104 - الزائر الغير المتوقع

*منظور أرثر *

"بابا، بابا عليك إستيقاد... "

بينما كنت غارقا في نوم بسبب حالتي سيئة، سمعت صوت ناعما ينادي قربي، ومعه يد صغيرة وناعمة تحرك كتفي بلطف...

لم أكن أرغب في الإستيقاد، و لم أعر دالك الصوت أي إهتمام...

"بابا، من فضلك فل تستيقد... "

مع عدم إستجابتي إزداد علو الصوت قربي، وبدأ صاحبه يحرك جسدي بقوة أكبر...

ببطء فتحت عيناي وأنا مازلت أتتأب من تعب...

"مادا هناك، ألا يمكنني نوم في سلام...؟!"

تمتمت بصوت ضعيف وأنا أحك عيناي...

"بابا، وأخيرا لقد كنت قلقة عليك كثيرا... "

ببعض القوة لفت الصغيرة يداها حولي وعانقتني ببهجة وفرح...

جعلني هاد الحدث أستيقد كليا، وبلطف بادلتها العناق، وأنا أربت على ضهرها بلطف...

"انا أسف يا ملاكي صغير، والدك مر بوقت عصيب في مغامرته الأخيرة... "

جعلها كلامي تتشبت بي بقوة أكبر وهي تدفن رأسها في صدري...

إستمررت في تمسيد رأسها بلطف حتي هدأت أخيرا...

"يبدو أنني أقلقتك صغيرتي، ما رأيك أن ندهب في نزهة صغيرة معا كتعويض عن ما فعلته... "

رفعت الصغيرة ننظرها نحوي وعيناها تتوهج بسرور كبير، وبلطف هزت رأسها بالموافقة...

"إذن بابا مادا حدث لك في دالك مكان، حالتك سيئة جدا.. "

على عكس المتوقع، جلست الصغيرة أمامي وعيناها ملتقيتان مع عيناي، كان صوتها اكثر نضجا ونبرتها أكبر من عمرها، لا حتي جسدها أصبح أطول قليلا...

"أولا صغيرتي، ألست مختلفة قليلا عنما تركت عليه، أنت أطول قليلا ونبرتك مختلفة... "

همهمت الصغيرة بفخر وهي ترفع نظرها نحو السقف بوضعية غريبة...

"دالك الآن أخي الكبير سيرافين ساعدني، ولدالك أصبحت أكبر قليلا ... "

رفعت حاجبي بستفهام من كلامها...

"هل تقصدين أن سبب تغير في شكلك وطريقة كلامك بسبب سيرافين، اوه هاد جيد حقا... "

توهجت عيناي ببعض الغضب وانا اقبض على قبضتي، دالك المعتوه غير سلوك صغيرتي لتتحدث بتلك النبرة وهي لم تتجاوز الشهر من عمرها، سيرافين بيننا حساب كبير لتصفيته...

"بابا ما الأمر.. ."

بلطف وضعت يدي على رأسها وعيناي متبتتان عليها...

"إسمعيني صغيرتي، والدك لا يريدك أن تكوني فتاة سيئة، وتكبري بسرعة، فل تبقي لطيفة وبريئة وأيضا صغيرة كما كنت حسنا... "

أمسكت الصغيرة يدي ووضعتها تحت وجهها وهي تتكء عليها بلطف...

"بابا، أنا إبنتك، سأكون الإبنة التي ستقف معك في مستقبل، لدالك علي ان أنضج بسرعة، أنت تعاني كثيرا بمفردك... "

تنهدت من كلامها الذي كان بنبرة من حزن، بلطف سحبتها نحو صدري في عناق صغير...

"صغيرتي إسمعيني جيدا، والدك قوي جدا، وسيفعل أي شيئ من أجل حمايتك وحفاض على سلامتك... أنا أعلم أنك من جنس خارق وقوي جدا، لكن دالك ليس مبررا لتحاولي نضج بالقوة، فل تكبري وتنضجي بطبيعية ... "

"لكن بابا، أنت في كل مرت تعود في حالة سيئة، حتي أنك هاده المرة كنت نائما لثلاثة أيام... "

كلامها جعل دفء يتصاعد داخل صدري، كان قلقها ومشاعرها نحوي تشعرني بشكل غريب بسعادة كبيرة...

