"سمعت أنكِ تغيّبتِ عن الدرس اليوم أيضًا."
'آه، هل كان هناك درس اليوم؟'
الآن بعد أن فكرت في الأمر، أظن أنني سمعت كلمات سيا وهي تقول أن المعلم جاء يبحث عني بينما كنت نصف نائمة.
ردت عليها أورتي قائلةً بأن يأتي مرة أخرى غدًا، ثم سُمعت صرخة المعلم الغاضبة من خلف الباب قبل أن يختفي.
يبدو أنه ذهب مباشرةً إلى الدوق ويكيند بعد ذلك.
"لقد فقدتُ اهتمامي."
"إنها معرفة أساسية. يجب أنت تحضرِ."
"سأفعل."
اومأت أورتي برأسها بطواعية.
"لكنني سأقلل عدد الدروس إلى مرة واحدة في الأسبوع. كما قلت، لم يعد لدي اهتمام."
"افعلِ ما تشائين."
أجاب الدوق ويكيند بلا مبالاة.
لأن أورتي كانت تعلم أنها ستحصل على هذا الرد، أضافت شيئًا آخر.
"سأتوقف تمامًا عن التدريب أيضًا."
لم تذكر نوع التدريب، لكنها كانت واثقةً من أن الدوق ويكيند سيفهم فورًا.
فالتدريب الوحيد الذي تقوم به أورتي هو زيادة طاقتها المقدسة.
"ماذا؟"
"أنت تعلم ذلك جيدًا، أليس كذلك؟"
التقت عينا أورتي بعيني الدوق ويكيند. وعندما رأت تلك العينين الذهبيتين، أدركت شيئًا.
لقد مر وقت طويل جدًا منذ آخر مرة تلاقى فيها نظرهما.
"أن طاقتي المقدسة ضعيفة."
علاوةً على ذلك، لم يكن من الغريب أن تولد أورتي، التي لم تكن الابنة البيولوجي للقديسة، بطاقة مقدسة أقل من توقعات الآخرين.
رغم مغادرة أورتي، بقي الدوق ويكيند جالسًا بهدوء على الأريكة. و استرجع الحديث الذي دار بينه وبينها.
"تدربتٌ لسنوات، لكن لم يتغير شيء."
"هذا غير ممكن. هل من المحتمل أنكِ لم تتدربي بشكل صحيح؟"
عند سماع تلك الكلمات، ومض بريق في عيني أورتي الخاليتين من المشاعر.
كان ذلك للحظة قصيرة جدًا، قبل أن تتحدث مجددًا بنبرة هادئة.
"يبدو أنني لم أكن محظوظة. رغم أنني ابنة القديسة، لم أولد سوى بهذه الطاقة المقدسة التافهة."
عندها، ولأول مرة، شعر الدوق ويكيند بإحساس من الديجافو.
فالذكريات المتفرقة التي يحتفظ بها عن أورتي كانت دائمًا تصورها وهي مفعمةٌ بالأمل والتوقع بشأن طاقتها المقدسة، بل وكانت تجتهد في تبرير نفسها خوفًا من أن تخيب ظنه.
قبل سنوات، عندما ذكرت أورتي القديسة قائلة إنها بمجرد مرور بضع سنوات ستصبح مثل والدتها، وطلبت منه الانتظار، غضب الدوق ويكيند.
ومنذ ذلك الحين، لم تبادر بذكر القديسة أمامه مرة أخرى.
لكن عندما يتعلق الأمر بالطاقة المقدسة، كانت هي من يذكر القديسة أولًا.
هكذا كانت أورتي.
"سأنصرفُ الآن."
قالت أورتي ذلك عندما نهضت من مكانها.
"آه، لدي شيء أخير لأقوله، دوق."
ثم أشارت إلى المزهرية التي أمر الدوق ويكيند بتغيير مائها يوميًا.
"تلك الزهرة ماتت بالفعل. لقد تأخرت."
نظر الدوق ويكيند إلى الزهرة التي أشارت إليها أورتي. و كانت معظم بتلاتها قد تساقطت، ولم يتبقَ سوى بضع بتلات بالكاد متشبثةٌ بها.
شعر بألم غامض في صدره، فمرر يده على موضعه.
بدا وكأن قلبة ينبض بألم.
***
بعد خروجها من مكتب الدوق، توجهت أورتي مباشرةً إلى قاعة الطعام.
