*منظور أرثر*
"هااااااه، وأخيرا قليل من راحة، يارجل لقد كان دالك صعبا ... "
أخرجت تنهيدا طويلا مع إبتسامة صغيرة، وأنا أمدد يداي، وببطء إستلقيت على ضهري ونظري نحو السقف...
لقد مرت أربعة أيام وانا اتألم بشدة، لقد كانت السيطرة على طاقتي صعبة، وحتي بعد المرور بكل دالك ألم وتلك مصاعب، لم اتمكن من سيطرة سوي على جزء منها...
لكن دالك كافي لي في وقت الحالي لأتمكن من قيام ببعض النشاطات، حتي أتمكن من إيجاد حل نهائي لحالتي...
بفرقعة من أسابعي قطعت التواصل مع الأسود، ووقفت لأغادر المكان...
"بابا، أخيرا، لقد كنت قلقة جدا عليك..."
بمجرد أن فتحت الباب قفزت الصغيرة لحظني وهي تعانقني بقوة مع كثير من قلق عليها...
بلطف بادلتها العناق وقمت بتربيت على رأسها بلطف حتي تهدأ...
"لا داعي للقلق صغيرتي فوالدك بخير الآن... " قلت وانا أنظر في عيناها ببتسامة دافئة...
"من فضلك بابا لا تقلقني مجددا هكدا..."
"حسنا صغيرتي انا أعدك لن أفعل أي شيئ قد يقلقك مجددا..."
مع كلامي حملتها بين يداي، ورفعت نظري نحو كل متواجدين...
أطلقت ضحكة صغيرة وانا ارا تعابيرهم...
"يبدو أنها لم تكن أربعة ايام صعبة لي فقط، حسنا كما ترون أنا بخير، ممنوع طرح الأسئلة بخصوص ما جري..."
تنهد الجميع من كلامي ورسمو إبتسامة صغيرة على وجوههم...
"مولاي أرثر، لا وقت لذيك لتضيعه، خد من فضلك إنها رسالة من الملك... "
بيدي اليسرى أخدت الرسالة من يد ليونا
"من الملك، أرثر فل تحظر، وأحظر معك سليل عائلة كايدهرا وسليلة عائلة كاميساتو، نهاية.. ."
تنهدت وعيناي نصف مغلقتين من كلامه القليل، إنها دعوة يارجل فل تجعلها لبقة وجميلة قليلا على الأقل..
"حسنا زفافي بعد بضع ساعات فقط، كازوها، أياكا، فل تستعدو ستدهبان معي، أما بالنسبة للبقية فل تبقو مستعدين لأي شيئ قد يحدث... "
حني الجميع رأوسهم لتعليمات، حفل زفاف إذن، انا حقا اتساءل عما سيحدث...
بخطوات تابتة توجهت نحو غرفتي، وأنا أفكر
"ليونا فل تجهزي ليلي لتذهب معي..."
بلطف وضعتها بين يدى ليونا، وتابعت مسيري...
*أطفالي، فل تحظرو...*
بمجرد أن اغلقت باب غرفتي وجدتهم ينحنون على ركبة واحدة لي...
"نحن طوع أمرك أبي... " ×4
"صغاري لقد احسنتم في مهمتكم سابقة، انا فخور بكم... "
مع كلامي إبتسم الجميع ببهجة وسعادة وعيونهم تتوهج...
"والآن إسمعوني جيدا، اريد من أربعتكم ان تراقبو إلينا، لا تدعوها تغيب عن نظركم حتي ولو للحظة واحدة، إسمعوني جيدا أطفالي الصغار، لا اريد الأي مكروه أن يصيب تلك الفتاة، هل تفهمون...؟! "
"أمرك أبي... " ×4
بحزم إستجاب الجميع لأمري، وكالأشباح إختفو جميعا في ضلال...
ببطء بدأت اغير ملابسي، نحو ملابس فاخرة ومناسبة للحدث، وبينما ارتب شعري الذي أصبح طويلا تأملت وجهي قليلا...
انا لست ممن يهتم كثيرا لكن، أنا حقا وسيم يمكنني مشي بإفتخار بمضهري، لكن ما جدب إنتباهي أكثر كان تلك هلات السوداء تحت عيناي...
