"سمعتُ أنكِ تترددين كثيرًا على الحديقة."

عند كلمات البابا، فتحت أورتي عينيها اللتين كانتا مغمضتين

لم يكن لدى أورتي إيمان قوي بالمعبد بشكل خاص

لكنها أتت إلى المعبد لأنها لا يمكن أن تغيب عن غرفة ة التأمل تمامًا، فصادفت البابا دون توقع

"نعم، فحديقة المعبد تعجبني."

"من المؤكد أن المعبد يبدو مملًا لكِ، لذا من الجيد أنكِ وجدت شيئًا تستمتعين به."

نظر أورتي إلى البابا بهدوء.

كان البابا يبتسم ابتسامةً خفيفة وما زال مغمض العينين حتى تلك اللحظة.

"هناك شيء واحد أود أن أسألكِ عنه."

"تفضل."

أجابت أورتي بهدوء، و هي تظن أنه حان وقت هذا السؤال أخيرًا.

لقد مرت أربعة أيام منذ وصولها إلى المعبد، و غدًا ستعود إلى قصر الدوق ويكيند، لذا لم يبقَ لدى البابا سوى وقت قليل لطرح هذا السؤال.

'سيسأل عن علامة القديسة بالتأكيد'

كانت أورتي تتردد في الإجابة التي أعدتها مسبقًا في ذهنها.

لكن عندها سأل البابا.

"هل يعاملكِ الدوق ويكيند أو أبناؤه جيدًا؟"

كان سؤال البابا بعيدًا كل البعد عن توقعات أورتي.

"ماذا؟"

لم تتمكن أورتي من الرد في الوقت المناسب وسألن متعجبة.

"كنت أريد أن أسألكِ عن هذا دائمًا."

"لا ينقصني شيء."

بغض النظر عن كراهيتهم أورتي، لم يقطع الدوق ويكيند الدعم المالي عنها أبدًا.

لذا كانت أورتي تشتري الفساتين والمجوهرات في كل الفصول و تغير الأثاث بالكامل عندما يحين الوقت.

ظننتُ أنها طريقة للتعبير عن الحب، و ظننتُ أنهُ اهتمامٌ منهم دون أن أدرك أنها كانت لا مبالاة.

كان الدوق ويكيند غير مبالٍ بأورتي إلى درجة قاسية، لذا لم يهتم بإنفاقها للمال.

و في الماضي، لم تكن أورتي تدرك ذلك، وكانت تخشى أن يزداد كره الدوق ويكيند لها إذا أنفقت ببذخ، فكانت تبذل قصارى جهدها للتقشف.

و في الحقيقة، هو يكرهها بما فيه الكفاية أصلًا.

على أي حال، لهذا السبب لم تكن كلمات أورتي "لا ينقصني شيء" كذبًا على الإطلاق، وإن كان المعنى الحقيقي مختلفًا.

"هذا مريح، مع تقدم العمر، تزداد مخاوفي العبثية من هذا وذاك دون داعٍ."

قال البابا ذلك مازحًا وهو يفتح عينيه.

"المعبد مفتوح دائمًا لكِ، آنسة أورتي."

"شكرًا لك."

ابتسم البابا ابتسامةً خفيفة

"يبدو أنكِ تعتقدين أن كلامي غير صادق."

"لا يا قداسة البابا، أنا أصدقكَ حقًا......"

"كلفني أحدهم أن أنقل لكِ هذه الرسالة."

التفت البابا إلى أورتي.

"التغيرات الصغيرة جدًا ستغيركِ يا آنسة أورتي."

"تغيراتٌ صغيرة؟ ما هي؟"

"مهما كانت، فهي تعود إلى إرادتكِ، آنسة أورتي."

نهض البابا من مكانه.

"هذا أمرٌ مؤكد، فذلك الشخص يهتم بكِ أكثر مما تتخيلين."

بهذه الكلمات، غادر البابا غرفة التأمل.

جلست أورتي مذهولةً لفترة طويلة، ثم أغمضت عينيها وهزت رأسها ببطء.

كان هذا أول مرة يُظهر فيها البابا مثل هذا الود تجاهها.

