أخدت إلينا شهيقا طويلا وأتبعته بزفير طويل ايضا أفرغ رأتاها من الهواء... وعيناه مغلقتان، بينما يحملها شخص في يده وهو يتقدم بسرعة جنونية عبر الأشجار...
لم تكن إلينا خائفة او مدعورة من حقيقة انه تم إختطافها، وبالعكس حافظت على هدوئها وتفكيرها المتزن...
(إذن فايوم موتي قد حان، إعتقدت أني سأتمكن من لقاء صديقي على أقل، ياله من حظ...)
تنهدت إلينا بقليل من الحزن...
(أرجو على أقل أنه سيحزن من أجلي ولو قليلا فقط، دالك سيمنح حياتي بعض المعني على أقل... )
مع تعابير إلينا خالية من أي خوف أو دعر من موقفها، حني الخاطف الذي كان يغطي وجهه بنظره نحوها، وبصوت بارد سأل...
"إنه شيئ محزن، أليس كدالك قداستك...؟!"
"ربما يكون، وربما قد لا يكون...؟!، لكن بالنسبة لي إنه شيئ محزن كثيرا... "
رفع الخاطف نظره نحو الطريق مجددا
"أنت تعلمين ما سيحدث لك صحيح...؟!"
تنهدت إلينا ورفعت وجهها نحو السماء رغم ان عيناها مغلقتين...
"سأموت بسرعة في أفضل أحوال، أو سيقوم بتعذيبي نفسيا وجسديا وسيقتلني ببطء في أسوء الأحوال، في جميع الأحوال سأموت في نهاية، ليست هناك أي نهاية أخري تنتظرني هناك ..."
"أليس لذيك أي أمل في نجاة...؟!"
مع سؤاله إبتسمت إلينا إبتسامة صغيرة...
"لا احد سينقدني، سواء قداسة البابا، أبي، او اي شخص أخر، أنا لا أقول أنهم لن يأتو، لكن حظورهم سيكون متأخرا جدا.، سيكون بعد فوات الأوان .."
تعجب المغتال قليلا من كلامها المرفوق بتلك إبتسامة، وبنبرة منخفضة سأل...
"لكن رغم معرفة بدالك لم تبتسمين...؟!"
"دالك لأني كنت مفيدة لأبي، لابد أنه علم بأن إبنه و إبن الملك قد قاما بخيانتهما، والآن سيتمكننان من تصرف بدون تردد، واحدة من أصعب العقبات على أبي سيتم إزالتها بعد موتي مباشرة... "
كلماتها جعلت المغتال يرتبك قليلا...
هاده الفتاة ستضحي بنفسها، بكل سرور من أجل شخص ليس حتي والدها الحقيقي...
"لكن من بين من سيأتي ليجد جتثي ويقرر إنتقام لي، أرجو أن يكون صديقي بينهم، إدا كان فسأكون سعيدة بعد الموت..."
مع كلماتها ضرب صمت غريب المكان، ولم يسمع سوي صوت الأغصان وهي تتلاعب بها الرياح...
بعد عشرين دقيقة، وصل المغتال أخيرا لمنتصف الغابة، حيث كان هناك مامجموعه عشرة أشخاص...
"لقد وصلت أخيرا... "
من بين محاربين عشرة، تقدم رجل بنبرة متعجرفة وشعره فضي يتمايل مع الرياح...
لم يكن دالك الشخص سوي إبن البابا، سامويل...
"سامويل، غطرستك وتعجرفك، ماتزال كما هي..."
قالت إلينا وهي على ركبتيها أمامه...
إقترب سامويل منها وبقوة أمسكها من شعرها وعيناه تتوهج...
"إلينا، متى أصبحت شجاعة لتتحدثي معي بهاده الطريقة وهاده النبرة..."
رغم نبرته مرتفعة لم تفتح إلينا عيناها، ورسمت إبتسامة صغيرة على وجهها...
"سامويل، لم قد ازيف حقيقة مشاعري وأنا على باب الموت، دعني أخبرك بشيئ، لقد خيبت أملي كثيرا، لم اعتقد أنك ستأخد جانبهم..."
ضحك سامويل بغطرسة من كلامها وبيده يسري قام بصفعها ببعض القوة...
"إلينا، أبي والملك، على حافة الجنون، إنهما من البشر سامين بقوة هائلة قادرة على قلب عالم، ومع دالك لم يستطيعى تغيير أي شيئ..."
"مع معرفتك أنهما قويين لتلك الذرجة، قررة بكل حماقة وغطرسة أن تكون عدوهما، لا بل أكثر من دالك، بدل أن تقف في صف أبي وتساعده..." عضت إلينا على شفتها سفلي بقليل من غضب "قررت خيانته وتأمر ضده، اي إبن انت أي، اغغااا..."
بغضب ضربها سامويل بقوة على معدتها، حتي سقطت على أرض...
"من تعتقدين نفسك، لمحاولت توبيخي او توجيه غضبك نحوي، أيتها لعينة..."
"اغغغغااااا..."
مع غضبه ركلها سامويل مجددا على معدتها، وبقوة وضع قدمه فوق رأسها...
مع ألمها أمسكت إلينا بمعدتها وهي تتنفس ببعض الصعوبة...