هلات سوداء تشير لتعب كثير، مع وقت قليل من راحة...
"سمو الأمير لقد حدر حرس من الملك ليوصلك إلي القصر... "
تنهدت بعمق وبتبات انهيت اخر ترتيبات، بدلة سوداء فاخرة مصممة لي بتصميم انيق مع وشحاح صغير يتدلي فوق الكتف الأيسر مع أكمام واسعة وطويلة، بتطريز لعنقاء سفراء جميلة عليه...
"حسنا إذن لنذهب لحفل زفافي، الذي تم بدون موافقتي... "
بخطوات تابتة خرجت من غرفتي وتوجهت نحو صالة حيت كان كازوها ببدلة رمادية أنيقة تعطيه هالة خاصة، وبجانبه كانت اياكا بفستان ازرق طويل بأكمام قصيرة وزهرة فوق صدرها، وأخري على شعرها المتدلي...
"هممم، لا بأس بكما، لقد أصبحتما مقبولين لترافقاني... "
قلت ممازحا ببتسامة مرحة...
مع كلامي تقدم إتنان نحوي وهما يتفحصاني بنظرات غريبة...
"أعلم أعلم، لداعي لتقولا اي شيئ، أنا وسيم جدا، لذرجة جعلتكما تشعران بالغرابة.. ."
عقد كازوها دراعيه وأدار وجهه وهو يهمهم بشكل غريب...
"أرثر صديقي، لولا هلات السوداء تحت عيناك، لكان مظهرك كاملا.. ."
قالت آياكا ونظرها مزال مركزة على مظهري...
أخرجت زفيرا قصيرا مع إبتسامة صغيرة، شكرا على إطراء، لقد كنت امزح سابقا، أنتما تبدوان رائعين حقا... "
وضعت أياكا يداها على خصرها ورفعت انفها عاليا في وقفة واتقة ومتفاخرة...
"بالطبع أنا كدالك، بالرغم ما كنت عليه في الماضي، إلا أني جميلة جداً... "
"همممم، بالطبع أنا رائع صديقي أرثر، مازلت تحتاج لشوط طويل لتصل لي..."
مع وضعيتهما الغريبة وهما يتفاخران، نظرت لهما بعينين نصف مغلقتين، وقليل من ندم تسلل لي لإطراء عليهما
"بابا، انظر، أنظر... "
بفم مفتوح قليلا وعيناي متسعتان من شدة جمال المنظر...
كانت صغيرتي تقف امامي بتوب أزرق غامق، بتطريز لفراشة جميلة عليه ببعض الخيوط الفضية التي اعطتها رونقا فائق الجمال وأيضا رونقا ظريفا جدا، بنفس لون بإكسسوار جميل على خسرها على شكل زهرة، و متله على شعرها...
"بابا كيف أبدو...؟!"
ببتسامة دافئة وضعت يدي على رأسها...
"صغيرتي أنت أجمل وأظرف مخلوق رأيته في حياتي... "
أغلقت صغيرتي عيناها وهي تضحك بسعادة وبهجة...
"حسنا جميعا فل تدهبو أنتم ثلاتة وإنتظروني في العربة، أريد فعل شيئ أخير وسألحق بكم..."
ببتسامة و مرح دهب تلاتة، وبخطوات بطيئة إستدرت وتوجهت نحو غرفتها...
"إيرزا اريد تكلم معك لدقيقة من فضلك..."
مع كلامي فتحت الباب، حيث كانت إيرزا تجلس في وضعية لتأمل، وصدرها يرتفع وينخفض من هواء الذي يدخل ويخرج من رأتيها...
ما أتار دهشتي هو تركيزها المرتفع الذي جعلها لا تشعر حتي بوجودي...
"وضعية تأمل، لا إنها تقنية تنفس، إيرزا أنت تحاولين تطور للمرحلة الأخري... "
ببطء أخرجت زفيرا قصيرا، وتوهجت يدي يمني بلون ارجواني جميل...
وبلطف وضعت يدي على جبهتها، وبدات أبعث طاقتي لها...
