هلي حبايبي اهلا وسهلا فيكم في وحدة من الروايات في العالم
صلوا على النبي صلى الله عليه ولنبدا 💜
"ماذا عليّ أن أفعل... كي تُحبّني؟"
كان وجهها مبللًا بالدموع، وصوتها يرتجف وهي ترفع عينيها نحو الرجل الذي كان واقفًا أمامها.
"هل يجب أن أكون مثل جانيت؟ هل ستُحبّني حينها؟ هل ستناديني باسمي بلطف؟ إن حاولت أكثر... وبذلت جهدي...؟"
لم يكن هناك رد.
"هل ستضمني إليك يومًا بدلًا من أن تدفعني بعيدًا؟"
قال دون تردّد، بصوت بارد وجاف:
"فوق جثّتي."
"لِمَ؟!"
صرخت بتوسّل.
"لكني أيضًا... ابنتك! لقد كنت معك أطول من جانيت! كنت بجانبك طيلة هذا الوقت!"
كانت الكلمات تتساقط من شفتيها المرتعشتين كأنها تمسك بطرف الحياة.
نظر إليها الإمبراطور ببرود لا يُحتمل، ثم قال بازدراء:
"كائن أحمق."
ودفع يدها الصغيرة التي كانت تتشبث بثوبه.
"لم أعتبرك ابنتي يومًا."
---
"هاه؟!"
استيقظت فجأة، وصدر عنها صوت حاد، وسقطت الخشخيشة من يدها الصغيرة.
(ما هذا؟ لماذا تذكّرت هذا المشهد الآن؟)
كان مشهدًا مألوفًا، ومؤلمًا أيضًا.
رواية قرأتها منذ زمن، عندما تركها أحد طلاب الإعدادية على الطاولة في المقهى حيث كنت أعمل ليلًا.
رواية تافهة، بعنوان:
[الأميرة المحبوبة]
(هل تذكّرت ذلك بسبب اسمي؟ أثناسيا... مثل البطلة التي ماتت في عيد ميلادها الثامن عشر؟)
"اخرسي! لماذا تُسقطينها دائمًا؟"
صرخت الخادمة فجأة، وركضت لالتقاط الخشخيشة.
قالت بملل وهي تضعها في يدها مجددًا:
"خذي هذه، العبي بها."
(هل تمزحين؟ لم تمسحيها حتى؟ كم أنتِ مثيرة للاشمئزاز!)
رمَتها مرة أخرى.
"أووواااه."
"ما بكِ الآن؟ لدي عمل لأقوم به! عليّ أن أخيط هذا القماش!"
رفعت الخادمة الخشخيشة للمرة الثالثة، وقالت بتهديد:
"إن بكيتِ مجددًا، فلن أُهدهدك. أنا مشغولة!"
(أنا طفلة، أيتها الغبية! هل تتوقعين مني أن أكون متفهمة؟!)
وضعتني في مهدي، تأفّفت، وخرجت
رفعتُ يدي إلى الأعلى، أحدّق في الأصابع القصيرة التي أتحكّم بها بصعوبة.
(هل هذه أنا؟ هل هذا جسدي؟)
كنت أملك عقلًا بالغًا داخل جسد طفلة رضيعة.
كل ما كنت أفعله هو الأكل والنوم.
(ابتلعتُ الأقراص المنومة... ثم استيقظت هنا؟ هل هذه حياة ثانية؟ أم حلم؟)
لكنّ الأيام تمرّ، وكل شيء يبدو حقيقيًّا جدًا.
(إنني... في عالم الرواية.)
---
الخادمات يتحدثن من حولي. كنت ألتقط كلمات متفرقة من أحاديثهن.
من بينها، خادمة طيبة تدعى "ليليان" – أو "ليلي".
كانت لطيفة، على عكس الأخريات، وتبتسم لي دائمًا.
وجهها جميل، ناعم، وشعرها بنيّ طويل.
"أميرتنا الصغيرة، أثناسيا..."
هكذا كانت تناديني وهي تهزّ مهدي بلطف.
ابتسمت لها، رغم أنني لا أملك أسنانًا حتى الآن.
لكن فجأة... رأيت الحزن في عينيها.
(ليلي... لا تنظري إليّ بهذه الطريقة... أنتِ أجمل حين تبتسمين.)
"أوه، أميرتي، حان وقت النوم."
(مجدّدًا؟ لكن النهار لا يزال في منتصفه!)
كنت أتململ، أركل الهواء، أعبّر عن امتعاضي.
أريد أن ألعب قليلًا.
أريد أن أستكشف هذا الجسد الجديد... أن أفهم من أكون!
لكن ليلي ابتسمت بهدوء وهمست:
"ينبغي أن تنامي جيدًا حتى ينمو جسدك بشكل صحي."
وأحبطت تمرّدي الصغير في لحظة، ثم غطّتني وخرجت من الغرفة.
---
أحيانًا... كنت أنظر إلى يديّ.
أصابع صغيرة، ممتلئة، بشرة ناعمة للغاية.
(هل هذا... جسدي الآن؟)
لقد كنت فتاة بالغة.
كنت في الثامنة عشرة من عمري.
لكنني متُّ.
أو هكذا ظننت.
كنت يتيمة.
ترعرعت في دار أيتام.
قالت لي إحدى الفتيات هناك إنهم وجدوني أمام الباب، في إحدى الليالي، ملفوفة بقماش بسيط.
بدون اسم، بدون هوية.
سمّاني المدير "جيهي لي"، لأنه وجد ذلك الاسم في دفتر هاتف قديم.
حين عرفت ذلك، لم أشعر بشيء.
جميع الأطفال من حولي كانوا في نفس الحال.
لم نكن نعرف ما تعني كلمة "عائلة".
كنت أظن أنني بخير، رغم كل شيء.
لكننا كنا مجبرين على النضج بسرعة.
كنا نقاتل من أجل الطعام، من أجل الملابس، من أجل أي شيء.
وعندما غادرت دار الأيتام، ظننت أنني نلتُ حريتي.
لكن الحقيقة... أنني كنت على وشك الانهيار.
كنت أعمل ليلًا ونهارًا فقط لأدفع الإيجار.
عملت في مطاعم، في مغاسل سيارات، في أي مكان يمكنني فيه كسب القليل.
كانت حياتي شاقة، مؤلمة، بلا معنى.
وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة،
كنت وحيدة في غرفتي الصغيرة، أرتجف من البرد.
غطائي لم يكن يكفي.
كنت جائعة، متعبة، باردة...
(هل سأموت هكذا؟)
استجمعت قواي المتبقية، وذهبت إلى مدير المطعم أطلب منه أقراصًا منومة.
بعد تردد طويل، أعطاني بعضًا منها.
ابتلعتها وعدت إلى الغرفة...
ونمت.
نمت... وكأنني أغرق.
كان نومًا عميقًا، مظلمًا، بلا نهاية.
لكنني استيقظت.
استيقظت... في هذا الجسد الصغير.
---
(أنا الآن أثناسيا دي ألبيريا... ابنة الإمبراطور.)
وأعرف تمامًا كيف تنتهي قصتي.
في الرواية...
ستموت أثناسيا في عيد ميلادها الثامن عشر، على يد والدها.
---