112 - فل تستمتع كشخص عادي لبعض الوقت

"إنها النهاية، وداعا أخي صغير... "

بكلمات لا تحمل أي تعاطف إستدار شقيق ارثر لمغادرة مكان، بينما البوابة إبتلعت أرثر وإختفت من المكان...

"سموك هل أنت بخير...؟! "

إنحي أحد خدم الأمير بحترام وهو قلق على حالة سيده، الجسدية والذهنية...

"أجل انا بخير.. ." أمسك الأمير رأسه وهو يشعر بقليل من دوار...

*إلا الجميع، فل تجتمعو في مكان المتفق عليه، علينا إستعداد، لما هو قادم...*

إستعمل الأمير تخاطر بصوت حازم، وفي نفس الوقت إستجاب الجميع له بحترام وتوجهو نحو المكان المتفق عليه...

"هيا فل نذهب... "

"أمرك سيدي... "

(فل نبدء في وضع نهاية لهاده المهزلة لعينة...)

*******

في أحدي الغابات، يتقدم كبير الكنيسة الشمالية هو واربعة من ابنائه، بينما يحمل جثة إلينا بين يديه، وتعابير الحزن واضحة على وجه...

(أعظم إنتصارات تأتي بأعظم التضحيات، لقد كنت دائما أفكر، كيف يمكنني تصرف حول مسألة ليس بيدي شيئ لفعله تجاهها...)

رغم قوته وحظوره كواحد من أقوي الأشخاص في عالم، بشر سامي، من الأساطير الذين برز إسمهم في كل مكان يدهب إليه...

كانت تفكيره دائما حول كيفية حماية أبنائه، رغم كل ماوصل إليه من قوة، فهو غير قادر على فعل أي شيئ غير مشاهدتهم وهم يموتون أمامه...

"فل يتوقف الجميع..."

إستجاب الجميع لامر داشينغ، ووقفو في مكانه ينتظرون أوامره...

"فل يتراجع الجميع خلفي..."

دون معرفة نواياه، تراجع الجميع خلفه بينما رفع هو نظره نحو أعلى...

"توقفي عن الإختباء، وأخبريني بسبب قدومك...؟!"

مع كلماته صدر صوت الأجنحة ألماسية ترفرف فوق رأوسهم....

"إنه لشرف لقاؤك مجددا، داشينغ، اري أنك في حالة غير مناسبة للكلام..."

من فوقه نزلت إمرأة بأجنحة ألماسية جميلة خلفها وشعر فضي طويل بعيون بنية واسعة وبشرة بيضاء شاحبة، بدرع أبيض يتلألأ تحت ضوء القمر....

"جنس حوريات النجوم، أقوي محاربة عرفها وسيعرفها البحر النجمي، للعالم الأزرق، أتينا، هل لي أن أسأل سبب إعتراضك لطريقي..."

بتعبيره معتاد سأل داشينغ، مع تعابير قلق وإستفهام على أبنائه خلفه...

إنحنت المحاربة قليلا إحتراما له، وبنظرة واحدة منها جعلت كل أبنائه يسقطون على ركبهم غير قادرين على تحرك، أو فعل أي شيئ...

"أنا أسفة داشينغ، لكن على ضعفاء، عدم إغترار والوقوف في حظور من هو أعظم منهم، فل تبقو على أرض حتي ننتهي من نقاشنا..."

نظر داشينغ لأبنائه وهم عاجزون عن حركة وأعاد نظره مجددا نحو المحاربة أمامه...

"على ضعفاء عدم إغترار والوقوف في حظور أقوياء، إنه قول صحيح تماما، فهاد العالم قد تغير ولم يعد يقبل الضعفاء، لكن هاده عبارة ليست لهم فقط بل لك أيضا ... "

بتلك كلمات فتح داشينغ عيناه، التي كانت زرقاء بلون السماء، ونظر مباشرة في عيون محاربة أمامه، وهالته طاحنة تحيط بكل شيئ في مكان ...

"سأعيد سؤال مجددا، ما الذي تفعلينه بعتراضك لطريقي، أثينا، هل تردين الموت..."

لم ترجف المحاربة حتي وبنظرة حازمة أجابة...

"لذي رسالة من سيدي، أمير حوريات النجوم، أنا اسف حقا لما حدث لإبنتك داشينغ، لكن لا يمكنني سماح لك بقتل دالك طفل على أقل ليس الآن، فل تتراجع وقم بإعداد جنازة لإبنتك، هاده هي رسالة سيدي ..."

تغير هواء حول إتنين، وأصبح مليئا بتوتر والهالة طاحنة...