"صغيرتي، كوني فتاة جيدة وإستمعي لكلامي هاده المرة، فل تحضي بطفولة جيدة وعادية، وبعدها دعينا نفكر في جعلك تقفين معي، أنت تفهمين مشاعري وقلقي عيك كونك طفلتي الحبيبة، صحيح...؟!"

"كما تريد بابا... "

دفعت الصغيرة رأسها أكثر على صدري وعيناها توحي ببعض الحزن...

"لكن بابا أنت لم تخبرني عن ما حدث لك...؟!"

بسرعة كبيرة تغيرت تعابيرها وركزت بعيناها علي وهي تنتظر إجابة بشوق...

قمت بحك رقبتي وتنهدت بعمق من إلحاحها الكبير...

"حسنا، والدك قد أعد خطة غبية، ليخدع بعض أغبياء الذين يعتقدون أني غبي، هادا هو مختصر ماحدت هناك... "

"إذن بابا أنت كنت تواجه بعض أغبياء هناك، الذين كانو أقوي منك جسديا... "

تجمد تعبيري لتانية من إستنتاجها، وبمرح عبت قليلا بشعرها...

"صغيرتي أنت حقا ذكية، ربما في مستقبل قريب سأبدء في تعليمك بنفسي... "

ضحكت الصغيرة بقوة من مداعبتي لها، وقفزت لحظني عندما ذكرت تعليمها...

"حسنا بابا، سأكون فتاة جيدة حتي تلك فترة... "

مع عناقها لي، أمسكت رأسي مجددا، وأنا أشعر بدالك التعب الغريب يتصاعد داخلي...

"بابا ما الأمر، هل انت بخير...؟!"

"نعم صغيرتي، أنا بخير أنا أشعر بقليل من تعب فقط... "

أنا في حالة من حيرة شديدة الآن، هاد الشعور الغريب بالتعب ليس شيئا طبيعيا أبدا...

جسدي وطاقتي وجوهري، كل شيئ سليم في جسدي، لدالك لا أستطيع تخمين من أين يأتي هاد التعب، ماهو الخطب معي الآن...؟!

"مولاي أرثر، أسفة لإزعاجك رغم انك إستيقدت لتو، لكن هناك زائر مهم في إنتظارك... "

رفعت نظري نحو باب، على وقع صوت إحدي الخادمات...

"أخبريه أني لست في حالة جيدة، وسؤقابله في وقت أخر... "

"مولاي أخشي أن دالك أمر مستحيل، فالزائر هو سمو الأمير الأول... "

"مهلا، هل تقصدين أن شقيقي الكبير هنا...؟!"

"نعم مولاي، وهو ينتظرك... "

تنهدت بقوة من صداع الرأس الذي أتي لمنزلي...

"حسنا، أخبريه أني سأتي بعد عشر دقائق.. ."

"أمرك... "

أخدت شهيقا طويلا وأتبعته بزفير، وانا أحاول تفكير في أفضل طريقة لتعامل مع هاد الإزعاج...

"بابا، هل تكره شقيقك الأكبر، أنت لا تبدو سعيدا بزيارته لك... "

إبتسمت بسخرية من كلامها وبلطف وضعت يدي على رأسها...

"أجل صغيرتي، أنا غير سعيد، فعائلتي مكونة من مجموعة من المجانين ومعاتيه فقط، بستثناء أختي، كل شخص أخر مجنون... "

"كيف دالك بابا، هل عائلتك غريبة لتلك درجة...؟!"

"ليست عائلتي هي الغريبة، بل أنا الذي أصبحت غريبا داخلها، لقد كانو يحاولون قتلي مند لحظة ولادتي، بسبب نبوأة غبية، أنا لا أعلم دوافعهم من دالك أو رغبتهم، وفي حقيقة لم أعد أهتم أبدا.... "

"إذن بابا، زيارة شقيقك الأكبر... "

"على أرجح أنه هنا لتهديدي أو محاولة بدء مؤامرة ما، بختصار هو ليس هنا الأمر جيد أبدا... "

ببطء وقفت وبدأت أغير ملابسي...

"وما الذي ستفعله، مع هاد التهديد بابا...؟!"

"سؤحاول إنهاء أمر بتكلم فقط، الآن حالتي ماتزال سيئة، وإذا تفاقم الأمر... " تنهدت قليلا وأنا ارتدي سترتي"سأقتله، وأنهي الأمر هنا.. ."

