102 - اللقاء والنصيحة

"لقد وجدته، إخوتي.. ."

بين ثلوج متساقطة الخطيرة، بهدوء تكلم ليني وهو يركز على عاصفة التلجية العملاقة أمامه...

من خلفه وقف إخوته التلاثة ومعهم سيرانيا بتعابير غير قابلة للقراءة...

"ملاينر، أخي سأهتم بأمره لوحدي، لا حاجة لكي تتصرف بنفسك... "

بحترام تكلمت سارة وهي تنتظر رد ملاينر الذي لم ينطق بأي كلمة مند ان وجدو مكان الكائن...

"وحش قوي من العالم الأزرق، عالم حوريات النجوم... "

أخيرا بعد صمت طويل تكلم ملاينر وقليل من غضب يتصاعد داخله...

"طلبك مرفوض، فل ننطلق جميعا، هاده مهمتنا أولي من والدنا، يجب أن لا نخدله مهما حدث... " تكلم ملاينر بحزم وبظلام حوله توجه كالشبح لمكان الكائن وخلفه البقية...

"هممم، حظور غريب، من تكون ...؟!"

فتح الوحش عينيه وسأل ببعض الفضول...

على بعد عدة خطوات منه ظهرت تشين الصغيرة أمامه، وعيونها مظلمة ومخيفة، بينما درع من ظلام يغلفها...

"أنت هو اللعين الذي تجرأ على تنمر على والذي، عندما كان ملعونا... "

بصوت يبعت على قشعريرة تكلمت تشين، وقبل حتي أن يحرك الوحش فمه

إختفت من مكانها وأذخلت سيفها الأسود القصير في حلقه، وبطريقة بشعة إقتلعت حنجرته وحباله الصوتية، مما منعه من نطق...

مع الخطر الذي إستحضره الوحش من تشين، حاول رفع يده وتوجيه هجوم عليها...

لكن أماله إختفت عندما قطعت سارة كلتا يديه من كتف...

وبنفس السرعة، إقتلع ليني قدميه أيضا، مما جعل الوحش يسقط على أرض وسط بر كة من دماء، غير مدرك حتي لما يحدث معه...

"مجرد وحش وضيع وضعيف متلك يجرأ على تنمر على والذي، الموت هو مصيرك... "

كشبح وقف ملاينر على صدر الوحش وعيناه توحي بالغضب، بينما هالة السوداء تنبعت...

"أيها الإخوة، مولاي في حالة ليست جيدة، فل تقتلعو قلبه ورأسه ودعونا نعود لمكانه.. ."

من سماء فوقهم تكلم سيرانيا وعيناها هي أخري تتوهج بغضب...

"صحيح فل نسرع، ... "

مع كلامه، إقتلع ملاينر قلب الوحش، بينما إقتلعت سارا رأسه...

وكالأشباح غادرو جميعا متجهين نحو مكان أرثر، وقد أنجزو مهمتهم الأولي بأفضل طريقة ممكنة...

*******

"يبدو أنك قد عانيت كثيرا مجددا أرثر... "

بهدوء ولطف تكلمت إيرزا وهي تجلس قرب رأس أرثر، الذي كان نائما كالأطفال من تعب..

توهجت عينا إيرزا وإرتسمت إبتسامة جميلة على وجهها، وعيناها لا تفارق أرثر...

"الشخص الذي غير العالم قواعده عندما ولد.. ."

تنهدت أخيرة وبلطف بدأت تلعب بخصلة من شعره، وهي تسند رأسها على ركبها...

"ربما يكون دالك صحيحا، لكن في نظري أنت تبقي صديقي أول و الوحيد، أنا الأهتم بما سيحدث، سأبقي معك حتي النهاية أرثر... "

مع كلامها رفعت إيرزا بلطف رأس أرثر وأسندته على حضنها...

"ربما يوما ما، بعد أن تستعيد مشاعرك قد أتمكن من وقوف معك، أكثر من مجرد صديقة لك.. ."

تمتمت لنفسها بصوت أعلى من الهمس وهي تفكر، في ما سيحدث في المستقبل من مشاكل وصراعات...

بعد أكثر من نصف ساعة، فتح أرثر عيناه والهالة سوداء ماتزال تحتها...

"كيف تشعر أرثر، هل جسدك بخير...؟!"

بصوت جميلة سألت إيرزا وعيناها متبثة على عيناه...

