"ما الذي يجب على فعله لأجعل جلالته يحبني؟"
آثاناسيا نظرت للشخص الواقف أمامها و وجهها مغطي بالدموع ،لكن اباها الإمبراطور كلود كان ينظر إليها بلا مشاعر
"ايجب أن أكون كچانيت ؟ إن كنت كذلك هل ستحبني؟استعاملني كما تعاملها؟
هل ستنادي اسمي بلطف و الدفء يغمر عينك كما تنادي اسمها؟
أن عملت بجد أكثر من الأن.."
اختها الغير شقيقة الجميلة.. چانيت
حصلت على المجد الذي لم تحصل عليه شقيقتها ابدا..و ليس هذا فحسب ، لقد سرقت اباها أيضاََ"
"بدلاََ من أن تلقي بي بعيداً و تتدفعني هل ستحتضنني بيديك هذه؟ "
أن تمتلك الجرأة لتشير لهذا الاسم امامه لابد انها كانت مختلة عقلياََ في هذا الوقت
"هذا لن يحدث حتى أن توقف الأمر على مماتي! "
"كيف يعقل هذا؟!"
كلود لم يتردد في أن يجيب هذه الاجابة و لم يكن متفاجئاََ و لو قليلا و هو ينظر إلى ابنته التي كانت هادئة و مطيعة دائماً بعد ما اصبح حالها يرثي له بهذا الشكل
"انا أيضاً ابنه جلالته، لقد كنت برفقتك فترة أطول من چانيت "
هذا تطلب من اثاناسيا كل شجاعتها لتتوسل لأمنيتها الأولى و استغاثتها الأخيرة لكن اباها، الملك كان متحجر المشاعر لاخر وقت
"انسانة سخيفة"
وجه هذا الرد إلى ابنته بقسوة..
الايدي التي كانت تتشبث بقدم كلود سقطت و فقدت قوتها، هذه الكلمات الصعبة الذي جعلت عقل و أفكار آثاناسيا في انهيار تام لقد كان هذه قاسي كفاية لجعل أذنيها تنزف في أي وقت من قسوة الحديث
"و أيضاً ..
انا لم اعتبركِ ابدا كأبنة لي"
المحيط الأزرق الصافي في عين آثاناسيا تحول يأس عميق
.
.
.
*شهقة*
-تفاجؤ-
خطر على بالي فجأة هذا المشهد من رواية قد قرأتها سابقاََ و الذي جعلني عاجزة عن الكلام
" لماذا افكر فجأة بهذه الرواية؟"
لقد كانت رواية رومانسية قرأتها عندما تركتها زبونة في مركز الألعاب الذي كنت أعمل فيه بدوام جزئي
رواية "الأميرة المحبوبة" بعنوانها الغريب الذي كان يناسبها جدا كما أن قصة هذه الرواية كان غير اعتيادية كما كانت طفولية
و هذا بسبب الأميرة ذو الثامنة عشر عاماً الذي انتهت حياتها بالقتل على يد والدها الإمبراطور و الذي يحمل نفس اسم ابي!
" اوه لا ، انا لست محظوظة على الإطلاق !
لالا ،يجب أن أخرج هذه الأوهام من عقلي
اخرجي- اخرجي!!"
-اوبس-
لقد اوقعت لعبتة الدينج-دينج من يدي
" ملحوظة:تقصد لعبة الأطفال التي تصدر صوت جرس عندما تهتز"
حينها استيقظت الخادمة التي كانت نائمة على الكرسي بسبب صوت الجرس..
" يا إلهي ما الذي يجعلك غاضبة لهذا الحد؟ لقد اسقطتي لعبتك مرارا و تكراراََ!"
" مرارا و تكراراََ؟ لقد سقطت اللعبة مرة واحدة فقط! ما الذي اسقطته ايضاََ لألقي هذه المعاملة و أيضاً الأطفال يسقطون الأشياء كثيرا!"
قلت هذه الكلمات لنفسي بأنفعال!
بعدها حذفت لي عصا لألعب بها..
" هذا التصرف غير منطقي على الإطلاق!"
"توقفي عن الازعاج و العبي بهذه بهدوء"
حتى لو.. الن تقومي بتنضيف هذه اللعبة التي وقعت على الأرض؟ لا أعلم أن كان هذا العالم حقير بطبعه أم أن هؤلاء الأشخاص لا يهتمون بأمري لاني الأميرة الأقل أهمية
ايمكن انني لم أعد أميرة؟! *بكاء* انا لا اريد ان أصدق هذا
-وااه-
لقد أوقعت لعبة الجرس مرة أخرى على الأرض..
حتى و إن كنت طفلة كل ما تستطيع فعله هو الزحف هذا تصرف خاطئ منها
لكنها اتت بعدها لتهدئني بغض النظر ان علامات الانزعاج كانت تملأ وجهها..