فكر داشينغ لبضع تواني في كلام محاربة أمامه، وبهدوء أغلق عينيه مجددا...

"أخبرني ما الذي يخطط له أميرك...؟!"

"كل ما أعلمه أنه يخطط لشيئ كبير، شيئ سيغير كل شيئ حسب كلامه، هاد كل ما أعرفه..."

عانق داشينغ إلينا بقوة على صدره ووجه سؤالا أخيرا...

"ماهو رأيه في هاده الحرب التي حدثت والتي ستحدت...؟!"

أنزلت أثينا نظرها نحو ارض بتعبير غريب...

"هو....، هو لا يتكلم أبدا عن دالك، بسبب مكانته لا أحد يجرؤ على سؤاله..."

"هاكذا إذن، حسنا فل تغادري، فل تأخدي معك دالك طفل... "

بخفقان من أجنحتها غادرة المحاربة أثينا المكان، بينما إستدار داشينغ للعودة لقصر إغريس...

"هيا جميعا، فل نغادر، علينا إجراء جنازة إلينا..."

(ما الذي تنوي على فعله أيها فتي، أرجو ان تسطع الشمس من جانبنا هاده المرة...)

مع تقدمه شعر داشينغ بقوة كبيرة قادمة من قصر الأميرة، وبلحظات إختفت، كانت المسافة الكبيرة، لكن تمكن من معرفة كل شيئ تقريبا...

"إذن إنه دالك الوقت مجددا، لا تخيب أملي أيها الصغير..."

(إذا لم تستطع حمايتها هناك، على أقل فل تكمل الطريق، فكل شيئ يعتمد عليك...)

******

في طابق السفلي، حيث سمع صوت تصادم السيوف وشرارات حمراء تتطاير في كل مكان...

"أرثر...؟! "

توقف هاكان وإكليس، وهما يشعران بإختفاء ارثر من وجود...

"هكان هل شعرت بدالك...؟! " أمسك إكليس صدره بقلق

"نعم لقد فعلت، أرثر قد إختفي، لم أعد أشعر بوجوده كما في سابق..."

اخفي هاكان سيفه وهو يفكر، قبل أن يقطع صوت تفكيره...

*إلا الجميع فل تجتمعو في غرفة الرئيسية حالا، نحن في خضم مشكلة كبيرة...*

صدر صوت سكارا في تخاطر، بنبرة تحمل القلق، وإستجابة لكلامه توجه الجميع للغرفة الرئيسية في قصر ارثر بأقسي مايستطيعون...

بعد حوالي عشر دقائق كان الجميع متواجدا بتعبير من قلق والخوف...

"الجميع هنا، نحن في مشكلة كبيرة، لابد انكم شعرت بدالك جميعا، لقد إختفي حظور ارثر... "

وقف كازوها وتقدم الأمام، بتعبير من غضب وحزن...

"لقد كنت موجودا في تلك حفلة، لقد اخبرني انه يواجه مشكلة، لكن..."

"توقف كازوها، لاداعي لتلوم نفسك، لقد اراد ارثر منك حماية الصغيرة ليلي وأياكا، لقد كنت تنفد اوامره فقط..."

صرحت إيرزا بصوت هادء ازاح قليل من من عبء عن كاهله...

"صحيح، ليست هناك حاجة ليلوم أي شخص نفسه، ايتها الصغيرة ليلي، هل يمكنك تأكد من إدا كان ارثر حيا ام لا..."

نضر هاكان ليلي وسأل بهدوء على امل حصول على قليل من أمل...

وضعت ليلي يدها على قلبها وهي تحاول معرفة أي شيئ...

"ل.. لا يمكنني معرفة اي شيئ، رغم أني وابي متصلان بروح، إلا انني لا أشعر بأي شيئ..."

مع هاد المقف الغريب الذي حدث فجأة، بدا الجميع في فقدان هدوئهم...

"هيا جميعا فل نذهب للبحث عنه، البقاء هنا لن يغير أي شيئ..."

وقف سكارا وبحركة من يده توجه نحو الخارج، وبنفس الشكل تبعه الجميع...

"تذكرو، نحن نبحث فقط، لا تقومو بأي شيئ غبي، أي حركة في غير مكانها قد تسبب كثير من مشاكل..."

"علم..." ×الجميع

********

فوق قمة أحد جبال، حيث الهواء بارد يهب مسحوب مع بعض الثلوج البيضاء التي زينت المنظر وأعطته جمالية خاصة....

كان هناك ضل لثلاتة أشخاص يحتسون شراب، وصوت ضحكهم يضرب في المكان بقوة، وإستمتاع واضح عليهم..

"هيا هيا أخي، فل تشربه كل في جرعة واحدة، هيا هيا هيا... هاهاهاها...."