"في الحقيقة ليس كثيرا، أنا مازلت متعبا جدا، لكن حالتي الصحية جيدة... " ببتسامة وصوت ضعيف أجاب أرثر..

وبصعوبة أبعد رأسه عن حضنها ووقف، وهو يترنح قليلا...

بسرعة ساندته إيرزا ولفت يده من فوق كتفها لتدعمه...

"أنت يجب أن تنتبه لنفسك، ألم أقل دالك...؟!"

أطلق أرثر ضحكة صغيرة من كلامها...

"صحيح، سأحاول في مستقبل أن أكون حرصا... "

بتلك كلمات بدأ الإتنان يتقدمان، لمغادرة المكان...

"إيرزا، مادا حدت لسيرا، ها عالجتها تلك مرأة، أم تركتها تموت...؟!"

أنزلت إيرزا نظرها نحو أرض ببعض الحزن، وهي تواصل تقدم معه...

"لقد قالت أنا ستهتم بأمرها، ورفضت قول أي شيئ أخر لي... "

"إذن لا شيئ لنا للقلق بشأنه، سوف نلتقي بها في يوم ما... "

بتلك كلمات غارد إتنان الجبل، وتوجها نحو مغادرة مكان...

"يبدو أنك عانيت كثيرا أرثر، حالتك سيئة جدا... "

بصوت ضعيف قليلا، وبخفقان من أجنحته لحق بهما سكارا وبدأ مغادرة معهما...

ضحك أرثر بسخرية من كلامه...

"صحيح سكارا، لقد عانينا كثيرا من هاده الرحلة الصغيرة، دعنا نعود للمنزل وبعدها نناقش كل شيئ..."

أومأ كل سكارا وإيرزا برأسه وبسرعة غادرو الجبال متجاوزين الثلوج المتساقطة، وكل تلك الوحوش الخطيرة خلفهم...

إستمر الثلاتة في تحليق ليوم كامل، لكن بسبب حالة أرثر الغير مستقرة بعد، قرر الثلاثة التوقف قرب أحد الوديان لإستراحة...

جلس أرثر وإستند بضهره لإحدي أشجار، وهو ينظر نحو السماء المزينة بالنجوم...

"سكارا لقد حصلت على ماكنا في حاجته صحيح...؟!"

بتوهج من سواره أخرج سكارا زهرة زرقاء جميلة تبعت بشعور بالبرد والثلج...

"هاده هي زهرة الثلوج الزرقاء، زهرة نادرة جدا، لا توجد سوي في عالم البشر، إنها كل ما نحتاج له... "

رفع أرثر يده وأمسكها، وببطء بدأ الثلج يغلف أسابعه، مرسلا البرودة لكامل جسده ...

"إنها حقا جميلة وخطيرة، الزهرة الزرقاء... "

تمتم أرثر لنفسه، وبتوهج طفيف من عيناه غلف الظلام الزهرة وأخفاها...

"سأحتفض بها، والآن من فضلكما أريد أن أرتاح قليلا.. ."

ببطء تراجع سكارا وإيرزا تاركين مجالا لأرثر ليرتاح ويريح جسده المجهد...

*والذي، أنت لست ب...*

*لا تقلقوا أيها الصغار جسدي يعيد هيكلة نفسه فقط، سأبقي متعبا لبضعة أيام، وربما أسابيع، وإن ساء الوضع قد أبقي لأشهر، لكن حياتي ليست في خطر، لدالك لا حاجة للقلق...*

فسر أرثر بلطف، ليزيل القلق عن أطفال أربعة...

*والذي لقد أنجزنا عملنا، وأحظرنا رأس الوحش وقلبه...*

أغلق أرثر عينيه وتنهد، ورسم إبتسامة صغيرة على وجهه...

*أحسنتم أيها الصغار في مهمتكم الأولي، لكن العمل الحقيقي سيبدء الآن، هناك بعض الأشخاص أريد منكم مراقبتهم...*

*من فضلك والذي نحن طوع أمرك فل تأمرنا بأي شيئ...*

بتوهج من إسبعه أرسل أرثر مجددا المعلومات لأطفاله...

*أيها الصغار، والذكم مقبل على حرب كبيرة، الفشل غير مطروح أبدا، فل تراقبو أولائك أشخاص وأخبروني بكل شيئ كيف ما كان، وتذكرو لا أحد غيري يجب أن يعلم بوجودكم ...*

توهجت أعين أربعة، وبعزم إنحنو على ركبة واحدة في إحترام

*أمرك والذي...*×4

مع إنتهاء تعليمات أرثر إختفي الأربعة كالأشباح من مكان...