"إلينا، البشر ضعفاء بطبعهم، كانت تلك أكثر عبارة سمعتها من أبي، وعندما قابلتها أيقنت بالفعل أنها عبارة صحيحة..."
مع كلامه أخد شهيقا طويلا، وابعد قدمه عن رأسها، وأمسكها من شعرها ورفعها حتي أصبحا في نفس إرتفاع...
"سامويل أنا لا أخشي الموت أبدا، لكن قتلك لي لن يساعدك في أي شيئ، أنت تعلم دالك..."
"لو كنت مكانك لما كنت واتقا جدا، فائدتك لي كبيرة جدا، أكبر بكثير مما تتخيلين.."
قال وبيده يمني بدأ يتحسس وجهها، وببطء انزل يده نحو صدرها...
"إلينا صديقيني هاد سيؤلمك أكثر بكثير مما سيؤلمني..."
مع يده تتحسس صدرها أرسل سامويل موجة من طاقة الشديدة عبر جسدها
"اغغغاااااااااااه...."
صرخت إلينا بصوت مرتفع جدا، جراء ألم كبير الذي يشتاح جسدها...
"ل... لقد علمت دالك، أ... أنت مجرد مختل عقليا..."
قالت بصوت منخفض وهي تلهث بشدة، بينما تحاول إستجماع نفسها...
"كلامك غير صحيح، لفترة قريبة فقط، كنت أحبك كثيرا إلينا، لكن الحب لايدوم أبدا..."
قال وبنفس القوة أرسل موجة أخري من طاقة عبر جسدها...
صرخت إلينا مجددا بقوة، بينما سقطت على ركبتيها جراء فشل قدميها في حملها...
"ف... فل تقم بقتلي، وأنه الأمر..."
صرخت إلينا في وجهه بصوتها ضعيف وهي لم تفتح عيناها أبدا لتنظر له...
"بالطبع سأفعل إلينا، لكن لم العجلة، لذينا الكثير من الوقت..."
"أحمق، أبي والفرسان الأربعة وأيضا صديقي سيصلون قريبا، موتك قد أصبح مضمونا أيها متغطرس لعين..."
إبتسم سامويل بغطرسة وإزدادة إبتسامة إتساعا شيئا فشيئا وهو ينظر لها بدونية...
"إلينا عزيزتي، الجميلة التي أحببتها في سابق، سيكون هاد هو الوداع، لكن دعيني أخبرك، سأقوم بقتلهم جميعا ..."
مع كلامه سحبها من يدها ورفعها إلي حظنه، ووضع يداه إتنثان على وجهها...
مع إنتظارها لنهايتها، قام سامويل بتقبيلها من فمها غصبا عنها، وهو يتدوق شفتاها على شفتيه...
مع ضعفها وإنعدام طاقتها، لم تستطع إلينا دفعه او إبتعاد عن تلك قبلة التي جعلتها تشعر بالتقزز الشديد...
بعد عشر تواني، أبعد سامويل فمه عن فمها
"إلينا لم أشعر بشيئ مشابه أبدا لهاده القبلة التي أخدتها منك، ولن أفعل ابدا في مستقبل... "
مع كلامه توهجت يده اليمني بلون احمر، وبقوة ادخل سامويل أسابعه في مقلة عينها اليسري...
"اغغغغاااااااااااه.."
صرخت إلينا من ألم، بينما قبض سامويل على عينها وسط اسابعه وبقوة قام بقتلاعها...
بينما كانت إلينا تصرخ من ألم كبير جراء إقتلاع عينها اليسري، بنفس العنف والقوة قام سامويل بإقتلاع عينها اليمني أيضا، وتركها تسقط على ارض ودماء تتدفق على وجهها وتسقط على ارض في بركة صغيرة...
"العين اليمني والعين اليسري لذي، ما أحتاجه الآن هو القلب..."
تمتم سامويل لنفسه وبتوهج قام بإخفاء عيناها، و نظر لها وهي تصرخ من ألم بينما دماء على وجهها تزداد...
وبقوة إخترق صدرها بيده اليسري وقام بإقتلاع قلبها...
سقطت إلينا على بطنها وسط بركة من دماء وهي تلفض أنفاسها أخيرة
"فل يقتلع شخص ما رأسها، وعلقوها في إحدي أشجار..."
بتلك كلمات إستدار سامويل لمغادرة مكان بينما، شريط حياة إلينا يمر أمامها...
بدات ذكريات قديمة تمر أمامها جعلتها ترغب في بكاء، وأخري جعلتها ترغب في ضحك بسعادة...
"مرحبا أيتها الصغيرة، حياة التشرد وحياة شارع ليست لفتاة ظريفة وجميلة متلك، ما رأيك هل ترغبين في ان تأتي معي و اصبح والدك..."
لم تكن حياة جميلة نحوها أبدا، حيث تم تخلي عنها من قبل والديها، وعاشت في شارع تحت المطر وتحت التلج وتحت الشمس الحارقة، بدون منزل وبدون طعام، وأكثر ما جعلها حزينة هي انها كانت بدون عائلة، وبدون حب وبدون إهتمام...
كانت حياتها عبارة عن كابوس سيئ وجحيم أليم، حتي اللحظة التي إلتقت بي البابا القديس الذي أخرجها من حياة التشرد، ومنحها الحب وإهتمام، ومنحها منزل وأيضا طعام...