حاولت أورتي التخلص من شعورها الغريب ونهضت من مكانها.

'إنها مجرد كلمات لدفعي للعودة إلى المعبد مرة أخرى، ليتأكد إن كانت علامة القديسة قد ظهرت.'

هدأت أورتي قلبها وخرجت من غرفة التأمل.

بينما كانت أورتي تتجه إلى غرفتها، رأت الحديقة فتوقفت عن السير بشكل لا إرادي.

فسألتها ماني التي كانت خلفها.

"هل ستذهبين اليوم أيضًا؟"

كانت أورتي تزور الحديقة يوميًا دون انقطاع، لكنها لم ترَ التنين ولو مرة واحدة منذ اليوم الأول.

غدًا صباحًا ستعود إلى قصر الدوق ويكيند، لذا كان اليوم هو فرصتها الأخيرة.

إذا مضى اليوم، فالفرصة التالية ستكون بعد أشهر على أقل تقدير.

"آنسة أورتي؟"

أبعدت أورتي نظرها عن الحديقة.

"سأرتاح اليوم."

"ستنتقلين بالعربة غدًا، لذا من الجيد أن ترتاحي، سأساعدكِ في الاستحمام مبكرًا والراحة."

في تلك الليلة، لم تستطع أورتي النوم بسهولة.

"لم يمضِ سوى بضعة أيام، لكنني استمتعت بخدمتكِ يا آنسة أورتي."

نظرت أورتي إلى ماني عبر المرآة عندما قالت ذلك.

"ماني."

"نعم، آنسة أورتي."

'لماذا أعجبكِ؟'

كان هذا السؤال الذي أرادت أورتي طرحه على أهل المعبد.

كانت تتساءل عن سبب معاملة المعبد لها بهذا الشكل فقط لأنها ابنة القديسة.

فد كانت تتعرض للكراهية من عائلتها، عائلة الدوق ويكيند، مما جعل الأمر أكثر غرابة.

'ليسوا مثل جوناس الذي يكرهني.'

يحبون القديسة، ومع ذلك يحبون أورتي التي تسببت بموتها.

أدركت أورتي ذلك. أن حبهم للقديسة يفوق ببساطة كراهيتهم لها.

بدلًا من طرح السؤال الذي كان يدور في ذهنها دائمًا، ابتلعته أورتي مرة أخرى.

"أراكِ لاحقًا."

عند هذه الكلمات التي تعِد باللقاء مجددًا، ابتسمت ماني ببريق.

توجهت أورتي إلى العربة بمرافقة يوهان.

بفضل تفريغ الممر عمدًا لأن أورتي تشعر بالضيق من كثرة الاهتمام، تمكنت من التحرك براحة

"آنسة أورتي."

"سيادة الكاردينال."

اقترب الكاردينال، الذي جاء لتوديعها.

"جئتُ لأقدم لكِ هدية، آنسة أورتي."

كان ما قدمه لها ماءً مقدسًا.

"إنه ماء مقدس صنعته بنفسي."

كان الماء المقدس الذي يصنعه أشخاص مثل الكاردينال أو البابا، ذوو القوة المقدسة العالية، أكثر فعالية بمرات عديدة مقارنةً بما يصنعه الكهنة العاديون.

لكنهم غالبًا ما يكونون مشغولين باستخدام قوتهم المقدسة في أمور أخرى، لذا يعد الماء المقدس الذي يصنعونه نادرًا وثمينًا للغاية.

"استخدميه عندما تحتاجينه يا آنسة أورتي، لكن من فضلكِ، لا تستخدميه لأجل الآخرين، بل احتفظي به لنفسكِ فقط."

كانت كلمات الكاردينال غريبةً جدًا.

في السابق، كانت أورتي تتلقى الماء المقدس منهم كثيرًا، لكنها لم تستخدمه لنفسها أبدًا، بل كانت تعطيه في الغالب للدوق ويكيند.

لم يكن مستوى الماء المقدس شيئًا لا تستطيع عائلة الدوق ويكيند الحصول عليه، لكنها أرادت أن تكون ذات نفع لهم ولو قليلًا.

