بين الغيوم البيضاء التي امتدت في السماء مثل بحر بلا نهاية، كان إغريس يحلق برشاقة مدهشة، جناحاه الأبيضيان ينبضان بخفة مع كل حركة، يبدوان كأنهما جزء من الطبيعة ذاتها. عينيه كانت مثبّتة على الأفق حيث بدأت الشمس تبزغ بفجرٍ ذهبي، منظر يخطف الأنفاس ويحمل في طياته شعوراً عميقاً بالسلام.

توقف للحظة في السماء، عينه تتأمل ذلك المشهد البديع. لكن وسط هذا الجمال، انبثقت في ذهنه صورة لمجموعة من الأشخاص. وجوههم مشرقة بالسعادة، أصوات ضحكاتهم تملأ أذنيه كأنها تعبر من الماضي إلى الحاضر. تلك الذكريات، رغم دفئها، كانت قادرة على إشعال شيء آخر داخله.

وضع إغريس يده على صدره حيث كان قلبه ينبض بقوة تكاد تمزقه.

"أنا..." حاول أن ينطق، لكن الكلمات ظلت عالقة في حلقه. شعور بالاختناق اجتاحه، واكتفى بأن يعض شفتيه السفلى بشدة، حتى سالت منها قطرة دم.

"إنه مؤلم... هذا حقاً يؤلم كثيراً..." همس بصوت مليء بالحزن والقهر، في حين أن عينيه المتوهجتين بدت وكأنهما على وشك الانهيار بدموع الحسرة.

"لا تندم، إغريس. إياك والندم."

فجأة، قُطع صمته بصوت عميق ونبرة حادة من خلفه. استدار ليرى رجلاً يقف هناك، يضع يده بثبات على كتفه.

"إن ندمت الآن، فهذا يعني أن حياتهم كانت بلا معنى. لا تخذل ذكرياتهم بالندم."

كانت كلمات الرجل قاسية لكنها محمّلة بثقل الحقيقة. شدّ قبضته على كتف إغريس كما لو كان يزرع القوة فيه من جديد.

تراجع إغريس خطوة للخلف، محاولاً استعادة هدوئه. رفع عينيه إلى الرجل وقال بصوت خافت:

"ما الذي تفعله هنا؟ ألم تكن مع أيتي وغيراي؟"

ابتسم الرجل، الذي كان يضاهي إغريس حجماً. بشرته السمراء اللامعة، وشعره الأسود الطويل الذي انسدل بعفوية، وندبة طويلة تمتد من جبينه إلى عينياه معا، جعلت مظهره يوحي بالقوة والهيبة . كان يرتدي ملابس خفيفة تبرز عضلاته المنحوتة بدقة.

"كنا نحن الثلاثة نشرب فوق قمة أحد الجبال منذ قليل. والآن أنا في طريقي لمقابلة رايدن، ملكة التنانين."

تنهد إغريس وقال بصوت منخفض:

"إذن، لقد حان وقت البدء..."

أومأ الرجل بجدية:

"صحيح. هذه المرة يجب أن تكون الأخيرة. إذا فشلنا، فالجميع سيموت. هذا العالم... وكل العوالم الأخرى ستنتهي."

نظر إغريس إلى الرجل للحظة، ثم قال ببرود:

"أخي جيرارد... هل عليّ أن أقتلهم فقط؟"

تغيرت ملامح جيرارد للحظة، عبوس خفيف ارتسم على وجهه قبل أن يربت على كتف إغريس برفق.

"افعل ذلك. لقد خانونا وخانوا الملك العظيم. اقتلهم، وأنا سأتولى أمر الباقين في عالم المقدش."

دون أي تعليق آخر، بدأ إغريس يتقدم بخطى ثابتة، بينما استدار جيرارد للجهة الأخرى.

قبل أن يبتعد تماماً، قال إغريس بصوت خافت مليء بالحزن:

"جيرارد... أنا آسف لما حدث لعينيك أخي. يمكنك أخذ عيناي كتعويض بعد أن ينتهي كل شيء."