"أبي، شكرا لك، أنا إلينا كنت حقا سعيدة بكوني إبنة لشخص حنون وعظيم مثلك، شكرا لك من أعماق قلبي على كل ما قدمته لي... "
إنتقلت ذكرياتها بعد دالك لحديقة دابلة تبعت على حزن خلف قصر شخص الذي نعت بضلام المملكة...
"مرحبا، هل انت تعيش هنا... "
قفز طفل من فزع عند سماع صوتها وعيناه ترتجفان...
"إ.. إبتعدي من فضلك، إدي إقتربتي أكثر قد تتأذين، أنا شخص سيئ، يجلب الأذي الأخرين... "
لم تستطع إلينا سوي إبتسام بسعادة من تلك ذكري لها مع أرثر، الأول مرة إلتقت به وتكلمت معه...
"أرثر، عدني أننا سنبقي أصدقاء الأبد..."
"أجل أنا أعدك، حتي وإدي لم نلتقي كثيرا، سنبقي أصدقاء للأبد، فأنت إلينا، صديقتي الأولي والوحيدة... "
تغيرت إبتسامة إلينا لتعبير حزين جدا، وهي تتذكر دالك لقاء و دالك الكلام...
"أرثر صديقي، أنا أسفة الأني لم أكن معك، أنا حقا أسفة لأني لم أكن موجودة لمساعدتك..."
بتلك ذكريات ودالك الشعور بالحزن والأسف على نفسها وعلى صديقها، وقف احد فرسان قرب رأسها وبيده فأس تلمع تحت الضوء الخافت للقمر...
وبضربة قوية منه، فصل المحارب رأس إلينا عن جسدها، حيث تطايرت دماؤها في مكان ..
ومن خلفه بحركة من أصابعه، رفع احد محاربين جسد إلينا ورأسها بخيوط رقيقة تكاد لا تري، وعلقها بين شجرتين...
ادار سامويل نظره من فوق كتفه بتعبير بارد نحو جسد إلينا معلق، وتوهج بارد كثلج يصدر من عينيه...
"فل ندهب، سيصلون قريبا..."
"إنتظر لقد أنجزت جزئي من إتفاق، لم يعد لديك ولذي معلمي أي علاقة الآن..."
قال مغتال بصوت بارد وعيناه مركزة على سامويل...
"بهاده المهمة، لم يعد كاسبر مدين لي بأي شيئ، يمكنك المغادرة..."
بتلك كلمات غادر المغتال، وبنفس الطريقة غادر سامويل ومن معه، عبر بوابة زرقاء صغيرة...
*********
بعد مغادرة سامويل و المغتال، على أطراف الغابة كان يتقدم ستة أشخاص بسرعة كبيرة...
كان داشينغ وفرسانه الخمسة، بتعبير بارد وتركيز عالي جدا...
"إلينا صغيرتي، أنا أسف حقا يا إبنتي الحبيبة "
قال دا شينغ بنبرة منخفضة وحزن على وجهه...
"مولاي هناك شخص خلفنا يتقدم بسرعة كبيرة، هل اتعامل معه..."
"لا، دالك الشخص هو الأمير أرثر، يبدو انه أتى من أجل إلينا أيضا..."
بحركة من يده توقف الجميع، وأدارو نظرهم نحو ارثر الذي يتقدم بسرعة كبيرة....
لم يستغرق الأمر حتي خمس دقائق ليصل لمكانهم، كان يلهث من تعب، وعرق يتدلي على وجهه...
"دا شينغ، أنت توقفت، هل هاد يعني...؟!"
إرتجفت شفتى ارثر وعيناه إتسعتى من هول الفكرة التي في دهنه...
ادار دا شينغ نظره نحو منتصف الغابة...
"ستعلم عندما نصل... "
بتلك كلمات إرتجف جسد أرثر قليلا وإتسعت عيناه...
وبخفقان من اجنحته، حلق بسرعة اكبر نحو المكان...
بعد خمس دقائق نزل ارثر على ارض وعيناه ترتجفان، بينما انفاسه تقطعت وإنحبست داخل علقه...
لم تكن لذيه قوة على الحركة او قول اي شيئ، كان دالك المشهد كافيا ليجعل جسده يتحمد في مكانه..
جثثة إلينا معلقة بين شجرتين، بينما تم إقتلاع عيناها و قلبها، وفصل رأسها عن جسدها...
"ااه، إ..."
عجزت الكلمات عن الخروج من فمه وعجز جسده حتي عن التحرك لينزلها...
كان صدره يديق عليه وحرقة كبيرة تشتعل داخله...
"صغيرتي، لن أطلب ان تسامحيني، أرجو فقط ان تجدي سعادة في الحياة الأخري..."
قال داشينغ وبحركة من إصبعه قطع جميع الخيوط، وأنزل جسدها ببطء نحو حضنه....
بحرقة كبيرة ودموع تتدفق من عيناه عانقها بقوة، وهو يبكي...
ومن خلف كان الفرسان الخمس في نفس حالته من الحزن...
"أخبرني أيها القس، لم..؟!، لم ماتت...؟!، ولم.. لم تنقذها من الموت...؟! "
لم يرفع داشينغ نظره عن إلينا، وبنبرت من حزن أجاب...
