*منظور أرثر*

بعد مغادرة دا شينغ، جلست للحظة وأنا أتأمل حالتي المثيرة لشفقة و اليائسة...

دلك العجوز كانت لذيه فرصة لقتلي وإنهاء كل شيئ، لكنه بدل دالك تصرف بلطف بالغ يناقض كل ما يحدث لي بسببه..

لكن كلامه كان يحمل تناقضا غريبا، لقد اراد تحديد قراره بشاني، إذا كان سيدعني اعيش او سيقتلني...

لكنه في خضم صراعه مع نفسه لتحديد مكانتي لديه، وصفي بالمنقد، حتي انه يعلم حقيقيتي، ومن أكون...

مجرد تفكير في امر يجعلني اصاب بصداع شديد

"أنا مجرد طفل صغير في الوقت الحالي... "

رغم غرابة الجملة إلا انها تصفني حقا...

مع زوبعة الأفكار التي تدور في رأسي، أخدت شهيقا طويلا وأتبعته بزفير أفرغ رأتاي من الهواء، ودفعت كل شيئ لزاوية رأسي، وببطء وقفت لأغادر المكان...

"يبدو أنك كنت تعاني قليلا أيها الأمير، هل تحتاج للمساعدة.. ."

من خلفي بخطوات لا تحمل أي صوت كالأشباح، تكلم فتاة بصوت ناعم ونبرة منخفضة و أدب كبير...

ببطء إستدرت لاري فتاة تقف وهي تنظر لي، بشعر أزرق فاتح طويل وعيون نصف مغلقة من نفس لون، بفستان من حرير بلون ازرق غامق بتطريز لفراشة عليه، وإكسسوار على خصرها وأخر على شعرها...

لكن رغم أنها تبدو صغيرة في سن كان فستانها يظهر نصف صدرها بطريقة مغرية، وىغنم دالك كانت نظرة لامبالية على وجهها...

تأملت دالك مشهد لعدة تواني، وبنفس شكل، كانت الفتاة تنظر لي بنفس الطريقة التي انظر لها بها...

و في تلك للحظة كنا نفكر في نفس الشيئ تماما...

"أيها الأمير، أنت حقا لم تخيب أملي، انت حقا كما أردتك ان تكون، وسيم بحظور قوي ومظهر أنيق جدا، حتي تلك هالات سوداء تحت عيناك تجعل من مظهرك يبدو اكثر اناقة وهيبة ... " قالت بنبرتها المأدبة و عينها لا تبتعد عني...

"شكرا على إطرائك، أنت أيضا تبدين جميلة، أجمل من معظم من قابلت ... "

مع كلامي صمت غريب إشتاح المكان لم يكن يسمع سوي صوت الرياح حولنا، وأعيننا مركزة على بعض...

"إسمح لي بتعريف عن نفسي، أنا إبنة قداسة البابا، أحد محاربيه الأكثر قوة ووفاء، إسمي يلان، أيها الأمير لقد كنت أنتظر هاد اللقاء مند وقت طويل جدا، بالمناسبة هل يمكنني مناداتك بإسمك...؟!"

"أجل لا مانع لي، إذن هل لي ان أسأل عن سبب رغبتك في مقابلتي ...؟!"

توهجت عيناها قليلا، وببطء تقدمت بضع خطوات نحوي...

"أرثر انا مهتمة بك كثيرا، الطفل الذي سيجلب دمار وخراب للمملكة، رغم انني كنت أسمع هاد كلام كثيرا، لم أرغب حقا في تصديقه حتي أقابلك... "

مع كلامها تقدمت خطوة أخري نحوي، حتي أصبحنى على بعد خطوتان فقط من بعضنا...

"إذن أنت هنا لتقرري حكمك عني، هل انا جدير بدالك لقب أو لا، صحيح...؟!"

"لا، في حقيقة لقد حددت حكمي عنك قبل وقت، انا هنا لتكلم معك في أمر أخر، أخبرني من فضلك ارثر ما الذي تبتغيه...؟!، ما هو هدفك من قتال لهاده الذرجة...؟!"

رغم نبرتها مهذبة رأيت في عيناها إلحاحا قويا وفضول كبير...

قبل ان أجيب تاملت سؤال لعدة تواني، ونظرت في عيناها ببتسامة صغيرة...

"لأكون صادقا، أنا اريد ما يريده الجميع فقط، كل ما اريده هو تحقيق السعادة لنفسي والأشخاص الذين يقفون معي... "

مع إجابتي، فتحت يلان عيناها في دهشة، وببطء وضعت يدها اليسري على صدرها فوق قلبها مباشرة، وقليل من دهشة على وجهها...