" لماذا تبكين؟ انا مشغولة جدا و لدى الكثير من الخياطة، انتظري ساحضر الجرس لكِ"
-بدأت ابكي بصوت أعلى-
انا لا احب هذه اللعبة لقد أسقطتها مرتين بالفعل!
انها متسخة و ليست من نوع العابي المفضلة!
حتى لو كان جسدي جسد طفلة أن علمتي كم يبلغ عمري العقلي اللعب بهذا الجرس لن يكون مسلي جدا!
" اسئمتي من هذه اللعبة؟"
قمت بالايماءة براسي عدة مرات
بعدها حملتني الخادمة من على الأرض إلى سريري و تركتني
و ذهبت
أن كنتي ذهبتي لتجلبي لي جرس آخر لا تعودي مرة أخرى حتى!!
استلقيت بهدوء و نظرت للجانب الأخرى حينها رأيت ايدي ناعمة و لطيفة تقوم بحملي
.
.
.
انا متأكدة انني نمت بعمق بعدما اخذت حبوب النوم خاصتي لكن عندما فتحت عيني مرة أخرى وجدتني في هذه الهيئة! هذا لا يبدو منطقي على الإطلاق صحيح؟؟ ماذا الذي يحدث بحق الجحيم؟ لقد أصبحت طفلة!!
علاوة على ذلك، الخادمات هنا يخدمن أميرة المملكة و التي من المفترض انها انا العالم بالتأكيد وصل لآخر مراحل جنونه
"يا اميرة!!!"
ياألهي هذه الخادمة دائماً هكذا ،هل من المسموح لكِ ان تفتحي باب غرفة يوجد فيها طفل بهذا الشكل و تصرخي كما اردتي؟!
" رئيسة الخدم قالت لي اننا لدينا نقص في الميزانيات فقط العبي بما لديكِ هنا"
الخادمة اجبرتني أن احضر الجرس مرة أخرى بيدي و عادت مرة أخرى للخياطة
ان عدتي مرة أخرى للبكاء لن اهدئكِ هذه المرة انا مشغولة جدا
كلماتها و نبرة صوتها معي دائما غير لطيفة و قاسية
" انا مجرد ط ف ل ة!!! كيف تتوقعين أن أفهم هذه الكلمات واااااه هذا غير غادل ابدا"
ربما من ممكن بالنسبة لشخص كان يتيم في حياته السابقة أن تولد كأميرة مرة اخري و بفمك ملعقة من ذهب أمر عظيم، لكن لما يجب أن أكون أميرة يتم معاملتها بهذا الشكل؟
.
.
.
لقد كنت يتيمة في حياتي السابقة
عشت حياتي في دار أيتام
ذات مرة أخبرتني فتاه أكبر سناََ مني معي في نفس دار الأيتام
"انني كنت طفلة حديثة الولادة عندما وضعت أمام دار الأيتام حينها كنت ملفوفة بقطعة من الملابس"
عندما سمعت هذا الكلام كان قبل عام من دخولي المدرسة الابتدائية
كانت هذه الفتاه في سن التاسعة عشر و هذا هو السن الذي يجب أن تغادر فيه الميتم
و بما ان امي لم تعطيني اسماََ حتى فقد استخدم رئيس الدار اسم عشوائي و منحه لي و كان
"لي-چي"
الأطفال في الميتم سنوات لم يكونوا أطفال حتى
بسبب قلة الإمكانيات و فقر الميتم لقد كنا نتصارع دائما على الطعام
و عندما كنت افكر في هذه الفتاه الأكبر مني سناََ التي غادرت
كان هذا يعطيني بعد الأمل و الحماس للمغادرة انا ايضاََ من هذا المكان الرث
لكن للأسف.. الواقع ليس شئ يمكن إدراكه بخيلاتك فقط
و بالنسبة لفتاة يتيمه لا تمتلك المال أو.. اي شئ
بعد مغادرتي لدار الأيتام لم يكن هناك شيء لم أفعله لكسب المال
غسلت الصحون حتى تخدرت يداي
عملت أيضا في مركز الألعاب حيث كانت السجائر تملأ المكان
و غسلت السيارات في الطقس الحار حتى أنني أصبت مرة بضربة شمس
تمنيت ان اعيش كطالبة عادية و اقوم بأشياء مثل الدراسة و المواعدة
لكن الأمر كان مستحيل بالنسبة لي
لقد كنت أعمل دائماََ و لم أستطع الابتعاد عن عملي و لو ثانية واحدة
واو يبدو أن هذا الشتاء سيكون صعب جدا
لقد كنت في منزلي ارتجف من البرد
و افكر في مثل هذه الأشياء
إن كان الأمر هكذا فالصيف كان أفضل بكثير
لم أستطع النوم من شدة البرد
اخذت حبوب النوم خاصتي و عندما فتحت عيني
فجاءة..
اصبحت أميرة!!
-يتبع-