*مولاي...*

قالت سيرانيا بقليل من قلق وهي تنتظر تعليمات أرثر...

*سيرانيا أريدك أن توصلي رسالة لوالذي...*

*أمرك مولاي...*

*أخبريه أنني أريد مقابلته بعد وصولي، بخصوص القديسة إلينا، وأيضا يمكنك إجابته عن اي سؤال يريد طرحه...*

*أمرك مولاي، إذن وداعا...*

بدون طرح أي أسئلة، غادرة سيرانيا نحو وجهتها، بينما بكثير من تعب نام أرثر تحت تلك الشجرة...

في صباح التالي بدأ الثلاثة تقدمهم مجددا، وبسبب حالة أرثر توجب عليهم إستراحة...

وبسبب دالك إستمرت رحلتهم اسبوعا كاملا للعودة ...

بمجرد أن إقترب أرثر من منزله، تقدم كل سكارا و إيرزا أمامه وهما مستعدان للقتال...

"يبدو أنك قد نجوت مجددا ارثر، هل يجب أن أهنئك أو أمدحك... "

بصوت أجش وقاسي صدر صوت لرجل أمامهم، بتعبير بارد على وجهه وعيون خضراء تضيئ بشكل مخيف...

تقدم ارثر عدة خطوات لأمام وعيناه لا تفارق الرجل أمامه...

"صحيح، سأشعر بقليل من تقدير إدا قمت بتهنأتي بعد كل ما فعلته بي أبي.. ."

أغلق إغريس عيناه وتنهد بينما وقف على بعد خطوة من ارثر...

"تهانين لك أيها الصغير أرثر، يبدو أنك وصلت لمرحلة متقدمة جدا، في هاده الرحلة... "

أطلق أرثر ضحكة صغيرة وهو يبتسم...

"شكرا لك أبي، ربما، لكن أنا كما تري الآن، حالتي يرتي ل..."

قبل أن ينهي ارثر كلامه، أمسك رأسه وهو يشعر بتعب مجددا وقليل من دوار...

ببطئ مد إغريس يده ووضعها علي صدر...

مع دالك مشهد غير مألوف سحب سكارا و إيرزا سيفاهما وحاولنا تقدم...

"توقفا مكانكما، أنا هنا اليوم لتكلم فقط وليس للقتال... "

بتلك كلمات غلف ضوء أبيض جسد كل من إغريس و أرثر...

وبعدة تواني إستعاد ارثر توازنه وإختفي التعب عن جسده...

"لا داعي لتتفاجأ كثيرا، أنت من اردت التكلم معي، لدالك من أفضل ان تكون في أفضل حالاتك... "

إبتسم ارثر من كلام والده ورفع عيناه نحوه

"أنا اسف والذي لكن لا أعتقد أن حالتي ستسمح لي بتكلم بطريقة صحيحة معك، لكن عوض دالك اريد سؤالك سؤالا واحدا فقط..."

تنهد إغريس وتعابير وجهه لا تتغير...

"أخبرني.. "

"مادا سيحدث في حفلة زفافي مع إلينا، أنت ودالك لعين تخططان لشيئ صحيح..."

"على أقل أنا لن افعل أي شيئ، لك كلمتي بهاد الخصوص، لكن بخصوص الكنيسة، سيقتلون إلينا الآنها لم تعد قادرة على إستعمال قدرتها، وبعدها سيلقون لوم عليك..." فسر إغريس بهدوء

"وبكوني أنا ظلام المملكة كما يسمونه، سيصدقهم الرأي العام وسيطالبون بقتلي لأنني خطير... "

"صحيح، سكان المملكة يعدون كلام البابا من مسلمات، إذا أخبرهم بأي شيئ كيف ما كان، سيصدقه الجميع بدون سؤال..."

توقف إغريس وتنهد قليلا قبل أن يستدير...

"أرثر، ستحدت جلبة كبيرة في تلك الحفلة، أنصحك أن تكون في أفضل حالاتك، قد أكلفك بقتل أحدهم شخصيا ، أو ربما سيستهدفوك وسط الحشد..."

"شكرا على تحذيرك أبي، سأحاول أن أكون جاهزا..."

