101 - دموع ورغبة هلين

"أ.. أنا لا أفهم، كيف أصبح بهاده القوة في هاد الوقت القصير...؟" تمتمت سيرانيا لنفسها بصوت متقطع وهي تتكئ على سيفها لإلتقاط أنفاسها...

لم تتجاوز معركتها مع أرثر حتي تلاثين دقيقة، لكن جسدها كان مليئا بالجراح، والإرهاق بدا يسيطر عليها...

من جهة أخرى كان أرثر بحالة سليمة، ببعض الخدوش وجراح الصغيرة منتشرة على جسده...

أخدت سيرانيا نفسا طولا، وعيناها لا تفارق أرثر الذي يمزق وحشاها بكل وحشية، في كل مرة يتجددان فيها...

بقوة وسرعة إنطلقت سيرانيا موجهة سيفها لرقبة أرثر الذي كان مشغولا بوحشيها...

"أنت حقا متابرة... "

تمتم أرثر لنفسه، وغلف يده بمخالب من برق، وبهدوء أمسك سيفها بيدها، ومن يده أخري أطلق كرة من ظلام، قذفت سيرانيا لتصتدم بأرض، ببعض الضلوع المكسورة وجراح أخري تضاف لجراها الأولي...

"سيرانيا سأعطيك خيارين، أنا حقا معجب بقوتك وذكائك، و الأكثر طموحك، هل لذيك إهتمام بأن تصبحي من اتباعي...؟ "

سأل أرثر بهدوء وهو يمسك كل وحش من وحشيها بيد من عنقه...

أغلقت سيرانيا عيناها وبضعف رفعت سيفها نحوه...

"أنا أرفض، كمحاربة، أنا لا يمكنني تحمل عار خيانة جنسي وطني، أرجو ان تفهم دالك أرثر... "

تنهد أرثر، وبشعاع من كل يد، قام بتبخير الوحشين ، وبهدوء بدا يتقدم نحوها...

"لقد إتخدت قرارك سيرانيا، لكن أنا أسف لكني لا أهتم، سأقوم بمحو ذكرياتك ومنحك ذكريات جديدة، أنا مقبل على حرب كبيرة، وسأخسر بما لذي من قوة الآن... "

إتسعت عينى سيرانيا من كلامه، وتسللت القليل من قشعريرة لعمودها الفقري...

قبل أن تحمل نفسها على هجوم، إختفي أرثر من أمامها وبخطوات كشبح ضهر خلفها ووضع يده على ضهرها...

قبل ان يستجيب جسدها لحركته، خيط عملاق من البرق أرجواني ضربها...

سقطت الأخيرة على ارض وذخان ينبعت من جسدها، وحروق كبيرة ضهرت عليها، وكدالك جروح...

"أنا أسف حقا سيرانيا، في الوضع العادي كان يفترض ان تهزميني بكل سهولة، لكن... "

توقف أرثر في منتصف كلامه وبهدوء جلس أمام سيرانيا التي كانت تكافح للوقوف بكل جروحها...

"ل.. لكن مادا...؟" سألت أخيرة بصعوبة وهي تحاول تصحيح تنفسها المطرب...

"لقد أخبرتك سابقا، أنا لا أعلم حتي من أكون، أنا جزء من شيئ كبير، ودالك هو سبب تمكني من أن اصبح بهاده القوة في هاده المدة القصيرة جدا، لولا كوني عنصرا غير طبيعي، لكانت المعركة من نصيبك... "

تنهدر أرثر مجددا بشكل مطول، وأدار نظره نحو سيرانيا بتعبير غير قابل للقراءة...

"ه.. هكذا إذن، سبب خسارتي لم يكن بسبب أني ضعيفة جدا.. ."

"لا أبدا، أنت قوية جدا، أنت قريبة من قوة سكارا خاصتي، وأنت أيضا أقوة خصم أقاتله وجها لوجه... "

إبتسم سيرانيا بضعف وهو تسمع كلامه، سيرانيا بطبعها لم تكن ضعيفة أبدا...

من بين جميع أتباع أرثر، كان سكارا هو الوحيد أقوي منها، بفارق ليس بكبير...

"وداعا سيرانيا، لم يكن من مفترض موتك بهاده الطريقة، لكن أنا لست طيبا لذرجة عفو عن شخص أراد قتلي... "

بمعرفتها أن قتال لا طائل منه، وأنه مهما فعلت لن تتمكن من فوز ضد أرثر الذي يقف شامخا أمامها ، إنحنت وهي تضرب رأسها بأرض...

