استغفروا الله حبايبي 💜
كان ذلك اليوم مختلفًا.
ليلي دخلت الغرفة على غير عادتها، تتنفس بسرعة ووجها شاحب.
"أثناسيا... أميرتي الصغيرة، لقد جاء أمر من القصر الرئيسي!"
رفعت عيني إليها ببطء، متظاهرة بأنني لا أفهم ما تعنيه.
(أمر من القصر الرئيسي؟ هذا لم يحدث من قبل.)
"سوف... سوف يتم إحضارك إلى القصر الإمبراطوري، لمقابلة جلالة الإمبراطور..."
تجمد كل شيء.
ليلي، التي كانت دائمًا تهتم بي بهدوء وثبات، كانت ترتجف الآن وهي تمسك بالرداء الذي ستلبسني إياه.
(الإمبراطور؟)
أبي؟
الرجل الذي قتلني في الرواية الأصلية؟
الرجل الذي لم يرني قط منذ ولادتي؟
---
"لا تخافي، سأكون معكِ، وسأهتم بكِ."
كانت تحاول أن تبدو مطمئنة، لكنها كانت قلقة جدًا.
(أوه، ليلي... أنا التي يجب أن أطمئنكِ.)
"هل تعرفين لماذا استدعاني فجأة؟"
سألتها بهدوء، وهي تلبسني الرداء الأبيض المطرّز بخيوط ذهبية.
ارتجفت للحظة، لكنها قالت بصوت منخفض:
"لا أعلم، يا أميرتي... لم يخبرونا."
---
حين ركبنا العربة التي أرسلها القصر، كان قلبي ينبض بقوة غير معتادة.
أخذت نفسًا عميقًا، محاوِلة تذكّر كل ما قرأته في الرواية الأصلية.
في النسخة التي قرأتها، لم تذكر الرواية متى قابلت أثناسيا والدها أول مرة.
فقط قيل إنها عاشت طفولة معزولة، ثم قُتلت في عيد ميلادها الثامن عشر.
(هل هذه إضافة جديدة؟ أم أنني غيرت مجرى القصة؟)
---
دخلنا جناحًا من القصر لم أرَه من قبل.
جدرانه العالية، النقوش الذهبية، الممرات الطويلة... كل شيء كان يلمع بفخامة مخيفة.
كانت الأرضية من الرخام الأبيض، وعليها سجاد أحمر فاخر، ووقف الحراس بزيّهم الإمبراطوري الصارم.
(إنه عالم آخر تمامًا.)
ثم توقفت العربة.
فتحت الأبواب، وأُنزِلت منها، وأنا بين ذراعي ليلي.
"هذه هي؟"
قال رجل بصوت رسمي.
"نعم، هذه هي الأميرة أثناسيا."
"حسنًا، أدخلوها."
---
سِرت بين الممرات، وقد أُعطيتني يد ليلي المرتجفة دفئًا كنت بأمسّ الحاجة إليه.
ثم وصلت أمام بوابةٍ ضخمة مزخرفة،
فتحها الحُراس.
"ادخلي."
---
دخلت الغرفة الكبيرة المليئة بالضوء... وكان هناك.
جالسًا على العرش، ملفوفًا بعباءة سوداء طويلة، وعيناه الزرقاوان تلمعان ببريق بارد كالثلج.
إنه هو.
الإمبراطور كلوديا دي ألبيريا.
---
حين نظرت إليه،
أدركت أن كل الكلمات التي قيلت عنه لم تكن كافية لوصف حضوره المرعب.
كان وسيمًا بصورة لا تُصدّق، لكن باردة، خطيرة، مجرّدة من أي دفء إنساني.
عيناه... كأنهما خُلِقتا لتجميد الدماء في العروق.
(يا إلهي...)
---
سرت قشعريرة في ظهري، رغم أنني لم أكن قريبة منه بعد.
تقدّمت خطوتين إلى الأمام.
ثم...
"هذا هو الشيء؟"
قال بصوت منخفض.
(…؟)
"هذا الطفل؟"
تابع وهو ينظر إليّ كأنني حشرة غريبة.
"ابنتي؟"
---
شعرت بالجو يبرد فجأة،
ليلي انكمشت بجانبي.
لكني، رغم خوفي، رفعت رأسي نحوه.
(إذا كنت سأنجو، فعليّ أن أبدأ من هنا.)
---
اقتربت خطوتين أخريين،
ثم توقفت.
رفعت فستاني القصير وانحنيت.
"تحية لجلالة الإمبراطور العظيم."
---
صمت.
كأن العالم كله توقف.
ثم...
"هل تعلّمتِ هذا من الخادمة؟"
(ماذا؟)
"طفلة في عمرها، لا يمكنها فهم هذا النوع من التحيات."
أدار رأسه، ونظر مباشرة إلى ليلي.
"أنتِ... علمتِها ذلك؟"
ليلي شهقت، وركعت بسرعة.
"لا يا مولاي! لم أفعل، أقسم! لم أعلّمها شيئًا، إنها فقط... تفعل ذلك من تلقاء نفسها!"
---
(سيئة... سيئة جدًا...)
لقد أظهرت الكثير من الذكاء.
طفلة رضيعة تتحدث بهذا الشكل، وتنحني، وتستخدم ألقاب رسمية...
(أحمق! لقد كنت غبية!)
---
"هممم..."
كان الإمبراطور لا يزال يحدّق بي.
ثم نهض من عرشه.
(يا إلهي...)
---
خطا نحوي ببطء، كل خطوة منه تُحدث صدى في الأرضية الرخامية.
"كم تبلغ من العمر؟"
سأل وهو ينظر إليّ من أعلى.
"سنتان تقريبًا، يا مولاي."
أجابت ليلي بصوت خافت.
---
ثم، فجأة... انحنى.
نزل إلى مستواي.
وجها لوجه.
---
"طفلة في هذا العمر... تنحني لي هكذا؟"
مدّ يده.
وللحظة... ظننت أنه سيصفعني.
(سوف يقتلني...)
لكن بدلً
ا من ذلك، أمسك ذقني الصغيرة بأطراف أصابعه، ورفع رأسي بلطف.
نظر في عينيّ مباشرة.
كان وجهه قريبًا جدًا،
لكني لم أتراجع.
(لا تُظهري الخوف...)
(لا تُظهري أي شيء.)
---
مرّت ثوانٍ طويلة...
ثم قال بصوت هادئ:
"كم هو غريب."