"بابا ألن تشعر بأي شيئ وأنت تقتل شقيقك الأكبر... "

فكرت في سؤالها لعدة تواني، وبتعبير باردة أجبت

"لا، لن أشعر بأي شيئ من أي نوع، لا ربما قد أشعر بقليل من راحة إدا أزلت هاد الإزعاج عن حياتي... "

مع كلامي لم تنطق الصغيرة بأي كلمة، وإكتفت بصمت الغريب، وهي تتأمل كلامي الغريب...

*سكارا، هل شعرت بأمر...*

*صحيح، أولائك ملاعين هنا، لقد منعت نفسي من تحرك حتي تستيقد...

*

*أحسنت سكارا، فل تحضر هاكان وقابلني في غرفة الضيوف، علينا تعامل مع هاد إزعاج لعين...*

إستخدمت تخاطر وأنا أمسك بيد صغيرة لمغادرة الغرفة...

*هل لأمر سيتحول لقتال حتي موت أرثر...؟!*

سأل سكارا بنبرته من غضب...

*ربما، أنا مازلت في حالة سيئة، وغير متأكد من قدرتي على قتال بعد، لدالك سأحتاجكما معي، في حالة حدث أي شيئ ...*

سمعت صوت سكارا وهو يتنهد بقوة...

*حسنا إذن سنكون هناك بعد خمس دقائق ...*

انهيت تخاطر مع سكارا ووبطء بدأت تقدم وأنا أمسك صغيرتي من يدها...

كانت عيناي تتوهجان بشكل مخيف، وتعابير توحي بالحزم والجدية...

"بابا من فضلك، أنهي أمر بكلام فقط، لا أعتقد أن القتال سيحل أي شيئ الآن... "

قبضت الصغيرة على يدي بقوة أكبر وهي تنظر في عيناي بشكل بريء...

"سؤحاول صغيرتي، لكن لا يمكنني أن أعدك بأي شيئ، سلامتك وسلامة أصدقائي هي الأولوية، إدا شعرت منه بأي عداء أو نية قتل نحوك أو نحو أصدقائي، فسأقتلع رأسه من مكانه، وأنهي صداع الرأس هادا... "

هزت الصغيرة رأسها وخطواتها على تطابق مع خطواتي، بعض خمس دقائق وصلت للغرفة محددة...

"أرثر... "

أدرت نظري ببطء نحو سكارا وهاكان الذين كانا جاهزين لأي شيئ قد يحدث...

"أعلم ماتفكران فيه، لكن لا قتال حتي أقرر انا دالك، أي خطأ صغير هنا سيغير الكثير في مستقبل، لا رغبة لي لتعامل مع أي متغيرات أخري.. ."

هز إتنان رأساهما على مضض من كلامي، وبتبات فتحت الباب ودخلت...

توهجت عيناي وأنا أراه جالسا براحته، وكأنه لم يفعل أي شيئ لي في حياته...

من خلفه، كان يقف جنديان بحزم وهما جاهزان ايضا، ومما يبدو انهما قويان جدا

من خلفي كانت نية قتل سكارا وهاكان ضاهرة وموجهة نحو جنديين خلفه...

رفعت يدي لهما، لأوقفهما...

"لقد أخبرتكما سابقا، سكارا هاكان، لا قتال هنا حتي أقرر أنا دالك... "

بعيون متوهجة مخيفة، ونبرة حادة تكلمت معهما...

أزال إتنان نية القتل وتبعاني بهدوء...

أنا لا ألومهما، فرغم كل ما يبدو علي فأنا غاضب أيضا، وأريد قتل هاؤلاء أوغاد وإطعامهم للكلاب، لكن ليس الآن، الوقت مازال مبكرا...

"لقد أتيت أخيرا، أرثر... "

تكلم أخي بنبرة باردة وتعابير وجهه كانت كجبل من تلج من دون أي مشاعر بشرية...

لكن ما لفت إنتباهي كان شكله، شعر فضي طويل وعيون من نفس لون حادة وجدية جدا، مع جسم منحوت متناسق ببشرة بيضاء شاحبة وتياب فاخرة زادة من هيبته وحظوره...

"فل تغادر أخي، أنت غير مرحب بك هنا، أم أنك تريد الموت... "

"أنا لم أتي هنا لأنني مرحب بي، بل أتيت لتحدت معك في أمر مهم... "

ببطء تقدمت وجلست في مقابلته بينما صغيرة في حظني...

"هل ألائك اوغاد سيبقون هنا، رأيتهم تصيبنو بلإشمئزاز.. "

أشرت نحو جنديين الذين كانا خلفه، والذين كانا يتفحصاني مع كل خطوة أخطوها...