أنا حتي لا اعلم ما الذي افعله، لكن أشعر أن كل شيئ سيكون بأفضل حال، وربما سيتطور لشيئ أكثر دهشة...
بعد خمس تواني، بدات أنفاسها تصبح أكثر حدة، وطاقتها تخرج قليل عن السيطرة...
وبشكل مقلق بدات قطرات من العرق تتدلي على جبهتها، وعلى كامل جسدها...
"إيرزا أنت لست مستعدة بعد... "
قلت وفرقت أصابعي امامها مما جعلها تفتح عيناها وهي تلهث...
"أرثر لم ماتزال هنا...؟!"
بصوت ضعيف قليلا وإحمرار صغير في وجنتاها سألت، وهي تحاول سيطرة على تنفسها...
"إيرزا نحن لم نتكلم مند عودتنا من جبل الوحوش، أنت إكتشفت الأمر صحيح...؟!"
توهجت عيناها بشكل ضعيف وانزلت نظرها نحو أسفل...
"همممم، أنا، حسنا... "
"انا أسف حقا إيرزا، أنا حقا أسف لأنني كذبت عليك، في تلك المرحلة أنا... "
"لا أبدا، بل على عكس تماما، شكرا لك أرثر..."
ببتسامة دافئة كأشعة الشمس، نظرت لي وعيناها حمراء الجميلة متبتة على عيناي...
"شكرا لك أرثر، أنت حقا قد أنقدتني، لولا ما قلته لي في دالك اليوم، لكنت قد إستسلمت وأنهيت حياتي، حتي لو كان كذبا، فقد أنقد حياتي، وأعطاني أمل جديد في حياة... "
توهجت عيناي وشفتياي ترتجفان قليلا من كلامها...
"أرثر لا حاجة لأن تكون حبيبي او أي شيئ رمنسي لنبقي معا، أنا اراك كصديقي الأول والوحيد، أخبرني هل تقبل بي كصديقة لك...؟!"
إبتسمت بشكل مرح من كلامها، وضحكت ضحكة مكتومة...
"إيرزا دالك ليس كيف تعقد صداقات... "
مع كلامي إحمر وجهها قليلا وإتسعت عيناها في خجل...
"حسنا، كما تعلم، لم يكن لي أصدقاء من قبل لذالك، أنا.. ."
بشكل عفوي وغبي وضعت إيرزا يداها على وجهها لإخفاء خجلها المتزايد...
"شكرا لك إيرزا، كلامك يعني الكثير لي... "
ببتسامة مددت يدي لها، لمصافحتها...
"من اليوم وصاعدا نحن أصدقاء إيرزا، سنكون دائما خلف بعض، عند اي مشكلة سأكون متواجدا معك... "
ببتسامة أمسكت بيدي وهي تركز بنظرها على...
"أجل سأكون حاظرة دائما من الأجلك أرثر... "
"اجل شكرا، حسنا إذن، إلي لقاء الآن، على دهاب لرأية مايخطط له دالك العجوز... "
"حسنا فل تكن حذرا... "
بتلك كلمات غادرة غرفتها، وبشكل فخم وهالة من وقار والهيبة تحيط بي فتحت الباب القصر، حيث كان مجموعة من حراس يقفون بشكل مستقيم فاتحين الطريق نحو العربة...
"سمو الأمير ارثر، نحن يحي سموك من فضلك تفضل معنا.. ."
أخرجت زفيرا قصيرا وبخطوات تابتة تقدمت، وركبت العربة قرب كل من كازوها وأياكا...
"هيا فل تتحرك... "
"حاظر... "
بسرعة قاد الحراس العربة، لم تكن الطريق بعيدة جدا، لكن لرسميات مكانها في متل هاده المناسبات...
"أياكا من هاده اللحظة أنت فتاة نبيلة لطيفة و بريأة، ممنوع عليك فعل أي شيئ عنيف، لا شتم لا ضرب و لا حوارات عنيفة مع أي أحد، هل تفهمين...؟!"
"حسنا لك دالك، فأنا لست من النوع الذي يحل مشاكله بالعنف... "
هزت أياكا رأسها ببتسامة صغيرة ، وفي جهة اخرى تبت عيناي مع عيني كازوها...