"يلان أليس هادا ما يسعي له الجميع، سواء محاربين او عمال او فلاحون و حتي المتشردين في طريق، أليس هدفهم واحد وهو تحقيق السعادة...؟! انا لا أختلف عنهم أبدا... "

قبل ان تجيبني رأيت شفتاها و هما ترتجفان قليلا وكأن الكلمات قد خانتها

"أخبرني مادا ستفعل لو أن سعادتك ستعني تعاسة وحزن الأخرين...؟!"

تنهدت بعمق وأعدت نظري نحو عيناها...

"الأسف تلك هي الحياة يلان، السعادة وتعاسة وجهان مختلفان لعملة واحدة، بالطبع سعادتي ستجلب الحزن للبعض، لكن في جهة أخرى سعادة البعض ستجلب تعاسة لي..."

أنزلت يلان نظرها نحو أرض وهي تتأمل كلامي...

"أرثر أليس دالك معناه أنه لا يمكن تجنب تعاسة الأخرين ونحن نسعى لسعادتنا..." قالت ببعض الإنفعال وهي تعيد نضرها نحوي مجددا...

"يلان انت واحدة من أقوي خمس محاربين للقديس الأكبر، أنت قوية مهارة و ذكية، أخبرني ماهو أكثر شيئ يجلب سعادة لك... "

"إنه فخر أبي بي، قوله انه فخور بي و أنني قمت بعمل ممتاز في مهامي، أكثر ما يجلب سعادة لي... " أجابت دون تفكير وكأن الإجابة واضحة كوضوح الشمس لها...

"لكن يلان مهامك دائما تكون في مشاركة في المعارك، قيام بإغتيال، والقتل، أليست سعادتك مبنية على تعاسة أخرين، ألم تفكري يوما في ان الشخص الذي ستقتلينه، له أيضا عائلة، لذيه أشخاص سيحزنون من أجله، حتي شخص الذي يوصف بالشرير، ستجد له أشخاص سيحزنون من أجله... "

مع كلامي أخرجت يلان زفيرا طويلا، ونظرت في عيناي بنظرة غريبة...

"شكرا لك أرثر، لقد فتحت عيناي على شيئ أخر لم أكن أفكر فيه يوما، إنه درس مهم تعلمته اليوم.. ."

قالت وبدل ان تستدير للمغادرة إقتربت مني خطوة أخري...

"ما الأمر هل تريدين طرح المزيد من أسئلة...؟!"

"لاول مرة شخص يجيبني بجواب مثير الإهتمام يمتل الحقيقة القاسية خلف تطلعاتنا ، في مهامي كنت اقابل العديد من الحمقي، الذي لم يرتقو حتي الإجراء حوار معقول بمستوي تفكيرهم المحدود، لقد كرهت دالك نوع من حمقي، أرثر أخبرني أي نوع من الحمقي تكره أكثر...؟!"

رفعت حاجبي بستفهام من تغير نوع أسئلتها...

"دعينى نري، هناك ثلاثة أنواع أكرهها من الحمقي، الأول هو الذي ليس لذيه ما يخسره ومع دالك لا يفعل أي شيء، أما الثاني فهو الذي لذيه الكثير ليخسره ومع دالك لايريد القتال ليحافض على أي شيئ.. ."

سكت قليلا وببطء توهجت يدي اليمني بضوء نقي منها إرتفعت كرة صغيرة من طاقة النقية...

"أما الثالت فهو الذي لذيه القوة ولا يريد إستعمالها، هؤلاء الثلاثة هم حمقي بين الحمقي، وهم الذين أكرههم أكثر من غيرهم.. ."

مع نهاية كلامي لمعت عيناها بضوء جميل، وظل نظرها مركزا علي بشدة...

"يبدو أن جميع سكان هاده المملكة من الحمقي... "

رفعت حاجبي بستفهام من كلامها وببطء تراجعت خطوة للخلف...

"حسنا، لا اريد تمضية مزيد من الوقت هنا، وداعا في الوقت الحالي يلان، لقد كان تكلم معك ممتعا نوعا ما .. ."

مع إستدارتي الأغادر أمسكتني من يدي بإحكام، ومنعتني من تقدم أكثر...

"أرثر أريدك أن تكون لي... "

نظرت لها بستفهام وقليل من تعجب على وجهي...

