكنهم قالوا أنه .... " قالت مريم و كأنها تفكر و أكملت :" أنه شخص مريض في عقله ... لقد احضروا تقريراً يؤكد ذلك "

" ان كان ... مريضاُ ... لماذا؟ ... ل .. لماذا قد يفعل شيء كهذا لطفل؟ ... طفل !" سألت رفيدة و الصدمة قد سرقت من فمها كل الكلام !

" ليتنا نعرف و لكنه هرب فعلاً ... و ورقة الجنون التي ظهرت فجأه جعلتنا متوجسين " قالت مريم بغضب لم تكتمه

لم تفهم رفيدة كيف يهرب وسط كل الحراسة التي وضعت في القصر !

" ولكنها كانت المدخل الذي ساعدنا ... هنا يأتي دورك يا رفيدة أنتِ سترافقين الأولاد وتكونين المسؤولة عنهم " قالت مريم و أكملت :" كما ترين نحن لا نثق بديوان الحرس ... و مع الأسف لا نثق بديوان الخاصة نفسه !"

" و لكنني لا أجيد القتال ... فكيف سأحميهم هذه مسؤولية تفوقني " قالت رفيدة بخوف

" ان ما حصل كان نتيجة إهمال كما أخبرتكِ مريم ! و مولاي وجه بشكل خاص أن يكون مرافق الأطفال مسؤول مسؤولية كاملة عن الأولاد و ستكون بين يديكِ الكثير من الصلاحيات " قالت زوجة الخليفة السيدة سلمى بنت الأشيبي و أكملت :" صلاحيات ليست في يدي حتى و ان طالبت بها قد يسرقون مني أولادي يمنعونهم عني بشكل كلي، فأنا و بالرغم من مكانتي كسيدة أولى إلا أنني لا أمتلك الحرية بالتحرك في هذا القصر فما بالك بحريتي بالتعامل مع أولادي " و اخيراً أضافت بحزن :" استطعت أن آخذ حق اختيارك وهذا في حد ذاته انجاز "

" ولكن !... لماذا تثقين بي يا مولاتي؟ " قالت رفيدة بتردد

" أثق بالعمة زبيدة ... كما أنني من ردة فعلكِ للتو علمت أنكِ أهل للثقة " قالت السيدة سلمى بلطف

كانت هذه الثقة التي تكلمت عنها السيدة زبيدة من قبل ! و لكن بقية هذه المهمة صعبة وثقيلة على كاهلها، فهي لم توقع لتلعب هذا الدور الكبير، و لكنها كلما قلبت الأمر في عقلها وجدته الحل الوحيد أمامها، مع ذلك وجدت نفسها في لعبة لم تدري ان كانت هي أهل لها ام لا !

" حاضر " تذكر أنها قالتها باستسلام وسط ابتسامة زوجة الخليفة الحزينة ونظرة مريم القلقة .

وما ان خرجت وجدت نفسها تهجم على مريم بهلع حقيقي، خوف لم تستطع ان تنفس عنه عند الأم الهلعة على أولادها

" ارجوكِ يا سيدتي اشرحي لي أكثر " قالتها رفيدة

" اهدئي و اتبعيني " قالت مريم بصرامة

تبعتها رفيدة حتى وصلوا لغرفة مكتب في الطابق الأرضي كان في جانبه نافورة ضخت ماء صافي كان صوت خرير الماء منها عالي كأنه شلال . د

" هنا سنكون بمأمن أكثر " قالت مريم و أكدت بغضب :" ان حوائط القصر رقيقة "

و من تلك الجملة تعلمت رفيدة هذا الدرس أن القصر عبارة عن أعين وآذان و هي كانت ستكون أحدها لتصل لهدفها و لكن لم تتخيل أنها ستفعل هذا من باب مسؤوليتها .

أشارت لرفيدة للجلوس جلست رفيدة و عينيها تنطق بالأسئلة

" إن مولاتي قد جاءت من خلفية بسيطة كما ترين " بدأت مريم كلامها و أكملت و هي تمشي في الغرفة تتأمل النافورة في الحديقة الخارجية :" ابنة موظف ثالث في ديوان الصحة والعناية ..... و هذا .... بالطبع ترك القوم يعضون على ألسنتهم و لكنها كانت اختيار مولاي فمن عساه فيهم سينطق؟ "

" من هم ؟ " سألت رفيدة و هي تفك الطلاسم

" نسيمهم هنا في قصرنا المتواضع بذور إبليس " قالت مريم بمزاح و أكملت :" القصر ليس كما تتخيلينه يا رفيدة فهنا لا يوجد صديق هناك حليف مزاجي او عدو فقط لا غير "

جلست رفيدة وهي تستمع و تحاول ان تستوعب اللعبة التي وجدت نفسها فيها اليوم !