"أنا لست جبانة للخوف من الموت او توسل لحياتي، لكن من فضلك انا أتوسل لك، فل تقتلني فقط، أرجوك ارثر لا تجعلني أقاتل أصدقائي وإخوتي، من فضلك... " توسلت سيرانيا بستماتة وعجز شديد، وهي تنتظر رد أرثر، الذي كان يبدي تعبيرا باردا...

"أرفض، في العادة هادا ما كنت سأقوله، وسأفعل ما اريد، لكن أنت قاتلتي بشرفك كمحاربة، وسأشعر بالعار لتلويث شرفك، لذالك سؤحقق أمنيتك الأخيرة... "

أضاءت عيناها وهي تسمع كلامه، وبهدوء رفعت نظرها نحوه وهي تنتظر نهايتها كمحاربة مخضرمة قاتلت وقتلت في ساحة المعركة، على يد محارب شريف ...

"وداعا سيرانيا، سأتذكرك كمحاربة قوية... "

"وداعا أرثر، أرجو أن تستعيد مشاعرك المفقودة... "

إبتسم أرثر بلطف من كلامها وتوهجت عيناها بقليل من سعادة...

"شكرا لك... "

مع كلمات أرثر، غلف الظلام يده، ووضعها على صدر سيرانيا، وفي أقل من خمس تواني سقطت الأخيرة وروحها قد فارقت جسدها...

"شكرا سيرانيا، لقد ساعدتني كثيرا حقا، لكن يبدو ان تخلي عنك صعب حقا... "

بطريقة تبعت على هدوء والسرور، وأيضا إطمئنان، إنبعث ضوء أبيض جميل من جسد أرثر وهو وغلف جسد سيرانيا...

في أقل من خمس دقائق، عولجت جميع جروحها وإصاباتها...

_الإيقاض..._

"فل تستيقضي أيتها المحاربة، وإخدميني أنا من يقف أمامك، أنا سيدك، وملكك، أنا أرثر.. ."

ضرب إنفجار صغير مكان سيرانيا، وبكل إحترام إنحنت على ركبة واحدة وسيفها قربها...

"مولاي، هاده الخادمة المتواضعة تحيي حظرتك، من فضلك إمنحني أوامرك... "

إبتسم أرثر وبلطف وضع يده على كتفها...

"مرحبا بك من جديد سيرانيا، سأ... "

قبل ان ينهي ارثر كلامه وضع يده على فمه وهو يسع الدم، بينما بدأ تعب يضهر عليه...

"مولاي... "

بقلق ساندته سيرانيا، وجعلته يجلس...

"يبدو أنني قريب من حدودي... " تمتم أرثر لنفسه بصوت ضعيف...

"مولاي حالتك ليست جيدة، من فضلك عل.. ."

وضع أرثر يده على كتفها وهو يبتسم في وجهها، قبل أن تنهي كلامها...

"سيرانيا فل تتبعيني هناك شيء علي إهتمام به أولا... "

اومات الأخيرة برأسها...

وبهدوء أخرج أرثر جناحيه وبدأ يتجه نحو الأسف، نحو حظور لشيئ غريب جدا...

بعد أن تجاوز عدد كبير من غرف، وقف أرثر أمام الغرفة التي ينبعة منها الحظور، وبعد ان فتح الباب إتسعت عيناه في صدمة، مما يراه...

"مولاي هادا.. ."

تمتمت سيرانيا خلفه وهي بنفس حالة صدمته...

تقدم أرثر عدة خطوات ونظره لا يفارق ما أمامه...

"أربعة أطفال من ظلام الخالص، يبدو ان تودوري ترك شيئا خارقا خلفه... "

تمتم أرثر لنفسه، وهو يري أربعة أجساد أمامه ، لرجل يبدو في خامسة وعشرين من عمره بشعر أسود وجسد منحوت العضلات بشكل مميز،، وقربه فتاة تبدو في عشرين من عمرها بشعر أسود أيضا، وجسم متناسق ومثير، وقربها طفلين فتاة وفتي، كان الفتي في حوالي سادسة عشر من عمره أما فتاة ففي خامسة عشر، كان كلاهما أيضا بشعرأسود متوسط الطول، كانو جميعا في حالة تشبه السبات ذاخل قشرة سوداء غريبة تشبه البيضة...

إبتسم ارثر وعيناه تتوهج بسرور كبير...