"هااااه، هل هناك خطب ما في رأسك...؟! هل تعلمين ما تقولينه...؟! "

رغم غرابة كلامها، إستمرت في نظر في عيناي بتوهج ورغبة كبيرة في عيناها...

"أنت مثير الإهتمام كثيرا أرثر، طريقة كلامك، مضهرك، تصرفاتك وأفعالك، كلها تجعلني أرغب في بك بشدة... "

مع كلامها تركت يدي ورفعت يداها عليا، وكانها تريد تحرر...

"صحيح، ربما يكون صحيحا، ما قالته لي كان صحيحا، والآن قد تأكدت بالفعل، أرثر أعتقد اني أحبك، لا ليس أعتقد، بل انا وقعت في حبك بالفعل، وانا الآن اريدك بشدة ... "

مع كلامها الغير المتوقع، وضعت يدي على وجهي وانا أحاول ترتيب أفكاري...

وقبل ان أجيبها نظرت في عيناها، التي كانت تتوهج بقوة...

"يلان، أنا اقدر مشاعرك، لكن دالك غير ممكن، لا بل مستحيل ... "

"أرثر اتعتقدها خطة أخري من أبي، لكن دالك غير صحيح، إدي كنت تعتقد أني أزيف هاده المشاعر فدالك غير صحيح أيضا، رغم أني ابدو متبلدة قليلا، لكن دالك غير صحيح، لأنني تدربت على إبقاء تعابيري غير مقروءة، لكن أنا أكثر من يعلم بمشاعري عن اي شخص أخر..."

توقفت عن كلام وأمسكت يدي ووضعتها فوق صدرها، رغم حركتها غريبة لم أوقفها او أفعل اي شيئ لمنعها ...

"أرأيت أرثر قلبي ينبض بقوة شديدة الآن وأنا أمامك، أنا قادرة على تزييف أي نوع من مشاعر لكن ليس هاد الشعور، ارثر كما تري أنا أحبك... "

الأول مرة مند ان تقابلنا، إبتسمت يلان، رسمت إبتسامة جميلة جدا على وجهها، ومع دالك النسيم جميل الذي يجعل شعرها يرفرف قليلا، جعلها أمر تبدو كلوحة فنية مرسومة بطريقة إحترافية وجميلة جدا...

ببطء انزلت يدي عن صدرها ورفعت نظري نحو السماء...

"يلان، أنا لا أقول ان مشاعرك كذب، انا أقدر دالك، لكن المشكلة بي وليس بك، أنت فتاة جميلة جدا، ذكية وقوية، بينما في جهة أخرى، أنا طفل بمجموعة كبيرة من مشاكل، أنا حتي مازلت اكافح لأتمكن من إظهار مزيد من المشاعر... "

انزلت نظري نحوها مجددا ببتسامة صغيرة، وقبل ان اقول اي شيئ، امسكت بي من رقبتي وسحبتني نحوها، وبينما كنت اعالج الوضع الغريب لحركتها...

بدات اشعر بطع شفتاها على شفتاي، في لحظة حميمية غريبة، بينما كنت على وشك رفضها ومغادرة، إتخدت هي اولي خطواتها وقامت بتقبيلي على فمي...

إستمر امر لعدة تواني،تسرب طعم شفتاها لفمي، وبعدها أفلتتني وتراجعت خطوتان للخلف...

"كما يقولون أرثر، مايأتي بسهولة يذهب بسهولة، من هاده لحظة انت الأول بالنسبة، لايهم ما سيتطلبه الأمر سأحصل عليك، أنا لم أفشل في شيئ من قبل... "

اعلنت يلان عن افكارها بتقة كبيرة وهي ماتزال تنظر نحوي...

"رغم أنني لم أعتقد أنك ستفعلين دالك، لكن لقد لعبت اوراقك امامي بحتراف، لك مثل هاد الحادث لن يتكرر مجددا... "

"سنري بشأن دالك... "

مع كلامها غلب صمت غريب بيننا، يبدو انها حتي بعد ما فعلته لا ترغب في المغادرة...

هل ماتزال تطمح للمزيد..؟!

*والذي، أنا أسف. لكن لذي أخبار سيئة جدا...*

مع دالك الصمت الغريب صوت ملاينر صدر عبر التخاطر، ومن نبرته يبدو ان شيئا خطيرا حدث...

"ملاينر فل تضهر، وأخبرني ما حدث... "

كشبح ظهر ملاينر في مسافة بيني وبين يلان وهو ينحني على ركبة واحدة...