توقف جيرارد للحظة، رفع يده إلى وجهه، وتحسس الندبة التي تمتد على عيناه. ابتسم ابتسامة هادئة وقال:

"لا تقلق، أخي. عيناي لا تساويان شيئاً مقارنة بك. يمكنني التضحية بأي شيء من أجلك... عيناي، يداي، أو حتى قدماي. لا يوجد شيء في هذا العالم أغلى عندي من إخوتي."

عند سماع تلك الكلمات، ارتسمت على وجه إغريس ابتسامة صغيرة، ثم فتح جناحيه وحلّق بعيداً دون أن يقول شيئاً آخر. وعلى الجانب الآخر، فعل جيرارد الشيء نفسه.

بعد عشرين دقيقة، وصل إغريس إلى المملكة التي قامت بخيانتهم وتخلي عن كل شيئ...

"أظهروا أنفسكم... وأخبروني، كيف تفضلون الموت؟"

من الفراغ، خرج جيش بأعداد هائلة، ألف رجل، صفوف متراصة كالأمواج العاتية. كانت نظراتهم مليئة بالعزيمة، أغلبهم متوسطي القوة، لكن أولئك العشرة في المقدمة كانوا مختلفين. هالتهم القوية، وأعينهم الباردة التي تشع بالتحدي، كانوا محاربين من الطراز النادر، كل واحد منهم قد قضى عمره في ساحة المعركة.

حدّق إغريس فيهم بصمت، عينيه الهادئتين تحملان ثقل آلاف المعارك التي خاضها. تنهد ببطء، ثم مد يده ليخرج سيفه الأبيض البهي، سيفًا بدا وكأنه مصنوع من نور نقي، يتوهج بوميض لا ينطفئ.

"هكذا إذن..." همس بصوتٍ يكاد يكون شفقة.

"إلى الجميع!" صرخ القائد من بين صفوف الجيش، "اهجموا عليه بكل قوتكم! لا ترحموا!"

كان صوت القائد يملأ المكان بالعزيمة، لكن في قلب إغريس، لم يكن هناك شيء سوى صمت قاتل. نظر إليهم وهم يندفعون نحوه كالإعصار، مشاعرهم واضحة: كراهية، خوف، وأمل بالانتصار.

(أجل... هذا هو الطريق الوحيد. الكلمات لا تُجدي هنا. السيوف هي اللغة الوحيدة التي نفهمها الآن.)

_في حظوري كل شيئ يتحول للعدم، أنا من أقف بحضرتي أمامكم، أنا الملك.._

رفع سيفه ببطء، وكأن العالم كله توقف لينتظر حركته. تنهد مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت تنهدة مليئة بالحزن.

"أنا آسف... آسف لأن الأمور وصلت إلى هذا الحد. كنت أتمنى أن يكون العالم مختلفًا، لكن هذا العالم لم يعد كما كان..."

في لحظة واحدة، غمرت هالة مهيبة المكان. الهواء نفسه ارتجف، وكأن الكون نفسه يخشى ما سيحدث. وبحركة واحدة فقط، ضرب إغريس بسيفه.

لم يكن هناك صراع، ولا صراخ. فقط وميض خاطف. في ثانية واحدة، تحول كل شيء إلى عدم. الجيش، بكل رجاله وقادته، اختفوا كما لو أنهم لم يكونوا موجودين أبدًا. لا دماء، لا صرخات ألم... فقط فراغ صامت يغمر المكان.

وقف إغريس في منتصف هذا الصمت، جناحاه الأبيضان ممدودان كأنهما يحاولان احتواء الحزن الذي يثقل قلبه. نظر إلى الفراغ الذي خلفه وراءه، عينيه تحملان مزيجًا من القوة واليأس.