"كازوها، إدا حاول أي شخص لمس أياكا لك حق في إقتلاع رقبته، هل تفهم كلامي...؟!"
توهجت عيناه بقوة وهالة حازمة تنبعت منه...
"لك دالك، سأحرص على إبتعادها عن المشاكل... "
تجهمت وجنتى أياكا للحظة، وقليل من إحباط على وجهها...
"أرثر لم هو لذيه حق وأنا لا، ألست تتصرف بلئم قليل نحوي..."
"أياكا، فل تستمتعي لكلامي من فضلك، لكن لا داعي للقلق إنها مجرد حفلة، كل شيئ سيكون بخير... "
بعد أن هدأت كنت ألعب مع صغيرتي قليلا حتي وصلت العربة أخيرا...
"الحرس الملكي، يحي سمو الأمير رابع، سمو الأمير أرثر... "
أعلن الحرس عن إسمي، وبحترام إنحنو على ركبة واحدة امام باب العربة، وبنفس الطريقة فتح أحد الخدم الباب...
بعيون متوهجة تعطي شعورا بالهيبة، نظرت للجميع، وبخطوات تابتة خرجت من عربة وبدات أذخل القصر، بينما من خلفي كل من كازوها وأياكا وصغيرتي...
مع تقدمي بدأت أسمع بعض همسات ، بعضها جيد وأخر سيئ لكني لم أعط الأمر أي إهتمام...
"سمو الأمير من فضلك من هاد الطريق، سيد كازوها سيدة أياكا وأيضا سيدتي الصغيرة، أرجو أن تتفضلو معي لغرفة الحظور.. ."
تلاقت عيني مع عينى كازوها...
"شكرا لك، هيا فل ندهب..."
توجه كازوها مع البقية لغرفة الحظور، بينما توجهت نحو الغرف في أعلى...
"أخبرني هل القديس و إلينا متواجدون هنا بالفعل...؟!"
"سعادة القديس الأكبر ينتظرك بالفعل، اما بالنسبة لسعادتها فهي لم تصل بعد ..."
أجاب الخادم بحترام وهو غير قادر على النظر في عيناي...
مع متابعتنا لتقدم بدأت أشعر وكأن شخصا يراقبني، لكن رغم كل محاولاتي لا أستطيع تحديد إن كان إعتقادي صحيحا أو لا...
لكن بكون هاده الحفلة على وشك البدء، فلابد من وجود جواسيس هنا وهناك...
"مرحبا بوصولك أيها الصغير... "
على وقع صوت رفعت نظري نحو الأمام، حيث كان يقف رجل عجوز بشعر فضي طويل يرتدي ملائة بيضاء مصنوعة من حرير ببعض تطريزات الجميلة عليها، أعطته هيبة وحظورا جميلا، مع إبتسامة صغيرة دافئة كأشعة الشمس على وجهه...
بمجرد نظر الإبتسامته شعرت بدفئ غريب وكل قلقي وتوتري إختفي وكأنه لم يكن موجود...
"القديس الأكبر، هل علي قول من جيد رأيتك او من سيئ رأيتك..."
لم يزل البابا إبتسامة وبحركة خاطفة تكاد لا تري من إسبعه ارسل إبرة صغيرة من الطاقة نحو عنق الخادم خلفي...
كانت إبرته سريعة جدا، وفي نفس الوقت خطيرة، إدي أصابت الخادم خلفي فستقتله حتما، لكن بحركة مضادة من إسبعي، رسمت حاجزا صغير أمام الخادم منع إبرة من إصابته...
مع حركتي الغير المتوقعة فتح البابا عيناه، وكانه متفاجئ مما فعلته...
لكنه سرعان ما أعاد إبتسامته دافئة مجددا، وبحركة من يده، اشار للخادم بالمغادرة...
"أيها الصغير، أعتقد أنه من جيد رأيتك، هاده هي إجابة على سؤالك..."
"إذن إسمح لي بإعادة تحيتي، من جيد رأيتك أيها القديس الأكبر..."