رغم ضهوره من عدم لم ترمش يلان حتي وركزت على مالذيه ليقوله لي...

"مولاي، أنا أعتذر بشدة لقد أخفقنا، لقد تم إختطاف القديسة إلينا، بطريقة حتي انا لم اتمكن من معرفة كيف فعلها... "

مع كلامه موجة من طاقة إنطلقت مني جعلت جسده يقشعر...

"ملاينر، أخبرني بكل شيئ حالا... "

"أرثر اخفي غضبك قليلا من فضلك، انت تعلم ماحدث بالفعل، التفاصيل لا تهم بأي شيئ الآن ... "

مع كلامها هدات نفسي...

"ملاينر لقد خاب أملي بكم، لقد كنتم أربعة، ومع دالك... "

انزل الأخير رأسه بعجز وإحباط كبير

"لا عذر لذي سيدي سأقبل اي عقاب تحدد لي..."

"دالك غير مهم الآن، بما انك هنا فدالك يعني أنكم لم تجدوها بعد، إسمعني جيدا انا أعطيك الحرية انت و أشقاؤك لفعل أي شيئ لإيجادها مهما كلف الأمر، أطلقو عنان لأنفسكم، فل تدهب وإحرص على عدم تخيب أملي مجددا .. ."

"أمرك مولاي ... "

بالنفس الطريقة التي ضهر بها إختفي بها ملاينر...

"أرثر خادمك قبل قليل، إنه مغتال محترف، حتي وهو أمامي كان من الصعب إحساس بوجوده، إذي تمكن شخص من إختطاف القديسة وهو يحرسها، فسيكون شخصا واحدا فقط... "

"كاسبر، الشخص الذي لقب بالمغتال الأسطوري، ياله من إزعاج... "

"صحيح، إنه إزعاج، ما الذي ستفعله...؟!"

"سأحرص على جعلهم جميعا يدفعون تمن... "

بتوهج أخرجت كرستالة زرقاء، التي تستعمل في تواصل...

"بال، انا بحاجة لمعروف صديقي... "

سمعت صوت همهمة وضحكة صغيرة عبر الكرستالة...

"اووه، سمو الأمير لقد مرت مدة طويلة صديقي، هل هناك مشكلة تعاني منها...؟!"

"أجل مشكلة كبيرة، لقد تجرا شقيقي لعين وقام بخطف صديقتي، وأنا أحتاجك لتسديني معروفا... "

"لم اعتقد أنك تملك صديقة، لكن دعني من دالك، في مادا تحتاج المساعدة بالظبط...؟! "

توهجت عيناي بغضب...

"بال اريد منك تدمير مكان محدد عن بكرة أبيه، اريد منك حرقه ليتحول لرماد، او سحقه ليستوي مع الأرض، لا أريد أن يبقي له أثر... "

ضحك بال بخبت وبنبرته معتادة قال...

"لك دالك صديقي، أنا لن اسأل عن علاقة دالك مكان بمشكلتك لكن سأدمره من أجلك، هل تحتاج لشيئ أخر...؟!"

"لا شكرا، البقية ساتعامل معها بنفسي..."

"إذن حظا موفقا صديقي، وإحرص على الا تموت، مع حلول صباح غد سيكون دالك مكان في خبر كان... "

بتلك كلمات أخفية الجوهرة وبدات اتقدم نحو داخل القصر...

"أرثر انا هنا ايضا، سؤساعدك بكل سرور... "

أمسكت يلان يدي وهي تتكلم بنبرتها المهذبة مجددا...

"حسنا، شكرا لك، فل تخبري والدك بالأمر أولا، وأنا سأتحدت مع والدي قليلا، وبعدها ساري مدا سأفعل مع هاده المشكلة... "

"فقط إحرص على إشراكي في أمر... "

"إدا كانت تلك رغبتك يلان، فسأفعل... "

هزت يلان رأسها، وببطء تقدمت نحو مكان البابا، بينما توجهت انا نحو مكان إغريس...

"أنت فتاة جميلة، من سخرية أنك تعملين مع دالك الشرير، لا بأس سأخدك معي،وسأحررك من قبضته الشريرة... "

عندما وصلت أخيرا لصالة رئيسية، كان أحد اشخاص من طبقة نبيلة، ينظر نحو آياكا بنظرة مقززة وهو يمد يده ليلمسها...

كان كازوها خلفها بقالب صغير من حلوة في يده، بينما صغيرتي تجلس على كرسي وهي تستمتع بطعام دون إعارة إنتباه لأي شيئ ...