" فبذور ابليس يا رفيدة هم أربعة، ديوان الخاصة، ديوان الحرس، ديوان الحجاب وديوان بيت المال "

" و ما الذي يجعلهم يعادون مولاتي؟ " سألت رفيدة

" لأنهم كانو يطمحون لتزويج مولاي بفتاة نبيلة وابنة صاحب ديوان بيت المال " قالت مريم و على وجهها السخرية كانت واضحة و أكملت بانزعاج " و بالطبع هذا جعلها مستهدفة و لم تكن موضع ثقة حتى مع من كان يعاديها ... زادوا خناقهم عليها يوماً بعد يوم يرتجفون من فكرة أنها قد تسيطر على مولاي ... يعلمون أن حبه لها قد يجعله يغير أموراً لصالحها "

" كل هذا للمصالح والسلطة؟ " سألت رفيدة و التي وقفت أمام كل هذا كتلميذة صغيرة تحاول أن تفهم و علمت أنها يجب أن تتعلم من مريم ايضاً الكثير .

" عليك أن تعلمي يا رفيدة ان مولاتي لا يسمحون لها بالتحدث مع الاولاد من دون أن يقدموا تقريراً بالحديث الذي دار بينهم و بين مولاتي و هناك أوقات معينة للزيارة و بل وصلت بهم الجرأة بأن منعوا عنها رؤية أي تقرير يخص صحتهم وتعليمهم بحجة سلامتهم وأمنهم !"

" و لكن ما الذي ساغيره أنا؟ " قالت رفيدة

" ان توجيهات مولاي الخليفة واضحة أنت تمتلكين كل الصلاحيات المتاحة لتسهري على راحة الأولاد ... ولكن عليكِ ان تكوني ذكية في أخذ هذه الصلاحيات "

" و لكن ماذا يعني ان يمنعوا أماً من الاقتراب من أبنائها؟ "

" لقد كان هذا بسبب حادثة استغلوها لصالحهم ... عندما كان زيد ابن السنة كانت هناك وصيفة تم زرعها لتغتال الأمير زيد عندما كان ابن السنتين "

" اغتيال؟؟؟ لطفل رضيع؟؟ " صاحت مجدداً

" مع الأسف ... و من بعدها أصبحت و اياها تحت المراقبة وموضع تحقيق دائم و وصمنا بأننا لا نستطيع تحمل المسؤولية و من بعدها سحب الأطفال من تحت يدنا بشكل ناعم شيء فشيء " قالت مريم بإنزعاج

" ان هذا كثير !" قالت رفيدة بغضب

" و لكننا اليوم لعبنا لعبتهم ضدهم ... قالت مريم بضحك و أكملت بجدية :" لكن اعلمي ان طريقك لن يكون ممهدا ً بالورد يا رفيدة ... استغلي كل الفرص و كوني عوناً لنا "

" بال ... بالتأكيد سأفعل " قالتها و هي تبتلع ريقها من حمل المسؤولية و أكملت :" و لكني بالتأكيد لن أفعل شيء دون توجيه "

" هذا صحيح أنتِ ذكية و تفهمين المطلوب " قالت مريم براحة

إذ علمت رفيدة أنها ستكون الأداة لزوجة الخليفة لتصل لأولادها

" عليكِ أن تعلمي امراً آخر " قالت مريم

" ما هو؟ "

" لقد كانت حادثة الإغراق صعبة على الأولاد ... فقد حاول الصغير عمر أن ينقذ سليمان و المجرم قام بلكمه في عينه مما تسبب باصابة مؤقتة في عينيه ... اما زيد فهو يشعر بالغضب لأنه لم يكن متواجداً ليحمي اخوته ! و لذلك كوني صبورة "

ابتسمت رفيدة و قالت بعد فترة :" ان الصبر هو أكثر ما أجيده يا سيدتي "

و اخيراً وجدتها تقدم لها لوح خشبي صغير حمل شعار الشمس و له لون أبيض

" هذا تصريحك و لكن اعلمي انه لا يتعدى قصور الخاصة، مع انني قاتلت ولكنهم عاندوا و لكننا سنجد حلاً ... ستكلم مولاتي مولاي الخليفة بهذا الخصوص ... كل ما استطعت فعله هو انني أقنعتهم أن أكون أنا المسؤولة عنكِ بشكل خاص، فنحن ضمن ديوان الخاصة و أنا أعود مباشرة لصاحب الديوان ... لأنني لست أهل ثقة لأكون في كيان مستقل مع مولاتي كما جرت العادة القديمة " قالت مريم و هي تشرح

" و لكن تحت امرة من كنت سأكون؟ " سألت بفضول و تمنت أنها لم تسأل

" السيد بدير "

تنفست رفيدة بفزع وهي تتنهد

" دعيني آخذك لغرفتكِ اليوم ارتاحي فغداً يوم حافل " قالت مريم بلطف و هي تضحك من ملامحها التي انكمشت من ذكر الأخير

2025/06/15 · 4 مشاهدة · 2521 كلمة
رملة
نادي الروايات - 2025