قلت وعيناي متبتتان على عيناه، لكن بمجرد ان بادلني البابا نظرات، للحظة شعرت وكأنني نملة صغيرة أمام وحش عملاق صاحق...
في تلك للحظة شعرت بالقشعريرة تسري في جسدي وتصيب عمودي الفقري، البابا هاد الرجل العجوز منهم أيضا...
إنه بشري سامي، إنه بنفس مستوي إغريس، قوته فوق الخيال....
بسبب هول الحدث، إرتجفت شفتاي قليلا وجسدي تجمد لعدة تواني امام طغيان قوته و شدتها...
"أيها الصغير، لم لا نتحدت قليلا، أنا علي إتخاد قرار بشانك، وأنت عليك إتخاد قرار بشأني ايضا..."
مع كلامه عاد جسدي لطبيعته وكل خوفي وقلقي سابق تبخر كما يفعل الماء...
قدرته على تلاعب بأحاسيس الأخرين مخيفة جدا، إنه أسطورة فريدة حقا...
ببطء أخدت شهيقا طويلا ملأ رأتاي بالهواء، ومعه أخرجت زفيرا طويلا لتهدئة نفسي...
"بالطبع، حل أي مشكلة او سوء تفاهم يبدء بالتكلم عنها أليس كدالك...؟!"
إبتسم بابا من كلامي، وإستدار لتوجه نحو الحديقة في خارج...
"أيها الصغير، أخبرني هل تعلم الفرق بين الشر والخير...؟!"
"إنه سؤال صعب وفي نفس الوقت شديد بساطة، الشر هو ما يؤدي لأدية الأخرين وإحاق ألم بهم إما جسديا او نفسيا، وفي جهة اخرى الخير هو العكس، إنه مساعدة أخرين جلب سعادة لهم حل مشكلاتهم التي لايمكنهم تعامل معها، يمكن إستعمال هاد كجواب كقبول .. ." قلت وعيناي متبتتان على طريق ببريق ضعيف داخلهما...
ومن جانبي تنهد البابا وإبتسامته أزيلت من وجهه...
"دالك الجواب، هو ما يعتقده اغلب البشر، إنها إجابة متوقعة وتقليدية، لكن بالنسبة لك مادا يمتل الخير والشر...؟!"
تأملت سؤاله لبضع تواني، وفي أخير توصلت لإجابة جيدة...
"إنهما مجرد مسأة نسبية ووجهة نظر، الشر والخير هما وجهان لعملة واحدة، مايعتقده البعض أنه خير لهم هو شر الأخرين، وما يعتقده البعض شر لهم هو خير الأخرين..."
توهجت يداي، اليسري بطاقة ظلام واليد أخري بالنور...
"أيها البابا، لنقل أن متشردا يقف على حافة طريق، ومن أمامه سقط رغيف خبز من سلة أحدهم، أليس دالك شر الأحدهما وخير الأخر، الشر والخير لايقتصر على القتل وقتال..."
من يداي تشكلت كرة من طاقة نصفها من نور وأخر من ظلام...
"أيها القس أنت تشكل نور المملكة وأنا أشكل ظلامها، مما يعني أنك الخير وأنا الشر في نظر الأخرين، لكن بالنسبة لي والذين معي، ألست انا الخير وأنت الشر، وفي نظرك والدين معك أنت الخير وأنا هو الشر، إنها فلسفة عقيمة تعتمد على وجهة النظر فقط... "
مع كلامي أخرج البابا زفيرا قصيرا وإستمر في صمته وتأمله لكلامي حتي وصلنا للحديقة...
"كلامك صحيح، وينبع عن تفكير عميق ودماغ ناضج، الخير و الشر كانا وسيستمران لأخر زمان، بصورة مختلفة، حتي أكثر أعمال التي تمثل الخير، هي شريرة للبعض، إذن أخبرني من تلوم على كل ما حدث معك أيها الصغير...؟! انا ام إغريس أم سكان مملكة جهلاء، أو القدر...؟! من يجب عليه تحمل مسؤولية ما حدث معك...؟! من هو الشر في نظرك...؟! "
مع كلامه إنحنيت قليلا وأمسكت بزهرة بيدي...