"فل تبعد يدك عنها، أيها الخنزير الوضيع، وإلا قطعتها... "

قبل ان يمسكها تكلم كازها وعيناه لا تنظران له حتي...

"مادا قلت ايها الوغد...؟! "

إنتفخت عروق حمراء في رأس السمين...

"كازوها، آياكا، لقد حدث مشكلة، فل تبقي على إستعداد الأي شيئ، وإحرصي على سلامة صغيرتي... "

تقدمت بينهم وقلت بصوت جاد...

"لك دالك صديقي، هل تحتاج لدعم.. ."

"لا، يمكنني معالجة امر بنفسي... "

"انت..."

تلعتم السمين قليلا وبعض الخوف ظهر على وجهه، لكنه سرعان ما إستبدله ببتسامة من عجرفة، بكون انا شرير فابطبع سيتصرف بعجرفة لتعزيز قوته وإضهار مكانته...

"كازوها تعامل معه، لذيه اشياء أهم لفعلها.. ."

بتلك كلمات تابعت تقدمي، وقبل ان ينطق السمين بأي كلمة، سحبه كازوها من عنقه وتلاقت عيناهما...

"لا ينبغي الأمتالك أن يكونو أحياء ابدا ايها الخنزير الوضيع، فل تجلس بهدوء وأبعد عيناك عن صديقتي وإلا إقتلعت رقبتك من مكانها.، هل تفهم كلامهي...؟!"

مع تلك كلامات ونبرة كازوها وعيناها مخيفتان تجمد جسد سمين وإنحبست انفاسه في عنقه...

"سمو الأمير، الملك ينتظرك في اعلي من فضلك تفضل... "

بخطوات سريعة صعدت سلالم الأجده ينتظري في إحدي الغرف وهو ينظر من نافدة،نحو الخارج...

"انت تعلم ما حدث صحيح...؟!"

"أجل، وأعلم لم أنت هنا أيها الصغير، لكن قبل دلك فل تلقي نظرة من هاده النافدة... "

ببطء تقدمت، ونظرت عبر نافدة، حيت كانت شقيقتي مونا تجلس مع أحد اشخاص...

"من يكون دالك الشخص هناك...؟!"

"إنه أمير مملكة فيرانيا، المملكة مجاورة لنا، لقد كان مغرم بمونا مند وقت طويل، وكان يرسل العديد من رسائل لها، ولي... "

أخرجت زفيرا قصيرا وانا أتأمل وجه دالك الرجل...

"إذن هو يريد زواج منها بشدة، وبنظر لمكانة مملكتنا ومملكتهم، لابد وأنه قدم عروض كثيرة..."

تنهد إغريس وأغلق عيناه بينما عقد يداه خلف ضهره...

"دالك صحيح، لقد عرض كثير من عروض المغرية، لكني رفضتها كلها، لآن مونا لم ترغب في هاد الزواج... "

"هل الأمر علاقة بي...؟!"

نظر إغريس لي وببطء اعاد نظره نحو مونا في خارج...

"السبب الأول هو أنت، لقد كانت تريد إعتناء بك، والسبب تاني لآن تلك عائلة مكونة من الحتالة فقط، وبعد حصوله عليها سيخرقون جميع معاهدات، وقد تندلع الحرب بيننا..."

"إذن ما الذي تريده مني، بقوتك تلك، أنت تستطيع محو تلك المملكة من الوجود، بين ليلة وضحاها... "

تنهد إغريس، وأخرج زفيرا قصيرا...

"هل تعتقد أني نوع من مجانين الذين يستطيعون قتل ألاف لا بل ملايين أبرياء، من اجل بعض الحثالة الذي لا يستحق الوقت.. ."

رغم أني لا اريد إعتراف، لكن كلامه صحيح، رغم تصرفاته نحوي، فهو ملك عادل ومسالم، وقد إزدهرة هاده المملكة كثيرا مند أن حكمها، حيث تمكن من تجنيبها عددا كبيرا من الحروب و المشاكل...

"إذن ما الذي تخطط لفعله...؟!"

"أريدك ان تسديني معروفا، وسؤعيده لك في وقت أخر... "

رفعت حاجبي بستفهام من كلامه الغير منطقي...

"هل تريد مني إسداء معروف لشخص الذي حاول قتلي مند لحظة ولادتي...؟!"

"أيها الصغير، انت تعلم اني اعلم بالفعل، انت لست إبني، أنت لم تعاني معي بأي شيئ، لأنك إستوليت على دالك الجسد قبل شهرين فقط، فل تتوقف عن تظاهر بأنك إبني ..."