"بالمناسبة ما الذي تخطط لفعله بتلك الفتاة، بحسب معلوماتي، فقد فقدت قدرتها وأيضا بصرها..."

تأمل أرثر تلك كلمات قليلا، وإبتسم بشكل مبهج وهو يستذكر حدثا من ماضي...

"أبي أعتقد أني سأحتفظ بإجابة لنفسي..."

بتلك كلمات غادر إغريس المكان دون أي أسئلة أخري...

"يبدو أن الأمور ستكون مشوقة أكثر مما أعتقد، يجب أن أجهز نفسي..."

*******

في غرفة إجتماعات كبيرة و مزخرفة بطريقة مثالية ورائعة...

وقف مجموعة من فرسان بحضور مهيب وطاقة رهيبة، بتعابير حازمة، وأمامهم ثلاثة أشخاص..

"إلينا فل تستعملي قذرتك مجددا من فضلك..."

تكلم رجل في خمسين من عمره، بلحية قصيرة وعيون سوداء، بشعر فضي طويل وملابس بين بيضاء وسوداء، مع قلادة حول عنقه...

كان صوته هادئا وعيناه تتوهجان...

"قداسة، أيها البابا مبجل، إعذر وقاحتي من فضلك، لكن هاده المرة ستكون الأخيرة، سأفقد رأية بعيني يسري أيضا إذي إستعملت قدرتي مرة أخري..."

من أمام البابا، تكلمت إلينا بصوت هادء وتعابيرها توحي بإحساس غريب بالإبتهاج وطمأنينة، وكانك يمكنك البقاء بجانبها للأبد

كان شعرها أسودا قصيرا قليلا، وبجسم متوسط طول متناسق، بدون اي ندوب، لكن بسبب قدرتها فقدت الرأية بعينها يمني مما جعلها بيضاء، وعينها اليسري تفقد لونها أيضا...

"إلينا، نحن شاكرون لك على كل تضحياتك من أجلنا، أنا اقسم لك، هاده المرة ستكون الأخيرة..."

ببتسامة أجاب البابا...

"أخبريني إلينا ما الذي ستفعلينه بأخر ما تبقي لك من القدرة على الرأية... "

من امام البابا تكلم فتي في عشرين من عمره بشعر فضي متوسط طول، بعيون سفراء وبشرة بيضاء شاحبة قليلا، وملابس فاخرة كثيرا...

كان صوته مستفزا قليلا ومسحوب بقليل من عجرفة...

بهدوء رفعت إلينا نظرها نحو الفتي..

"قداستك، أريد رأية وجه صديق قديم لي..."

إبتسم الفتي من كلامها وتراجع عدة خطوات للخلف...

"لك دالك إلينا، بصفتي خليفة البابا ووريثه، سأعمل على تحقيق رغبتك... "

"شكرا لك قداسك، أنا ممتنة للطفك وكرمك علي... "

مع كلامها رفعت إلينا رأسها نحو السقف، وهالة سفراء وبيضاء تحيط بجسدها،

مع تلك هالة ضهرت عين بيضاء من طاقة فوقها في سقف، وبعد دالك أخبرتهم إلينا بكل ما يحمله المستقبل لهم...

بعد إنتهاء الطقوس، سقطت إلينا على ارض، وعينها اليسري على وشك أن تفقد لونها و أيضا بصرها...

بصعوبة وقفت وهي تواجه البابا وخليفته...

"أيها البابا مبجل، قداستك لقد أنجزت واجبي، من فضلكما فل تعتنيا بنفسيكما بدوني... "

بتلك كلمات، أمسكت إلينا عصات كانت قد أحظرتها معها وغادرت المكان...

"مهلا لذي سؤال أخير، إلينا إستبصارك لا يخطء أبدا وهاد شيئ مأكد، والآن أخبريني من سيفوز بقتال واحد ضد واحد بيني وبين، دالك المعتوه أرثر... "

لم تكلف إلينا عناء إستدارة حتي وبهدوء قالت...

"قداستك لقد كانت لذيك فرصة عندما كان في جبل الوحوش، وقد أضعتها، إذا قاتلته الآن، أنا أسفة لكنك ستموت بأبشع طريقة ممكنة، أنا أنصحك بالإبتعاد عنه ... "

بتلك كلمات غادرت إلينا مكان متوجهة نحو غرفتها...

********

لمحبي الرواية القلائل من فضلكم أخبروني برأيكم وشكرا

2024/08/01 · 67 مشاهدة · 1770 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025