مع صوت تشجيع، احتسي الرجل كاس كبيرة اخري وهو يضحك بقوة...

"هااااا، هاهاهاهاها، الأيام كهاده هي أجمل بحق يالرجل... "

"حسنا أعتقد ان ماشربته كافي، فل نكتفي بهاد القدر اليوم..."

من فوق كتفه، أخدت إمرأة الكأس من يده، وهي تتكلم بقليل من بهجة والفرحة...

"هاهاهاهاها، كلامك صحيح، ما رأيك أخي... "

"يبدو ان العجلة بدأت تتحرك... "

قال الرجل صاحب الضل أصغر، وهو ينظر نحو أفق بقليل من تجهم...

"يبدو ان طفل إغريس قد قام بحركته، سيلتقي أرثر بها..."

وقف رجل أخر وتقدم قرب صديقه، بينما المرأة تلف يداها حول رقبته وهي تطفو في هواء قربه...

"سنذهب نحن إثناء الإلتقاء بها، ورأية دالك الطفل ايضا، هل تريد قدوم صديقي..."

قالت المراة...

أطلقت الرجل ضحكة صغيرة، وبحركة من يده تبدد كل ضباب في مكان، ليضهر سماء الفجر الجميلة...

"أخبراني كيف يبدو هاد المنظر هل هو جميل كما كان.. ."

إبتسم إتنان وهما ينظران في عيون بعضهما

"أجل أخي، إنه حقا جميل، هاد المنظر يبقي هو أجمل ماهما طال الزمن ..."

"لضمان ان هاد المنظر سيبقي في مستقبل علينا نحن تلاثة البدء في تحرك أيضا..."

تغيرت نبرته وأصبح صوته أكثر حزما...

"سأذهب للقاء، شوغن، ملكة تنانين، لمناقشة بعض الأمور، وبعدها سألتقي بإغريس و داشينغ، علينا الحرص على كون هاده المرة ستكون هي الأخيرة..."

أخرجت المرأة زفيرا قصيرا ويداها محكمة حول عنق صديقها، وبصوت هادئ قالت...

" أجل يجب أن تكون هاده المرة هي أخيرة، لقد راقبنا دالك الفتي لبعض الوقت وهو مختلف تماما عن الجميع... "

"إدا قلت دالك فهو صحيح، إذن وداعا فل تستمتعا معها ومعه أيضا، وأيضا لا تنسيا المهمة أيضا ... "

"لاداعي للقلق أخي، نحن إتنان سننجز أمر بإتقان..."

بتلك كلمات إختفي الرجل من مكان كشبح ببتسامة صغيرة على وجهه...

"إذن عزيزتي أرتي هل نذهب للقائها، لابد أنها سعيدة جدا بقدومه لها..."

أطلقت المرأة أرتي ضحكة صغيرة وعلقت بخفة...

"بالطبع ستكون كدالك، فالحب شعور قوي جدا، أستطيع فهم مشاعرها جيدا، فأنا أيضا واقعة في حب بقوة..."

"" هاهاهاهاها، أنا اعلم دالك جيدا، إذن لنذهب..."

بفرقة من أسابعها إختفي إتنان هما أخران من المكان، حيث أدي إختفاؤهم إلي عودة تساقط التلوج على قمة الجبل ...

********

*منظور أرثر *

بعدما إبتلعتني البوابة، كان كل من جسدي وروحي في خطر إبادة...

لكن بطريقة ما تمكنت من تفادي دالك المصير المخيف...

والآن انا أطفو في فراغ غريب، يمتزج بين لون ازرق وأخضر...

"هااااه، بعد ان نجوت من موت، أنا اضيع في هاد الفضاء غريب، أشعر وكأنني غصن شجرة تتلاعب به الرياح..."

بعد مدة لم اعلم كم كانت هل هي بأيام او شهور ضهرت دائرة بيضاء غريبة امامي...

مددت يدي للمسها...

"مرحبا، هل انت أرثر، الذي يتكلم الجميع عنه...؟!" سألت الفتاة بخفة وإبتسامة جميلة على وجهها...

رفع الفتي رأسه، ونظر نحوها بتعجب...

"صحيح انا هو ارثر، ألم يخبروك أنه لايجب عليك قدوم لهاد المكان..." علق ارثر بتعبير قاسي وكانه يطلب منها المغادرة....

"لم دالك..؟!، لم لا يجب أن أكون هنا...؟!"

رفع أرثر حاجبه بتعجب وأمسك رأسه من سؤالها الغريب...

"أنت تعلمين شائعات حولي، الجميع يعلم اني شخص شرير وسيئ..."