"لقد كانت طفلة جميلة وذكية وتحب الخير كثيرا، وبسبب قدرتهاة علمت ما سأمر به في مستقبل، لذالك قررت التضحية بنفسها من أجلنا، لنتجنب ما هو أسوء، إنها حقا طفلة جيدة، لم تستحق شخصا متلي ليكون والدها، لقد كانت تستحق حياة أفضل بكثير..."
نظر أرثر ببطء وحزن كبير يستحود عليه نحو دا شينغ ونحو جتتة إلينا...
"داشينغ، من فضلك أخبرني من هو المتسبب الحقيقي في هاد الحادث، أنا أعلم بالفعل ان أخي بينهم من اخرون...؟!"
"وما الذي ستفعله أيها الصغير...؟!"
توهجت عينى ارثر بغضب كبير وأنفاس قرمزية تخرج من فمه...
"أنا أعدك وأعد نفسي و أعد إلينا، أني سأجعلهم يمرون بشيئ أسوء من الموت بألف مرة، سأجعلهم يتوسلون للحصول على موت، سأقوم بتمزيقهم وأكلهم أحياء... "
ببطء وضع داشينغ جتثة إلينا ووقف وعيناه تلتقيان بعيني أرثر...
"أنا سأهتم بجهتي من الأمر، انت فل تقم بلقاء شقيقك، وأرني كيف ستحقق هاد الوعد..."
بغضب قبض ارثر قبضته حتي إبيضت وعروق ضهرت عليها...
"لك دالك، لكن أخبرني كيف ستتعامل معهم، أيها القس..."
"في سابق كنت سأقلتهم بسرعة الأجعلهم يكفرون عن خطئهم في حياة أخري، لكن الآن، سأقتلهم ببطء وبطريقة تشفي حزني وغضبي عامر..."
بتلك الكلمات إستدار ارثر للمغادرة...
"إنتظر، يلان فل تذهبي معه، وساعديه..."
"أمرك مولاي..."
بسرعة حلق ارثر نحو وجهته وخلفه يلان
*أيها الأطفال، سيرانيا اين أنتم....؟!*
بعد أن إبتعد أرثر قليلا إستخدم تخاطر الإتصال بأطفال ثلاثة وسيرانيا، الذين لم يكونو موجودين في منتصف غابة، رغم انهم أسرع منه...
*أبي نحن على أطراف الغابة، نحن أسفون جدا لقد واجهنا مشكلة جعلنتا غير قادرين على دخول...*
تجهم وجه أرثر بغضب كبير، وبسرعة حلق نحو مكانهم...
"أبي نحن أسفون جدا، لقد خيبنى أملك مجددا.. ."
إنحني أربعة بوجوه من عجز والخوف أمام أرثر الذي كانت عيونه تعطي شعورا بالرعب...
"الخطء ليس خطأكم، بل هو خطئي لأني كلفتكم بهاده المهمة، لقد كنت مخطئا في وضع ثقتي بكم، وأنا أدفع تمن دالك الخطء الآن.. "
إرتجفت أعين أربعة وغلف القلق والخزن وجوههم...
"أ.. أبي نحن..."
حاول ملاينر تبرير موقفهم لكن عيون أرثر الباردة جعلت القشعريرة تضرب جسده، مما جعل الكلمات تقف في حلقه...
"لقد تم قتل صديقتي بطريقة وحشية وفضيعة جدا، بينما كنتم تلعبون هنا وهناك، لقد وضعت تقتي بكم مرتين، وهاد كان خطأ مني، لكنه لن يتكرر أبدا... "
"م... مولاي هل ستتخلي عنى...؟!" قالت سيرانيا بنبرة منخفضة وهي غير قادرة على نظر في عيناه...
"أرثر، أعلم أنك حزين، وأنك غاضب، لكن لا تدع غضبك وحزنك يسلبك قدرتك على تحليل وقرأة مواقف فالتهدء قليلا ... "
قبل أن ينطق أرثر بحكم على أربعة، تكلمت يلان محاولة جعله يفكر بمنطقية مجددا...
"توقف عن إستيراق السمع وأظهر نفسك كاسبر.. ."
من أمام الستة، بوابة صغيرة من ظلام ضهرت وخرج منها رجل في أربعين من عمره بملابس مريحة، ولحية طويلة وعيون زرقاء بلون سماء، مع تعبير غير قابل للقرأة على وجهه...
"الأمير أرثر، أنا أقدم خالص تعازي لم حصل لتلك الفت..."
قبل أن ينهي كاسبر كلامه، أطلق أرثر شعاعا عملاقا من برق من فمه، جعل أرض تتحول لحمم من شدة قوته...
"أنا لا أريد تعازيك أيها لعين، أنا أريد رأسك وقلبك و عيناك، أعطهم لي ..."
تصاعد غضب أرثر وهالته تتدفق من جسده جعلت الجميع حوله يصابون بالقشعريرة، والخوف الشديد منه...
"فل يتراجع الجميع، إدا تجرأ وتدخل أي أحد منكم، سأقتله بنفسي، سأحدد لاحقا مصيركم... "
بسرعة وبخوف منه تراجع إخوة تلاتة وسيرانيا وحتي يلان تراجع جسدها للخلف غصبا عن إرادتها من هالة وغضب أرثر...
"كاسبر أنت تعلم ما الذي فعلته صحيح...؟!"
على بعد عشر خطوات ظهر كاسبر مجددا لكن هاده المرة بدرع أسود يغطي كامل جسده...