"فلترقدوا في سلام..." قال بصوت هادئ، بينما كانت ملامحه تتصلب كأنه يحاول إخفاء ألم عميق. "لقد كنتم محاربين حقيقيين، وللأسف... العالم لم يترك لنا خيارًا آخر."

بخفقان واحد من جناحيه، ارتفع إلى السماء، مغادرًا المكان الذي شهد انطفاء ألف حياة...

في تلك اللحظة شهد العالم مجددا عن قوة واحد من أقوي البشر السامين....

*********

"أ..، أنا اسف..."

عبر غابة خضراء جميلة أشجار طويلة تمتد عاليا وتمد أغصانها كانها تغطي سماء، و جدورها منتشرة في مكان وسفوح خضراء تعم بالحياة وجمالية...

عبر كل دالك كان طفل يحمل بيضة كبيرة بيديه بينما يركض بقوة وهو يصرخ في نفس الوقت...

"إسمعني أيها الطائر لعين، أنا جائع، أنا على وشك الموت من الجوع، يمكنك وضع البيض في اي وقت تريد لم تهتم لبيضة واحدة..."

لم يكن صاحب صوت سوي ارثر الذي فقد ذكرياته وجزءا من قوته، ومن خلفه كان طائر عملاق يتبعه بإستماتة الإستعادة بيضته...

كان ارثر يقفز من شجرة الأخري، بخفة بينما يتجنب هجمات الطائر بصعوبة...

لكن في لحظة عودته الأرض، ضربه طائر بجناحه العملاقة، مما قدفه ليصتدم بشجرة امامه حتي تشققت...

"تبا هاد ليس جيدا..." تمتم ارثر لنفسه

بينما عجز جسده عن تحرك من ألم الشديد والجوع الذي يستهلكه...

بينما الطائر يقترب منه ببطء، وملامح الغضب تزداد شراسة، أغلق أرثر عينيه بابتسامة حزينة:

"أوه، لقد استيقظت قبل عشر دقائق فقط، ولا أتذكر حتى من أكون... ومع ذلك، هكذا ستنتهي القصة؟ يا لها من حياة قاسية..."

لكن فجأة، كسر صوت امرأة هادئ وجميل الصمت:

"هل ستستسلم بسهولة؟ هيا، أيها الصغير، انهض!"

فتح أرثر عينيه بتعجب، يبحث عن مصدر الصوت، لكنه لم يجد شيئًا.

"من السهل عليكِ قول ذلك... لكنني ضعيف، والضعفاء ليس لديهم رفاهية القتال..."

وبينما يحاول الحركة، قفز الطائر عاليًا، مستعدًا لتوجيه ضربته القاضية.

"هيا، انهض! تجنب هجومه!" قالت المرأة بصوت قوي هذه المرة، وكأنها تأمره بالتحرك.

بصعوبة، استجمع أرثر قواه وقفز جانبًا، متجنبًا المخلب القاتل. وقف بعدها وهو يلهث، قائلاً بابتسامة ضعيفة:

"أرأيتِ ذلك؟ لقد فعلتها… بالكاد، لكنني فعلتها."

"هاهاهاها! أحسنت، الآن ارتح. أنا سأتولى الباقي."

"مع كلامها سقط أرثر مغميا عليه.."

وبينما الطائر يقترب مرة أخرى، ظهرت فجأة امرأة بشعر أخضر طويل مربوط في ضفيرة واحدة، وبشرة بيضاء شاحبة، بجمال فاتن، كانت عيناها مغطاتين بعصابة، لكنها بدت واثقة وكأنها ترى العالم بأسره.

"كفى. ارحل الآن أيها الطائر الصغير."

بصوتها الهادئ، شعر الطائر بالخوف، وبدون أي تردد طار بعيدًا وكأنه يهرب من كارثة.

اقتربت المرأة ببطء من أرثر، الذي كان فاقدًا للوعي. انحنت لتعانقه بشدة، وكأنها وجدت قطعة من روحها الضائعة. كان في تلك اللحظة كل شيء حولها صامتًا، سوى نبضات قلبها التي تسارعت بسعادة لا يمكن وصفها.