"دا شينغ، في الحقيقة أنا لا أهتم حقا، لم أعد أريد تذكر أو تفكير في ماحدث في ماضي..."
(دا شينغ، هو إسم بالغة الصينية، يعني القس الأعظم..)
مع كلامي رسمت إبتسامة صغيرة على وجهي ونظرت نحوه...
"أنا لا أريد سوي العيش بسلام ما تبقى لي من الحياة، أريد إستمتاع قليلا بوقتي مع أصدقائي، أريد عيش حياة طبيعية فقط، أخبرني هل أنا أطلب الكثير...؟! "
لأول مرة تجمد تعبير دا شينغ للحظة، ورأيت عيناه ترتجفان قليلا، وكأن كلامي كرصاصة أصابت جسده...
"بصفتي القديس الأكبر للكنيسة، فمن واجبي منح الأمل الأطفال تائهين، وإعطاء الأمان لكل من يحتاجه، لكن، أنت الوحيد المستثني من دالك، أنت طفل الوحيد الذي لا يمكنني تحقيق أمنيته... "
مع كلامه إبسمت بضعف وعيناه تائهتان قليلا...
"أنت تعلم صحيح..؟!، انت تعلم أنني لست أرثر الحقيقي، أنا لست إبن إغريس، أنا مجرد روح طفيلية إستولت على جسده، انت كنت تعلم صحيح...؟!"
"صحيح، لقد كنت أعلم مند وقت طويل، لكن كنت بحاجة لإتخاد قرار بشأنك، أخبرني بقوتي وقوة إغريس، هل سنكون بحاجة لإتخاد خطوات ضعيفة وغير متقنة في تعامل معك ... "
بضعف أخرجت زفيرا قصيرا، ولسبب ما صدري يصبح أكثر ديقا...
"لقد علمت بدالك قبل مدة قصيرة فقط، لو أنكما أردتماني ميتا لكنت كدالك مند فترة، أخبرني من فضلك دا شينغ، من أكون أنا...؟!، هل أنا حقا هو الشر الذي تتكلمان عنه...؟!، لم علي معانات لهاده الذرجة...؟!، ما الذي فعلته في حياتي الأستحق ما يحدث لي...؟!"
كلماتي حقا جعلت عيناي ترتجفان، شعرت وكأنني على وشك بكاء، شعرت وكأن صدري يصبح ديقا أكتر، برغم عدم إمتلاكي لقلب شعرت بحرقة صغيرة داخل صدري...
لم أشعر بهاد الشعور حتي...؟!، نحن نتكلم عن الخير و الشر فقط، نحن نتكلم عني فقط، لكن عندما وصلنا لجزء من أكون أنا، شعرت بحزن شديد، وضعف غريب يجتاح جسدي...
"في الوقت حاظر أنت مجرد طفل صغير... "
قال دا شينغ وبلطف وضع يده على رأسي، وكأنني أحد أبنائه...
"أنت ماتزال صغيرا على معرفة الحقيقة، عمرك الحقيقي لم يتجاوز الشهرين حتي، إسمعني جيدا أيها الصغير، أنت ستمر بالكثير، بأشياء كافية لسحق أي شخص وجعله يستسلم، لكن أنت مختلف، انت مختلف عن جميع من سبقك، لذي يقين قوي انك ستكون منقدنا، ستكون أخر شخص... "
بالتلك كلمات داعب داشينغ رأسي قليلا بلطف، وإستدار لمغادرة المكان...
"أيها الصغير، فل تمسح عيونك وقف بستقامة، أنت ستكون زوج إبنتي، لقد إتخدت قراري بشأنك، الأمر متروك لك الإتخاد قرار بشأننا، ما يزال لذيك بعض الوقت فل تفكر جيدا... "
مع مغادرته للمكان، الأول مرة من زمن طويل سقطت دمعة من عيني، وأنا أحاول تمالك نفسي...
"لم علي إتخاد القرار حتي، لم علي مشاركة في هرائكم اللعين حتي..." قلت بصوت ضعيف وعيناي ترتجفان وقليل من دموع تسقط على وجهي