"أنا لن أقدم أي أعذار أيها الأمير، لكن أنا لم يكن لذي خيار أخر.. ."
قال كاسبر وأخرج خنجرين بلون أسود وهالة من ظلام تنبعت منهما.أخدت إلينا شهيقا طويلا وأتبعته بزفير طويل ايضا، وعيناه مغلقتان، بينما يحملها شخص في يده وهو يتقدم بسرعة جنونية عبر الأشجار...
لم تكن إلينا خائفة او مدعورة من حقيقة انه تم إختطافها، وبالعكس حافظت على هدوئها وتفكيرها المتزن...
(إذن فايوم موتي قد حان، إعتقدت أني سأتمكن من لقاء صديقي على أقل، ياله من حظ...)
تنهدت إلينا بقليل من الحزن...
(أرجو على أقل أنه سيحزن من أجلي ولو قليلا فقط، دالك سيمنح حياتي بعض المعني على أقل... )
مع تعابير إلينا خالية من أي خوف أو دعر من موقفها، حني الخاطف الذي كان يغطي وجهه بنظره نحوها، وبصوت بارد سأل...
"إنه شيئ محزن، أليس كدالك قداستك...؟!"
"ربما يكون، وربما قد لا يكون...؟!، لكن بالنسبة لي إنه شيئ محزن كثيرا..."
رفع الخاطف نظره نحو الطريق مجددا
"أنت تعلمين ما سيحدث لك صحيح...؟!"
تنهدت إلينا ورفعت وجهها نحو السماء رغم ان عيناها مغلقتين...
"سأموت بسرعة في أفضل أحوال، أو سيقوم بتعذيبي نفسيا وجسديا وسيقتلني ببطء في أسوء الأحوال، في جميع الأحوال سأموت في نهاية ..."
"أليس لذيك أي أمل في نجاة...؟!"
مع سؤاله إبتسمت إلينا إبتسامة صغيرة...
"لا احد سينقدني، سواء قداسة البابا، أبي، او اي شخص أخر، أنا لا أقول أنهم لن يأتو، لكن حظورهم سيكون متأخرا جدا..."
تعجب المغتال قليلا من كلامها مرفوق بتلك إبتسامة، وبنبرة منخفضة سأل...
"لكن رغم معرفة بدالك لم تبتسمين...؟!"
"دالك لأني كنت مفيدة لأبي، لابد أنه علم بأن إبنه و إبن الملك قد قاما بخيانتهما، والآن سيتمكننان من تصرف بدون تردد..."
كلماتها جعلت المغتال يرتبك قليلا...
هاده الفتاة ستضحي بنفسها، بكل سرور من أجل شخص ليس حتي والدها الحقيقي...
"لكن من بين من سيأتي ليجد جتثي ويقرر إنتقام لي، أرجو أن يكون صديقي بينهم، إدا كان فسأكون سعيدة بعد الموت..."
مع كلماتها ضرب صمت غريب المكان، ولم يسمع سوي صوت الأغصان وهي تتلاعب بها الرياح...
بعد عشرين دقيقة، وصل المغتال أخيرا لمنتصف الغابة، حيث كان هناك مامجموعه عشرة أشخاص...
"لقد وصلت أخيرا..."
من بين محاربين عشرة، تقدم رجل بنبرة متعجرفة وشعره فضي يتمايل مع الرياح...
لم يكن دالك الشخص سوي إبن البابا، سامويل...
"سامويل، غطرستك وتعجرفك، ماتزال كما هي..."
قالت إلينا وهي على ركبتيها أمامه...
إقترب سامويل منها وبقوة أمسكها من شعرها وعيناه تتوهج...
"إلينا، متى أصبحت شجاعة لتتحدثي معي بهاده الطريقة..."
رغم نبرته مرتفعة لم تفتح إلينا عيناها، ورسمت إبتسامة صغيرة على وجهها...
"سامويل، لم قد ازيف حقيقة مشاعري وأنا على باب الموت، دعني أخبرك بشيئ، لقد خيبت أملي كثيرا، لم اعتقد أنك ستأخد جانبهم..."
ضحك سامويل بغطرسة من كلامها وبيده يسري قام بصفعها ببعض القوة...
"إلينا، أبي والملك، على حافة الجنون، إنهما من البشر سامين بقوة هائلة قادرة على قلب عالم، ومع دالك لم يستطيعى تغيير أي شيئ..."
"مع معرفتك أنهما قويين لتلك الذرجة، قررة بكل حماقة وغطرسة أن تكون عدوهما، لا بل أكثر من دالك، بدل أن تقف في صف أبي وتساعده..." عدت إلينا على شفتها سفلي بقليل من غضب "قررت خيانته وتأمر ضده، اي إبن انت أي، اغغااا..."
بغضب ضربها سامويل بقوة عاى معدتها، حتي سقطت على أرض...
"من تعتقدين نفسك، لمحاولت توبيخي او توجيه غضبك نحوي، أيتها لعينة..."
"اغغغغااااا..."
مع غضبه ركلها سامويل مجددا على معدتها، وبقوة وضع قدمه فوق رأسها...
مع ألمها أمسكت إلينا بمعدتها وهي تتنفس ببعض الصعوبة...