همست بصوت مفعم بالمشاعر:

"أنت هنا أخيرًا... لا تعلم كم انتظرت هذه اللحظة. أ... أرجوك، لا تتركني مرة أخرى..."

دموعها كانت تمتزج بابتسامتها وهي تحكم احتضانه، وكأنها تخشى أن يكون كل هذا مجرد حلم سينتهي قريبًا.

"رائحتك... دفء بشرتك... أنفاسك ... كل شيء حقيقي. أنت هنا حقًا، هذا ليس حلمًا..." تمتمت بصوت متهدج، والدموع تنهمر بغزارة على وجنتيها، بينما أحكمت ذراعيها حول آرثر، كأنها تخشى أن يتلاشى إذا خفَّ عناقها.

ظلت تحتضنه بهذه الوضعية لعدة دقائق، بينما الزمن بدا كأنه توقف. كل ما حولها، الغابة المظلمة، والهواء المشبع برائحة الأوراق الرطبة، اختفى من عالمها. لم يبقَ سوى آرثر بين ذراعيها، وسعادتها التي تجاوزت حدودها.

بلطف يفوق التصور، رفعته بين ذراعيها وكأن جسده الهش كان أثمن ما تملكه. ثم، بخطوات واثقة، بدأت تتحرك نحو مكان آخر.

استدارت للحظة نحو الظلال المخفية بين الأشجار الكثيفة، وأطلقت صوتًا حادًا يملؤه التهديد:

"إسمعوني جيدًا، أيها الصغار. هذا الطفل تحت حمايتي. إذا تجرأ أي وحش منكم على الاقتراب منه... سأحول هذه الغابة وكل من فيها إلى رماد!"

صدى كلماتها انتشر كعاصفة في قلب الغابة، بينما الوحوش المخبأة بين الظلال تجمدت في أماكنها، تلتقط أنفاسها الثقيلة بفزع. هالة من القوة والهيبة أحاطت بها، جعلت كل شيء في الطبيعة يخضع لإرادتها.

وفي لحظة خاطفة، اختفت المرأة من مكانها، وظهرت قرب منزل أخضر منحوت بعناية داخل شجرة عملاقة. بصوت هادئ لكنه مشبع بالعزم، قالت:

"من الآن فصاعدًا، أنت بأمان معي. لن أسمح لأحد بأن يمسك أو يؤذيك مجددا ."

وضعت آرثر برفق على سرير ناعم، ثم رفعت يدها، لتضيء بريقًا دافئًا يشبه نور القمر. بلمسة واحدة، شُفيت جميع جروحه وكأن الألم لم يكن يومًا جزءًا من جسده.

بعد ساعة، تحرك آرثر ببطء وهو يفتح عينيه بتثاقل. "هممم... رأسي... أين أنا؟"

ابتسمت المرأة بهدوء من الجانب، وهي تجلس على كرسي خشبي بجانبه.

"أخيرًا استيقظت. كيف تشعر الآن

وضع آرثر يده على رأسه، محاولاً تهدئة دوار خفيف اجتاحه. في تلك اللحظة، أصدرت معدته صوتاً قوياً كسر الصمت. ابتسم بحرج بينما قال:

"هاهاها... أعتذر، لكني جائع جداً."

ضحكت المرأة بخفة وهي تلاحظ ارتباكه، ثم سارعت إلى تقديم طبق مليء بالطعام أمامه. كان الطعام يبدو شهياً، رائحته الزكية واهتمام التفاصيل في ترتيبه يعكسان جهداً وحباً كبيرين.

"تفضل، كل ما تشاء." قالت بابتسامة مشجعة.