كان الوقت متأخرًا على الغداء، لكنه لا يزال مبكرًا على العشاء، توقيت غير محدد تمامًا، ومع ذلك فتحت أورتي باب قاعة الطعام بثقة وسحبت حبل الجرس.
لم يمضِ وقتٌ طويل حتى هرع الخدم إلى الداخل، وانحنوا بسرعة، لكن عندما أدركوا أن من استدعاهم لم تكن سوى أورتي، توقفت حركاتهم المتوترة.
"آنسة؟"
"أحضِروا لي الطعام."
تبادلوا النظرات فيما بينهم، محاولين استيعاب الموقف. وبعد أن كانوا متصلبين بسبب النداء المفاجئ، سرعان ما استرخوا.
"آنسة، الوقت الآن غير مناسب تمامًا. لا يمكننا تقديم الطعام لكِ."
"لماذا؟"
تفاجأ الخادم الذي أجابها من سؤال أورتي.
"لما؟ لأن الطعام غير جاهز، بالطبع."
"إذًا، قوموا بإعداده وأحضروه لي."
"هاه......"
أطلق الخادم تنهيدةً عميقة.
"آنسة، ألم تفهمي؟ لن نحرك الطهاة من أجل إعداد الطعام لكِ وحدكِ."
"يبدو إذاً أنكم لن تتحركوا حتى عندما يكون الدوق هو من سيتناول طعامه وحده؟"
"ماذا؟ بالطبع لا. كيف يمكن مقارنة الأنسة بالدوق؟"
"وما الفرق؟"
تفحصت أورتي الخادم الذي تحدث، ثم أشارت إلى أحد الخدم الصغار في السن.
"أنت، قل اسمي."
"ن- نعم؟ آه......الآنسة أ-أورتي ويكيند."
"اسمي يتضمن لقب ويكيند، إذن هل هناك مشكلةٌ أخرى؟"
لم تكن مهتمةً بهذا الجدال العقيم، لكن لم يكن بإمكانها الاستمرار في سد جوعها بسندويشات رقيقة أو تفاح طوال الوقت.
بوجه بارد، أشارت بذقنها.
"أحضِروا الطعام."
"......نعم، نعم. سنفعل."
لم يجد الخدم أي ثغرة في كلامها، فانسحبوا بوجوه متجهمة. وبعد بضع دقائق، عادوا وهم يحملون الطعام.
كان حساء البطاطا بارداً تمامًا، واللحم عبارةٌ عن قطعة قاسية مكونة بالكامل من العصب.
"استمتعي بوجبتكِ."
قهقه الخدم فيما بينهم.
نظرت أورتي إلى الطعام أمامها.
ربما لأنها اعتادت على المعاملة التي تلقتها في المعبد خلال الأيام الماضية، لم ترَ في هذا سوى نفايات طعام.
"التغييرات الصغيرة ستغيركِ، آنسة أورتي."
'تغيير صغير.'
قررت أورتيه أي تغييرٍ سيكون الأول بالنسبة لها.
بهدوء، دفعت الطبق نحو الأرض برفق.
تحطم-!
تحطم الطبق، وتطاير الحساء ليصيب أطراف فساتين الخادمات وأطراف سراويل الخدم القريبين منها.
"آه!"
"آنسة! ما الذي تفعلينه......؟"
"آه."
تحدثت أورتي إليهم ببرود.
"لقد كان خطأ."
تلعثم الخادم.
"مـ-ماذا؟"
"أحضِروا لي طعامًا آخر."
"آنسة-!"
"قلت، أحضِروا الطعام."
قاطعت أورتي كلام الخادم دون أن ترفع صوتها.
احمرّ وجهه غضبًا وهو يلهث، ثم استدار بعنف.
"هذه المرة، لا تسقطيه حتى لو كان بالخطأ."
كان الطبق الذي وضعه أمامها يحتوي على نفس الطعام تمامًا.
قبل أن يتمكن الخادم حتى من التراجع، دفعت أورتيه الطبق مجددًا.
"خطأٌ آخر."
هذه المرة، تطاير الطعام حتى وصل إلى الجزء العلوي من جسده، بل وتطايرت شظايا الزجاج على قدميه.
"آنسة!"
"مهما ذهبت مرات عدة، إذا كان الطعام بهذه الطريقة، سأكرر نفس 'الخطأ'."