"إلينا، البشر ضعفاء بطبعهم، كانت تلك أكثر عبارة سمعتها من أبي، وعندما قابلتها أيقنت بالفعل أنها عبارة صحيحة..."
مع كلامه أخد شهيقا طويلا، وابعد قدمه عن رأسها، وأمسكها من شعرها ورفعها حتي أصبحا في نفس إرتفاع...
"سامويل أنا لا أخشي الموت أبدا، لكن قتلك لي لن يساعدك في أي شيئ..."
"لو كنت مكانك لما كنت واتقا جدا، فائدتك لي كبيرة جدا..."
قال وبيده يمني بدأ يتحسس وجهها، وببطء انزل يده نحو صدرها...
"إلينا صديقيني هاد سيؤلمك أكثر بكثير مما سيؤلمني..."
مع يده تتحسس صدرها أرسل سامويل موجة من طاقة عبر جسدها
"اغغغاااااااااااه...."
صرخت إلينا بصوت مرتفع جدا، جراء ألم كبير الذي يشتاح جسدها...
"ل... لقد علمت دالك، أ... أنت مجرد مختل عقليا..."
قالت بصوت منخفض وهي تلهث بشدة، بينما تحاول إستجماع نفسها...
"كلامك غير صحيح، لفترة قريبة فقط، كنت أحبك كثيرا إلينا، لكن الحب لايدوم أبدا..."
قال وبنفس القوة أرسل موجة أخري من طاقة عبر جسدها...
صرخت إلينا مجددا بقوة، بينما سقطت على ركبتيها جراء فشل قدميها في حملها...
"ف... فل تقم بقتلي، وأنه الأمر..."
صرخت إلينا في وجهه بصوتها ضعيف وهي لم تفتح عيناها أبدا لتنظر له...
"بالطبع سأفعل إلينا، لكن لم العجلة، لذينا الكثير من الوقت..."
"أحمق، أبي والفرسان الأربعة وأيضا صديقي سيصلون قريبا، موتك قد أصبح مضمونا أيها متغطرس..."
إبتسم سامويل بغطرسة وإزدادة إبتسامة إتساعا شيئا فشيئا وهو ينظر لها بدونية...
"إلينا عزيزتي، الجميلة التي أحببتها في سابق، سيكون هاد هو الوداع..."
مع كلامه سحبها من يدها ورفعها إلي حظنه، ووضع يداه إتنثان على وجهها...
مع إنتظارها لنهايتها، قام سامويل بتقبيلها من فمها غصبا عنها، وهو يتدوق شفتاها على شفتيه...
مع ضعفها وإنعدام طاقتها، لم تستطع إلينا دفعه او إبتعاد عن تلك قبلة التي جعلتها تشعر بالتقزز الشديد...
بعد عشر تواني، أبعد سامويل فمه عن فمها
"إلينا لم أشعر بشيئ مشابه أبدا لهاده القبلة التي أخدتها منك، ولن أفعل ابدا..."
مع كلامه توهجت يده اليمني بلون احمر، وبقوة ادخل سامويل أسابعه في مقلة عينها اليسري...
"اغغغغاااااااااااه.."
صرخت إلينا من ألم، بينما قبض سامويل على عينها وسط اسابعه وبقوة قام بقتلاعها...
بينما كانت إلينا تصرخ من ألم كبير جراء إقتلاع عينها اليسري، بنفس العنف والقوة قام سامويل بإقتلاع عينها اليمني أيضا، وتركها تسقط على ارض ودماء تتدفق على وجهها وتسقط على ارض في بركة صغيرة...
"العين اليمني والعين اليسري لذي، ما أحتاجه الآن هو القلب..."
تمتم سامويل لنفسه وبتوهج قام بإخفاء عيناها، و نظر لها وهي تصرخ من ألم بينما دماء على وجهها تزداد...
وبقوة إخترق صدرها بيده اليسري وقام بإقتلاع قلبها...
سقطت إلينا على بطنها وسط بركة من دماء وهي تلفض أنفاسها أخيرة
"فل يقتلع شخص ما رأسها، وعلقوها في إحدي أشجار..."
بتلك كلمات إستدار سامويل لمغادرة مكان بينما، شريط حياة إلينا يمر أمامها...
بدات ذكريات قديمة تمر أمام عيناها جعلتها ترغب في بكاء، وأخري جعلتها ترغب في ضحك بسعادة...
"مرحبا أيتها الصغيرة، حياة التشرد وحياة شارع ليست لفتاة ظريفة وجميلة متلك، ما رأيك هل ترغبين في ان اصبح والدك..."
لم تكن حياة جميلة نحوها أبدا، حيث تم تخلي عنها، وعاشت في شارع تحت المطر وتحت التلج وتحت الشمس الحارقة، بدون منزل وبدون طعام، وأكثر ما جعلها حزينة هي انها كانت بدون عائلة، وبدون حب...
حتي اللحظة التي إلتقط بي البابا القديس الذي أخرجها من حياة التشرد، ومنحها الحب وإهتمام، ومنحها منزل وأيضا طعام...
"أبي، شكرا لك، أنا إلينا كنت حقا سعيدة بكوني إبنة لشخص حنون وعظيم مثلك، شكرا لك..."
إنتقلت ذكرياتها بعد دالك لحديقة دابلة تبعت على حزن خلف قصر شخص الذي نعت بضلام المملكة...