لقد علمت دالك، هاد الرجال يخفي الكثير، رغم تكلمه بتلك طريقة لذي شعور انه من يعاني اكثر من أي شخص...

"أيها الصغير، فل تقم بقتل كامل العائلة الملكية لمملكة فيرانيا، وبعدها سأعيد هاد المعروف لك... "

"سؤرسل شخصا يقوم بالمهة حالا... "

*تشين، فل تتركي مهمتك وتعالي لموقعي حالا، لذي مهمة مخصصة لك...*

*أمرك والذي...*

عير تخاطر إستجابت الصغيرة تشين لي بسرعة وطاعة...

وبعد حوالي اقل من خمس دقائق، ضهرت وهي تنحي على ركبة، بينما قطرات من دماء على وجهها، وهي ترتدي درعها الأسود...

"انا تحت أمرك سيدي..."

انزل إغريس نظره نحوها دون تغيير تعابيره...

"طفلة من ظلام، كما انها ولدت حديثا، انت تمتلك اشياء مثيرة الإهتمام.. ."

قال واعاد نظره نحو مونا في خارج...

"تشين، اريدك أن تقومي بقتل كامل العائلة الملكية لمملكة فيرانيا، وأن تأتي براوسهم جميعا لابي بحلول الصباح..."

توهجت عيناها بقوة ووضعت يدها فوق صدرها...

"أمرك، أعدك أني لن اخيب املك مجددا..."

بحزم توجهت تشين لإتمام مهمتها، وبنفس الوقت اعدت نظري نحو إغريس...

"أخبرني أين هيا من فضلك..."

"سيكونون الآن في منتصف غابة جورا مظلمة، فل تسرع قد ينتهي بهم الأمر بقتلها..."

"شكرا لك، وداعا.. ."

"إنتظر أيها الصغير، مادا ستفعل لو انك وجدتها ميتة بالفعل...؟!"

توهجت عيناي بشكل مخيف...

"أنا أسف، لكني لا احمل أي رحمة لأعدائي، سأقتل كل شخص تسبب في دالك، إبتداءا من الأمير الأول إنتهاءا بأخر فرض منهم، سأجعلهم يمرون بشيئ أسوء من الموت بألف مرة... "

أغلق إغريس عيناه وأخرج زفيرا قصيرا...

"فل تذهب، وإفعل ما عليك فعله، وأنا سأفكر فيما علي فعله..."

بتلك كلمات غادرت المكان بأسرع ما أستطيع...

*أطفالي، سيرانيا، فل تتوجهو جميعا نحو غابة جورا بأسرع ما تستطيعون، إلينا هناك، فل تسرعو وأنقدوها، انا سألحق بكم...*

*أمرك...*×4

من فضلكم أسرعو، على تلك الفتاة ان تبقي حية

_أجنحة _

باسرع ما أستطيع أخرجت أجنحتي وبدات احلق نحو المكان، وانا امل اني لست متأخرا...

**********

"إغريس، يبدو انه مختلف عن من سبقه... "

من خلف إغريس، فتحت دا شينغ الباب ووقف هو ينظر لصديقه بعيون مغلقة...

"صحيح، لم يتطلب الأمر سوي تكلم معه لمرة واحدة لأعرف، ربما سيكون هو منقذنا، او ربما سيكون هو من يقضي علينا..." قال إغريس بنبرة منخفضة

وببط إستدار وعيونه متبتتة على عيون صديقه...

"إبنتك الصغيرة، أعتقد انها ستموت، الن تفعل شيئا...؟!"

تأمل دا شينغ كلام إغريس لعدة توان، وبنبرة ضعيفة قليلا قال...

"إغريس، إبني قد خانني، وإبنك قد خانك، إنه قرار صعب حقا، لقد أعطيناهما الحق الإختيار، لكن..."

قبض دا شينغ على قبضته حتي إبيضة، وعروق من غضب ضهرت على وجهه...

"إغريس، أنا من سيفعلها هاده المرة، سأذهب لقتلهما، وبعدها سنري القرار الذي سيتخده دالك الصغير... "

أغلق إغريس عيناه، ووضع يده على صدره، وبعمق اخد شهيقا طويلا...

"صديقي، فل تمنحهما موتا سريعا، انا سأتعامل مع الخونة من المملكة المجاورة... "

"لك دالك... "

2024/08/17 · 67 مشاهدة · 2839 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025