"لا تقلق، فكما قلت أنا لست هنا للقتال، لو كنت أريد قتال لفعلت دالك عندما كنت نائما في أيام الثلاثة الماضية، فل تتحمل الأمر قليلا... "

توهجت عيناي من تقته الكبيرة، لكن رغم كل رغبتي في تقطيعهم، حافضت على هدوئي...

"لذيك عشر دقائق، أخبرني بما تريد وغادر، قبل أن ينفد صبري... "

أطلق أخي تنهيدة طويلة وركز على عيناي بعيونه الفضية الواسعة...

"بعد خمسة أيام من الآن، ستكون حفلة زفافك مع القديسة إلينا..."

"ومادا في دالك، سؤعطيك تحديرا أخي، إياك والإقتراب منها بأي شكل من الأشكال..."

شابك أخي يداه وتعابير وجهه لا تتغير...

"أرثر لا يمكنني دالك، أنصحك بتغيير رأيك، أنا أريد تلك الفتاة... "

"أعتقد أنك لم تسمعني جيدا أيها المعتوه، إدا إقتربت من تلك الفتاة..."

"ما الذي ستفعله أرثر بحالتك تلك؟!، رغم تضاهرك بالقوة، أنت على وشك سقوط من تعب، أنت تقاتل فعلا للبقاء واقفا.... "

توهجت عيناي بلون أحمر غامق، وانفاس قرمزية تخرج من فمي...

"هل تريد تجربة حظك معي، سأقوم بأكلك حيا أيها اللعين.. ."

في مقابلتي توهجت عيونه أيضا، وانفاسه اصبحت أتقل وهواء من حوله اصبح أكثر كثافة...

"لم لا، دعنى نري أين ستوصلك عجرفتك تلك أيها الصغير...؟! "

بسرعة فتحت فمي الذي أصبح مليئا بأنياب، وبقوة أطلقت شعاعا من برق عملاق نحوه...

لف أخي جسده بجدرا من طاقة الزرقاء، وتصدي لشعاعي..

سببت موجة تصادم بيننا تحطيم أرض تحتنا وتصدعات في جدران...

بسبب طاقة كبيرة حدث إنفجار صغير حولنا...

"حسنا أرثر أعتقد أنك برهنت وجهة نظرك... "

بحركة من أصابعه أبعد أخي دخان عنه ليخرج ببعض الخدوش الصغيرة

"أرثر كما أخبرتك، تلك الفتاة سأحصل عليها، قبل ان أغادر، في الحفلة سيكون هناك زوار من الجنس المخفي، جنس الشياطين مختلطين بضيوف... "

رفعت حاجبي بتعجب قليلا من كلامه، وقبل ان أتكلم تابع أخي كلامه...

" أنا لا أعلم بعد ما يريدون او غرضهم، لكني تمكنت من رأية عدد منهم في ايام القليلة الماضية، يتحركون هنا وهناك، أعتقد أنهم ينوون علي شيئ كبير جدا ... "

"إذن ما الذي تريده مني...؟!"

"ألم تلحض الأمر بعد، إدا كان جنس الشياطين هنا في عالم البشر، فهاد يعني شيئا واحدا.. ."

توهجت عيناي بقوة ورسمت إبتسامة صغيرة على وجهي...

"هاد يعني وجود خليفة لهم أيضا بيننا... "

قلت بصوت منخفض والإبتسامة لا تفارق وجهي...

"أرث.. "

"مرفوض، أخي انا أشكرك على معلومة، والآن غادر، لا شيئ أخر بيننا لناقشه... "

الأول مرة توهجت عيناه وتجمد تعبيره للحظة...

"هكذا إذن، حسنا لقد غيرت رأيي سأقتلك الآن فقط، أنت تشكل معضلتا لي أكثر مما إعتقدت... "

مع كلامه تدفقت هالة زرقاء عملاقة من جسده غلفتني معه...

توهجت عيناي بشكل مخيف، وأطلقت هالة سوداء في مواجهته...

ادي دالك تصادم بيننا لتحطيم أتات حولنا وتصديع الأرض وجدران الغرفة، بشكل أكبر من اول ..

"أرثر، لقد كان إختيارك خاطء أيها الصغير، لقد كان عليك قبول عرضي، حالتك ليست جيدة لتقارعني الآن.. ."