"لم اتخيل أن أقول هادا لكن شكرا لك تودوري، سأستعمل هاؤلاء أطفال بأفضل شكل ممكن، سيرانيا فل تتراجعي قليلا للخلف من فضلك.. ."

إمتتلت سيرانيا لأمره، وبهدوء تراجعت وحذرها وتركيزها في أقساه

ضرب أرثر الجانب أيمن من صدره حيث كان القلب أسود ينبض، وبتانية غلف الظلام أربعة أمامه...

_الإيقاض..._

إستمر أرثر في تغليفهم بظلام لأكثر من عشر دقائق، وبعد إنقضاء المدة، إمتص الأربعة كل ظلامه ، جلس أرثر على أرض وهو يحدق بهم...

"فل تستيقدو يا أطفالي، والدكم وسيدكم ينتظركم، فل تستيقدو وقمو بخدمتي... "

بمجرد إنتهاء أرثر من كلامه، فتح الأربعة أعينهم وخرجوا من قشرات في لمحة عين، وبكل إحترام إنحنوا على ركبة واحدة أمامه...

"نحن نحيي والدنا العظيم، من فضلك فل تأمرنا... " ×4

تكلم الأربعة بصوت واحد وإحترام شديد، وهم ينتظرون اوامر من والدهم...

ببتسامة دافئة وقف أرثر ومسد رأوسهم، ونظر في أعينهم بلطف

"مرحبا بيكم، يا أطفالي الأعزاء، والدكم سعيد بإنضمامكم له... "

إتسعت أعين أربعة، وكثير من فرح وفخر تصاعد في صدورهم، رغم أنهم خرجوا للحياة لتوهم، لكن هناك شيئ واحد مأكد في قلوبهم...

وهو والدهم، مجرد مدح صغير يشعرهم بالفرح وسرور لدرجة لا توصف...

رفعت الفتاة الأصغر بينهم نظرها نحوه، وبإحترام وبعض الخجل قالت...

"والدي، م...من فضلك ه... هل يمكنني عناقك...؟ "

إبتسم ارثر وأطلق ضحكة صغيرة، وبلطف مد يداه حولها وعانقها...

في تلك اللحظة لم تعلم الفتاة مادا يحصل معها، دالك الدفء الذي يتصاعد داخلها وملأ قلبها، جعلها تتمني ان تستمر تلك لحظة الأبد في حضن والدها...

"والذي أنا أيضا من فضلك، هل يمكنني...؟ "

تكلم الفتي الصغير، وهو يشعر بالغيرة من شقيقته الصغيرة...

"بالطبع يمكنك... "

في لحظة التعارف تلك لب أرثر كل مطالب أربعة، بكل دفء وحرص...

وفي الخلفه كانت سيرانيا تنظر لدالك المنظر بحرص شديد وتركيز، خوفا على حالة أرثر من تدهور أكثر

"والذي، إسمحي لي بصفتي الأكبر بين إخوتي بشكرك، نحن ممتنون لحصولنا على أب وسيد مثلك، نحن سنكرس حياتنا وكل ما نملك لك..."

إبتسم ارثر وعيناه لا تفارق أربعة أمامه...

"شكرا لكم، أنا سأعتمد عليكم كثيرا، فل تكونو مستعدين..."

"حاضر والدي..." ×4

مع إنتهاء كل شيئ إستدار أرثر للمغادرة مكان، وبلطف أمسكته الفتاة الصغيرة من يده...

"والدي، انا أسفة لو طلبنا الكثير، لكن ه... هل يمكنك منحنا أسماء...؟ " بخجل قالت

"بالطبع سيكون من دواعي سروري، حسنا، الصغيرة، سيكون إسمك تشين، أما بالنسبة لصغير سيكون إسمك ليني... "

إبتسم الصغيرين بسعادة وفرح والبهجة ملأت قلبيهما...

"حسنا انتما إتنان.. "

وقف أرثر أمام أخوين الكبيرين...

"حسنا إذن، بالنسبة لك صغيرتي سيكون سارة، وأنت سيكون إسمك ملاينر(mlaynr)..."

إنحني كل من سارة وملانير بحترام...

"شكرا لك والذي... " ×2

مع إنتهاء كل شيئ، تصاعد تعب غريب على أرثر، مما دفعه للجلوس على ارض وظهره مسند للحائط...

بشكل غير متوقع بدا في سعال بقوة، وتقيئ قليل من دماء...