"لم دالك..؟!، ما الذي فعلته...؟!"

حاول أرثر إجابة لكن لاشيئ يخطر بباله، كانت الفتاة أمامه تبتسم له، بينما كان هو حائرا في سؤالها...

"أري انك لم تفعل اي شيئ يستحق إطلاق عليك الشرير بسببه..."

بخفة قفزة الفتاة من فوق سياج وجلست قربه بينما تبتسم بسعادة...

"أنا أدعي إلينا، انا القديسة وإبنة البابا حاكم الكنيسة الشمالية..." قالت بنبرة من تباهي وهي ترفع دقنها عاليا...

تعجب ارثر من موقفها الغريب...

"فتاة غريب، لم اري شخص مثلك ابدا..."

اوووه، شيئ غريب حقا، لقد كانت هاده ذكريات ارثر، لقاؤه الأول مع إلينا...

إختفت الحلقة الغريبة وإستمررت في تحليق بلا هدف مجددا...

لكن لقاء ارثر وإلينا كان شيئا جميلا نوعا ما، فتاة صغيرة تجاهلت كل إشاعات وبدأت تتباها امامه بمكانتها...

إنه شيئ لا تراه كثيرا...

"مرحبا، بيل يبدو أنك مررت بالكثير..."

من امامي صدر صوت هادء لفتي صغير، ومعه ضرب ضوء قوي مكان، ومن خلاله تقدم فتي بشعر أسود طويل، وعيون من نفس لون ببتسامة جميلة وبشرة بيضاء شاحبة، لقد كان فتي وسيم في نفس عمري تقريبا...

"هاهاهاها...! يبدو انك غير متفاجئ بيل، من حقيقة اني اعرف إسمك..."

بهدوء عدلت وقوفي وانا انظر له في عينيه بتركيز...

"أنت هو ارثر صحيح...؟!"

"أجل انا هو ارثر، يبدو أنك كنت تنتظر هاد لقاء طويلا..."

إقتربت منه قليلا، لم أكن متفاجئ ابدا، لقد كنت اتوقع هاد لقاء مند بداية...

"أنا أسف أرثر، لقد فشلت في حمايتها، لم أكن قويا كفاية لحماية صديقتك الوحيدة، أنا حقا اسف...."

لم تكن هناك كلمة تصف مشاعري في هاده اللحظة، لم تكن إلينا شيئا لي، لكنها كانت صديقته الوحيدة...

وبما أني حصلت على جسده وفشلت في حمايتها، اقل ما أفعله هو إعتذار...

"لا داعي الإعتذار بيل، فكل شيئ حدث لم يكن ليتغير بأي طريقة، حتي لو كانت قربك في تلك لحظة، فقد كانت تلك هي نهاية رحلتها، لذالك لداعي الإعتذار، انت لم تفعل مايستحق إعتذار..."

كانت كلماته صادقة تصل عميقا لقلبي، كانت كمخدر حقا، طيبته وإبتسامة، كل شيئ به يجعلني أهدء بطريقة غريبة...

"إذن أرثر، هل ستشرح لي أي شيء...؟!"

"الأمر ليس أنني لا اريد بل لا أستطيع، لكنك قريبا جدا سوف تلتقي به، وبعدها ستعرف كل شيئ، ستعرف من انت ومن تكون، وما هي مهمتك..."

"ما الذي تعنيه بمهمتي..؟! هل هناك شيئ علي إنجازه...؟!"

"بيل، كل مايمكنني قوله، هو انه أنت وأنا كلانا على وشك إنهيار، وصدقني إذا حدث دالك، فكل شيئ أخر سيتحول لرماض، هاد العالم وكل من عليه..."

رفعت حاجباي بتعجب وقبل أن اقول اي شيئ، وضع أرثر يده على صدري...

"بيل، ستفهم كل شيئ عندما تلتقي به، لكن لا تقلق انا سأكون معك، لكن في وقت حاظر، فل تستمتع معها، فهي تنتضرك مند وقت طويل، وأرجو أن تحقق رغبتها..."

مع كلامه بدا ضوء غريب يغلفني، وفي نفس لحظة بدأ جسدي في إختفاء من مكان...

"إنتظر، مازال لذي كثير من أسئلة..."

"بيل، سأخد ذكرياتك لبعض الوقت، فل تستمتع كشخص عادي معها حتي يأتي الوقت مناسب لك..."

بعد تلك كلمات، لا أتذكر أي شيئ سوي أنه أغمي علي

ما الذي كان يعنيه بكل شيئ، وأيضا من تكون "تلك" التي ذكرها

2024/12/04 · 45 مشاهدة · 1926 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025