"مرحبا، هل انت تعيش هنا..."
قفز طفل من فزع عند سماع صوتها وعيناه ترتجفان...
"إ.. إبتعدي من فضلك، إدي إقتربتي أكثر قد تتأدين، أنا شخص سيئ..."
لم تستطع إلينا سوي إبتسام بسعادة من تلك ذكري لها مع أرثر، الأول مرة إلتقت به وتكلمت معه...
"أرثر، عدني أننا سنبقي أصدقاء الأبد..."
"أجل أنا أعدك، حتي وإدي لم نلتقي كثيرا، سنبقي أصدقاء للأبد، فأنت إلينا، صديقتي الأولي والوحيدة..."
تغيرت إبتسامة إلينا لتعبير حزين جدا، وهي تتذكر دالك لقاء و دالك الكلام...
"أرثر صديقي، أنا أسفة الأني لم أكن معك، أنا حقا أسفة..."
بتلك ذكريات ودالك الشعور بالحزن والأسف على نفسها وعلى صديقها، وقف احد فرسان قرب رأسها وبيده فأس تلمع تحت دالك ضوء خافت للقمر...
وبضربة قوية منه، فصل المحارب رأس إلينا عن جسدها، حيث تطايرت دماؤها في مكان ..
ومن خلفه بحركة من أصابعه، رفع احد محاربين جسد إلينا ورأسها بخيوط رقيقة تكاد لا تري، وعلقها بين شجرتين...
ادا سامويل نظره من فوق كتفه بتعبير بارد نحو جسد إلينا معلق، وتوهج بارد كثلج يصدر من عينيه...
"فل ندهب، سيصلون قريبا..."
"إنتظر لقد أنجزت جزئي من إتفاق، لم يعد لديك ولذي معلمي أي علاقة الآن..."
قال مغتال بصوت بارد وعيناه مركزة على سامويل...
"بهاده المهمة، لم يعد كاسبر مدين لي بأي شيئ، يمكنك المغادرة..."
بتلك كلمات غادر المغتال، وبنفس الطريقة غادر سامويل ومن معه، عبر بوابة زرقاء صغيرة...
*********
بعد مغادرة سامويل و المغتال، على أطراف الغابة كان يتقدم ستة أشخاص بسرعة كبيرة...
كان داشينغ وفرسانه الخمسة، بتعبير بارد وتركيز عالي جدا...
"إلينا صغيرتي، أنا أسف حقا، يبدو أني متأخر جدا..."
قال دا شينغ بنبرة منخفضة وحزن على وجهه...
"مولاي هناك شخص خلفنا يتقدم بسرعة كبيرة، هل اتعامل معه..."
"لا، دالك الشخص هو أرثر، يبدو انه أتى من أجل إلينا أيضا..."
بحركة من يده توقف الجميع، وأدار نظرهم نحو ارثر الذي يتقدم بسرعة كبيرة....
لم يستغرق الأمر حتي خمس دقائق ليصل لمكانهم، كان يلهث من تعب، وعرق يتدلي على وجهه...
"دا شينغ، أنت توقفت، هل هاد يعني...؟!"
إرتجفت شفتى ارثر وعيناه إتسعتى من هول الفكرة التي في دهنه...
ادار دا شينغ نظره نحو منتصف الغابة...
"ستعلم عندما نصل..."
بتلك كلمات إرتجف جسد أرثر قليلا وإتسعت عيناه...
وبخفقان من اجنحته، حلق بسرعة اكبر نحو المكان...
بعد خمس دقائق نزل ارثر على ارض وعيناه ترتجفان، بينما انفاسه تقطعت وإنحبست داخل علقه...
لم تكن لذه قوة على حركة او قول اي شيئ، كان دالك المشهد كافيا ليجعل جسده يتحمد في مكانه..
جثثة إلينا معلقة بين شجرتين، بينما تم إقتلاع عيناها و قلبها، وفصل رأسها عن جسدها...
"ااه، إ..."
عجزت الكلمات عن الخروج من فمه وعجز جسده حتي عن التحرك لينزلها...
"صغيرتي، لن أطلب ان تسامحيني، أرجو فقط ان تجدي سعادة في الحياة الأخري..."
قال داشينغ وبحركة من إصبعه قطع جميع الخيوط، وأنزل جسدها ببطء نحو حضنه....
بحرقة كبيرة ودموع تتدفق من عيناه عانقها بقوة، وهو يبكي...
ومن خلف كان الفرسان الخمس في نفس حالته من الحزن...
"أخبرني أيها القس، لم..؟!، لم ماتت...؟!، ولم لم تنقذها من الموت...؟! "
لم يرفع داشينغ نظره عن إلينا، وبنبرت من حزن أجاب...
"لقد كانت طفلة جميلة وذكية وتحب الخير، وبمعرفتها ما سأمر به في مستقبل، قررت التضحية بنفسها من أجلنا، لنتجنب ما هو أسوء، إنها حقا طفلة جيدة، لم تستحق شخصا متلي ليكون والدها، لقد كانت تستحق حياة أفضل بكثير..."
نظر أرثر ببطء وحزن كبير يستحود عليه نحو دا شينغ ونحو جتتة إلينا...
"داشينغ، من فضلك أخبرني من هو المتسبب الحقيقي في هاد الحادث، أنا أعلم بالفعل ان أخي بينهم من اخرون...؟!"