"أنتم تجرؤون على قدوم لمنزلي وتهديدي بهاد الشكل، مع من تعتقدون أنفسكم تتعاملون أيها الأوغاد ... "

بسبب تصاعد غضبي فتحت فمي الذي أصبح مليئا بأنياب مجددا، وبقوة أكبر من اول أطلقت شعاعا من برق نحوه...

حدت إنفجار صغير في مكانه، ومعه تحطم جدار الذي إخترقه شعاعي...

تبددت هالة أخي، ومع إنقشاع دخان عنه كان جالسا في مكانه ببعض الخدوش، وكان شيئا لم يحدث...

"يبدو أني كنت رحيما جدا بكم، لكن دالك إنتهى الآن... "

قبل أن اقدم الأمر لسكارا وهاكان، أمسكتني الصغيرة بقوة، وعيناها البريئة متبتة على عيناي....

"بابا من فضلك، إنه ليس المكان او الوقت مناسب، من فضلك أنهي أمر هنا... "

مع كلامها، اخدت شهيقا طويلا وأتبعته بزفير، وأخفيت هالتي ونية القتل...

"فل تغادر أخي، في المرة القادمة التي سنلتقي فيها سنصفي حساباتنا... "

تنهد أخي وهو يمسح الغبار عن نفسه...

"أنت محق، لقد حصلت على ما أريد أيضا، فل نغادر... "

بتلك كلمات غادر أخي ومعه تابعيه قصري...

"ااغغغغغغغااااا... "

بمجرد مغادرته سقطت على ارض وأنا ابسق دم بقوة، بينما جسدي يصبح أتقل بكثير مما يمكنني تحمله...

"بابا..."

"أرثر، تمالك نفسك..."

بسرعة امسكني سكارا وهاكان وساعداني على إستلقاء...

"ت... تبا لهادا... "

كانت تلك هي أخر جملة لي قبل أن أفقد الوعي جراء إعياء وتعب الذي ضرب جسدي...

********

"مولاي، لم لم تقتل دالك الفتي الآن.... "

بعد مغادرته القصر مباشرة، توقف شقيق أرثر وهو ينظر لمكان الإنفجار، ليقاطعه سؤال تابعه...

"ببساطة، لأنه غير ممكن، رغم اني أكره إعتراف بأمر، لكن قوة دالك الطفل فوق ما نستطيع تخيلها الآن.... "

رفع تابعه حاجبه بستفهام وهو غير قادر على فهم كلام سيده...

"لكن مولاي حالته تلك، لقد كان ضعيفا، لا بل ضعيفا جدا... "

تنهد الأمير وبدا يغادر المكان...

"أرثر هو حالة غير طبيعة، لا يمكن للمنطق او الحس السليم تضمينه، لقد كان ضعيفا لدرجة ان مجرد كلب كان قادرا على قتله قبل شهرين فقط، أما الآن فهو قوي لدرجة جنونية حتي أنا غير قادر على قياسه، قتال وحش كهدا بدون خطة محكمة وجيش قوي تعد مجرد إنتحار... "

بدا شقيق أرثر مغادرة مكان وهو يفكر بعمق

"لكن مولاي، لم لا نغتنم هاده الفرصة، حيث أن جسده لا يساعده... "

"دالك الأن دالك الوحش سيتدخل، لقد رأيته عندما تصادمت مع أرثر، الأسود الليل، دالك الزوحش الأسطوري لعين... "

"مولاي هل تعني..."

"صحيح، لو قمت بقتل أرثر في تلك اللحظة، لسيطر دالك الوحش على جسده، وقام بقتلنا جميعا... "

تنهد الأمير بقوة وتعابيره لا تتغير...

(بما أنه رفض الأمر، فهاد يعني ان لا إتصال له بشياطين بعد، ولا يعلم أيضا من يكون خليفتهم، مما يعني أن دالك التحالف لم يحدث بعد، او ربما هو مجرد خداع منه ...)

بدا الأمير في ترتيب افكاره، محاولة إستخلاص الحقيقة مما رأه من سلوك ارثر

"ماتزال هناك فرصة لقلب طاولة، هيا عليا إستعداد، لا يمكننا جعل أرثر يقابل إلينا، فل تستدعي كاسبر المغتال الأسطوري... "

"بأمرك مولاي... "

"حسنا إذن فل نبدء في جعل العجلة تتحرك، أرثر فل تمت بهدوء فقط... "

2024/08/04 · 58 مشاهدة · 2295 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025