"حتى وإن كنتِ آنسة، هذا التصرف غير مقبولٍ بتاتًا......"
"وقت العشاء قد اقترب."
نظرت أورتي من النافذة.
و كان النهار قد تقدم كثيرًا وأخذت الشمس تغرب تدريجيًا.
"عندما يدخل الدوق، سأبكي وأتوسل إليه. سأقول له أن الخدم حاولوا مرارًا أن يطعموني نفايات الطعام."
"......."
"حتى وإن كان يشكُّ بأن كلامي كذب، فلن تنجوا من العقاب."
بالطبع، كانت تلك كذبة.
كانت أورتي تعلم جيدًا أنه حتى لو مرضت بسبب تناول هذا الطعام وتقيأت، فلن يرمش الدوق ويكيند بعينه.
لكن الخدم الذين لا يعرفون شخصية الدوق ويكيند بدأوا في التردد.
"هذه هي الفرصة الأخيرة. أحضروا طعامًا يمكن للدوق تناوله أيضًا."
"......نعم."
"و البقية، نظفوا هذا."
تقدم بعض الخدم بحذر وبدأوا بتنظيف الفوضى التي انتشرت على الأرض.
بعد مرور عدة دقائق، وعندما بدأ الغروب يزداد، عاد أحد الخدم.
كان الطبق يتكون من حساء البطاطا المطبوخ جيدًا، وشرائح لحم طرية وعصارية، وسلطة طازجة مع صوص لذيذ كطبق رئيسي.
بدأت أورتي في تناول كل شيء بسرعة، رغم أنها شعرت أن بطنها سينفجر.
ومع ذلك، بما أن هذه كانت أول مرة تتذوق فيها طعامًا جيدًا في منزل الدوق ويكيند، لم تتوقف.
وبعد أن انتهت من تناول جميع الأطباق حتى الحلوى، نهضت أخيرًا من مكانها.
"أوه؟ الدودة؟"
وفي تلك اللحظة، تصادمت مع إيرين الذي كان قد دخل للتو إلى قاعة الطعام استعدادًا للعشاء.
ابتسم إيرين بسخرية وهو يفحص أورتي من رأسها إلى أخمص قدميها.
"هل استسلمتِ الآن؟ لما لم تصمدي شهرًا كاملًا؟"
أمسكت أورتي بملابس نومها وأعطت تحيةً بخفض رأسها قليلًا.
"ماذا؟ مهلاً، أيتها الدودة، إلى أين تذهبين؟"
أمسك إيرين بمعصم أورتي. فنزعت أورتيه يدها من يد إيرين بقوة،
"لقد انتهيتُ من تناول طعامي."
"ماذا؟"
"سأغادر الآن، السيد الشاب."
توجهت أورتي نحو غرفتها تاركةً إيرين خلفها.
وبمجرد أن أغلقت باب الغرفة، انهارت أورتي على الأرض.
"آه......"
كانت بطنها تؤلمها بشدة.
كانت بالتأكيد تشعر بعسر هضم. و كان الغثيان يتصاعد، لكن أورتي ابتلعت ريقها وصمدت.
كانت ملامح وجهها مشوهةً بسبب الألم، لكن بشكل غريب، خرجت ضحكةٌ صغيرة منها.
"هههه."
ضحكت أورتي بصوت منخفض واحتضنت كتفيها بكلتا يديها.
كانت بطنها تكاد تنفجر وكان شعور الامتلاء يسيطر عليها، لكنها ابتسمت.
لماذا لم أحاول فعل ذلك من قبل؟
بالطبع، انتظرت وقتًا طويلاً، تنافست مع الخدم، وتحدتهم حتى حصلت على الطعام المناسب، لكن كل هذا لم يكن شيئًا مقارنةً بما كانت تتحمله طوال الفترة الماضية.
"لقد كان الأمر سهلًا هكذا......"
همست أورتي لنفسها.
كم من الوقت مضى منذُ أن كنت محاصَرةً في قفص صغير؟
________________________
ياعمري أول أكلة زينه لها في بيتها 😔
اقترح تنقلين عفشس للمعبد أبرك
حتى الغرفه هناك أكبر من الغرفه في ويكيند ذاه
يوم قالت للدوق تراك تأخرت الورده ماتت يوجع عميقة مره
Dana