"مولاي... "

"والذي... "×4

تقدمت سيرانيا و أطفال الأربعة حوله وكثير من قلق مرسوم عليهم...

إبتسم ارثر بضعف ورفع يده ليطمئنهم...

" يبدو أن جسدي لم يكن مستعدا بعد لدالك إنتقال في قوة... "

نظر ارثر ليده وقبضها بقوة...

"أطفالي وأيضا سيرانيا لذي مهمة لكم، هناك وحش حاول التنمر علي عندما كنت ملعونا قبل بضعة أيام، أريكم ان تجدوه، ... "

رفع ارثر إسبعه بلطف وهو يضيئ، ونقل كل شيئ عن الوحش لداخل رأوسهم...

إنحني الجميع بحترام وتعابير من حزم وجدية على وجوههم...

"والذي، من فضلك هل يمكنني قتله بعد أن نجده.. ."قال ملاينر بحزم وهو يخفي مشاعره بحتراف...

"سيكون تمرينا جيدا لكم، حسنا، أطفالي فل تحضرو لي رأسه، سيرانيا أريدك ان تراقبي فقط، غير مسموح لك بالتدخل، وأيضا لا داعي للقلق علي أنا متعب قليلا فقك ... "

"أمرك... "×5

كأشباح إختفي الأربعة من دون اثر، وكدالك سيرانيا

تاركين أرثر في مكانه، يعالج حالته...

بتوهج من سواره أخرج أرثر نوع من كرستالات زرقاء...

"سكارا هل ماتزال حيا صديقي...؟"

تكلم ارثر، وعبر كرستالة سمع صوت لضحكة ضعيفة قليلا....

"أجل نوعا ما، لقد كنت قريبا من نهاية هاده المرة، وأنا مازلت اعاني تبعات إستهثاري، لكن مادا عنك يبدو أنك عانيت أكثر مني... " تكلم سكارا وصوته يحمل قليل من سخرية، بينما يضحك بضعف غريب...

قابل ارثر كلامه بضحكة وهو يسعل دماء من فمه، بينما هالة سوداء ضهرت تحت عيناه من تعب الغريب...

"صحيح، ا.. أنا حقا متعب، وجسدي يؤلمني كثيرا، علي إعتراف، ترك دالك ملاك يستولي على جسدي كان خطأ كبيرا... "

بصعوبة بدا أرثر يكافح لإبقاء عينه مفتوحتين، ولون جسده بدا يصبح شاحبا أكثر فأكثر...

"سكارا أنا سأنام قليلا فل تأتي لمكاني عندما تنتهي... "

"أجل سوف أفعل عندما أستعيد قدرتي على دالك.. ."

بضعف أغلق أرثر إتصال، بينما سقط وعيناه تغلقان ببطء...

"يبدو أنك عانيت كثيرا أيها الصغير تائه... "

من قرب ارثر بصوت خطوات خفيف وصوت جميل، إقتربت منه هلين وبلطف وضعت يدها على رأسه...

في تلك اللحظة كان ارثر بالفعل قد فقد وعيه، وجسده يصبح أبرد وأكثر شحوبا...

بتوهج أسفر حول جسدها، وضعت هيلين يديها على رأس ارثر، وبدا ضوءها يغلفه...

وبعد عدة تواني بدا أرثر يستعيد لون جسده المعتاد، وبدا وضعه يعود لطبيعي، بستثناء هالة سوداء تحت عينيه...

"أنا أسفة أرثر، أنا حقا أسفة، أنت قد عانيت الكثيرا وستعاني الكثير والكثير في مستقبل من أجلنا، رغم أنك لا تتذكر أي شيئ بعد... "

بالحزن عليها تساقطت الدموع من عيناها بحسرة والكثير من الحزن...

"من فضلك أرثر فل تكن قويا، ف... فأنت أخر أمل لي لتحقيق رغبتي الوحيدة وهي رأية والذي مجددا، من فضلك أرثر ... "

بلطف عانقته هلين وهي تبكي بصمت وحسرة، بينما تحتضنه على صدرها...

"وداعا أرثر، أيتها الروح الحزينة، سأشاهدك دائما وأراقب حزنك وأحزن معك وأبكي معك، من فضلك فقط لا تستسلم فل تواصل المسير، وسنكون هناك معك جميعنا، .. ."

بتلك كلمات إختفت هلين من مكان ، ودموع تنهر من عيناها بحسرة شديدة...

2024/07/31 · 64 مشاهدة · 1810 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025