نظر آرثر إلى الطبق بتردد بسيط، لكنه لم يستطع المقاومة. مد يده إلى الطعام وبدأ يأكل، لقمة بعد أخرى، بسرعة تنم عن جوع شديد. عينا المرأة تابعتاه باندهاش، وهو يغرق تماماً في لذة الطعام، حتى أن الدموع بدأت تنساب من عينيه.

"هل تبكي الآن؟" سألت المرأة وهي تنظر إليه بدهشة.

رفع آرثر عينيه الممتلئتين بالدموع وقال، بينما يستمر في الأكل:

"الطعام... لذيذ للغاية. أشعر وكأن العالم بدأ يحبني أخيراً."

وضعت المرأة يدها على ذقنها وهي تراقبه بعينين تحملان مزيجاً من الحنان والتأمل.

(كنت أعلم أنك عانيت كثيراً، لكن لم أتصور قط أن الأمر وصل إلى هذه المرحلة. ما الذي تفكر فيه أيها الملك لتأدي روحا بهذه البراءة والعفوية؟)

لم تستطع منع نفسها من التفكير في تلك الكلمات وهي تراقبه، بينما كان آرثر يبدو وكأنه يعيش لحظة نادرة من السعادة، فقط بتناول الطعام.

بعد أن أنهى طعامه، انحنى لها باحترام وقال:

"شكراً لك سيدتي... لقد أنقذتِ حياتي، مرتين."

ابتسمت المرأة بخفة وقالت وهي تشير له بالجلوس:

"لا عليك، اجلس هنا. دعنا نتحدث قليلاً عما ستفعله."

جلس الاثنان متقابلين، وبدأت المرأة الحديث بسؤال:

"إذن، أيها الصغير... هل تعرف من تكون؟ أو من أين أتيت؟"

أغلق آرثر عينيه بشدة، محاولاً البحث عن أي ذكرى أو إجابة، لكنه لم يجد شيئاً. بعد لحظة، فتح عينيه وقال بصوت منخفض:

"لا شيء. لا أستطيع تذكر اسمي أو لقبي، أو أي شيء آخر. لكن هناك شيء واحد أشعر به بوضوح... أنا منبوذ."

نظرت إليه المرأة بدهشة وعلّقت:

"ولمَ تعتقد ذلك، وأنت حتى لا تتذكر شيئاً عن نفسك؟"

توهجت عيناه فجأة، لكن خلف ذلك التوهج كان هناك خوف عميق، جعل يداه ترتجفان. قال بصوت يكاد لا يُسمع:

"لا أعلم، لكن حدسي وروحي يخبرانني بذلك... أنا مجرد شخص غير مرغوب به. لا أعرف لماذا، لكنني متأكد أن اختفائي سيجعل حياة الجميع أفضل."

كان جسده يرتجف، وكأن تلك الكلمات أثقلت قلبه. بدا وكأنه يتوق بشدة إلى حضن دافئ، إلى شخص يطمئنه أنه ليس وحيداً.

اقتربت المرأة منه بهدوء، ووضعت يدها على رأسه بحنان. قالت بصوت لطيف ودافئ:

"لا تتسرع في إصدار الأحكام، أيها الصغير. لا يمكنك أن تحكم على نفسك وأنت لم تستعد ذكرياتك بعد."

كانت كلماتها كنسمة هواء دافئة، جعلت دموعه تنهمر بغزارة. فقد آرثر رباطة جأشه تماماً، وأجهش بالبكاء.

بعد لحظة، مسحت دموعه بلطف وقالت بابتسامة:

"ما رأيك؟ هل تود البقاء هنا معي حتى تستعيد ذكرياتك؟"

رفع آرثر رأسه، وعيناه تلمعان بالأمل لأول مرة:

"هل ستسمحين لي بالبقاء؟"

داعبت المرأة شعره بلطف وقالت بابتسامة دافئة:

"بالطبع. أنا أيضاً بدأت أشعر بالوحدة هنا بمفردي."

2024/12/13 · 42 مشاهدة · 1941 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025