"وما الذي ستفعله أيها الصغير...؟!"
توهجت عينى ارثر بغضب كبير وأنفاس قرمزية تخرج من فمه...
"أنا أعدك وأعد نفسي وإلينا، أني سأجعلهم يمرون بشيئ أسوء من الموت بألف مرة، سأجعلهم يتوسلون للحصول على موت..."
ببطء وضع داشينغ جتثة إلينا ووقف وعيناه تلتقيان بعيني أرثر...
"أنا سأهتم بجهتي من الأمر، انت فل تقم بلقاء شقيقك، وأرني كيف ستحقق هاد الوعد..."
بغضب قبض ارثر قبضته حتي إبيضت وعروق ضهرت عليها...
"لك دالك، لكن أخبرني كيف ستتعامل معهم، أيها القس..."
"في سابق كنت سأقلتهم بسرعة الأجعلهم يكفرون عن خطئهم في حياة أخري، لكن الآن، سأقتلهم ببطء وبطريقة تشفي حزني وغضبي عامر..."
بتلك الكلمات إستدار ارثر للمغادرة...
"إنتظر، يلان فل تذهبي معه، وساعديه..."
"أمرك مولاي..."
بسرعة حلق ارثر نحو وجهته وخلفه يلان
أيها الأطفال، سيرانيا اين أنتم....؟!
بعد أن إبتعد أرثر قليلا إستخدم تخاطر الإتصال بأطفال ثلاثة وسيرانيا، الذين لم يكونو موجودين في منتصف غابة، رغم انهم أسرع منه...
أبي نحن على أطراف الغابة، نحن أسفون جدا لقد حصل شيئ غريب جعلنا غير قادرين على دخول...
تجهم وجه أرثر بغضب كبير، وبسرعة حلق نحو مكانهم...
"أبي نحن أسفون جدا، لقد خيبنى أملك مجددا..."
إنحني أربعة بوجوه من عجز والخوف أمام أرثر الذي كانت عيونه تعطي شعورا بالرعب...
"الخطء ليس خطأكم، بل هو خطئي لأني كلفتكم بهاده المهمة، لقد كنت مخطئا في وضع تقتي بكم..."
إرتجفت أعين أربعة وغلف القلق والخزن وجوههم...
"أ.. أبي نحن..."
حاول ملاينر تبرير موقفهم لكن عيون أرثر الباردة جعلت القشعريرة تضرب جسده، مما جعل الكلمات تقف في حلقه...
"لقد تم قتل صديقتي بطريقة وحشية وفضيعة جدا، بينما كنتم تلعبون هنا وهناك، لقد وضعت تقتي بكم مرتين، وهاد كان خطأ مني، لكنه لن يتكرر أبدا..."
"م... مولاي هل ستتخلي عنى، بسبب كوننا عديمي النفع...؟!" قالت سيرانيا بنبرة منخفضة وهي غير قادرة على نظر في عيناه...
"أرثر، أعلم أنك حزين، وأنك غاضب، لكن لا تدع غضبك وحزنك يسلبك قدرتك على تحليل وقرأة مواقف..."
قبل أن ينطق أرثر بحكم على أربعة، تكلمت يلان محاولة جعله يفكر بمنطقية مجددا...
"توقف عن إستيراق السمع وأظهر نفسك كاسبر..."
من أمام الستة، بوابة صغيرة من ظلام ضهرت وخرج منها رجل في أربعين من عمره بملابس مريحة، ولحية طويلة وعيون زرقاء بلون سماء، مع تعبير غير قابل للقرأة على وجهه...
"الأمير أرثر، أنا أقدم خالص تعازي لم حصل لتلك الفت..."
قبل أن ينهي كاسبر كلامه، أطلق أرثر شعاعا عملاقا من برق من فمه، جعل أرض تتحول لحمم من شدة قوته...
"أنا لا أريد تعازيك أيها لعين، أنا أريد رأسك وقلبك..."
تصاعد غضب أرثر وهالته تتدفق من جسده جعلت الجميع حوله يصابون بالقشعريرة، والخوف الشديد منه...
"فل يتراجع الجميع، إدا تجرأ وتدخل أي أحد منكم، سأقتله بنفسي..."
بسرعة وبخوف منه تراجع إخوة تلاتة وسيرانيا وحتي يلان تراجع جسدها للخلف غصبا عن إرادتها...
"كاسبر أنت تعلم ما الذي فعلته صحيح...؟!"
على بعد عشر خطوات ظهر كاسبر مجددا لكن هاده المرة بدرع أسود يغطي كامل جسده...
"أنا لن أقدم أي أعذار أيها الأمير، لكن أنا لم يكن لذي خيار أخر، كان يجب علي إتمام تلك المهمة ..."
قال كاسبر وأخرج خنجرين بلون أسود وهالة من ظلام تنبعت منهما...
"وهل تعتقد أني أهتم بمشاكلك...؟!، ثق بكلامي أيها العجوز سأجعلك تمر بشيئ أسوء من الموت بألف مرة..."
قال أرثر وبهالة سوداء كبيرة تنبعت منه، ضهرت خمسة مخالب سوداء كبيرة على كل من يداه.
وبتقدم سريع بدأ إتنان يتصادمان بسرعة أعلى مما يمكن للعين رأيته...