لذلك، لم تستخدم أورتي الماء المقدس لنفسها ولو مرة واحدة، وكلمات الكاردينال بدت وكأنه لاحظ ذلك منذ البداية.

"شكرًا لك، سيادة الكاردينال."

ربت الكاردينال على كتف أورتي برفق ثم تراجع إلى الخلف.

أمسكت أورتي بالماء المقدس وصعدت إلى العربة ممسكةً بيد يوهان.

عندما نظرت عبر النافذة فجأة، التقت عيناها بعيني الكاردينال الذي ابتسم وأحني رأسه، ثم بدأت العربة بالتحرك.

قبل أن تغمض عينيها، دار ضوء أزرق في رؤيتها، لكن أورتي لم تفتح عينيها مجددًا.

***

فتحت أورتي عينيها، ثم ضيقت عينيها عندما رأت أن ما فوقها لم يكن سقفًا أبيضًا.

"آه."

لقد عدتُ من المعبد أمس.

فركت أورتي عينيها المتورمتين قليلًا ونهضت من فراشها.

'أنا جائعة.'

ارتدت أورتي شالًا ولبست حذاءها الداخلي، ثم فتحت باب الغرفة.

و بينما كانت تتجه إلى غرفة الطعام، ظهر كبير الخدم.

'سيدي الدوق يطلب حضور الآنسة.'

كان المشهد المألوف يتكرر مجددًا.

"سأتناول الطعام ثم أزوره بنفسي."

"قال أنه يريدكِ الآن."

لم يُظهر كبير الخدم أي نية للتراجع.

حدقت أورتي في كبير الخدم، أو بالأحرى في رقبته المائلة قليلًا.

بعد أن تأملت تلك الرقبة لفترة طويلة، توجهت أورتي إلى المكتب دون رد.

طرقت الباب فجاءها الإذن بالدخول.

كان الدوق ويكيند يراجع الأوراق، وتوقف للحظة لأنه لم يتوقع أن تكون أورتي هي القادمة.

"اجلسي قليلًا."

"حسنًا."

جلست أورتي على الأريكة، وتجولت عيناها بشكل طبيعي نحو المزهرية فوق المكتب، فتجعدت جبهتها تلقائيًا.

لم يكن ذلك مفاجئًا، فقد كانت المزهرية تحتوي على زهور ذابلة لم تُزل، ومع ذلك كان بها ماء.

بدا الماء صافيًا، كما لو أنه تم استبداله حديثًا، وهو مشهد غريب يحاول إحياء ما قد مات بالفعل.

نهض الدوق ويكيند من مكانه بعد أن انتهى من مراجعة الأوراق وجلس على الأريكة.

"هل عدتِ من المعبد بالأمس؟"

"نعم."

رفع الدوق ويكيند كوب الشاي الموضوع أمامه. و نظرت أورتي، كالعادة، إلى المساحة الفارغة أمامها.

"هل قال لكِ البابا أو الكاردينال شيئًا على انفراد؟"

"لا."

تحدثت أورتي دون تردد.

"لم نلتقِ سوى مراتٍ قليلة."

صمت الدوق ويكيند للحظة، فربما كان يفكر أو يتذوق الشاي، ثم وضع الكوب جانبًا.

"هل قالوا شيئًا عن والدتكِ؟"

كان هذا سؤالًا مفاجئًا، لكن أورتي لم تنظر إليه باستغراب أو تسأل، بل أجابت بهدوء كعادتها.

"لم يفعلوا."

"حقًا؟"

"وهل لدي سببٌ لأكذب على الدوق؟"

كانت أورتي تتساءل بصدق.

أليس من الطبيعي ألا يشك فيها، هي التي كانت دائمًا متعلقةً به بشكل أعمى؟

"حسنًا، إذاً."

اتكأ الدوق ويكيند على ظهر الأريكة كمن كان متوترًا ثم اطمأن.

__________________________

شكلي ظلمت اهل المعبد مب بس ماني الحلوه كلهم يجننون الا جوناس الزفت

احس شي غريب دايمالمعبد والكهنة يروعون وكريهين اما ذولا احن على اورتي من اهلها😭

شكلهم يدرون بالتنين

Dana

2025/03/30 · 13 مشاهدة · 1218 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025